الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٤, ٢٠٢٠
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
تونس
من هم أنصار تيار بورقيبة بعد رحيل قائد السبسي؟
تونس: «الشرق الأوسط»
يتنافس كثير من السياسيين والمثقفين على تزعم كوادر الحزب الحاكم في تونس إبان عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، ما بين 1956 ومطلع 2011، والأوفياء للتيار «الدستوري»، الذي تزعم الحركة الوطنية منذ 1920، ثم مرحلة بناء الدولة الحديثة.

معلوم أن الحبيب بورقيبة تعرض خلال الـ32 سنة التي أمضاها في الحكم، وبعد الإطاحة به أواخر 1987، إلى انتقادات بالجملة من قبل معارضيه ورفاقه القدامى في الحركة الوطنية وفي الحكم. إلا أن الجميع تقريباً يعترفون له اليوم بمزايا كثيرة، ويحاولون الظهور في مظهر «الوفاء للتيار التحديثي» الذي تزعمه. وأيضاً الوفاء لعدد من مواقفه المثيرة للجدل، خاصة انفتاحه المبكّر على الغرب ومعارضته سياسات الأنظمة القومية الناصرية والبعثية والاشتراكية، ومواقفه من تعميم التعليم للجنسين وضمان المساواة بينهما والسماح بالإجهاض ومنع تعّدد الزوجات.

ولئن نجح الباجي قائد السبسي وحزبه «نداء تونس» في تجميع عدد كبير من أنصار حزب بورقيبة وبن علي «الدستوريين»، فإن هؤلاء أصبحوا مقسّمين على عدد من الأحزاب والجمعيات السياسية، من بينها:

- «الحزب الدستوري الحر»، الذي أسّس في 23 سبتمبر (أيلول) 2013 من قبل حامد القروي رئيس الوزراء ما بين 1989 و1999 ونائب الرئيس بن علي في حزب «التجمع الدستوري الديمقراطي» حتى يناير (كانون الثاني) 2011، وذلك تحت اسم حزب «الحركة الدستورية». وفي 16 أغسطس (آب) 2016 انتظم مؤتمر توحيدي لكل الأحزاب التي خرجت من حزب بن علي، واسندت رئاسته إلى عبير موسي، وجرى تغيير اسمه إلى «الحزب الدستوري الحر».

- حزب «المبادرة الدستورية»، وقد أسسه عام 2011 وزراء وشخصيات سياسية سابقة بزعامة وزير الدفاع والخارجية سابقا كمال مرجان، ووزير الداخلية والسياحة سابقا محمد جغام، ومجموعة من الدبلوماسيين والموظفين. ثم التحق به ساسة بارزون، من بينهم محمد الغرياني، السفير والمستشار السياسي والإعلامي لبن علي وآخر أمين عام للحزب الحاكم في مارس 2011.

- حزب «نداء تونس»، الذي أسسه الباجي قائد السبسي عام 2012، لكن شعبيته تراجعت بعد سنوات من الحكم ما بين 2014 و2019، ثم بعد انشقاق أغلب كوادره عنه. يتزعمه وزير الخارجية السابق خميّس الجهيناوي، ورجل الأعمال علي الحفصي - صديق حافظ قائد السبسي نجل الرئيس السابق الذي فرّ إلى فرنسا بعد وفاة والده خوفاً من التتبعات العدلية - . ولقد عيّن الحفصي وزيراً في حكومة إلياس الفخفاخ وزيراً مكلفاً العلاقة بالبرلمان.

- حزب «مشروع تونس»، الذي يتزعمه الوزير السابق محسن مرزوق. ولقد استقطب عدداً من كبار المسؤولين السابقين في الدولة وفي حزب بورقيبة وبن علي، بينهم وزير العدل والتعليم العالي السابق الصادق شعبان، ووزير السياحة السابق صلاح الدين معاوي، والمحامية الوزيرة السابقة وطفة بالعيد.

- «ودادية قدماء البرلمانيين التونسيين»، برئاسة المحامي والبرلماني السابق عادل كعنيش، وتضم عشرات من الوزراء والبرلمانيين وكوادر الدولة والحزب الحاكم السابقين. وتلعب هذه الجمعية دوراً كبيراً في تنظيم مؤتمرات وورش فكرية سياسية انفتحت على أنصار بورقيبة وبن علي ومعارضيهم السابقين، وأعدت كتاباً كبيراً ضمنته نقداً ذاتياً لأداء الحزب الحاكم السابق ومؤسسات الدولة ما بين 1956 ومطلع 2011.

إلا أن غالبية الشخصيات السياسية التي كانت مؤثرة في عهد بورقيبة وبن علي تفرغت لعالم المال والأعمال أو لحياتها الخاصة. وهي لا تشارك راهناً في تحركات الأحزاب السياسية، لأنها لا تزال عرضة للتتبّعات من قبل المحاكم بتهم عديدة، من بينها تعذيب المعارضين وشبهات فساد مالي وإداري.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة