Deprecated: GetLink(): Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : احزنوا معنا - حازم الامين
الأحد ٦ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: تشرين الثاني ٢٤, ٢٠١٢
المصدر: nowlebanon.com
احزنوا معنا - حازم الامين

من يتصفح جدران "فايسبوك" اللبنانية يلاحظ أن الهدنة في غزة لم تَرُق لكثيرين، ذاك أنها لم تكن حبل نجاة كاملاً من المأزق السوري. عشرة أيام من الحرب الإسرائيلية على القطاع غير كافية لقلب ضهر المِجَنّ. القدرة على تحويل المشهد عن المأساة السورية كان محدوداً، ثم إن هناك نجاحاً يجب أن يُسجل للذين أقدموا على ربط المأساتين في غزة وفي سورية. فسريعاً ما تداعت الى المخيلات العلاقة بين ما يعانيه السوريون وما يعانيه الفلسطينيون في غزة. الخطأ الذي ارتكبته قناة "الميادين" عندما نقلت صوراً من سورية وقالت إنها من غزة يؤشر الى التشابه وإلى التوأمة. وانسحاب حركة "حماس" من دمشق وما أعقبه من حملة عليها في الأوساط الحليفة للنظام السوري يُساعد على ضم المأساتين. الموقف الإسرائيلي من الثورة السورية له دوره أيضاً، ولا ننسى الـ1100 قتيل فلسطيني في سورية.

 

لكن المؤلم في ما يُرصد على "فايسبوك" من مرارة بسبب الهدنة في غزة، هو إشهار الرغبة بمزيد من الموت الفلسطيني خدمة لنظام مترنح في دمشق. فالشكوك حول "حماس" الجديدة، أو "حماس" "القطرية ــــ التركية" هي غمز من قناة ميل الحركة الفلسطينية منذ اليوم الأول من العدوان إلى تحقيق هدنة سريعة. وهذا ليس مزاجاً إيرانياً أو سورياً، وهو مؤشر أول الى ابتعاد "حماس" عن هذا المحور.

 

لا بأس بموت فلسطيني على مذبح تمديد عمر النظام في سورية، وهذا ليس مستغرباً، فقد سبق لهؤلاء أن صمتوا عن مقتل 1100 فلسطيني في مخيمات سورية على يد النظام هناك. وسبق لهم ان صمتوا عن مقتل 40 ألف سوري أيضاً.

 

لكن تكرار هذه الحقائق لن يُجدي نفعاً، ذاك ان الانقسام أقوى من أن يفته منطق، وهنا علينا ان ننتقل في المخاطبة من المنطق الأخلاقي إلى مصالح الجماعات طالما أننا نخاطب غرائز استيقظت على وقع خوف من التغيير.

 

المؤشرات كلها تدل على أن البوصلة تميل إلى غير اتجاه يا أصدقاءنا على "فايسبوك". المصلحة تقضي بالتخلي عن نظام لا مستقبل له. المصلحة فقط، طالما أننا مختلفون على المضمون الأخلاقي لما يجري في سورية. أما ان نكون أو تكونوا وقوداً لمرحلة انتقالية، فالثمن أكبر بكثير من العائد.

 

نعم يجب أن نحزن على 150 قتيلاً فلسطينياً في غزة، وأن ندين إسرائيل وأن نكشفها. لكن يجب ان نحزن أكثر على 1100 قتيل فلسطيني في سورية، وان نحزن أكثر وأكثر على أربعين ألف قتيل سوري... نرجوكم أن تحزنوا معنا يا أصدقاءنا على "فايسبوك".



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة