السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ١٧, ٢٠٢٠
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
العراق
دعم شيعي «مشروط» لجهود الكاظمي لضبط الحدود
الكاظمي يتعهد حصر السلاح وفرض هيبة الدولة وإجراء انتخابات
بغداد: فاضل النشمي
تحظى جهود رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي المتعلقة بفرض سيطرة الدولة على منافذ البلاد البرية والبحرية، وتخليصها من قبضة الأحزاب والفصائل المسلحة والعشائر النافذة، باهتمام ودعم واسعين على المستويين الشعبي والرسمي.

ويأمل كثيرون أن تكلل مساعي الكاظمي في أحكام السيطرة النهائية على منافذ البلاد التي تعاني من الفوضى وسوء الإدارة والفساد منذ 17 عاماً. وكان الكاظمي دشن السبت الماضي، حملة حكومية لفرض سلطة الدولة على منافذ البلاد في محافظة ديالى (شرق) المحاذية للحدود مع إيران، ثم عاد، أول من أمس، وزار ميناء أم قصر ومنفذ سفوان الحدودي مع دولة الكويت في محافظة البصرة الجنوبية، وتعهد خلالها بـ«حصر السلاح بيد الدولة وإخضاع المنافذ الحدودية لسلطة القانون وليس الفاسدين». وأمر الكاظمي القوات الأمنية بمنع أي قوة أو جهة تحاول الدخول عنوة إلى ما سماه «الحرم الجمركي»، باعتبار أن «الموانئ تعد من أهم المنافذ الحدودية في كل دول العالم، فهي تشكل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد» على حد قوله.

وتناقلت وسائل إعلام محلية أمس، مجموعة أوامر أصدرها الكاظمي تتعلق بإعادة الهيكلة الإدارية والمناصب الحكومية في موانئ ومنافذ البصرة، وتضمنت إعفاء مديري مراكز ميناء أم قصر الشمالي والجنوبي والأوسط، بجانب إعفاء مدير جمرك بوابة البصرة. ورغم تشكيك بعض الاتجاهات العراقية في قدرة الحكومة على توجيه «ضربة قاصمة» لجماعات النفوذ في غالبية المنافذ والموانئ العراقية على المدى القريب لأسباب كثيرة، فإن كثيرين يعتقدون أنها بداية ضرورية وإجراءات مهمة طال انتظارها لفرض هيبة الدولة على منافذ البلاد الحدودية.

وفي مقابل ترحيبها بإجراءات الكاظمي، تشترط غالبية القوى السياسية الشيعية أن تشمل أيضاً، السيطرة على المنافذ الحدودية في إقليم كردستان الذي يشترك بحدود طويلة مع تركيا وإيران، وفيها ما لا يقل عن 5 منافذ رسمية، إلى جانب منافذ كثيرة غير رسمية. وفي هذا الإطار، أعلن ائتلاف «النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي دعمه لإجراءات الكاظمي، لكنه طالب بشمول جميع منافذ البلاد بها وضمنها إقليم كردستان.

ودعم الائتلاف، في بيان، أمس «إجراءات حكومة الكاظمي الهادفة لبسط سلطة الدولة على بعض المنافذ البرية والبحرية، وطالبها في الوقت نفسه بشمول جميع بوابات الدولة ومنافذها البرية والبحرية والجوية بنفس الإجراءات لضمان امتداد سلطة وسيادة الدولة على جميع منافذها من شمالها (إقليم كردستان) لجنوبها». وشدد الائتلاف على أن «سيادة الدولة لا تتجزأ، وعلى السلطات الاتحادية ممارسة صلاحياتها الدستورية على جميع أراضي الدولة، لحفظ وحدتها وسيادتها من الفوضى والتمرد والاستلاب».

وتطابقت وجهة نظر أمين عام حركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، الداعمة لإجراءات الكاظمي، مع وجهة النظر التي عبّر عنها ائتلاف «النصر»؛ حيث قال الخزعلي في تدوينة، عبر «تويتر»، أمس: «ندعم إجراءات الحكومة بالسيطرة على المنافذ الحدودية مع تأكيدنا على ضرورة بسط السيطرة على باقي المنافذ في إقليم كردستان وعدم اقتصار الإجراءات على منافذ الوسط والجنوب».

بدوره، اعتبر القيادي في الحزب «الديمقراطي» الكردستاني شوان محمد طه، أن «الإقليم لا يمانع أي خطوات تقوم بها الحكومة الاتحادية لضبط منافذ وحدود البلاد شرط أن تتطابق مع الدستور وما يقرّه من صلاحيات للمركز والإقليم». وقال طه لـ«الشرق الأوسط»: «ليس لدينا أي اعتراض، وقد تحدثت الوفود الكردية التي زارت بغداد مؤخراً حول قضية المنافذ، وهناك ما يشبه الاتفاق حول الأمر بين حكومتي بغداد والإقليم. ربما تكون إحدى مطالب الإقليم هي أن تتم الاستعانة بموظفين من المكونات كافة في المنافذ، ولا يقصر الأمر على موظفين مبعوثين من بغداد». وأضاف أن «حكومة الإقليم التي هي جزء من السلطات الفيدرالية الاتحادية في البلاد، كانت وما زالت داعمة لحكومة رئيس الوزراء الكاظمي، وتريد اعتماد الدستور للتفاهم حول جميع القضايا الخلافية بين الجانبين».

من جهتها، اعتبرت النائبة عالية نصيف عن ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أمس، أن «زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى البصرة منعطف مهم باتجاه فرض سلطة الدولة على مؤسساتها كافة، وتحريرها من قبضة مافيات الفساد». وقالت نصيف، في بيان: إن «أهم ما تضمنته زيارة الكاظمي هو اتخاذه خطوة جريئة وشجاعة بإحكام قبضة المؤسسة التنفيذية على المنافذ الحدودية والموانئ، وهذه الخطوة تأتي لفرض سيطرة الدولة وعدم الخضوع لسلطة الفاسدين، وهي رسالة إلى العابثين بمقدرات البلد وسراق المال العام بأن لا مكان لكم في مستقبل العراق». وأشارت نصيف إلى أن «مكافحة الفساد عملية صعبة لكنها ليست مستحيلة، بدليل أن زيارة ميدانية حسمت كثيراً من الأمور، ونأمل أن تكون الخطوة القادمة في شمالنا الحبيب (إقليم كردستان)».

الكاظمي يتعهد حصر السلاح وفرض هيبة الدولة وإجراء انتخابات
خطة شاملة للسيطرة على منافذ العراق الحدودية مع دول الجوار

الخميس 16 يوليو 2020 
بغداد: فاضل النشمي

حملت زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى محافظة البصرة الجنوبية، أمس، وعقده هناك اجتماعاً دورياً لفريقه الوزاري، إلى جانب زيارته لموانئ ومنافذ حدودية هناك، حزمة مزدوجة من الرسائل، تتعلق بجوانب الأمن وسيادة القانون والاقتصاد والسياسة. ويظهر أن رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، تعمد إرسالها من محافظة البصرة التي فيها الميناء الوحيد في البلاد، وتعد سلة الغذاء الوطنية وأكثر المحافظات ثراءً، بالنظر لامتلاكها أكبر حقول النفط في المنطقة والعالم.

وتأتي زيارة الكاظمي للبصرة، ضمن سلسلة زيارات يقوم بها للوقف على المشاكل والتحديات التي تواجهها تلك المحافظات، وسبق أن زار في بحر الأسبوع الحالي محافظتي ديالى وكربلاء.وشدد الكاظمي، خلال مؤتمر صحافي عقده في البصرة، على «حصر السلاح بيد الدولة وإخضاع المنافذ الحدودية لسلطة القانون وليس بيد الفاسدين». كما جدد التزامه بمهمة حكومة المتعلقة بـ«حل أزمة البلاد الاقتصادية والصحية وتهيئة الأرضية الملائمة لإجراء انتخابات نزيهة».

وأجرى الكاظمي جولة في ميناء أم قصر الشمالي بمحافظة البصرة ومنفذ سفوان الحدودي مع الكويت، في إطار حملة مكافحة الفساد في المنافذ الحدودية، واستكمالاً لما بدأه في منفذ مندلي في محافظة ديالى مطلع الأسبوع، للقضاء على الفوضى الإدارية والفساد الذي تعاني منه المنافذ الحدودية منذ سنوات نتيجة نفوذ الميليشيات والأحزاب والجماعات المنفلتة على أغلب مفاصل منافذ الحدود والموانئ العراقية.

ووجّه رئيس مجلس الوزراء بحماية «الحرم الكمركي» (الجمركي) في الموانئ من قبل قوات عسكرية ومنع أي قوة أو جهة تحاول الدخول إليه عنوة، وبالحد من الإجراءات الروتينية المعقدة، والعمل على تدوير الموظفين للحد من الفساد. وأكد أن «الجميع تحت المراقبة، ولدينا معلومات عن الفاسدين في الموانئ ستتم ملاحقتهم قانونياً».

وسبق أن أعطى الكاظمي أوامره للقوات الأمنية بـ«إطلاق النار على المتواجدين في المواقع الكمركية من دون صفة رسمية».

وأكد الكاظمي طبقاً لبيان صادر عن مكتبه، أن «الموانئ تعد من أهم المنافذ الحدودية في كل دول العالم، فهي تشكل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد، ولا بد من وضع الخطط اللازمة لتطويرها، وأن البلد يمر اليوم بأزمة مالية واقتصادية، وأهم الإيرادات المالية غير النفطية التي يمكن أن تدعم خزينة الدولة تأتي من الموانئ والكمارك».

وأقر الكاظمي بصعوبة ضبط الأوضاع في المنافذ الحدودية بشكل عام والبصرة بشكل خاص، وقال «إننا نواجه اليوم تحدياً كبيراً فيما يتعلق بهذين المنفذين، وهي فرصة للحكومة لأن تفرض القانون والنظام فيهما». لكنه اعتبر أن «محاربة الفساد
انطلقت من المنافذ الحدودية، وأن الحفاظ على أموال الشعب تحدٍ كبير يتم من خلال العمل بجدية لحماية الأموال ومتابعة عمل المنافذ»، مشدداً على أن «حماية المنافذ متوافرة وجاهزة للحفاظ على مقدرات المنافذ، وعلى أهمية تدوير الموظفين في أعمالهم لمنع تفشي الفساد».

وعلى مستوى الرسالة الإيجابية التي سعى الكاظمي إلى إرسالها للمواطنين في البصرة الغنية بالنفط والتي يعاني سكانها منذ سنوات من البطالة وتردي الخدمات البلدية والشح في مياه الشرب وقلة التجهيز بالطاقة الكهربائية، اتخذ مجلس الوزراء خلال اجتماعه هناك مجموعة قرارات من شأنها إصلاح ما يمكن إصلاحه بعد سنوات من الإهمال بهدف رفع معاناة المواطنين البصريين، ومن بين تلك القرارات «الموافقة على المضي بإجراءات التعاقد، في مشروع ماء البصرة الكبير، الذي يعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية والمباشرة في العمل، وإشراك محافظة البصرة في أعمال المتابعة الدورية لمشروع ماء البصرة الكبير، عبر لجان متخصصة على أن يتم التنسيق مع وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة».

وكان شح المياه الصالحة للشرب أدى العام الماضي إلى إصابة المئات من أهالي البصرة بالتسمم وأمراض التيفوئيد والإسهال، وأشعل موجة احتجاجات غاضبة ضد السلطات.

كما قرر مجلس الوزراء «وضع برنامج تنفيذ البنى التحتية للمضي بتوزيع الأراضي السكنية على مستحقيها من خلال قيام وزارة الإعمار والإسكان والبلديات بالاستفادة من الاستشاري المتعاقد مع محافظة البصرة، لمراجعة وتحديث التصاميم المعدّة لمدينة السيّاب السكنية»، إلى جانب تخويل محافظ البصرة صلاحية صرف رواتب ثلاثين ألف مواطن بصري كانت الدولة قد تعاقدت معهم على خلفية الاحتجاجات العام الماضي.

واتخذ مجلس الوزراء قرارات أخرى تتعلق بإحالة جميع المشاريع المتلكئة إلى المجلس الوزاري للخدمات، وتقديم التوصيات بشأنها خلال مدة شهر، وإحالة مشروع مجاري قضاء الزبير إلى المجلس الوزاري للخدمات الاجتماعية، لدراسته وتقديم التوصية الملائمة بشأنه.

من جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة إعداد خطة متكاملة لمسك المنافذ الحدودية كافة.

وكشف القيادة في بيان، أمس، عن «إعداد خطة متكاملة بالتنسيق مع هيئة المنافذ بعد مسك مندلي والمنذرية بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة بشأن السيطرة الكاملة على المنافذ الحدودية كافة، وتأمين الحرم الكمركي وفرض الأمن وتنفيذ القانون فيها». وأعلنت «تكليف عمليات البصرة بالسيطرة التامة على منفذ الشلامجة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنفذ صفوان مع دولة الكويت».

وأشارت إلى «تكليف القوة البحرية بالسيطرة الكاملة على المنافذ البحرية في ميناء أم قصر الشمالي والأوسط والجنوبي وتعزيز القيادتين بقوات من احتياطي القائد العام للقوات المسلحة وتخويلهما بجميع الصلاحيات لفرض الأمن وتنفيذ القانون في هذه المنافذ». كما أكدت قيادة العمليات «الاستمرار بفرض السيطرة ومسك جميع المنافذ الحدودية مع دول الجوار».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة