الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٩, ٢٠١٤
المصدر: موقع كل الاردن
الشعب الأردني تم إقحامه في حرب معلنة مع داعش دون استشارته! - انيس الخصاونة
دخول الدولة أي دولة في حرب مع دولة أو جهة أخرى قرار خطير ويتعلق بأمن البلاد واستقرارها ولا يجوز أن يكون ذلك بيد شخص واحد دون الرجوع للشعب وإشراكه في هذا القرار الهام جدا خصوصا لما يترتب على الدخول في حالة حرب من خسائر وضحايا ودمار والأهم من ذلك إعطاء الطرف الذي أعلنت عليه الحرب الذريعة والمسوغات التي تجعله يستهدف الدولة التي دخلت في حالة حرب معه. في الولايات المتحدة وافق الكونجرس الأمريكي على تدخل الجيش الأمريكي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ولكن بعد جدالات ونقاشات ومداولات طويلة ومريرة وبعد تقديم إدارة أوباما للحجج والمبررات المقنعة للدخول في حالة حرب على داعش ومن هذه المبررات إعلان داعش صراحة استهدافها للمصالح الأمريكية. هذه الصورة لم تكن بعيدة عن الوضع في بريطانيا التي حصلت حكومتها اليوم على موافقة ممثلي الشعب على الدخول في حالة حرب على داعش.

الوضع في الأردن وربما في عدد من الدول العربية مختلف تماما حيث ان الانضمام لتحالف ضد حماس أو داعش أو أي دولة أو منظمة هو قرار خاص برئيس الدولة ولا يستشار الشعب الذي سيتحمل تداعيات ونتائج وخسائر هذه الحرب المادية والبشرية بمثل هكذا قرار .صحيح أن الملك بحكم الدستور هو من يعلن الحرب ولكن ذلك الحق ليس حقا مطلقا ومفتوحا دون استشارة للشعب وممثليه وإلا لأصبح الدخول في حروب وصراعات قضية تخضع لمزاج وتقدير وقرار رجل واحد يخطئ ويصيب ويمكن أن يحسن التقدير أو يسيئه ويمكن أن يقع تحت تأثيرات من جهات داخلية وخارجية لها مصالح في إقحام دولتنا في حالة حرب مع دول أو منظمات هي أصلا لا تستهدفنا .داعش لم تهدد الأردن ولم تدعي أن دخول الأراضي الأردنية هو من خططها فلماذا هذا الاستنفار الأردني والدخول في تحالفات دولية ضد داعش وهذه الصفارات في عمان ونقاط التفتيش والترويج والحشد الإعلامي الذي جعل المواطن الأردني يشعر أنه في أجواء الحرب العالمية الثالثة في وقت تمر الدولة الأردنية بأزمة وهرج ومرج ولغط ما زال يسيطر على أحاديث الأردنيين بخصوص غزوة عجلون ،والغموض الكبير والتعتيم الرسمي على ما جرى، ومن الذي قام بالعملية، ومن الذي برمجها ومن نفذها، وما دور اليهود فيها، وأين ذهبت الكنوز، وما دور الديوان الملكي، وما سبب وجود أحد الأمراء على رأس العملية برفقة رئيس الديون الملكي ؟ .لم يرى الأردنيون هذا الإستعجال والتحالفات والاستنفار الرسمي عندما كانت غزة تقصف وتدمر ويقتل أبنائها من قبل العدو الصهيوني ولم نشهد تحالفات لوقف القتال وإنما شهدنا تحالفات مع اسرائيل لمحاصرة المقاومة والتضييق عليها..

لا نعتقد بأن من الحكمة أن يكون قرار الدخول في حرب مع أي جهة هو بيد شخص واحد وأن الدستور الأردني أشار إلى أن قرار الإعلان عن الدخول في الحرب وليس سلطة التقرير المعنوية والقانونية هي بكاملها سلطة خاصة بالملك يستخدمها متى وأينما شاء. الشعوب هي التي تتحمل نتائج الحروب وتكابد مآسيها وويلاتها وتدفع من دم أبنائها وقودا لهذه الحروب ولذلك فإنه ليس من المعقول من الناحيتين الأدبية والمعنوية والأخلاقية وحتى القانونية إقحام البلاد في حرب مع داعش أو غيرها دون رأي الشعب وموافقته .بريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول الديمقراطية تعرف أهمية الدخول في الحروب وكلفها وأهمية موافقة الشعوب التي تمول هذه الحروب بشريا وماديا على قرار الدخول في الحرب .دخول الأردن في حرب مفتوحة مع داعش خطأ جسيم أدخل الشعب الأردني دائرة الصراع ونحن لسنا مستهدفين من قبل داعش وقد كان من الضروري طرح قرار الدخول في الحرب للنقاش والحوار من قبل ممثلي الشعب وقواه الحية .التفرد في اتخاذ قرارات هامة مثل قرار دخول الدولة في حالة حرب مع دولة أو جهة أخرى ينبغي أن لا يكون صلاحية حصرية لقيادة الدولة كما أن الدستور الأردني أعطى للملك صلاحية إعلان الحرب وليس صلاحية التفرد بقرار الدخول في الحرب التي يدفع كلفتها الشعب.الشعب الأردني مستفرد بكنوزه ومستفرد بمقدراته ومستفرد بقرارت دخوله الحرب دون علمه أو استشارته للأسف فإلى متى؟؟؟


28-09-2014 11:58 AM



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
العاهل الأردني يكلف لجنة للإصلاح... ويتعهد تبني توصياتها ومنع التدخلات
الأردن: 18 موقوفاً بتهمة محاولة زعزعة استقرار البلاد في قضية «الفتنة»
مجلس النواب الأردني يقر موازنة البلاد بالأغلبية
العاهل الأردني: ليس مقبولاً خسارة أي مواطن نتيجة الإهمال
الأردن: توقيف 5 مسؤولين بعد وفاة مرضى بكورونا جراء انقطاع الأكسجين
مقالات ذات صلة
مئوية الشيخ المناضل كايد مفلح عبيدات
الأزمة اللبنانية والتجربة الأردنية - مروان المعشر
انتفاضة نيسان 1989: أين كنا وكيف أصبحنا ؟
حقوق المراة الاردنية 2019 - سليمان صويص
يوميات حياة تشهق أنفاسها في البحر الميت - موسى برهومة
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة