الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢, ٢٠١٤
المصدر: موقع كل الاردن
هكذا يرى الأردنيون الأمور! - محمد ابو رمان
المؤشر الأول المهم في استطلاع اتجاهات الرأي العام الأردني، الذي أَعلن نتائجه، أمس، مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة، حول مصادر التهديد الأمني، يتمثّل في أنّه بالرغم من إعلان الأردن المشاركة في الحرب على 'داعش'، من جهة، واعتبار أغلبية الأردنيين 'داعش' تنظيماً إرهابياً، وليس منظمة مقاومة مشروعة، إلاّ أنّه من الواضح أنّ الرأي العام يتعامل مع هذا الخطر ليس بوصفه أمراً مرعباً وشبحاً يخيّم فوق رؤوسهم.ما تزال الهموم الاقتصادية والمعيشية تتصدر اهتمام الأردنيين وأولوياتهم وهمومهم بصورة واضحة. 

وربما يتّضح ذلك عبر إجابة العينة الوطنية عن سؤال أخطر مشكلة تواجه الأردن؛ إذ رأت الأغلبية أنّها المشكلة الاقتصادية بنسبة 72 %، فكثرة اللاجئين 9 %، ثم الفساد والمحسوبية والواسطة بنسبة 5 %.الجديد في استطلاع الرأي هو الحديث عن موقف الرأي العام من 'داعش' و'جبهة النصرة'، وتغيّر نظرته لحزب الله اللبناني و'القاعدة'. فبالنسبة لداعش، يرى 62 % بأنّها منظمة إرهابية، بينما يرى 10 % بأنّها غير إرهابية.

أما 'جبهة النصرة'، فيرى فقط 31 % أنّها منظمة إرهابية، و17 % غير إرهابية.ليست هذه النسب هي الأكثر أهمية، التي من المفترض أن تحظى بقراءة دقيقة لدى المسؤولين، بل هي النسبة الكبيرة لمن أجابوا بأنّهم لا يستطيعون تحديد ما إذا كانت 'داعش' أو 'جبهة النصرة' منظمتي مقاومة مشروعة أم إرهابيتين؛ ففي حالة 'داعش' هناك نسبة 28 % غير متأكدين أو لا يعرفون، وفي 'النصرة' نسبة 52 %. 

وهذه النسبة كبيرة ولافتة؛ إما لأنّ البعض يؤيد هذه الجماعات ولا يصرّح بذلك، أو لأنّه فعلاً حائر لا يمتلك توصيفاً دقيقاً لها.الدلالة هنا أنّه بينما يدخل الأردن، رسمياً، في حيّز التحالف الدولي والإقليمي على هذه التنظيمات، فإن نسبة معتبرة وكبيرة من الرأي العام الأردني محتارة في تصنيفها والموقف منها. وفي ظنّي ما يزيد من أهمية هذه الأرقام، هو أنّ هناك نسبة 65 % من الرأي العام فقط ترى في 'داعش' مصدر تهديد لاستقرار الأردن، بينما يرى 5 % فقط 'النصرة' مصدراً للتهديد، و'القاعدة' 3 %.

من الضروري الإشارة في هذا السياق إلى أنّ هذا الاستطلاع أجري قبل تشكيل التحالف الدولي والإقليمي العربي، وبدء الحرب الراهنة على 'داعش'؛ فيما تشير تقارير إعلامية وتقديرات انطباعية بأنّ هذه الحرب وما تحمله من تناقضات ستزيد من نسبة المتعاطفين مع 'داعش' و'النصرة' في العالم العربي، وهو ما سيتأثر به -كالعادة- الرأي العام الأردني؛ ما يعني أن مساحة اللون الرمادي مرشّحة للتمدّد والتوسّع.

وكما فهمت من د. موسى شتيوي (مدير مركز الدراسات الاستراتيجية)، فإنّ المركز سيقوم بإعادة تقييم هذه المعلومات على ضوء التطورات الأخيرة، ومقارنة النسب ببعضها.المعطى الآخر المهم في الاستطلاع، يتمثّل في موقف الرأي العام الأردني من حزب الله اللبناني، وهو الموقف الذي تنبأ كثيرون بأنّه سيتأثر كثيراً بدور الحزب في الأوضاع في سورية، وهذا ما حدث؛ بانخفاض وتراجع شعبية الحزب لكن بصورة متطرفة وسافرة؛ إذ أفاد فقط 19 % بأنّهم يرون الحزب منظمة مقاومة مشروعة، مقارنةً بـ84 % في العام 2004. 

أي هنالك منحدر هائل وكبير في صورة الحزب لدى الرأي العام الأردني خلال الأعوام الماضية، بينما يرى 37 % بأنّه منظمة إرهابية مقارنة بـ3 % فقط في العام 2004!في الخلاصة، هنالك مساحة رمادية واسعة وضبابية في موقف الأردنيين من المنظمات السابقة، ما يعكس عدم وجود رؤية توافقية وطنية واضحة وراسخة لمصادر تهديد الأمن الوطني، أو تبايناً صارخاً بين تقديرات دوائر القرار والرأي العام في هذه اللحظة التاريخية الحسّاسة.

(الغد)


الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
العاهل الأردني يكلف لجنة للإصلاح... ويتعهد تبني توصياتها ومنع التدخلات
الأردن: 18 موقوفاً بتهمة محاولة زعزعة استقرار البلاد في قضية «الفتنة»
مجلس النواب الأردني يقر موازنة البلاد بالأغلبية
العاهل الأردني: ليس مقبولاً خسارة أي مواطن نتيجة الإهمال
الأردن: توقيف 5 مسؤولين بعد وفاة مرضى بكورونا جراء انقطاع الأكسجين
مقالات ذات صلة
مئوية الشيخ المناضل كايد مفلح عبيدات
الأزمة اللبنانية والتجربة الأردنية - مروان المعشر
انتفاضة نيسان 1989: أين كنا وكيف أصبحنا ؟
حقوق المراة الاردنية 2019 - سليمان صويص
يوميات حياة تشهق أنفاسها في البحر الميت - موسى برهومة
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة