الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ١٣, ٢٠١٣
المصدر: جريدة الحياة
مواقف مصرية ثورية - محمد صلاح
بجهد بسيط ولكن بنظرة فاحصة يكفي رصد ردود فعل أطراف اللعبة السياسية في مصر سواء في الحكم، بكل مكوناته، أو المعارضة، بكل ألوانها وشخصياتها، تجاه واقعة توقيف منسق حركة «6 أبريل» المهندس أحمد ماهر قبل إطلاقه، لتدرك حجم التناقضات في مصر ما بعد الثورة، أو قل مدى سعي غالبية الأطراف إلى استغلال أي واقعة أو حادثة أو حتى كارثة ولو طبيعية «للتخديم» على مصالحها، أو الإساءة إلى الأطراف المنافسة، أو تلك المطلوب حرقها جماهيرياً. معروف أن هناك مواقف معادية أصلاً لحركة «6 أبريل» أصحابها رأوا في الواقعة «لعبة سياسية» هدفها تبييض وجه الحركة عموماً وماهر خصوصاً بعد مواقفه القريبة من «الإخوان» أحياناً والحكم في أحيان أخرى، والتي عادة ما كانت تفسر نشاط الحركة في الفترة الأخيرة بأنه يستهدف إلهاء الناس، أو جذب أنظارهم بعيداً عن مساوئ الحكم وأخطائه، أو تسليط الضوء على أخطاء الشرطة وإبعاده عن قصر الاتحادية، فإن باقي الأطراف على رغم إجماعها على إدانة توقيف ماهر لكنها حرصت على توجيه رسائل إلى طرف أو أطراف أخرى، والمهم أن تحقق الغرض منها عبر مواقفها الثورية! وهنا بعض النماذج:
 
الدكتورة باكينام الشرقاوي مستشارة الرئيس: لا يمكن نسيان الدور الوطني لأحمد ماهر والإسهام الثوري لـ 6 أبريل وآمل أن ينتهي الموقف سريعاً فالوطن يتسع للاختلاف ويزدهر بحرية التعبير. (لاحظ أن زملاء لماهر خارج 6 أبريل كأحمد دومة وحسن مصطفى سجناء الآن بالتهم نفسها التي وجهت إلى مؤسس «6 أبريل» ولم يصدر عن الرئاسة أي رد فعل).
 
مراد علي المتحدث باسم «الإخوان»: قد نختلف مع بعض ممارسات 6 أبريل (مثل التظاهر بالملابس الداخلية)، ولكننا لا نقبل أن يتم القبض على أحمد ماهر كناشط سياسي، ولا نعتقد أن اعتقاله من المطار يلائم التهم الموجهة إليه. (لاحظ أن نشطاء آخرين اعتقلوا في منازلهم وكأنها ملائمة للتهم الموجه لهم)
 
عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط: الموضوع كله من أوله إلى آخره غير مريح. ثم هل التظاهر جريمة؟ وعليه فهل توجد تهمة اسمها التحريض على التظاهر؟ أو أن المنطقة أمام منزل وزير الداخلية بمدينة نصر مختلفة عن المنطقة أمام منزل رئيس الوزراء بالدقي أو أمام منزل رئيس الجمهورية بالقاهرة الجديدة؟ (لاحظ أن الذين تظاهروا في الأماكن التي ذكرها سلطان كلهم مناوئون تماماً للحكم بكل مكوناته).
 
أحمد المغير القيادي «الإخواني»: أشك في تورط أحمد ماهر في أي أعمال عنف. ممكن يكون فقد بوصلته، مضحوك عليه، متحالف مع أعداء الثورة بمنتهى السذاجة، لكن متورط في العنف؟ بصراحة أشك جداً وأنا حاسس أن ضبطه وإحضاره ذر للرماد في العيون. يجب إلقاء القبض على ميليشيات جبهة الخراب الوطني والبلطجية المجرمين الذين يقودونهم. (لاحظ أن تقدير الفعل هنا أصبح بحسب الفاعل وموقفه من الحكم وليس بحسب طبيعة الفعل نفسه).
 
هذا بالنسبة للجهات المصرية الموالية، أما الجهات المناوئة لحكم الجماعة فهذه نماذج من مواقفها تجاه الواقعة.
 
الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم: القبض على أحمد ماهر بهذه الطريقة، يعني فشل النظام في التعامل مع المعارضة وخوفه من المستقبل ونكرانه لجميل من ساندوه وانقلابه على أهداف ومبادئ الثورة.
 
حزب الدستور: القرار يؤكد التوجه العام لدى حكومة الرئيس محمد مرسي نحو قمع نشطاء المعارضة تماماً كما كان يفعل النظام المخلوع الذي ثار المصريون للإطاحة به.
 
أحمد خيري القيادي في حزب المصريين الأحرار: القبض على أحمد ماهر عندما تتغابى السلطة.
 
أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد: الرئيس محمد مرسي سيفشل كما فشل مبارك من قبله في قمع المعارضين ومطاردة المواطنين والتضييق على حرياتهم. والقبض على ماهر يدل على أن الإخوان المسلمين وصلوا إلى طريق مسدود، ويعانون من الإفلاس السياسي.
 
وأخيراً الدكتور محمد البرادعي: تحية وتقدير لأحمد ماهر وكل شباب الثورة، نظام مستبد يلجأ إلى القمع والترهيب للقضاء على حلم الثورة هو نظام إلى زوال وتتساقط الأقنعة.
 
لاحظ ردود فعل الإسلاميين على تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، رداً على المطالبين للجيش بالتدخل لإبعاد «الإخوان» عن الحكم، فالأشخاص أنفسهم الذين كانوا «يلمزون» ويحرضون ويروجون ضد الجيش اعتبروا التصريحات ضربة للمعارضة وعادوا ليشيدوا بالجيش «المساند للسلطة الشرعية»... لا فارق، فالمبادئ والمواقف «الثورية» في مصر بعد الثورة صارت تتجزأ وتتبدل وتتغير بحسب المواقع والمصالح والأغراض.



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة