يستعد الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات على مصرف تجاري سوري و29 ايرانيا بسبب انتهاكات حقوق الانسان وقمع حركات المعارضة في هذين البلدين. وتخوّف ديبلوماسي غربي في نيويورك من انزلاق سوريا نحو حرب أهلية، متوقعا معاودة النقاش في شأن الاوضاع السورية الى طاولة مجلس الأمن في الاسبوعين المقبلين. وأفاد ديبلوماسيون اوروبيون في بروكسيل ان عقوبات جديدة هي قيد الاعداد لفرضها على مصرف تجاري سوري، على ان تدخل حيز التنفيذ اواخر الاسبوع المقبل. وأوضحت مصادر ديبلوماسية انه ليس المصرف المركزي السوري. وتأتي هذه العقوبات بعد "الفيتو" المزدوج للصين وروسيا على قرار لمجلس الامن يهدد دمشق بـ"تدابير محددة" بسبب القمع الدامي للتظاهرات.
المعارضة السورية وصرح المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا المحامي حسن عبد العظيم بأن الهيئة لم تتحدث عن اصلاح النظام السوري بل دعت الى تغييره والانتقال الى نظام ديموقراطي برلماني تداولي، مؤكدا في الوقت ذاته رفض الحوار مع السلطة. وقال في مؤتمر صحافي عقده في بلدة حلبون بريف دمشق وحضره اعضاء مجلس هيئة التنسيق امس ان "البعض حاول التشكيك في ما ورد في البيان الختامي للمؤتمر الذي عقدته الهيئة. إننا في الوقت الذي نرفض فيه هذا التفسير غير البريء، يهمنا أن نؤكد أن الهيئة لم تتحدث يوماً منذ تأسيسها عن اصلاح النظام بل تحدثت في كل وثائقها عن التغيير الوطني الديموقراطي وعن الانتقال الى نظام ديموقراطي برلماني تداولي".
المجلس الوطني وأعلن الرئيس الموقت للمجلس الوطني السوري الذي يضم تيارات معارضة برهان غليون ان المجلس سيجتمع السبت في القاهرة لانتخاب هيئته الادارية. وقال ان رئيس المجلس سيعلن قريباً.
اشتباكات في غضون ذلك، سقط 12 قتيلاً في الاشتباكات بين قوات عسكرية وامنية سورية ومسلحين يعتقد انهم جنود منشقون في قرى جبل الزاوية بمحافظة أدلب في غرب سوريا، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
تحذير من حرب أهلية * في نيويورك (علي بردى) عبر الديبلوماسي الغربي الذي طلب عدم ذكر اسمه عن "خيبة كبيرة" من استخدام روسيا والصين امتياز حق النقض لاحباط مشروع القرار الذي قدمته فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال امام مجلس الامن للتنديد بأعمال العنف في سوريا. وأوضح أن "النقض المزدوج لا يحصل دوماً. فالمرة الأولى السابقة كانت عام 2008 في موضوع زيمبابوي، وقبلها عام 2007 في موضوع ميانمار، وقبلهما عام 1989 خلال الحرب الباردة". وقال إنه "كان هناك شعور خلال الحديث مع (المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين) في الليلة السابقة لاستخدام النقض، انه كان يمكن أن نكسب الروس والصينيين الى جانبنا" في موضوع سوريا.
ورأى ان "النقض وجه رسالة خاطئة الى السوريين والعالم العربي". وعبر عن "خيبة" أيضاً من امتناع مجموعة "ايبسا" للهند والبرازيل وجنوب افريقيا عن التصويت. وأكد أن الدول الغربية "لن تنكفئ عن العمل من أجل ان يوقف النظام السوري القمع وان يتمكن الشعب السوري من تقرير مستقبله"، معلناً ان موضوع سوريا "سيعاد الى مجلس الأمن إذا جاءت اللحظة في أقرب فرصة ممكنة". وحذر من أن "الأمور هناك ستسوء ولن تتحسن. اعتقد ان هذا البلد يتحرك في اتجاه حافة حرب أهلية. وهذا أيضاً من الدوافع التي تلح على مجلس الأمن كي يقوم بقدر ما يستطيع لاحتواء العنف المتصاعد". وشدد على انه "حان الوقت كي يتصرف مجلس الأمن حيال الاوضاع المتدهورة في سوريا". وأضاف: "لا يمكنني ان اتخيل فجأة أن (الرئيس بشار) الأسد ونظامه يعودا الى رشدهما الآن. لذلك سيكون هناك المزيد من الموتى والقمع والانتهاكات لحقوق الانسان"، متوقعاً اثارة الموضوع في المجلس في الاسبوعين المقبلين "وينبغي ألا نستسلم". "النهار"، و ص ف، رويترز، ي ب أ
|