كنا خمسة شباب لبنانيين نتمشى في ميدان التحرير في القاهرة عام 1977 ومع اننا كنا سمعنا بقرارات رفع الدعم عن المواد الأساسية على لسان وزير الاقتصاد القيسوني، الا اننا لم نتوقع حجم ردة الفعل بالنظر الى التعب والاستكانة اللذين ظهرا على وجوه اشقائنا المصريين بعد سلسة من الحروب والصراعات رفعت السادات الى مصاف "الفرعون المؤمن" في أعقاب رحيل عبد الناصر. فجأة اصبحت الميادين و"الكباري" والجامعات اماكن يهتف فيها المتظاهرون ضد قرارات القيسوني، ومع ان البوليس كان يرفع شعار "الشرطة في خدمة الشعب" (كما في كل الدول الديكتاتورية)، الا انه خدم شعبه بقسوة بالغة آنذاك، ادت الى سقوط ضحايا كثيرة في صفوف المحتجين في انتفاضة الخبز التي اطلق عليها سادات الغرب المحبوب "انتفاضة الحرامية"، ومع ذلك فقد تراجع عن كل القرارات متبعا سياسة زاوجت بين القمع والاحتواء.
بعد بضعة ايام من انتهاء الانتفاضة ذهبنا الى حي الغورية لمقابل "مولانا" الشيخ امام ورفاقه وهي عادة درجنا عليها منذ وصولنا الى القاهرة، وكنا قد سجلنا مع "مولانا" كاسيت "فاليري جيسكار ديستان والست بتاعو كمان حيجيب الديب من ديلو ويشبع كل جيعان" وحمله مخلص إلى لبنان ليساعد المحبطين على تحمل تداعيات الإطباق والقهر. كان الشيخ الضرير وحيداً، اذ اختفى الجميع من عيون السادات المنتشرة في كل مكان والملاحقة لكل من ساهم مباشرة او مداورة في انتفاضة 17 و18 يناير، ولنا ان نتخيل حجم القمع الذي سيطول المنتفضين من قبل الريس الذي سيطبع المرحلة الثانية من ثورة 23 يوليو وهي النسخة التي ستشهد الانفتاح وصولا الى "كمب ديفيد" ولكن مع الاحتفاظ بـ"المدعي الاشتراكي".
تلك ملامح مرحلة فقدت جزءا كبيرا من رومانسية الضباط الاحرار وزعيمهم القائد الجذاب الذي ساعدت "كاريزماه" وطموحاته الثورية وشعاراته القومية كما صفاته الاخلاقية ، فضلا عن إنجازاته، على "تقبل" سيطرة المخابرات على انفاس الجماهير وتفشي الفساد "الاشتراكي" والإسترخاء "الثوري" وصولا الى هزيمة 1967، وهو ما عبر عنه الراحل يوسف شاهين تعبيرا رائعا في" العصفور" مصحوبا بملحمة الشيخ امام والشاعر نجم "مصر يَمَّا يا بهية يا ام طرحة وجلابية".
وبينما خرج ابو عمار وجورج حبش ونايف حواتمة يلملمون المشاعر القومية المتكسرة بفلسطنة بعض المجتمعات والحركات، خصوصا حيث توجد مخيمات الشتات وقد زادت تكدسا بعد الهزيمة، كان عبد الناصر يخوض حرب استنزاف ويهيئ لحرب اوكتوبر التي سيجتاز فيها الجيش المصري القنال ويدمر خط بارليف بقيادة وريثه السادات، و سيعمد الأخير لاثارة المشاعر المصرية واطلاق المسار التفاوضي الخاص وصولا الى "كمب ديفيد". كانت معادلة السادات واضحة، ففي مقابل خسارة الدعم الاقتصادي العربي سيحصل على دعم غربي، مراهنا على قدرة مصر الهائلة والتي يمكن تطويرها وتحديثها بعيدا عن الحروب والمواجهات خصوصا انه استرجع عمليا كل الاراضي المصرية مقابل انفكاكه عن إخوانه العرب.
أنجز السادات عمليا المرحلة الاولى من التغييرات الاقتصادية وما رافقها من تغييرات سياسية وتنظيمية ودستورية واجتماعية مستعينا ببعض المواقع والمشاعر الدينية في مواجهة المواقع العلمانية والديموقراطية والمتنورة(على طريقة فرّق تسد)، ما سيعبد الارض عمليا للجماعات الإسلامية وظهور الحركات المتطرفة التي سيدفع ثمنها حياته وستستجر قانون الطوارىء الشهير والمستنسخ في أكثرية الأنظمة العربية.
شكل هذا القانون سلاح القمع الرئيسي الذي سيستعمله الرئيس مبارك وريث السادات بعد اغتياله، ومع انه لا يمكن نكران بعض مؤشرات التطور الاقتصادي لجهة تحديث الاقتصاد المصري ودخوله بعض ميادين المنافسة واستيعابه تعقيدات العولمة، الا انه ترافق مع نشوء طبقة سياسية فاسدة مرعية من الريس واركان النظام تتقدمها عائلة الرئيس، خصوصا في غياب الديموقراطية والشفافية والمساءلة، وقد كدست ثروات من طريق الشركات العقارية والمالية والريعية المترافقة مع الرشوة والسمسرة والهدر. وطبيعي ان يؤدي كل ذلك إلى ازدياد الهوة بين الطبقات وارتفاع معدلات الفقر، خصوصا في الارياف وضواحي البؤس. كما لم يعد بمقدور الطبقة الوسطى، النامية ولكن المرتبكة، الاكتفاء بالقدر الضئيل من الحريات السياسية والنقابية خصوصا ان المجتمع المصري يعاني من ازمة انفجار سكاني يعبر عنه ب "افواه وارانب"، ما يزيد من ازمة البطالة التي ضربت ايضا جيوشا من المتعلمين.
كما تجدر الاشارة الى ان قطاع التعليم تطور افقيا وتراجع عموديا فلم يستطع ان يدخل مصر نادي الدول "الباحثة" بعكس دول في اميركا اللاتينية، وأوروبا الشرقية وتركيا وغيرها ممن بعضهم اقل شأنا من المارد المصري المتقزم، لذا ظلت مصر جمهورية عالم ثالث بامتياز، رغم تطور السياحة المستندة الى تاريخ عريق كما الى منتجعات عصرية متطورة ومتكيفة، جذبت اليها جمهورا من الدول الغنية خصوصا من اوروبا واميركا، فضلا عن الدول الخليجية بعد استعادة العلاقة وعودة جامعة الدول العربية الى القاهرة.
ادى ذلك أيضا الى نشوء فئات طفيلية "مافيوزية" تعتاش من فتات بعض مناحي الاقتصاد الريعي وبعضها كدس ثروات ليس على حساب الطبقات الفقيرة فقط، بل على حساب صحتها ايضا. ومع ان مظاهر الحداثة انتشرت حتى في بعض النواحي والارياف الا انها ترافقت مع بروز التدين بشقيه العادي المستكين والأصولي المتمرد. والتدين هو غير الإيمان، إذ أنه يصبح هوية عصبوية أكثر منه مكونا روحيا و ثقافيا وحضاريا ما يشكل سلاحا ضد الآخر بينما الإيمان يساعد على الإنفتاح نحو الآخر، وقد طال التدين بعض اوساط الاقباط الذين زاد عندهم شعور الغبن نتيجة ممارسات السلطة السياسية واجراءاتها الموروثة من الحقبة العثمانية، كما نتيجة بعض التطرف الديني عند المكون المصري الآخر، علما ان الشعب المصري هو من اكثر الشعوب العربية توحدا وتناغما، ربما نتيجة اعتزازه بمكوناته الحضارية على مر العصور.
ألم تشكل ارض مصر مرجلا تحديثيا منذ القرن التاسع عشر حيث شكلت ممرا مهما لاستيعاب وممارسة الحداثة وافكار النهضة حتى بالنسبة للمفكرين والنهضويين اللبنانيين الذين هربوا من الجور العثماني والتوتر الطائفي الى "رحابة" اسرة محمد علي الباحثة عن وسائل الانتقال الى عصر الانوار الغربية في اعقاب الانزال "النابليوني" بعسكره وباحثيه؟ يقاوم الشعب المصري اذا عناصر التفكك والإحباط والقهر والحاجة والإستبداد، بالمطالبة بانجازات وتغييرات بنيوية في الدستور والسياسة واستطرادا في الاقتصاد والاجتماع، ولكن على قاعدة "المدعي الديموقراطي" الساهر على الحرية والشفافية والعدالة بما فيها عدالة توزيع الثروة المستندة على تطوير ودمقرطة وتنويع وسائل الانتاج، فضلا عن تناوب السلطة وتمثيل عادل للمكونات السياسية المتشكلة من قانون احزاب عصري يعمل على تعزيز طوعي لعناصر الوحدة ويغالب عناصر التفكك والقهر باعثا تلك القوة الهائلة التي اسمها مصر ام الدنيا، وهذا ما دفع الشباب الثائر في الميادين والكباري وخصوصا في ميدان التحرير إلى عدم القبول بأنصاف الحلول حتى لو توسط لها حكماء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والوطنية، إذا أنهم لايريدون الإستمرار بأدوات عصر مضى وإن مواربة، وهذا ما أوصلهم إلى رفع شعار الشباب يريدون الحرية المرادفة والتي أصبحت مرادفة لإسقاط النظام المستبد وإلغاء خرافة أن الشرق، خصوصا العربي منه، لا يمكن أن يكون ديموقراطيا. وكم كان يائسا وبائسا من ظن ان البلطجية من جهة وابراز عناصر الانقسام من جهة اخرى قادرة ان تحجب منظر الورد المتفتح في ميدان التحرير، فلقد ابتدع المنتفضون وسائل حماية بوجه القمع والاجرام المرعيين. ثم اليست رسالة بعناوين كثيرة ان يحمي الاقباط (وغير الاقباط) زملاءهم المقيمين لصلاة الجمعة في الميدان حيث شكلت هذه الصورة انعكاسا في المرآة لصورة المسلمين والمسلمات المحجبات والسافرات، وهم يشكلون حاجزا بشريا لحماية قداديس الميلاد في اعقاب التفجيرات الارهابية التي طالت كنائس مصرية في اول السنة الجديدة. يذكرني هذا المشهد بمشهد محجبة لبنانية في ساحة الحرية وهي تلف جسمها بصورة الشهيد بيار الجميل في جنازته المهيبة، كما بمشهد الراهبة الباكية على ضريح الرئيس الحريري، ما يشي ببعض مناحي الشبه بين الانتفاضتين. يحلو لمحللين ومراقبين ومهتمين ايجاد القواسم المشتركة بين ما يحدث في ثورة الياسمين التونسية وثورة الغضب المصرية و التقليل من الروابط مع ثورة الارز المستمرة فصولا، خصوصا انه يحاول البعض الباس هذه الثورات شعارات قومجية وانتي اميركية واسلاموية بالمقارنة مع ثورة الارز والمبرزة لمفاهيم الحداثة المتماهية ربما مع الحداثة الغربية خصوصا انها ترافقت مع تأييد اميركي وغربي عموماً، وقد ساهم هذا التأييد في اخراج القوات السورية من جهة وفي تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة قتلة الحريري ورفاقه من جهة اخرى، وحاول البعض لاحقا التركيز على حصانة الارهاب الصهيوني المدعوم اميركيا من العقاب ما يعني بأن شعوبنا يجب ان تبقى قابعة بين مطرقة الارهاب الصهيوني وسندان الارهاب الدكتاتوري والظلامي.
والحقيقة ان شهادة البوعزيزي وخالد السعيد ورفيق الحريري وقصير وحاوي وتويني وجميع شهداء الحرية هي واحدة سواء اتت في ظل نظام ارهاب بن علي او طوارىء مبارك او من الارهاب الناشىء في ظل النظام الامني اللبناني السوري المشترك، كما ان الصبية الجميلة سلطان التي صرعها الارهاب في ايران وهي تصرخ where is my vote) ) هي شاهد آخر على ان القمع الشمولي واحد، وهو بات من عصر مضى مهما تغلف بشعارات لذر الرماد في العيون، ولذلك نرى مضامين ورموز الانتفاضات الحالية واحدة، كلها تنادي بالحرية والتحرر والديموقراطية والعدالة الإجتماعية والقضائية، رغم اختلاف الاسباب والظواهر والدروس والمفردات وربما النتائج المتمخضة عن كل منها، لذا جاء الرد على تعليق المرشد الايراني على الحدث المصري من كثيرين داخل مصر بما فيها من مرشد الاخوان الذي نفى اسلامية الحدث قائلا انه مصري مئة في المئة. ثم اليس ظريفا ان يأتي خطاب السيد نصرالله ليتكلم عن عودة عروبة مصر في الوقت الذي يعلن جهارا انتماءه للولي الفقيه الإيراني، وهو قائد النظام الذي استقدم السلاح الاميركي من طريق اسرائيل في الحرب الايرانية العراقية (إيران غيت) ما سمح للمخابرات المركزية الاميركية بتمويل حرب الكونترا ضد الثوار في نيكارغوا؟ ثم اليس المالكي تقاطعا ايرانيا اميركيا؟ هل سمع سماحة السيد تعليق تلك السيدة المصرية على تأييده لثوار مصر بالطلب اليه مساعدة الشعب الإيراني على ايجاد اصواته الضائعة في صناديق الإقتراع والسماح له بحرية التعبير ومساعدة شعوب عربية أقرب إليه من مصر وتعيش الخوف وتعاني من صنوف قمع أين منه قمع النظام المصري المخلوع؟
لو كنت شموليا، سواء في حزب شمولي او نظام شمولي، لاقلقني ثوار ومنشدي بيرم التونسي "يا مصر قومي شدي الحال"، كما ثوار الياسمين وثوار الارز، كما ثوار الحرية والديموقراطية والتنوع في كل مكان. أما قصة اميركا وتأييدها الأعمى لإسرائيل فيبدو ان المستفيدين من سياستها البائسة دائما هم الشموليون لا الديموقراطيون والطيبون والعاديون. لو كنت شموليا لأقلقني محاولة الذهاب بلبنان عكس التيار بقوة السلاح الفئوي، فلبنان هو البلد العربي الوحيد شبه الديموقراطي والذي لا يذهب رئيسه للسجن او القبر او المنفى بعد انتهاء ولايته أو تؤبد هذ الولاية، ولنتذكر ما كان مآل التجديد لبشارة الخوري وهو من قادة الإستقلال الأول وما فعله التمديد السوري للحود قسرا في تفجير مرحلة الإستقلال الثاني.
لا اشك في ان لكل شعب خصائصه ولكل انتفاضة مميزاتها كما لكل ثورة مندرجاتها، رغم روابط العروبة والجغرافيا السياسية (أو جغرافيا الأقليات التي أعاد البعض اكتشافها مؤخرا في عودة غير حميدة للإبن الضال)، كما انه من الضروري الإقرار بأن انتفاضة الارز التي وصلت ذروتها في 14آذار، فأخرجت جيش الوصاية وضربت مرتكزات النظام الأمني الكريه وبدت كأنها تجعل اللبنانيين ينسون انتماءهم الطائفي ولو ليوم واحد أو لبضعة أيام، سرعان ما عادت تصطدم بالبنية الطائفية، خصوصا بوجود السلاح المذهبي والدول الإقليمية العدوة والصديقة والتي يضيرها نجاح التنوع.
وقد أدت سياسة الإنفتاح، السديدة توجها، خصوصا نحو "حزب الله" الى ممارسات وتسويات ومحاصصات جلها رديء ومرتبك، ما عزز الإلتباسات الطائفية والمذهبية للإنتفاضة على حساب الثوابت الأساسية، كما زادت من منسوب الشخصنة على حساب القوى الشبابية والمستقلة والمتنورة، مما أدى إلى انكفاء البعض وتلكؤ البعض الآخر. كما ساهمت الإغتيالات والتفجيرات وحروب الإرهاب المرعية والحرب الإسرائيلية على لبنان (أو الحرب البديلة) و"الإنتفاضة" المضادة التي قادها "حزب الله" داخليا إلى التشنج والتوتر المذهبي، خصوصا أن قيادة 14 آذارهي قيادة طائفية بالإجمال (رغم أنها سيادية وإستقلالية)، فوصلت الإنقسامات إلى حدود الإنشطار والفتنة مع أحداث 7 أيار 2008 وتداعياتها، كما بالغ "حزب الله" باستثمار فائض القوة سياسيا. اخالف كثيرين ممن يعتقدون انه يمكن تجاوز الواقع الطائفي والمذهبي في اتجاه المواطنة دون المرور بمرحلة التوازن وحماية الدولة من التفكك، مما يعني عدم الغلبة الطائفية لان اي غلبة ستقضي على خصوصية التنوع التي سمحت بالنفس الديموقراطي، ويناضل اللبنانيون لمنع مرحلة متقدمة من محاولة تغيير موديل ونمط البلد من طريق "السلبطة".
إذا هناك مراحل إجبارية (منها ما يشبه مرحلة الإستقلال بسبب ما سمّيناه سابقا لعنة الموقع) على "الثورة اللبنانية" أن تمر فيها وهذا ما يدعونا إلى تجديد دعوتنا المتلكئين والمترددين والمنكفئين، خصوصا من أصحاب السوابق اليسارية، إلى التمتع بالنفس الطويل، ولربما يؤدي انتقال قوى 14 آذار الى المعارضة إلى تغيير فعلي في الأداء، ولكن يبقى أن الهاجس هو في توسيع دائرة المستقلين العلمانيين والمتنورين ضمن الحركة الإستقلالية مع ضرورة تمتع الجميع بفضيلة التواضع، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد والتي ستشهد امتداد حركات الحرية والديموقراطية والحداثة المستندة على احترام الفرد المواطن واحترام الآخر، إلى بلدان كثيرة وقد بدأت على كل حال، فهذه الحركة حاضنة لفئات واسعة جدا، كما شهدنا في تونس ومصر، وإذا كان بديهيا أن تتشارك الطبقة الوسطى والطبقات المسحوقة في إنشاد "صباح الخير على الورد المفتح في جناين مصر"، فقد كان معبرا جواب الملياردير المصري نجيب ساويروس على سؤال ديبلوماسي غربي حول حجم خسارة الإقتصاد المصري بالقول "وهل للحرية ثمن"؟ أو مشهد هوانم الغاردن سيتي وهن ينظفن ميدان التحرير من فضلات "الثوار" إلى جانب نساء شبرا وإمبابة وبولاق. ومع أن البعض رفع صورة القائد الجذاب عبد الناصر، إلا أن سقوط مبارك وقد بات يشبه المومياء من شدة التبرج مثّل نهاية حقبة 23 يوليو والتي ستنضم إلى غيرها من المومياءات في متحف الخلود في مصر، وقد يكون من أهم مفارقات الثورة المصرية الجديدة والمستمرة فصولا رغم تطمينات العسكر، أنها بلا قائد أو ملهم، فهل نشير في هذا العالم العربي الى البدء بوقف عبادة الشخصية؟ كل المؤشرات تدل على ذلك.
|