الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
تشرين الثاني ٢٠, ٢٠٢٠
المصدر :
موقع النهار العربي - لبنان
تونس: الانتفاضة ضد اتحاد العلماء المسلمين لإبقاء الصراع ضمن الدولة المدنية
تونس-هدى طرابلسي
ينفذ الحزب "الدستوري الحر"، منذ الاثنين الماضي، اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وسط العاصمة تونس، مطالباً بإيقاف نشاطاته وإخراجه من البلاد تحت شعار "ارحلوا عنّا"، على خلفية دوره في نشر التطرف ودعم الإرهاب بحسب إتهام "الدستوري الحر".
و اتهمت عبير موسى، الاتحاد بأنه "وكر لتفريخ الإرهاب وصناعته في تونس" من خلال الدورات التدريبية التي وصفتها بالمشبوهة والتكوين الديني الخطير الذي يقدمه للشباب التونسي، ويتعارض مع التعليم المدني الرسمي للدولة المدنية التونسية وقيم الجمهورية.
تخاذل الدولة
ونددت موسى أيضاً في فيديو نشرته عبر صفحتها الرسمية على "فايسبوك"، بما اعتبرته "تخاذل" الدولة في مكافحة الإرهاب وفتحها المجال داخل الأراضي التونسية "لانتهاك المنظومة التربوية والتعليمية، وبتغاضي البرلمان عن تبييض الإرهاب". ووعدت موسى قائلة إننا "لن نصمت على نشاطات هذه الجمعية ولن نقبل بوجودها بعد اليوم في البلاد"، مضيفة أننا "لسنا بحاجة لتنظيم "الإخوان" حتى يلقّن شبابنا الدروس ولن تكون تونس أرضاً لاحتضانهم".
ويأتي هذا التحرك الميداني الذي يقوم به الحزب "الدستوري الحر"، ردّاً على رفض القضاء التونسي الدعوى القضائية التي تقدمّ بها لإيقاف نشاط الاتحاد وإغلاق مقرّه وطرده من البلاد.
وينشط فرع "اتحاد علماء المسلمين" في العاصمة تونس منذ عام 2012 تحت غطاء قانون الجمعيات، ويشرف على تسييره بعضاً من أعضاء مجلس شورى "حركة النهضة الاسلامية"، في خرق واضح للقانون التونسي الذي يمنع الجمع بين تسيير الجمعيات والنشاط الحزبي. ومع بداية كل سنة دراسية، ينشر الفرع إعلانات موجهة لاستقطاب الشباب التونسي للتسجيل في دورات تكوينية في "العلوم الشرعية"، في مقابل مادي رمزي لا يتجاوز 30 دولاراً للشخص.
وكانت عبير موسى قد أعلنت عن كشفها عدداً من الوثائق التي تثبت تمويل جمعيات وأحزاب من الخارج أثناء الانتخابات وخارج الحملات الانتخابية أيضاً، وهو ما يتقاطع مع تقرير أصدرته محكمة المحاسبات التونسية وأكدت فيه المحكمة وجود تمويلات خارجية لبعض الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية.
الجناح الدعوي
ويقول الكاتب الصحافي باسل الترجمان "النهار العربي" إن "الشكوك تثار مرة اخرى و الاتهامات تجاه اتحاد العلماء المسلمين، وهو الجناح الدعوي لـ"لاخوان المسلمين" مفسراً هذه الشكوك و الاتهامات بأنها "ليست مرتبطة فقط بالوضع في تونس بل على المستوى العربي وحتى الدولي في الآونة الأخيرة".
وأضاف في السياق ذاته، "أنه بعد منع نشاط هذا الاتحاد في عدد من الدول العربية والإسلامية انتقل اليوم اتهام جماعة "الإخوان المسلمين" وجناحهم الدعوي اتحاد العلماء، الى أوروبا وآخر الدول التي حظرت نشاط هذا الاتحاد هي النمسا وبعض دول البلقان بعد الجريمة الإرهابية التي نفّذت في فيينا مؤخراً، والتي نتج منها مصادرة مبالغ طائلة من أملاك هذا التنظيم وإيقاف العشرات من أعضائه المتورطين في العمليات الإرهابية".
وتابع الترجمان: "يعلم الجميع أنه منذ تأسيس هذا الاتحاد، قام بأدوار خطيرة، تسببت في العديد من الكوارث على المستويين العربي والإسلامي"، موضحاً، أنه دخل في تأجيج الصراعات الدينية عوض أن يكون هذا الاتحاد طرفاً، يسعى الى خلق خطاب تسامح وتأسيسي لإسلام وسطي معتدل، الا انه تحول الى عنصر مشبوه بتصعيد خطاب الكراهية والتباغض بين المسلمين وبين الاجناس والأديان وبالتالي وجوده خطر، خصوصاً في تونس التي تعيش تجربة ديموقراطية ناشئة".
أصابع الاتهام
تأسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في 11 تموز (يوليو) عام 2004 عقب زيارة الشيخ يوسف القرضاوي للندن، في اجتماع للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي أسسه عام 1997، ويقع مركز الاتحاد الرئيسي في دبلن بإيرلندا، ويرأسه اليوم احمد الرسيوني خلفاً ليوسف القرضاوي.
وعلى الرغم من أنّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يقدم نفسه - وفق ما يذكر موقعه الرسمي - على أنّه يمثل المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم، إلا أن انحيازه الواضح للإسلام السياسي، جعل أصابع الاتهام تتوجه اليه بكونه أحد أذرع منظمة "الإخوان المسلمين" الدعوية.
وقد توسعت رقعة رفض عدد من المكونات السياسية والإعلامية في تونس لوجود هذا التنظيم، ودوّنت الإعلامية مايا القصوري في هذا الصدد قائلة: "أنا أساند اليوم الحزب الدستوري في تحركه ضد الأخطبوط الإخواني في تونسن كما ساندت قبل ذلك حزب نداء تونس للسبب ذاته، ثم انقلبت عليه لأنه خان القضية. وكما ساندت حضورياً التحركات غداة اغتيال شكري وكما ساندت حضورياً تحركات يوسف الشاهد عندما انطلق في حربه على الفساد وانقلب عليه لأنه خذل وتلاعب بالجميع".
ولخّصت القصوري موقفها قائلة: "ساندت دوماً وسأظل أساند كل ما ينقذ وطني من سرطان "الإخوان" ومن سرطان الفساد. نتخلص من هذا ثم نختلف ثم نتصارع لكن في إطار دولة مدنية حداثية وليس دولة الاغتيالات السياسية والتكفير واستخدام الدين لإرهاب المواطن البسيط".
والجدير بالذكر أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فرع تونس، رفع دعوى قضائية ضد رئيسة الحزب "الدستوري الحر" عبير موسى ومن ساندها في الاعتداء على مقر الجمعية في العاصمة بحسب تعبيره.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة