السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
أيلول ١٦, ٢٠٢٠
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
روسيا ترفض تسيير دورية مع تركيا وتقصف شمال غربي سوريا جواً
«نينجا» أميركي يقتل مسؤولاً عن «مجزرة الدروز» في إدلب
أنقرة: سعيد عبد الرازق
انطلقت أمس (الثلاثاء) في أنقرة جولة مشاورات تركية - روسية جديدة تتناول الملفين السوري والليبي، في وقت رفض الجانب الروسي تسيير دورية مع القوات التركية على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) وسط تصعيد عسكري روسي وقصف مكثف على محاور في إدلب. وقالت مصادر تركية إن وفدين يضمان مسؤولين من وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة المخابرات في كل من تركيا وروسيا يعقدان اجتماعات بمقر الخارجية التركية في أنقرة يرأس الجانب التركي فيها نائب وزير الخارجية سادات أونال.وتأتي هذه الاجتماعات في إطار المشاورات بين تركيا وروسيا حول التطورات في سوريا وليبيا والتي عقدت جولتها الأولى في موسكو قبل أسبوعين.
وسبق الاجتماع التركي - الروسي في أنقرة تصعيدا روسيا في إدلب، حيث نفذت طائرات حربية روسية، أمس، أكثر من 20 غارة جوية، فيما قصفت البوارج الحربية في البحر المتوسط مناطق عدة في تصعيد روسي على إدلب.
- قصف روسي
وتناوبت 7 مقاتلات روسية على قصف أطراف قريتي باتنتا والشيخ بحر شمال مدينة إدلب، بينما تعرضت قرية الشيخ بحر للقصف بصاروخ بعيد المدى من البارجة الروسية القابعة بالبحر المتوسط. وتزامن ذلك مع استهداف الطيران الحربي الروسي بالصواريخ الفراغية شمال غربي مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، ترافق مع قصف مدفعي نفذته قوات النظام على بلدات جبل الزاوية وكنصفرة وسفوهن والفطيرة في جنوب إدلب.
وردت فصائل المعارضة السورية بمحاولة استهدافها بصاروخ موجه لطائرة استطلاع روسيّة في أجواء محافظة إدلب دون التمكن من إصابتها.
في الوقت ذاته، رفض الجانب الروسي المشاركة في دورية مشتركة مع القوات التركية على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) بموجب اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار الموقع في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي، ما دفع القوات التركية إلى تنفيذ دورية منفردة.
وتجمعت القوات التركية، صباح أمس، وانتشرت بشكل مكثف على الطريق وسط تحليق لطائرات استطلاع تركية في الأجواء تمهيدا لتسيير دورية مشتركة مع الجانب الروسي، كالمعتاد، لكن الجانب الروسي رفض المشاركة فيها، فقامت القوات التركية بتسيير الدورية بشكل منفرد. وكشفت وسائل إعلام تركية عن أن الجانب الروسي امتنع عن الاشتراك في الدورية بسبب عدم تأمين القوات التركية لمسار الدورية الممتد من قرية ترنبة في سراقب شرق إدلب إلى عين حور في ريف اللاذقية الشمالي مرورا بريفي إدلب الجنوبي والغربي وتكرار استهداف المركبات الروسية التي تشارك فيها ما أدى من قبل إلى إصابة عدد من الجنود الروس.
وسبق أن سيرت القوات التركية دورتين منفردتين على طريق حلب - اللاذقية بعد رفض الجانب الروسي المشاركة فيهما، حيث تقول موسكو إن تركيا لم تف بالتزاماتها بموجب اتفاق مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا والتي تتعلق بالفضل بين المجموعات المتشددة والفصائل السورية المعتدلة في المنطقة. وتعرضت الدوريات المشتركة، التي بدأ تسييرها في 15 مارس الماضي، لاستهدافات متكررة سواء بعبوات ناسفة أو بهجمات «آر بي جي» ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الروس والأتراك. وكان آخر هذه الهجمات وقع في 25 أغسطس (آب) تعرضت مجدداً لاستهداف جديد، حيث جرى استهداف عربة روسية عند محيط أورم الجوز غرب إدلب بقذيفة «آر بي جي».
إلى ذلك، كشفت تركيا عن مخاوف من احتمالات تدخل فرنسا في إدلب على غرار تدخلاتها ضد تركيا في ملفات أخرى، مثل التوتر في شرق البحر المتوسط وليبيا وأخيرا العراق.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية الاثنين، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «ليس لاعبا قويا في سوريا، وهو سياسي غير صادق ولا يدري ما يفعل».
كان ماكرون بحث في 27 يونيو (حزيران) الماضي، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عددا من الملفات والقضايا المهمة في مقدمتها التطورات في إدلب، ما أثار حفيظة تركيا التي تشهد علاقتها مع فرنسا توترا شديدا خلال الأشهر الأخيرة.
وتسعى باريس لدفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات لوضع حد لتدخلات تركيا في بعض الدول مثل سوريا وليبيا والعراق.
- تفجير عفرين
على صعيد آخر، ارتفع إلى عشرة أشخاص، عدد الذين قتلوا في تفجير سيارة مفخخة في عفرين بريف حلب شمال سوريا، الخاضعة لسيطرة فصائل موالية للجيش التركي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تواصل حصيلة الخسائر البشرية ارتفاعها على خلفية الانفجار العنيف الذي ضرب مدينة عفرين الاثنين، حيث ارتفع إلى 10 تعداد الأشخاص الذين قضوا جراء انفجار سيارة مفخخة في المدينة، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب الشمالي الغربي، ومن بين الذين قتلوا طفل وطبيب، كما أن عدد الذين قضوا مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 35 جريحا بعضهم في حالات خطرة».
يذكر أن الانفجار وقع في منطقة مكتظة بالمدنيين قرب إحدى أسواق المدينة، وعلى مسافة قريبة من إحدى النقاط الأمنية للفصائل الموالية لتركيا.
وتسيطر فصائل المعارضة الموالية لتركيا على منطقة عفرين منذ شهر مارس 2018 وشهدت المدينة تفجيرات بسيارات مفخخة ودراجات نارية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
وأفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان أمس: «أسفر التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، عن سقوط 11 أحدهم طبيب، بالإضافة لعشرات الجرحى، حالة عدد منهم خطيرة». وتابع في بيان: «الجريمة الإرهابية المروعة التي طالت منطقة سكنية، تأتي بعد ساعات من استهداف سيارة للهلال الأحمر التركي، الذي قتل فيه أحد المتطوعين الأتراك، وتأتي كذلك بعد سلسلة من العمليات المشابهة التي تمثل في مجملها محاولات يائسة تسعى لنشر الفوضى وترويج العنف والموت؛ البضاعة الوحيدة التي يمتلكها الإرهابيون».
وأشار «الائتلاف» إلى أنه «يقف إلى جانب العائلات التي فقدت أحبابها، ونؤكد أننا مستمرون في ملاحقة الجهات التي تقف وراء هذا التفجير أو أي استهداف للمدنيين».
وطالب «الائتلاف الوطني» مجدداً بـ«مواقف دولية حازمة ضد الإرهاب ورعاته والمستثمرين فيه». وشدد على «مخاطر استمرار هذه العمليات الإرهابية، وهو أمر نتعامل معه بغاية الجدية». وقال: «نؤكد على ضرورة دعم الجيش الوطني السوري ومؤسسات الحكومة السورية المؤقتة من أجل محاصرة هذه التنظيمات ومن يقف خلفها وقطع مصادر تمويلها ودعمها وضمان تفكيكها وإنهاء أي تهديد تمثله».
«نينجا» أميركي يقتل مسؤولاً عن «مجزرة الدروز» في إدلب
بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»
قتل متطرف تونسي، الاثنين، في غارة شنّتها طائرة مسيّرة يُرجّح أنها أميركية على محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «استهدفت الطائرة المسيّرة سيارة القيادي في تنظيم (حراس الدين) سيّاف التونسي في مدينة إدلب، ما أدى إلى مقتله».
ورجّح أن تكون المسيّرة تابعة للقوات الأميركية التي استهدفت مرات عدة قادة من تنظيم «القاعدة» في محافظة إدلب.واستهدفت السيارة، وفق «المرصد»، بـ«صواريخ من نوع نينجا»، وهي صواريخ دقيقة استخدمتها القوات الأميركية سابقاً في عمليات طالت متطرفين في سوريا.
وكان المتطرف المستهدف أحد قادة «جبهة النصرة» التي سيطرت مع فصائل معارضة أخرى على كامل محافظة إدلب صيف عام 2015، لتعلن بعدها فكّ ارتباطها بتنظيم «القاعدة» ومن ثم تتخذ «هيئة تحرير الشام» تسمية لها.
وأوضح عبد الرحمن أنه «جرى فصل سياف التونسي من (جبهة النصرة) بعد اعتباره مسؤولاً عن مجزرة استهدفت مواطنين دروزاً» في قرية قلب لوزة في المحافظة. وانضمّ لاحقاً إلى تنظيم «حراس الدين» المرتبط بتنظيم «القاعدة». في يونيو (حزيران) 2015، قتل 20 مواطناً درزياً برصاص «جبهة النصرة» في القرية. وأفاد «المرصد» حينها بأن عناصر «النصرة» وجهوا اتهامات قبل إطلاق النار عليهم. وأعلنت «جبهة النصرة» لاحقاً أنها «ستحاكم» المتورطين في صفوفها.
ومنذ بدء النزاع في عام 2011، تزدحم الأجواء السورية بالطائرات الحربية؛ من طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية التي تقوم بحرب على المجموعات المتطرفة، وطائرات روسية تدعم قوات النظام السوري في معاركها ضد فصائل المعارضة أو ضد الجهاديين. كما تنفذ طائرات تركية وأخرى عراقية غارات قرب حدودهما، وتشن إسرائيل باستمرار ضربات في سوريا.
واستهدفت القوات الأميركية مراراً قياديين جهاديين في إدلب.
في يونيو، قتل قياديان عسكريان في تنظيم «حراس الدين» بغارة شنتها طائرة مجهولة من دون طيار في مدينة إدلب، وفق «المرصد».
وفي صيف عام 2019، أعلنت واشنطن استهدافها اجتماع قياديين من تنظيم «القاعدة» في إدلب. وأفاد «المرصد» بأن القصف أسفر عن مقتل 8 عناصر، بينهم 6 قياديين في تنظيم «حراس الدين»، في ضربة كانت الأولى للولايات المتحدة في إدلب بعد توقف أكثر من عامين ركزت خلالهما عملياتها ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش».
وينشط تنظيم «حراس الدين» الذي تأسس في عام 2018 ويضم مئات المقاتلين، في إدلب ويقاتل إلى جانب «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر حالياً على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة