السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ١٣, ٢٠٢٠
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
سوريا
احتجاجات في درعا البلد... و«تسوية» جديدة في جاسم
ماكينزي: لا تعاون مع موسكو أو دمشق بل «تنسيق» لمنع الصدام
درعا: رياض الزين
تشهد مدينة درعا البلد ومخيّم اللاجئين الفلسطينيين في محافظة درعا جنوب سوريا توتراً واحتجاجات بمشاركة العشرات من أبناء مدينة درعا البلد والمخيم، على خلفية تصاعد ظاهرة الاعتقالات، حيث قام محتجون في مخيم درعا الثلاثاء الماضي بإغلاق الطرقات المؤدية إلى المخيم، وحرق الإطارات في الشوارع، ورفعوا شعارات تنادي بإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام السوري، وسط استنفار أمني لقوات النظام في محيط مخيّم اللاجئين الفلسطينيين، دون تدخل يذكر منهم للسيطرة على نطاق الاحتجاجات. ودعا المحتجون إلى إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين من أبنائهم في سجون النظام، وإيقاف الملاحقات الأمنية بحق المدنيين والسابقين في فصائل المعارضة بعد إجراء التسوية.

وقالت مصادر محلية إن سبب التوتر والاحتجاجات التي شهدها مخيم الفلسطينيين في درعا، اعتقال قوات النظام لأحد أبناء المخيم قبل أيام، حيث اندلعت احتجاجات على أثر ذلك، بهدف الضغط على قوات النظام للإفراج عن المعتقل، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، والإفراج عن جميع المعتقلين منذ اتفاق التسوية مع النظام في درعا.

فيما وثقت «شبكة تجمع أحرار حوران» المختصة بنقل الأخبار عن محافظة درعا وريفها، 1144 حالة اعتقال في محافظة درعا منذ إبرام اتفاق التسوية بين النظام السوري والمعارضة في يوليو (تموز) من عام 2018، ووفقاً للتجمع فإن الاعتقالات شملت 453 مدنياً.

كما أن محافظة درعا تشهد منذ بدء اتفاق التسوية مظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب بالإفراج عن المعتقلين، ورفع المطالب الأمنية، إضافة إلى أنها تشهد العديد من عمليات الاغتيال من قبل جهات مجهولة، تستهدف سابقين في فصائل المعارضة أو مقربين من النظام السوري أو حزب الله اللبناني.

في حين شهدت مدينة جاسم بريف درعا الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية حالة توتر بين الأهالي، بعد تهديدات بنية النظام السوري اقتحام المدينة بحثاً عن مطلوبين، حيث سجلت المدينة خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية وصلت إلى أطراف المدينة، وانتشار لحواجز جديدة داخلها، استعداداً للقيام بحملة عسكرية في المدينة التي شهدت مؤخراً هجمات متفرقة على مواقع ومراكز تابعة للنظام في المدينة.

وأوضحت مصادر مطلعة من مدينة جاسم أن الأسباب التي دفعت النظام لتخطيط اقتحام مدينة جاسم، وجود أسماء لـ45 شخصا من عناصر المعارضة سابقاً معظمهم من المنشقين عن الجيش، ورفضوا الانضمام لأي تشكيل محالف للنظام منذ بدء اتقاف التسوية جنوب سوريا في عام 2018، إضافة إلى تصاعد ظاهرة الاغتيالات في المدينة، التي تستهدف شخصيات معارضة سابقاً، وشخصيات محسوبة على النظام السوري، واستهداف عناصر ومقرات النظام بشكل مستمر داخل المدينة. وبعد مفاوضات استمرّت عدة أيام بمشاركة وفد من وجهاء مدينة جاسم، وأعضاء من اللجنة المركزية للتفاوض في درعا، وقيادات من اللواء الثامن في الفيلق الخامس، تمكن خلالها الوفد المفاوض من إقناع وفد النظام السوري بالابتعاد عن خطة اقتحام مدينة جاسم، مقابل تأجيل البت في ملف المعتقلين بشكل كامل، وتسليم السلاح في المدينة، وتسوية أوضاع المنشقين والمطلوبين وعدم تعرضهم للملاحقة مستقبلاً.

وذكرت المصادر أن مدينة جاسم تلقت عدة تهديدات سابقة من النظام بنية اقتحامها في الفترة ذاتها التي اقتحم بها النظام مدينة الصنمين، إذا لم يتم تسليم السلاح في المدينة، وتسوية أوضاع المطلوبين.

ويرى مراقبون أن عمليات التدخل العسكرية التي يهدد بها النظام مناطق التسويات في درعا تأتي كحل أخير في حال فشلت الحلول الأمنية والسياسية، ويعالج كل منطقة بشكل منفصل عن محيطها، كما جرى في منطقة الصنمين قبل نحو شهرين، خاصة أن مناطق جنوب سوريا تشهد حالة فوضى وانفلات أمني غير مسبوق، منذ توقيع اتفاق التسوية في يوليو 2018، إذ إن المنطقة منذ بدء اتفاق التسوية بين المعارضة في الجنوب والنظام السوري، لم تهدأ الأفعال المناهضة للنظام فيها، وخروقات اتفاق التسوية باستمرار الاعتقالات التي طالت أغلبها عناصر سابقة في المعارضة من قبل قوات النظام، والهجمات المتكررة على مواقع النظام في المناطق التي دخلها باتفاق التسوية، حتى وصلت المنطقة إلى حالة غير مستقرة نسبياً، تحاول بها روسيا احتواء كل الأطراف والتهدئة والمحافظة على نسبة الاستقرار الحالية، لعدم انهيار اتفاق التسوية وعودة المواجهات العسكرية إلى المنطقة.

ماكينزي: لا تعاون مع موسكو أو دمشق بل «تنسيق» لمنع الصدام

واشنطن: معاذ العمري
قال الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها تعاون مع القوات الروسية في محاربة «داعش» بسوريا، ولا بالنظام السوري هناك، وإنما العمل العسكري يتطلب منها أن يكون هناك تنسيق تقني عسكري لمنع التصادم بين تلك القوات العسكرية في أرض مليئة بالميليشيات والجيوش العسكرية، وهذا التنسيق موجود مع روسيا ودمشق.

وأفاد ماكينزي، خلال حوار افتراضي عبر الفيديو مع معهد السلام الأميركي، أمس، بأن التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في العراق وسوريا يحرص على ألا يدخل في اشتباك أو اصطدام مع القوات الروسية في سوريا، ولا مع القوات السورية التابعة للنظام، إذ إن القيادة المركزية التي هو رئيسها تتواصل على مستوى أقل من رتبته مع نظرائهم من الروس والسوريين، لمنع التصادم والمواجهة في سوريا، وتنسيق ألا يكون هناك تضارب في الحرب على «داعش» في الميدان، مؤكداً أن ذلك ليس تعاوناً بل هي أمور تقنية لعدم التضارب، خصوصاً في العمليات العسكرية والطلعات الجوية، ونفس الشيء مع النظام السوري.

واعتبر ماكينزي أن إيران والقوات والميليشيات التابعة لها في سوريا هي أحد أهم التحديات التي نواجهها في سوريا، بجانب محاربة «داعش»، مؤكداً أن جهود القوات الأميركية في قيادة التحالف الدولي هي لمحاربة «داعش»، وما زالت متواصلة في العراق وسوريا، كما أن سوريا على وجه الخصوص تعتبر بالنسبة لهم تمثل تحدياً كبيراً بسبب وجود ميليشيات إيرانية، وميليشيات إرهابية متعددة، وكذلك القوات الروسية الداعمة لنظام الأسد، وليس هناك أي تعاون أو علاقات دبلوماسية مع نظام الأسد بخلاف ما هو عليه الأمر في العراق.

وأضاف: «إنهاء حلم الخلافة لـ(داعش) من قبل قوات التحالف كان أحد أهم الأهداف والانتصارات التي حققناها إلا أن التهديدات ووجود التنظيم لا يزال مستمراً، بيد أن وجودنا في سوريا لن يكون إلى الأبد، لذلك نحن نعمل مع القوات المحلية في (سوريا الديمقراطية) لرفع مستوى الجاهزية والاستعداد والقتال العسكري لمحاربة (داعش) والمخاطر التي تهددهم، ومهمة التحالف الدولي هي محاربة (داعش) في سوريا، والتأكد من عدم عودة التنظيم إلى التهديدات والتكوين مجدداً».

وحول التدخل التركي على الحدود العراقية الشمالية أو السورية، قال الجنرال ماكينزي إن تركيا لديها قلق ورؤية حول مخاطر الحدود مع سوريا، وتخوفهم من جماعات إرهابية، «ونعترف بذلك، لكننا نريد العمل معاً لتحقيق التوازن بين مخاوفهم وقلقهم، إضافة إلى عملنا ومهمتنا هناك».

وأشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» والحكومة العراقية تعملان مع القوات الأميركية في حماية الأمن ومحاربة «داعش»، وواشنطن تدعم الجهود التي يقوم بها الطرفان، كما أن دور أميركا هو دعمهم في حماية مناطقهم ومحاربة «داعش»، داعياً هذه الأطراف إلى التعاون مع الأمم المتحدة في قضايا الأمن، والحل السياسي، والعودة الاقتصادية، ومواجهة مخاطر «كوفيد – 19».

وأكد ماكينزي أن الحرب في سوريا لن يكون فيها أي احتفال بالنصر عسكرياً، بل سيكون سياسياً، بجعل السوريين يقودون بلادهم ويختارون رئيسهم ويمارسون ديمقراطيتهم، والحل الذي نقوله لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل معاً على ذلك، إذ إن الحل العسكري هو أداة لتحقيق التوافق والحل السياسي.

وفيما يخص المخيمات في المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» مثل مخيم الهول، قال إن ذلك «أحد أهم الأمور التي تشغل باله، وهو مهم لمحاربة (داعش) وذلك لا يعتمد على العمل العسكري وحده، بل يتطلب كثيراً من الجهود السياسية والدبلوماسية والعسكرية أيضاً».

وأضاف: «الآيدولوجية الفكرية المتطرفة هي أهم التحديات التي تواجهنا، وتعد الغذاء الرئيسي للتنظيم الذي من خلاله يستطيع إعادة تنظيم نفسه من خلال الإرهابيين الذي يحملون نفس التفكير، وكذلك هناك حشد شيعي من ميليشيات إيران، وهي أيضاً في النهاية تغذي الصراع والأزمة، وروسيا أيضاً سببت أزمة إنسانية كبيرة في سوريا، وأرى أن الحل السياسي والسلمي متطلب، ولا بد من عودة اللاجئين إلى بلادهم، وفي أفغانستان نواجه أيضاً ميليشيات إيران، كما في العراق وسوريا، وهذه مشكلة استراتيجية تواجهنا في الحقيقة، وجميعها ميليشيات ردايكالية، وهناك أطفال صغار ممن كانوا مع (داعش) في مخيماتهم، وربما سنواجههم لاحقاً مقاتلين في الجماعات الإرهابية، لذلك الحرب العسكرية وحدها لا تكفي هناك».

ولفت قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط، إلى أن جائحة «كوفيد - 19» أثّرت على العمليات العسكرية وعلى الناس في الميدان، لكن «كورونا» هي أحد التحديات التي تواجه التحالف، مع كثير من المخاطر الصحية والاقتصادية والفكرية والعسكرية الأخرى، مضيفاً: «(داعش) تقلقنا فعلاً، وهي من أسوأ النماذج العالمية في الميليشيات المسلحة، وما حققناه في محاربة تلك الجماعة هو أمر مهم، والأسوأ أنها جماعة متطرفة فكرية إرهابية».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة