اغلقت صناديق الاقتراع في انتخابات الاعادة في البحرين ابوابها وسجلت كثافة في اقبال الناخبين في ساعات ما بعد الظهر وحتى المساء، خصوصاً في دوائر تشهد منافسة شديدة بين مرشحين من "الاخوان المسلمين" والسلفيين وجمعية العمل الوطني الديموقراطي "وعد". وحتى ساعة متأخرة من الليل لم تظهر نتيجة الانتخابات التي قد تمكن المعارضة من الحصول على نصف مقاعد البرلمان الاربعين، اذا فاز مرشحا جمعية "وعد" التي تمثل المعارضة اليسارية القومية، بعدما فاز مرشحو المعارضة الشيعية ممثلة بجمعية الوفاق الوطني الاسلامية (التيار الشيعي الرئيسي) بـ18 مقعداً في الجولة الاولى التي جرت في 23 تشرين الاول.
وتوجه الناخبون البحرينيون الى صناديق الاقتراع في انتخابات الاعادة التي تجرى لحسم نتائج تسع دوائر نيابية و17 دائرة بلدية يتنافس فيها بشكل رئيسي اكبر تيارين للاسلاميين السنة، هما "الاخوان المسلمون" والسلفيون ومرشحان عن جمعية "وعد" المعارضة. وراوح اقبال الناخبين بين ضعيف الى متوسط منذ الصباح وحتى الظهر.
واعلن وزير العدل والشؤون الاسلامية رئيس اللجنة العليا للانتخابات الشيخ خالد بن علي آل خليفة ان مجموع الناخبين في انتخابات الاعادة يصل الى 71 الفاً للانتخابات النيابية و125 الفاً للانتخابات البلدية.وقال في مؤتمر صحافي في نادي المراسلين في المنامة: "سارت العملية الانتخابية بسلاسة وشفافية (...) كان هناك بعض الادعاءات بتجاوزات أبرزها ما أثير حول تدخل بعض موظفي مراكز الاقتراع في توجيه الناخبين، لكننا حققنا في الأمر ولم يثبت لنا صحة ذلك". واشار الى ان تنظيم الانتخابات "يعد مسؤولية كبيرة وابرز تحدياتها ان يقتنع المواطن بأنها مكرسة اساساً له لكي يدلي برأيه وان تأتي النتائج بما اختاره". وبدأ تلفزيون البحرين ينقل على الهواء مباشرة عمليات فرز الاصوات في مراكز الاقتراع.
وفي تصريحات للصحافيين، اعلن عضو اللجنة التنفيذية للانتخابات القاضي خالد عجاج ان "عمليات الاقتراع تسير بشفافية وسط اقبال جيد من الناخبين" مضيفاً "نتوقع ازدياد اقبال الناخبين في فترة ما بعد الظهر وحتى المساء". وقال في مؤتمر صحافي في نادي المراسلين في المنامة ان "المخالفات التي رصدتها اللجنة التنفيذية للانتخابات قليلة في هذه الجولة"، مشيراً الى ان "المخالفات كانت بسيطة جداً وتمت معالجتها في حينه ومعظمها من قبل انصار المرشحين".
وسجل اقبال الناخبين ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً في الدوائر التي يتنافس فيها مرشحو جمعية المنبر الوطني الاسلامي (اخوان مسلمون) ومرشحو جمعية الاصالة (سلفيون) ومرشحا جمعية (وعد) الامين العام ابرهيم شريف والمرشحة منيرة فخرو. وشهدت هذه الجولة منافسة شديدة بين مرشحين من جمعية المنبر الوطني الاسلامي (اخوان مسلمون) التي لم يفز اي من مرشحيها الثمانية في الجولة الأولى لهذه الانتخابات ومرشحين من جمعية الاصالة (سلفيون) في خمس دوائر انتخابية.
ويذكر ان منيرة فخرو هي المرأة الوحيدة التي انتقلت الى الدور الثاني ولا تزال تحظى بأمل الوصول الى مجلس النواب وسط منافسة شرسة مع مرشح مستقل يدعمه السلفيون. وإذا فازت فخرو وشريف فستكون تلك المرة الأولى التي تفوز فيها المعارضة بنصف عدد مقاعد البرلمان مما يمهد الطريق إلى المزيد من الاستجوابات للحكومة في شأن فساد مزعوم وفي شأن مدى ما تملكه الأسرة المالكة من الأراضي.
وشهدت الايام الماضية تحركات حثيثة للمرشحين لرسم خريطة تحالفات انتخابية جديدة، ادت الى اتفاق بين "الاخوان المسلمين" والسلفيين على دعم وصول رئيس المنبر الاسلامي عبداللطيف الشيخ ورئيس جمعية الاصالة غانم البوعينين وترك نتيجة بقية الدوائر التي يتنافس فيها التياران للحسم من جانب الناخبين. لكن صحيفة "الايام" اوردت امس ان الاتفاق بين الجمعيتين انهار، ونسبت الى رئيس جمعية الاصالة غانم البوعينين قوله ان "جمعية المنبر نكثت بالاتفاق بين الجمعيتين لتبادل الدعم لرئيسي الجمعيتين في الجولة الثانية".
(و ص ف، رويترز)
|