أكد المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية المصرية محمد البرادعي أن أولوياته تختلف عن بقية مرشحي الرئاسة، وهي أن يكون الدستور أولا، متوقعا ألا تحصل التيارات الإسلامية إلا على 25 في المئة من المقاعد البرلمانية المقبلة. وبرر البرادعي في حواره مع فضائية «الحياة» المصرية مساء أول من أمس غيابه عن اجتماعات مرشحي الرئاسة، قائلا: «إنني مختلف مع المرشحين لانتخابات الرئاسة حول التسلسل الزمني للتغيير، وانتقال الحكم لسلطة مدنية منتخبة، وأفضل أن يتم وضع الدستور أولًا، والخلاف هنا جوهري، ولكن هذا الاختلاف لا يفسد للود قضية، وإصراري على أن يكون الدستور أولا قبل الانتخابات البرلمانية لأننا بمرحلة انقسام والتباس، ويجب إعادة الروح القوية بين المصريين التي كانت من قبل، حيث إن لدي مشكلتين تشغلاني أولا: إدارة الفترة الانتقالية، وثانيا: كيفية البناء الجديد لمصر الذي يقوم على الحرية والعدالة».
واضاف: «أنا أتبع ضميري ولا أساوم على مبادئي، ولا أريد الاستمرار في مرحلة العشوائية الدستورية، منذ أيام الاستفتاء، لأن المسألة تتعلق بوطن، فهم لهم حرية في التعبير، ولي حرية في التعبير، والشعب هو الذي يقرر، ويجب علينا الخروج من هذه العشوائية في الدستور.
ورغم إصراره على الدستور أولا قال البرادعي: «لابد من اجتياز مرحلة الانفلات الأمني، وغياب الأمن بعد 9 أشهر من حكم المجلس العسكري أمر غير مبرر على الإطلاق، والاقتصاد المصري ينزف بسبب تآكل الاحتياطي النقدي بسبب طول الفترة الانتقالية، فمصر فقدت ثلث الاحتياط النقدي لها في عدة اشهر، وأضعنا 7 أشهر في المرحلة الانتقالية حتى الآن ولم نفعل شيئا، ولابد من وضع خطة طريق واضحة للفترة المقبلة حتى لا نضيع مزيداً من الوقت والاقتصاد المصري سوف يستعيد عافيته عند رجوع الأمن إلى الشارع المصري، واستقرار الأوضاع السياسية في البلاد». وعن علاقته بالمجلس العسكري قال إن الجميع سيخسر في حالة فقدان الثقة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهذا ما بدأ يظهر في الفترة الأخيرة، وأرجع سبب فقدان الثقة فيه إلى أن المجلس يتلقى استفسارات خاطئة تؤدي في النهاية إلى نتائج سلبية. وتابع إن حكومة عصام شرف مخيبة للآمال وضعيفة، وليس لها صلاحيات حيث إنها ليست هي صاحبة القرار، وعلى المجلس العسكري إعطاء مزيد من الصلاحيات لحكومة شرف لإعادة الاستقرار والطمأنينة، وأن أكثر ما يقلقه هو أن الأمور تسير «يوم بيومه»، ولا توجد رؤية واضحة.
وعما يتردد من أن الثورة تم خطفها اوضح البرادعي، ان الثورة سوف تنجح وتكمل طريقها رغم «المطبات، لأن المصاعب التي نمر بها الآن أمر طبيعي نتيجة لـ 30 عاما كنا نعيشها في فساد.» وعن التخوفات من استمرار المجلس العسكري في حكم مصر قال: «ليس لدي تخوف من بقاء المجلس العسكري واستحواذه على السلطة على الإطلاق، وأنا متأكد من كلامي هذا من خلال اتصالاتي بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمجلس العسكري إذا كانت لديه النية للبقاء في السلطة كان سيعلن ذلك من الآن، والمماطلة في إعلان هذا الأمر لن تفيده بشيء». وعن تصريحات رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي بأنه لن يكون هناك مرشح رئاسي عسكري، اكد: «أنا أصدق المشير طنطاوي بأنه لن يكون هناك مرشح للرئاسة من المؤسسة العسكرية، وعدم نية القوات المسلحة في البقاء في السلطة، ورأيت منه تأكيدا عند مقابلتي له بأن البرلمان القادم لابد أن يمثل كل فئات الشعب المصري، ويجب أن تكون الانتخابات بنظام القائمة النسبية». وعن علاقته بالرئيس السابق حسني مبارك وأسرته قال: «كانت لي لقاءات سابقة مع مبارك وعائلته، ومبارك لو كان غادر البلاد يوم 11 فبراير كان أراح واستراح، وكان يجب قطع الاتصال عن مبارك وعائلته يوم التنحي، ووضعهم في الحبس الاحتياطي».
|