شهادة مروان الراوي - كتابة محمد ابي سمرا شهادة لبناني مقيم في القاهرة منذ عشر سنين، يروي فيها فصولاً من أسباب غضب المصريين اليائس في السنين الخمس الأخيرة، وسرورهم الأليم بالثورة التونسية. تحاول هذه الشهادة أن ترصد الوجه المشترك ما بين هاتين الثورتين و"ثورة الأرز": توسل الانتفاضة الشعبية، الآنية والمفاجئة، بلا قيادة ولا تنظيم ولا مثال سابقين، طريقاً سلمية وديموقراطية، في مواجهة قوة سلطانية غاشمة ومارقة تحترف إهانة البشر وإذلالهم وإهدار كرامتهم الشخصية والوطنية.
-1-
أنا المقيم في القاهرة منذ عشر سنين، بعدما أقمت ودرست وعملت في فرنسا طوال 25 سنة أتاحت لي بعض معرفة بأحوال مجتمعات المغرب العربي وتاريخها السياسي، رحت أقول لأصدقائي المصريين، فيما كنا نتسقط يومياً أخبار الانتفاضة الشبابية التونسية ونتداول الرأي فيها، إن ما يحدث في تونس لا بد من أن تهب بعض نسائمه على مصر أولاً، أو سيكون له تأثير كبير فيها. لم يوافقني أحد منهم رأيي هذا، واستبعدوه، معتبرين أنه من أضغاث أحلام اليقظة أو النوم.
الآن، بعد الذي حدث في مصر وأذهل العالم كله، أعلم، كما يعلمون هم ايضاً، أن ما حدث كان يستحيل التنبؤ به، لأنه من ضروب الغيب، لكنه ايضاً ليس صنيع الماضي وتجاربه، بل هو صنيع التحرر من الماضي ومن الاستغراق فيه، والنظر اليه من المستقبل. فأصدقائي المصريون صوّرت لهم تجربة جيلهم وتجارب الاجيال السابقة، واستغراقهم فيها، أن تجربة الجيل الجديد الأصغر منهم عمراً، لن تكون سوى نسخة مكررة عن تجربتهم، كأن الآتي سجين الماضي، وهيهات ألا يكون صورة من صوره. فمعرفة كل منهم بأحوال المجتمع المصري التي خبرها جيلهم، والنشاط السياسي الذي خاض غماره في مجموعات أو منظمات يسارية الهوى أيام كان طالباً جامعياً، وكذلك حياتهم وعلاقاتهم المهنية، واستغراقهم في شؤون معيشتهم وهمومها ومشاغلها اليومية، اضافة الى تواصل معظمهم مع شبكات أو أفراد من مجموعات الشبان المصريين الناشطين حديثاً في حركات الاحتجاج الاجتماعي والسياسي الموضعية والمتقطعة، والمنظمة تنظيماً شبكياً حراً وآنياً عبر شبكات التواصل الالكتروني (الفايس بوك والتويتير) في السنوات السبع الاخيرة، ومشاركة هذا أو ذاك منهم في هذه الحركات، ومتابعتهم جميعاً أخبارها ومناقشتها – إن هذا كله أفضى بأصدقائي المصريين الى ما سميته مرة الغضب المصري اليائس الذي شهدت مظاهره وعايشتها في الحياة العامة المصرية وحوادثها اليومية.
أعلم الآن أن غضبهم المصري اليائس، كان كغضب معظم اللبنانيين اليائس قبل اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وكغضب التونسيين اليائس قبل إقدام الشاب التونسي محمد البوعزيزي على إحراق نفسه قرباناً لكرامته المهدورة في بلده. هل أقول إن هذا الغضب اليائس يحتاج دائماً الى قرابين كي ينفجر ويتحول غضباً محرراً من اليأس وتنبثق منه شعلة الأمل؟ وفي مصر من كان في مستطاعه أن يتخيل ما يمكن أن تنطوي عليه وتبعثه حادثة قتل الشاب خالد سعيد على أيدي رجال الأمن المركزي قبل أكثر من سنة في الاسكندرية؟
في القاهرة ذكرتني أحاديثي مع أصدقائي المصريين غداة الحدث التونسي، بما كان عليه اللبنانيون من غضب يائس، ومن شعورهم باستحالة خروج الجيش السوري أو إخراجه من بلدهم. وأنا نفسي لم أكن آنذاك خارج الاجماع على تلك الاستحالة التي فوجئت، كغيري من اللبنانيين المقيمين والمهاجرين، بانكسارها. كنت في القاهرة في ذلك الوقت، ورأيت شغف أصدقائي المصريين بـ"انتفاضة الأرز" اللبنانية (هل صارت مغدورة اليوم؟!) وبمشاهدها الساحرة التي أتيت الى بيروت لأعيش وأراقب كيف يخرج الناس من غضبهم اليائس، ومن ماضيهم، ومن أنفسهم وعليها، وكيف يفاجئون أنفسهم بأنفسهم في لحظات تاريخية فارقة وغير متوقعة، كي يستقبلوا الآتي ويتحرروا من الماضي. أعلم الآن أن ما أقوله هنا، مستوحياً ثلاثة حوادث تاريخية كبرى في بلدان مختلفة، لم يكن يسعني قوله لولا قوة الثورة المصرية التي فاجأت المصريين أنفسهم، فيما هم يصنعونها لحظة فلحظة، كما فاجأت العالم كله.
-2-
ما سميته الغضب المصري اليائس الذي كان يملأ حياة أصدقائي المصريين ونفوسهم، قبل الحدث التونسي وفي أثنائه، كان حالاً مصرية عامة. فمنذ سنة تقريباً شاعت على لسان كل مصري ومصرية قصيدة قرأها بالعامية المصرية شاعر صعيدي شعبي شاب، من على شاشة إحدى المحطات التلفزيونية في مصر، فأصبحت هذه القصيدة أيقونة شعبية على كل شفة ولسان: "شعور سخيف/ إنك تحسّ بأن وطنك شيء ضعيف/ صوتك ضعيف/ رأيك ضعيف/ أنك تبيع قلبك وجسمك/ وأنك تبيع قلمك وأسمك/ ميجيبوش حق الرغيف". ثم ينتقل الشاعر الى مخاطبة بلده، مصر، فيقول: "أنا اللي زارعك ذهب/ بتأكليني سباخ (أي تطعمينني نفايات)/ إن كان ده ثقل ودلع/ بزياده/ دلعك باخ/ لا شفت فيكِ هنا/ ولا شفت فيكٍ ترف/ كل إللي فيكِ قرف/ كرامتنا منهانة/ واللقمة فيكِ بإهانة/ بتخلفينا ليه/ لما أنتِ كرهانا؟!".
مذ تعرفت الى أصدقائي المصريين قبل خمس سنين تقريباً، كانوا على حال من الاختناق والمرارة الأليمة التي يعبرون عنها بأساليب مختلفة من الفكاهة السوداء التي أخذ معظم المصريين يتخلون عنها ويستبدلونها بمزاج سوداوي كالح، تنقل هذه القصيدة وشيوعها الكاسح، وجهاً من وجوهه. في أحاديثنا كلما التقينا، كنت أشعر أنهم يعيشون على تذمر مرير وأسود، ينبعث من عزلة خانقة ومرهقة في حياتهم وعلاقاتهم اليومية. يتغذى هذا التذمر من تدهور مظاهر الحياة العامة وانحطاطها المزري، واستسلام معظم فئات المجتمع الى المهانة الشخصية وإهدار الكرامة للحصول على الحد الأدنى من مستلزمات العيش، من طريق الاستزلام والخضوع. أما هم وأمثالهم غير المستجيبين للمهانة والخضوع، رغم ضآلة مداخيلهم، فيعيشون حياة المطرودين من بلدهم ومجتمعهم، والمهدورة حقوقهم فيه، والممتلئين بنوع آخر من المهانة، مصدرها أن مصر ومعظم مواطنيها أهدرت كرامتهم الوطنية، وسلبها منهم نظام سلطوي مزمن، اعتمد خنق المجتمع وحراكه الاجتماعي والثقافي والسياسي، والفساد والإفساد الاقتصادي والإداري والاخلاقي، سياسة عامة، في ظل تسلط مافيا من بلطجية رجال الاعمال والمال، على مقدرات دولة ضخمة السكان، وعلى مرافقها الاقتصادية العامة والخاصة.
يرعى نظام الاستنقاع والركود والمهانة التي يغرق فيها الشعب المصري، حزب السلطة الطفيلي، سياسياً واقتصادياً، والمتضخم منذ نحو 30 سنة من حكم الرئيس حسني مبارك. هذا الحزب هو "الحزب الوطني الديموقراطي" الذي يسميه أصدقائي المصريون "حزب الخواء الوطني" المرتبط عضوياً بشخص الرئيس وعائلته وحاشيته التي تفوح روائح فسادها أخباراً وحكايات يتناقلها الشعب المصري في كل يوم وساعة، كأنها من عاديات الحياة اليومية المصرية. أما حارس هذا النظام، فهو الجهاز الأمني البوليسي اللجب والمتضخم، والذي يربو على مليون ونصف المليون من رجال "الأمن المركزي". الضباط الكبار في هذا الجهاز تقوم بينهم علاقات مافيوية تربطهم برجال المافيا الاقتصادية والسياسية والادارية النافذين في الحزب الحاكم. وبرعاية رجال حزب السلطة، وعلى نفقتهم المنهوبة من مقدرات البلاد، يقوم كبار ضباط الأمن بتنظيم ما يشبه ميليشيات "مدنية" مدفوعة الأجر، جمهورها من المهمشين والعاطلين والمفقرين البائسين والرعاع في الحضيض الاجتماعي المنتشر في قاهرة العمران العشوائي. وبإمرة ضباط الأمن يستخدم رجال المافيا الحزبية ميليشياتهم الرعاعيةالبائسة لارهاب الناس في الحملات الانتخابية المزورة، ولأغراض رمادية أخرى، وللسيطرة على الشارع، كلما احتاجوا الى ذلك.
على هوامش هذا النظام السلطوي في تركيبه الأمني والاقتصادي والادراي والاعلامي الخانق والمستنع، تعيش الفئات الاجتماعية الوسطى المصرية، غير المنخرطة في هذا التركيب، والضعيفة أصلاً وفصلاً، والمتسعة قاعدتها بطيئاً بطيئاً. فبينما كان الاقتصاد المصري يحقق معدلات نمو مرتفعة بلغت 7 في المئة في السنوات الأخيرة، كانت الفئات الوسطى والشعبية تزداد فقراً. فما سمي "الانفتاح الاقتصادي" كان كناية عن نهب لمقدرات الدولة، واستئثار مافيوي بالقطاع الاقتصادي الخاص، منذ ثلاثين سنة، سبقتها سنوات عشرون من التسلط العسكري الناصري. وطوال السنين العشر الاخيرة عاشت هذه الفئات حالاً من الضيق المعيشي والإفقار الاقتصادي وخنق الحريات والاذلال المعنوي والأخلاقي، والخوف المزمن من مجابهة النظام السلطوي المافيوي والقيام عليه، في ظل افتقارها المزمن ايضاً الى منظمات نقابية، وهيئات اجتماعية وسياسية واعلامية تنظّم تذمراتها وتمنحها حضوراً في الحياة العامة. لذا يحيا أهل هذه الفئات الوسطى حصاراً واختناقاً بهموم معيشتهم اليومية، وببحثهم المضني عن أي عمل لا يؤمنه إقبالهم المتنامي على التعليم العام، رغم خرابه. فيصير حصولهم على عمل أشد استحالة في ظل تضخيم أعداد الشباب في مصر، ويتحول بحثهم عنه بحثاً سيزيفياً في حال الاصرار على الاحتفاظ بالكرامة الانسانية الشخصية. هذا فيما هم يبصرون بأم أعينهم خراب مرافق الخدمات العامة وادارات الدولة ومؤسساتها في بلدهم، وكذلك مشاهد الإثراء السريع وغير المشروع لرجال النظام والسلطة، ويسمعون كل يوم اخباراً وحكايات عن فضائح مالية وفساد اداري عميم، فلا يعود أي خبر عنها يحرك ساكناً في المستنقع الراكد، فيما تعتز الصحف اليومية الرسمية بقوة مصر وهيبتها، فتكتب الأهرام على صدر صفحتها الأولى، على سبيل المثال لا الحصر: "اوبامايأخذ بنصائح الرئيس مبارك". مثل هذه الأكاذيب الصفيقة والمضحكة، تضاعف شعور المصريين بالمهانة، ليس كأفراد فحسب، بل كشعب، بدأ منذ حوالى ثلاث سنوات يفقد حتى حس النكتة المشهور بها، ولم تعد السخرية السوداء تكفي للعبارة عن كآبته العميقة الداهمة، فظهرت في الحياة اليومية، العدوانية والسوداوية، بديلاً عن النكتة والسخرية.
- 3 -
بناء على هذا التوصيف للتركيب السلطوي في مصر "عصر الرئيس مبارك"، كما تسميه الاعلانات الدعائية في الصحافة الرسمية، وبناء على شبهه بنظيره التونسي، رحت أقول لأصدقائي المصريين إن حال الفئات الوسطى التي يقولون انها مطحونة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأخلاقياً في بلدهم، تشبه في وجه من الوجوه حال الفئات الوسطى في تونس المنتفضة على نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
فرحهم الغامر والشغوف بالانتفاضة التونسية، وتسقطهم أخبارها اليومية منذ بداياتها، كانا ينطويان على أمل خائب ومرير، فيقولون كلما التقينا وتحادثنا: اين نحن من تونس التي تختلف اختلافاً جذرياً عن مصر؟ الفئات المتوسطة التونسية وشبانها أكثر تماسكاً وتعليماً وصلة بالثقافة الأوروبية، وحرياتها السياسية، من نظيرتها ونظرائها، مصر وشبابها. شغفهم البائس بالانتفاضة التونسية، كان يصرفهم عن الانتباه الى انهم يرددون العبارة نفسها التي قالها تقريباً الرئيس حسني مبارك: "مصر ليست تونس"، على الرغم من اتفاقهم المزمن على ان نظامه ورهطه في السلطة والمجتمع، هما علّة يأسهم المرير الذي ورثه بعضهم عن أهله، وعن أجيال سبقت جيلهم. كأنما كُتب على مصر والمصريين أن ينطوي تفاعلهم مع ما يحدث في العالم وشغفهم به، على الخيبة والمرارة الأليمتين، والفرح الأليم. في لقاءاتنا واحاديثنا السابقة على الانتفاضة التونسية، لم تكن نادين، سيناريست الافلام التسجيلية، والمتدفقة غضباً وتوتراً في أحاديثها، تستجيب خيبتهم المريرة. ربما كانت تكابر وهي تقول انها تجد متنفساً لحياتها وسط الاختناق والاستنقاع الاجتماعي، رافضة مماشاتهم في يأسهم أثناء لقاءاتهم وسهراتهم الطويلة والمتباعدة في مقهى نادٍ خاص تدعوهم اليه، ورافضه تحويل هذه السهرات مجالس للندب ورثاء الذات وأحوال مصر والمصريين المزرية.
كنت أعلم أنه لم يكن في وسعهم اللقاء في المقهى الخاص والأنيق هذا، لولا الصداقة التي تجمعهم بنادين مذ كانوا طلاباً في الجامعة، قبل سنوات كثيرة، ولولا عضويتها في هذا النادي النخبوي الذي أنشأت ادارته المقهى لأعضائه الذين يتصدرهم رجل الاعمال المصري نجيب سويرس. يقع مقهى النادي في الطبقة العليا من بناية قديمة لا تزال تحتفظ ببقايا عراقتها الشاحبة في حي غاردن سيتي المرموق في القاهرة. حين دخلت في المرة الأولى الى المقهى فوجئت بروداه وأثاثاته وأجوائه وأناقته العادية الراسخة من دون إدعاء ولا أطناب. لا شيء هنا من قاهرة الإثراء السريع والجديد، وتخيلت انني في مشهد من قاهرة خاصة تقاوم كي تبقى خارج الانتظام الطبقي الحاد الذي رسخه نظام الاقتصاد الطفيلي المحدث. أحاديث شلة الأصدقاء في جلسات هذا المقهى، غالباً ما ذكرتني بمشاهد وشخصيات من افلام محمد خان في قاهرة أواخر ثمانينات القرن الماضي ومطالع تسعيناته، قبل ان يصفعني وقوفي على شرفة المقهى الواسعة، بمشهد مروع من قاهرة اليوم: الجدار الخلفي الشاهق الشبيه بجدار سجن افتراضي، وهو جدار وحشي ومقبض لفندق "فورسيزن" الذي يشق سحب التلوث القصديري الخانق في فضاء ضيق ومنخفض.
يلوذون الى هذا المقهى الخاص والأنيق للقاء نادين في سهرات متباعدة. قبل أن أتعرف اليهم، كانت سنتان أو ثلاث قد مضت على عزلتي السميكة في بيتي، كأنني في حالٍ من الحداد الطويل، عازفاً عن الخروج إلا في أوقات العمل، ولضرورات العيش اليومي وحاجاته البيتية. هذا بعدما تقطعت بي سبل اللقاء بأصدقاء مصريين سابقين. أصدقائي الجدد – وبينهم الصحافي في مواقع اجنبية على الانترنت، والمراسل لصحيفة بيروتية أو عربية خارج مصر، والعاملة في احدى جمعيات المجتمع المدني غير الحكومية، والطبيب والسيناريست... الخ – كانت حريتهم الذهنية، لا ترفع عنهم الشعور بأن مصر والمصريين يعيشون في آتون من المهانة المريرة. لكن الانتفاضة التونسية هيأت لي أن أرى – أنا المراقب غير المصري لأحوال مصر منذ عشر سنين – ان الشعلة التي أطلقها التونسي محمد البوعزيزي للخلاص من المهانة، معطوفة على ما أطلقه اللبنانيون في "انتفاضة الأرز" غداة اغتيال الحريري قبل أكثر من خمس سنوات للخلاص من مهاناتهم، وما تقوم به مجموعة "كلنا خالد سعيد" الذي سحلته الشرطة المصرية ورمت جثته في الطريق، لا بد من ان ترمي حجراً، في مستنقع المهانة الثقيلة المزمنة في مصر. وفي أحاديثنا المشتركة في بدايات الانتفاضة التونسية، كان لا بد من تذكر "الانتفاضة الخضراء" للشبان والشابات في ايران، رداً على تزوير النظام الايراني الانتخابات الرئاسية التي نصّبت بالقوة الدموية محمود أحمدي نجاد رئيساً للمرة الثانية على الشعب الايراني، قبل ان يقوم النظام المصري باجراء انتخابات شكلية مزيفة لمجلس الشعب، وتنصيب رجال مافيا الحزب الحاكم نواباً في هذا المجلس.
|