الجمعه ٢٩ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ١, ٢٠١١
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
مصر
اوروبا مع انتقال سلمي للسلطة في مصر
دول تجلي رعاياها ومجموعات أجنبية تعلق انتاجها وتركيا تحذّر من اللااستقرار

حضت حكومات أوروبية أمس على انتقال سلمي الى الديموقراطية في مصر، وناشدت الرئيس المصري حسني مبارك  إنهاء القمع العنيف للمتظاهرين والسماح بفتح حوار في شأن مستقبل البلاد واطلاق المتظاهرين المعتقلين لانهاء الاضطراب الذي اجتاح البلاد، من غير أن تذهب الى حد مطالبته بالتنحي ودعت أنقرة حكومة مصر الى تلبية "المطالب المشروعة" لشعبها، لكنها حذرت من ان يطول انعدام الاستقرار في هذا البلد الذي تواصل دول اجلاء رعاياها منه وتعلق مجموعات أجنبية انتاجها فيه.


وأصدر وزراء الخارجية للدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بعد اجتماع قصير في بروكسيل بياناً دعوا فيه "السلطات المصرية الى بدء انتقال منظم الى حكومة ذات قاعدة واسعة مع احترام كامل لحكم القانون وحقوق الانسان والحريات الاساسية"، تمهيداً "لانتخابات حرة ونزيهة"، الا أنهم امتنعوا عن  دعوة مبارك الى التنحي.


وقالت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون أمام الصحافيين:"نحض السلطات على أن تطلق فوراً جميع المعتقلين الذين شاركوا في تظاهرات سلمية... الامر المهم للسلطات المصرية هو أن تجري حواراً مفتوحاً وسلمياً مع كل احزاب المعارضة والمجتمع المدني". ولفتت الى أن "ثمة حاجة الى طريق سلمي للمضي قدماً، واجراء  حوار مفتوح وجاد مع احزاب المعارضة وكل اجزاء المجتمع المدني ونعتقد ان هذا يجب ان يحصل الان". ولاحظت ان للمصريين مطالب مشروعة، وان على السلطات احترام الديموقراطية وحكم القانون وحقوق الانسان. ولم تذكر الرئيس مبارك بالاسم.

وفي لندن، أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"أن على مبارك اختيار رده بحذر على المتظاهرين. وقال: "ثمة حاجة الى انتقال منظم ومناسب الى وضع أكثر ديموقراطية حيث تكون ثمة حقوق أكبر وحريات أكبر... هذا القمع... سينتهي على نحو سيئ لمصر، وسيئ للعالم. انه الخيار الخاطئ". الا أنه لم يدع مبارك الى الاذعان لمطالب المتظاهرين بالتنحي، قائلا: "من المهم جداً أننا، الرئيس (الاميركي باراك) أوباما وأنا، لا نقول من يجب أن يحكم هذا أو ذلك البلد".
وحذر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني المصريين من التحسب لاحتمال سيطرة اسلاميين على السلطة. وقال: "أنا متأكد من أن المصريين سيختارون الديموقراطية والحقوق المدنية، لا التطرف أو الراديكالية".


وأفاد ديبلوماسي أوروبي أنه لا تزال ثمة خلافات على طريقة التعامل مع حكومة مبارك. وقال إن بعض الدول يريد أن يحض الاتحاد الاوروبي الرجل القوي لمصر على التنحي، فيما يريد آخرون منحه مزيداً من الوقت لتأليف حكومة انتقالية.

تركيا
وفي أنقرة، صرح نائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجيك بعد اجتماع للحكومة: "نعتقد انه يجب تمكين الشعب المصري من ممارسة حقوقه الاساسية وحرياته في شكل مشروع، والتعبير عن مطالبه بوسائل ديموقراطية غير عنفية"، آملاً في أن" تتمكن مصر ... والدول الاخرى التي شهدت توترات من تجاوز هذا الامر من طريق اتخاذ اجراءات تلبي المطالب المشروعة لشعوبها".
وبدت دول آسيوية أكثر حذراً في ردودها على ما يجري في مصر.
وأملت وزارة الخارجية الصينية في عودة الاستقرار الى مصر قريباً.
وأصدرت وزارتا الخارجية اليابانية والهندية بيانين مماثلين.
وفي الكويت، دعا عشرات الناشطين الخليجيين المنضوين تحت لواء "منتدى المجتمع المدني" الدول العربية الى الامتناع عن دعم النظام في مصر، مؤكدين تأييدهم للتحركات الشعبية المطالبة بسقوط "النظام الاستبدادي".

 الغاء حجوزات واجلاءات
وفي مواجهة حركة احتجاجية متصاعدة، علقت شركات سفر رحلاتها أو الغت حجوزات في ذروة موسم السياحة، القطاع الذي يشكل مورداً رئيسيا لمصر التي زارها 14،7 مليون شخص عام 2010. وتزاحمت الاحد مجموعات كبيرة من السياح والاجانب المقيمين في مصر، وكذلك من المصريين القلقين، على مكاتب حجز تذاكر السفر في مطار القاهرة في محاولة لمغادرة البلاد باي ثمن.
وفي مؤشر للقلق المتزايد، اعلن  بعض الشركات الاجنبية تعليق نشاطاته، ومنها الشركة الدانماركية البحرية العملاقة "اي بي مولر ميرسك" وشركة انتاج الاسمنت الفرنسية "لافارج" وشركة انتاج السيارات "نيسان".


وكانت  "لافارج" ومصرف "كريدي اغريكول" و"فرانس تيليكوم" و"لوك اويل" النفطية الروسية و"نوفاتيك" لانتاج الغاز، قررت اجلاء عائلات موظفيها الاجانب وبعض او جميع هؤلاء الموظفين. وارسلت دول عدة، بينها كندا والولايات المتحدة وليبيا ولبنان وتايلاند واليابان واوستراليا، طائرات لاجلاء رعاياها.
وفي اوروبا، لم توجه الحكومات دعوات الى مغادرة البلاد  ولا نظمت عمليات اجلاء، لكنها نصحت مواطنيها بعدم التوجه الى مصر، واعلنت انها تراقب من كثب تطورات الوضع.
وقررت اليونان ارسال طائرات عسكرية الى مصر لاعادة رعاياها، بينما قالت البرتغال انها سترسل طائرة لاعادة البرتغاليين "الراغبين" في العودة، وقدرت عدد المعنيين بنحو مئة شخص.
وطلبت برلين من شركات "درس امكاناتها الاضافية من الطائرات لوضعها في الخدمة لنقل ركاب من القاهرة".


واوصت بريطانيا رعاياها بمغادرة القاهرة والاسكندرية والسويس، معتبرة ان الوضع "لم يبلغ مرحلة تتطلب استئجار طائرات واجلاء عدد كبير من الاشخاص".
وطلبت موسكو من 70 الف روسي تقريباً، بينهم 30 الفاً يعملون في شركات، ملازمة بيوتهم او  الفنادق.
واعادت اسرائيل عائلات ديبلوماسييها، بينما تحاول فيينا اعادة النمسويين الراغبين في ذلك.
وعلقت  شركات السفر رحلاتها وبدأت تنظم عمليات اعادة السياح، وخصوصا 30 الف بريطاني واربعة آلاف بلجيكي و15 الف أسوجي و2500 فنلندي واكثر من الف فرنسي.
ونظمت شركة الخطوط الجوية السعودية 26 رحلة خلال الاسبوع لاعادة المواطنين.

الرعايا الاميركيون
وفي واشنطن، أفادت وزارة الخارجية الاميركية أن 2400 أميركي طلبوا مغادرة مصر، بينهم 220 تركوا البلاد أمس. وكانت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية ومسؤولة الشؤون القنصلية جانيس جاكوبز صرحت بان على "الرعايا الاميركيين في مصر الاستعداد للرحيل في اسرع وقت". واشارت الى انها تجهل العدد المحدد للاميركيين الراغبين في مغادرة مصر، الا أنها أوضحت أن اجلاءهم بالطائرات سيستغرق اياماً. ولفتت الى ان اثينا واسطنبول ونيقوسيا ستكون المدن التي قد يرحل المواطنون الاميركيون اليها في انتظار ان تنجلي صورة الوضع في مصر.
وأعلن مدير خلية الازمة لدى رئاسة الوزراء محمد ارسو أن تركيا اعادت في اليومين الاخيرين 1444 من رعاياها من مصر، مستخدمة طائرات تابعة للخطوط الجوية التركية.
واعلنت أذربيجان انها ستجلي رعاياها من مصر بعدما قتل موظف من سفارتها السبت على هامش حركة الاحتجاج .


وفي تونس، أفاد مصدر ملاحي ان الخطوط الجوية التونسية ستجلي ضمن رحلة عادية 150 تونسياً مساء امس من مصر.  وبدأت ليبيا الاحد تسيير جسر جوي الى مصر لاجلاء رعاياها.
وقد اعلنت الشركات السياحية الفرنسية والبلجيكية والاسكندينافية تعليق رحلاتها الى مصر.


من جهتها، اعلنت اوستراليا انها ستستأجر رحلة خاصة لاجلاء رعاياها من مصر، ودعت الحكومة المصرية الى "احترام الرغبات المشروعة" لشعبها.  واخيراً، اعلنت كندا انها ستتولى اجلاء رعاياها من مصر.


* وفي الكويت، دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" حكومات منطقة الشرق الاوسط الى الافادة من درس تونس ومصر من أجل تحسين وضع الحريات العامة لشعوبها.
 (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ، ي ب أ)



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة