الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
إيران وروسيا والصراع على سوريا - ماجد كيالي
أضاف دخول روسيا مزيدا من التعقيدات على المشهد السوري، او على الصراع الدولي والاقليمي على سوريا، كما أثار معه عدداً من التساؤلات المتعلقة بطبيعة هذه الخطوة، وحدودها، وردود الفعل التي ستنتج عنها.

مفهوم أن روسيا وطوال السنوات الماضية، من عمر الانفجار السوري، ظلت تقف بعناد الى جانب النظام، تشد من أزره وتدعمه، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وتحول دون استصدار اي قرار دولي بشأنه. إلا ان الخطوة الأخيرة، والتي تتموضع فيها على عتبة التدخل العسكري المباشر، تعتبر، بكل المقاييس، تطورا نوعيا كبيرا في السياسة الروسية الخارجية، ونقلة كبيرة من الصراع بالأدوات السياسية، وعبر الوكلاء المحليين، إلى التدخل المباشر وبالوسائل العسكرية، لا سيما ان هذه سوريا، وليست شبه جزيرة القرم ولا شرق اوكرانيا.

ليس هذا هو التطور الوحيد من نوعه، الذي يزيد الأمور تعقيدا، ويضع علامات استفهام، في مشهد الصراع السوري، فثمة هدنة غريبة من نوعها، أيضاً، وتحمل معاني متعددة، في مكانها واطرافها وموضوعها. فهذه الهدنة يجري طبخها في تركيا، والتفاوض بشأنها يجري بين جماعات المعارضة المسلحة، وممثلين عن ايران، بالإضافة الى "حزب الله"؛ اي من دون مشاركة النظام. والأهم من هذين ان موضوع هذه الهدنة يتعلق بوقف القتال في قريتي الفوعة وكفريا، المحسوبتين على النظام، بحكم طابعهما المذهبي، وذلك مقابل وقف القتال في بلدتي الزبداني ومضايا، المحسوبتين على الطائفة "السنّية"، اي ان النقاش يجري علناً، وبصراحة، وفق هذه التقسيمات الطائفية ـ المذهبية، وكأنه لا يوجد شعب سوري، أو كأن الأمر لا يتعلق بتجنيب المدنيين هنا وهناك ويلات هذه الحرب الوحشية والمدمرة.

على أية حال فإن هذين المثالين، يؤكدان حقيقة باتت معروفة ومفادها أن الأطراف الدولية والاقليمية هي التي باتت تتحكم بمستقبل سوريا، ومصير السوريين، وأن الأطراف السورية، سواء كانت متمثلة بالنظام ومن معه، او المتمثلة بتشكيلات المعارضة السياسية والمسلحة على تفاوتاتها وتبايناتها، باتت خارج اللعبة، او على هامشها، او مجرد وقود لها.

لكن الفارق مع الدخول الروسي المباشر، على خطوط الصراع السورية، يكمن بما يمكن ان يشكله ذلك لإيران، لجهة تحديد من هو صاحب الكلمة الفصل في جبهة النظام، أي في التفاوض، وفي تقرير مستقبل سوريا، إيران ام روسيا؟ الميليشيات الطائفية الإيرانية ام الجيش الروسي؟ وهذان امران مهمان إذ لا يخفى على احد أن الخطوة الروسية تعني ان ايران اخفقت في ادارة الوضع السوري، وانها مع ميليشياتها، وضمنهم "حزب الله"، لم ينجحوا في كسر شوكة المعارضة، كما بدا ذلك واضحا أخيرا في ادلب ودمشق، وحتى في الزبداني، التي تقاتل منذ ثلاثة اشهر، والتي كبدت "حزب الله" خسائر فادحة بالارواح.


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة