القاهرة: خالد محمود- بعد ساعات من الإعلان عن تدشين المجلس الرئاسي الليبي، رسمياً، الملتقى التأسيسي للمفوضية العليا للمصالحة الوطنية، اندلعت صباح أمس اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة في مدينة صرمان غرب العاصمة طرابلس، وسط تصاعد أعمدة الدخان، وانتشار مسلحين بزي مدني.
وبحسب شهود عيان وسكان محليين فإن اشتباكات وقعت بين ميليشيات مسلحة من الزاوية تتولى حماية سجن صرمان، وإحدى الأسر بمنطقة الشعبية، استخدمت فيها القواذف والأسلحة المتوسطة، ما أسفر عن خسائر في عدة ممتلكات، بينما التزمت حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة الصمت حيال هذه التطورات.
إلى ذلك، قالت نجوى وهيبة، المتحدثة باسم المجلس الرئاسي في مؤتمر صحافي عقدته مساء أول من أمس، إن «المجلس الرئاسي قرر هيكلة مفوضية المصالحة الوطنية في البلاد بطريقة أفقية، عوضاً عن الترشيح والتعيين المباشر، وذلك من خلال الملتقيات التي ستعقد على خمسة مسارات».
وأكدت وهيبة أن «هذه الملتقيات ستكون بمشاركة كل الفاعلين في مجال المصالحة الوطنية، مع مراعاة التنوع الثقافي والجغرافي وفئات الشباب والمرأة، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الدين والمجالس البلدية»، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك «وضع تصورات ومفاهيم ومقترحات تساعده في هيكلة المفوضية، واتخاذ القرار المناسب بشأن قيادتها، باعتبار أن المرحلة القادمة تتطلب العمل لإنجاح ملف المصالحة، على نحو يمهد الطريق لإجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده».
وأوضحت وهيبة أن الملتقيات بمساراتها الخمسة ستكون موزعة جغرافياً على كل المدن الليبية، دون إقصاء لمنطقة دون أخرى، مشددة على احترام المجلس الرئاسي لكل مبادرات المصالحة الوطنية السابقة، والعمل على الاستفادة من التجارب الناجحة منها.
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، خلال لقائه مساء أول من أمس مع وفد من مؤسسة مجلس شيوخ ليبيا على «ضرورة تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها نهاية العام الجاري»، مشيراً إلى أن «الاجتماع ناقش ملف المصالحة الوطنية، والجهود المبذولة لرأب الصدع بين الأشقاء ولمّ شمل الليبيين».
وكان صالح قد أكد لدى اجتماعه، مساء أول من أمس، مع أعضاء لجنة المجلس الأعلى للدولة لفرز ملفات المرشحين للمناصب السيادية على ضرورة إنهاء هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن. وقال مكتب صالح إن الاجتماع الذي حضره أعضاء في البرلمان «بحث هذا الملف لإنجاز هذا الاستحقاق الهام في هذه المرحلة»، مشيراً إلى أن لجنة تسلم وفرز وقبول ملفات المرشحين، المشكّلة بموجب قرار صالح، أنهت أعمالها نهاية أبريل (نيسان) الماضي، وأن رئاسة مجلس النواب أحالت الملفات التي تم فرزها وقبولها إلى مجلس الدولة.
وتوقع المتحدث باسم مجلس النواب استئناف اجتماعاته الأسبوع المقبل لبحث هذا الملف، مشيراً إلى ما وصفه بـ«اجتماع إيجابي» عقدته لجنة مكلفة من مجلسي النواب والدولة للوصول إلى توافق، حول إنجاز استحقاق المناصب السيادية.
في غضون ذلك، بدأ الدبيبة أول من أمس زيارة إلى العاصمة الإيطالية روما، هي الأولى من نوعها له منذ توليه مهام منصبه، على رأس وفد يضم سبعة من وزراء حكومته لحضور منتدى اقتصادي مشترك، وإجراء محادثات مع مسؤولي الحكومة الإيطالية.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، إنه استقبل الدبيبة مساء أول من أمس في مدينة تشامبينو، تمهيداً لمشاركة الأخير في افتتاح منتدى أعمال الشركات الإيطالية، الراغبة في تعزيز وجودها في ليبيا.
وكان الدبيبة قد أعرب عن رغبة حكومة «الوحدة» في تعزيز علاقاتها مع الجزائر، وتطويرها في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات لتحقيق التنمية الشاملة، ولمواجهة التدخلات السلبية في المنطقة، مشدداً خلال لقائه مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء أول من أمس بالعاصمة الجزائر، على أهمية تعزيز التعاون الأمني المشترك لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
من جهة ثانية، تفقد وفد مصري مساء أول من أمس مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس، بهدف الوقوف على آخر الإجراءات المتبعة في عملية تشغيل المطار، وتمهيداً لاستئناف الرحلات بين المطارات الليبية ومطار القاهرة الدولي. ويعتزم الوفد زيارة مطاري مصراتة وبنينا الدوليين، في وقت لاحق، للوقوف على الإجراءات المتبعة بهما، وتحديد إمكانية عودة تسيير الرحلات الجوية.
|