تعددت "الأطراف المعنية في اليمن" فكثرت "الأطراف المعنية باليمن"، واهتم العالم بالبلد الملتهب جنوب غرب الجزيرة العربية، المندمج بمصالحهم. وبتأثير هذا التشابك العالمي تحولت مقولة – وفعلة - "التدخل في الشؤون الداخلية" من "وصاية" إلى "شراكة" الاهتمام في الشأن الداخلي لليمن الموحد أو اليمن "المهدد" بوحدته! كثيرون من "أصدقاء اليمن" المهدد، يفصحون عن مخاوفهم تجاه الظاهرة العربية الجديدة: "اليمننة"؛ حتى صار مجلسُ الأمن الدولي "مجلسَ (اليمن) الدولي" لتوالي قراراته وبياناته عن الشأن اليمني وما تشتمله من محاور ومجالات، لا يغفلون عنها، أمنية وسياسية واقتصادية وإنسانية. وتحديداً المجال الإنساني بتداعياته المُسقَطة من جداول حسابات وخطط –إن كان هناك خطط- الساسة اليمنيين المنشطرين بين صراع "الشرعية والتبعية"!.
حلّق بعض أعضاء "مجموعة أصدقاء اليمن" في أجواء الصراع اليمني مع ظهورهم رعاةً لحوار ودعاةً للقاء المعنيين اليمنيين بالرياض ثم مسقط فجنيف. مما يوجب حوارهم "كمعنيين" مباشرين دوليين وإقليميين، وإن لم تومض إشارات عن ذهابهم هم، قبل المعنيين اليمنيين، إلى الحوار المباشر حول حلبة الصراع الإقليمي الدولي المتجدد: أي اليمن.
تحاور بعض "المعنيين باليمن"، ولكن سبح حوارهم في الفلك "النووي الإيراني" مترقبين تفاصيل الاتفاق الدولي بشأنه ونتائجه، فـ"تحالفت" مخاوفهم على اليمن كواحد من بلدان الربيع العربي الذي أثمر فيه النفوذ الإيراني على حين غرةٍ من نافذين آخرين ظلوا يعلنون حرصهم على أمن اليمن ووحدته واستقراره!
حوار المعنيين باليمن ينتظره ويرجوه المهتمون بالشأن اليمني. لأن حرصَهم المعلن عليه يستوجب الحوار المباشر بين المعنيين: "مجموعة أصدقاء اليمن" وبين الدول "المعنية" و"المستثناة" من المجموعة منذ نشوئها عام 2010. والأمل تمام ذلك قبل استنزاف المزيد من "الدم" اليمني و"المال" الإقليمي و"السلاح" الدولي. لماذا يُطلب حوار المعنيين باليمن؟
... مهما امتلك "المعنيون اليمنيون" من ساسة و"أبناء اليمن" تأثيراً واستقلالاً داخلياً (كما يفترض!) فإن اتفاقهم آخر المطاف، بقرارهم طبعاً كـ"أطراف معنية"، متأثرٌ بتعاون جميع المعنيين باليمن (كونه متأثراً بتناقضهم أصلاً).
هذا متى اتفق المعنيون جميعاً على شكل "لا مركزي" لدعم اليمن، اتساقاً مع رؤية أحد المعنيين الدارسين للوضع جيداً ومدى الارتباط بمستقبل دول الجوار، وخصّ بالذكر السعودية - قبل الطارئ على حاضر علاقة البلدين- معتقداً بأن "استقرارَ اليمن على المدى البعيد يعتمدُ على علاقاتٍ جيدة وتواصلٍ إيجابي مع السعودية لأنها مركزيةٌ لأي جهود دولية لمساعدة اليمن".
... مهما تناقضت "مشاعر البشر" تجاه الوقائع الثابتة، وولّدت "العواصف" عواطف ومشاعر سخط، فإن ذاك أمرٌ محفور في وقائع التاريخ].
لا بد إذاً من "جهودٍ لا مركزية دولية" تساعد اليمن ودول الجوار على الخروج الآمن -وبأي كلفة- من المضيق المصطنع أخيراً، لكي تستعاد "مركزية أي دعم إقليمي" مقابل "مركزية القرار الوطني اليمني" فيجري "تأمين مستقبل" استقرار المنطقة.
ما لم يدُر "حوار المعنيين باليمن" أولاً سيظل شبح "الحِراب" مخيماً على مستقبل اليمن ومصيره المشترك والمحتوم مع جواره. فهلاّ يفعلها المعنيون باليمن و"يهرولون" إلى الحوار، توكيداً لـ"وحدة موقفهم" تجاه اليمن باعتبار استقراره واستمرار وحدته مصلحةً عالمية كما يقولون.
|