صنعاء - أبوبكر عبدالله
بُعيد إعلان لندن وباريس تصعيد الضغوط على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتنحي سلميا أو إصدار قرار من مجلس الأمن يرغمه التوقيع على المبادرة الخليجية، أعلن الرئيس اليمني أمس أنه سيتنحى عن الحكم خلال أيام وسط تقارير تحدثت عن تدهور حاله الصحية وشروع صنعاء في ترتيبات لنقله إلى المانيا للعلاج .

وكان علي صالح يتحدث أمام أعضاء من مجلسي النواب والشورى زاروه في القصر الجمهوري، وقال: "ارفض السلطة وسأرفضها في الأيام المقبلة ... سأتخلى عنها"، مشيرا إلى "وجود رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سيمسكون بالسلطة من المدنيين والعسكريين". لكنه أكد أنه لن يسلم السلطة إلى "مخربين". وكشف عزمه دعوة مجلسي النواب والشورى إلى اجتماع مشترك في الأيام المقبلة "لوضع الشعب أمام كل الحقائق والتطورات على الساحة بشفافية وعلى المكشوف"، من غير ان يفصح ما اذا كان الاجتماع سيكرس لبحث قضية نقل السلطة .

وانتقد صالح دعوة الولايات المتحدة إياه بعدم العودة من السعودية بعد تلقيه العلاج، وأقر بأنه تلقى رسالة "من دولة كبيرة تقول ننصحك بعدم العودة إلى اليمن لمصلحتك أولا ولمصلحة اليمن ثانيا ولمصلحتنا ثالثا. أين أذهب إذاً وأنا رئيس دولة وليس ترانزيت أو تاجر شنطه، لم أكن عميلا ولم أتسلم مرتباً ولا ميزانية من قطر عربي أو من بلد صديق. كنت احمل مبادئ الثورة وقيمها".

وإذ اعرب عن اعتزازه بصمود نظامه مدى تسعة أشهر من الاحتجاجات الشعبية، قال: "لم تصمد لا تونس ولا مصر ولا ليبيا ولا غيرها من الأقطار العربية مثل صمود شعبنا اليمني ممثلاً بمؤسساته الرسمية. لكن التآمر اشتد، وخلال الأشهر التسعة وهم يتحدثون عن النظام العائلي ويخدعون الناس ولا يعرفون أنهم قد تطوروا وتعلموا"، مضيفا: "حركة التنمية في البلاد شلت تماما نتيجة افتعال المعارضة للأزمة، والدول الكبرى تنظر إلى اليمن من زاوية مصالحها ولا تنظر إلى الديموقراطية والتعددية وحرية الصحافة ومنظمات المجتمع المدني".

وأكد أن معارضيه "فشلوا تماما في الشمال والجنوب، فعادوا يتآمرون على إفشال مشروع دولة الوحدة من طريق مهاجمة المعسكرات والمواطنين وقطع الطرق وإقلاق السكينة العامة... انا قلت عندما عدت من الرياض انني لن أعود منتقماً ولا حاقداً بل حامل غصن الزيتون وحمامة السلام. كان من المفترض أن يفهموا وأن يلتقطوا هذه الرسالة وهي رسالة موجهة إلى الشعب وهم جزء من الشعب". وأكد أن "من يتواجدون اليوم في ساحات الاعتصام هم ارهابيون ... أين المخابرات الأميركية التي تشغلنا ليل نهار؟ تابعوا خلاياها والداعمين لها ومن وراءها".

ضغوط دولية
وجاءت تصريحات علي صالح وسط تقارير متواترة عن تدهور حاله الصحية بعد أيام من خضوعه للعلاج عبر فريق طبي سعودي وصل الى اليمن لمتابعة تطورات حاله الصحية. وأكد قريبون من قادة الجيش المؤيد للثورة أن الأطباء نصحوا صالح بالسفر إلى المانيا للعلاج بعدما صار يشكو من مشكلات عميقة في التنفس.
وإذ دعا القيادي في المعارضة محمد اليدومي المجتمع الدولي إلى الاعتراف بعدالة مطالب الشعب اليمني في الحرية والتغيير، أكدت نائبة السفير البريطاني في صنعاء ليونا جيب لدى لقائها أمس زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر أن جهودا دولية كبيرة تبذل حاليا للضغط على الرئيس صالح لتسليم السلطة. وأكدت دعم لندن لمطالب الشعب اليمني في التغيير السلمي، فيما أكد الشيخ الأحمر استمرار الثورة السلمية وتفويت الفرصة على نظام صالح لجر البلاد إلى مربع الحرب.

انتخابات مبكرة
إلى ذلك، صرح الناطق الرسمي للحكومة اليمنية ونائب وزير الإعلام عبده الجندي بأن صنعاء تعتزم إجراء مفاوضات مع المعارضة لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة ونقل السلطة سلميا. وأكد أن صالح "لن يتنحى من منصبه وفقا للمبادرة الخليجية وسيتم بدلا من ذلك الدعوة الى انتخابات رئاسية مبكرة" ودعا المعارضة إلى "وقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار للخروج من ا لأزمة".
هجوم في عدن
وفي عدن، قتل جندي وأصيب سبعة بجروح بينهم ضابطان برتبة عالية في هجوم يعتقد أن منفذيه من أعضاء الجناح اليمني لـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، واستهدف مركزاً للشرطة يقع في منطقة القلوعة.