الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
كانون الأول ٢٩, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
حكومة تركيا تستعجل تفويض البرلمان لإرسال قوات لدعم السراج
أنقرة: سعيد عبد الرازق
تسعى الحكومة التركية إلى التعجيل بالحصول على تفويض من البرلمان بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج بموجب مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري الموقعة بين الجانبين في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقالت مصادر في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، أمس (السبت)، إن مذكرة طلب التفويض لإرسال قوات إلى ليبيا قد تتم مناقشتها في البرلمان يوم الخميس المقبل، في ضوء طلب حكومة السراج الدعم العسكري رسمياً، ونظراً إلى التطورات في المنطقة.
وأضافت المصادر أن البرلمان قد يقطع عطلته الممتدة حتى السابع من يناير (كانون الثاني) المقبل لمناقشة مذكرة التفويض، وأن مذكرة الحكومة بطلب التفويض قد تقدّم غداً (الاثنين) إلى رئاسة البرلمان، لتناقش يوم الخميس، وجرى إبلاغ النواب بذلك، مشيرة إلى أن الجدول الزمني النهائي بخصوص النظر في المذكرة والتصويت عليها سيتأكد غداً. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد، الخميس الماضي، أن أول عمل ستقوم به حكومته بعد استئناف البرلمان أعماله، هو تقديم مذكرة تفويض بشأن إرسال جنود إلى ليبيا.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أول من أمس، إن الحكومة الليبية طلبت دعماً عسكرياً من تركيا، متهماً قوى إقليمية بالسعي إلى تأسيس «أنظمة قمعية لا تخضع لمساءلة الشعب» في ليبيا. وقال إن جهودها لتأسيس «إدارة عميلة» لن تنجح، بحسب توصيفه.
وأكد ألطون التزام بلاده بالاتفاقات مع حكومة السراج وعزمها على حماية المصالح المشتركة، وإرساء الاستقرار في البحر المتوسط، مشيراً إلى أن تركيا تدعم «الحكومة الليبية الشرعية المعترف بها عالمياً». وطالب قوى خارجية بوقف الدعم الذي توفره لما سماه «المجموعات غير المشروعة ضد الحكومة الليبية».
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات أمس، إن هناك من يريد أن يحوّل ليبيا إلى سوريا أخرى، وإن ذلك لو تحقق فسيأتي الدور على دول أخرى في المنطقة.
إلى ذلك، أشار موقع «نورديك مونيتور» السويدي إلى أن الرئيس التركي يسعى إلى تكوين جيش من «المرتزقة» للقتال في ليبيا. ونقل الموقع عن عدنان تانري فردي، المستشار العسكري للرئيس إردوغان، إن أنقرة يجب أن تؤسس شركة عسكرية خاصة للمساعدة في تدريب الجنود الأجانب، لافتاً إلى أنه بفضل مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة السراج في مجال التعاون الأمني والعسكري، يمكن لأنقرة إرسال مقاتلين متعاقدين إلى ليبيا.
وذكر الموقع أن الجنرال المتقاعد، الذي يمتلك بالفعل شركة عسكرية خاصة هي «سادات»، التي يعتقد كثيرون أنها قوة شبه عسكرية فعلية موالية لإردوغان، دعم فكرة تأسيس شركة مرتزقة تعمل بالخارج.
وقال تانري فردي بحسب ما أورد الموقع: «بالتأكيد، تركيا تحتاج إلى شركة خاصة، مثل بلاك ووتر الأميركية أو فاغنر الروسية»، مشيراً إلى أنها ستصبح أداة جديدة في السياسة الخارجية لتركيا.
وأضاف أنه يمكن لتركيا إرسال قوات إلى الخارج عن طريق تلك الشركة الخاصة، متجاوزة أي نوع من أنواع الآليات الدولية بالنظر لحقيقة عدم وجود حاجة لاتفاقية، معرباً عن اعتقاده بأن القوة القتالية للجيش الخاص المقترح ستكون هائلة، بما أنها ستتكون من جنود متقاعدين مخضرمين، لافتاً إلى أن المعدات والأسلحة سيقدمها الجيش التركي.
وشبّه تانري فردي إرسال المرتزقة إلى الخارج بـ«الصادرات»، وأنه أمر جيد للاقتصاد، بدل إرسال جنود وضباط من الجيش التركي.
من جانبه، كشف النائب التركي السفير السابق في إيطاليا أيدين عدنان سيزجين أن مذكرة التفاهم بين أنقرة وحكومة «الوفاق» كانت معدة لتجاوز السلطة التشريعية في موضوع إرسال قوات للخارج، مشيراً إلى مراوغة في المصطلحات المستخدمة مثل «منظمات أمنية ودفاعية» و«المدنيين من المنظمات الأمنية»، في محاولة لإفساح الطريق أمام شركة «سادات». واتهم حكومة إردوغان بالبحث عن طرق لنقل الإرهابيين من إدلب السورية إلى ليبيا.
وفي السياق ذاته، كشف مركز أبحاث «نورديك نيتورك ريسيرش» الأوروبي المتخصص في مكافحة التطرف عن مساع تركية نشطة لاستمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق في ليبيا. وأشار تقرير للمركز، ومقره استوكهولم، إلى أن إردوغان يهدف من وراء ذلك إلى إيجاد «وكلاء حرب» عن تركيا في منطقة الساحل والصحراء انطلاقاً من ليبيا.
وتساءل التقرير عما إذا كان حلم «الخلافة وأطماع السيطرة» الذي فشل إردوغان في إطلاقه من سوريا، قد يجد منطلقاً جديداً له الآن في ليبيا، معتبراً أن دعم إردوغان لأبناء الطوارق في ليبيا يشبه إلى حد كبير دعم تركيا للمجموعات المسلحة المتطرفة التابعة لـ«القاعدة» في سوريا مثل «جبهة النصرة»، لكنه قد يكون أشد خطراً من دعم المتطرفين في سوريا نظراً لامتدادات شعب الطوارق عرقياً وقبلياً إلى خارج ليبيا وتحالفاتهم على امتداد دول منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يسمح لأنقرة بزعزعة استقرار الإقليم وأمنه بالكامل وبسط نفوذها فيه.
دعوات لأنصار القذافي إلى التوحد ضد «الغزو التركي»
القاهرة: جمال جوهر
انتشرت دعوات في ليبيا، أمس، منسوبة إلى قياديين سابقين في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، تطالب بـ«نسيان أحقاد الماضي»، والتوحد والاصطفاف لمواجهة ما سموه «الغزو التركي القادم لاحتلال البلاد».
وتبنى أولى الدعوات عمار الطيف، الذي تولي وزارة السياحة في عهد القذافي، إذ حذّر مما سماه «التحضير للغزو». وقال، في بيان: «أيها الليبيون، ليس أمامكم إلا الاتحاد والمقاومة، ونسيان الأحقاد والخلافات»، وأضاف: «الرجل المريض اختار الإعلان عن قوته من جديد من شمال أفريقيا؛ إنها نظرية الاستعمار والفراغ التي نبّهكم إليها (القائد معمر)».
ورأى خالد الغويل، مستشار رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، أن «الظروف التي تمر بها ليبيا تحتم على الجميع، وفي مقدمهم المحسوبون على (ثورة الفاتح)، الاصطفاف خلف (الجيش الوطني) لمحاربة الميليشيات المسلحة التي خطفت العاصمة، ومجابهة (الرئيس) رجب طيب إردوغان».
وقال الغويل لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الأولوية الآن أمام جميع فئات الشعب هي استعادة الدولة المخطوفة، وعندما يتم ذلك، نجلس إلى طاولة ونتفق فيما بيننا»، مدافعاً عن أنصار النظام السابق الذين رأى «أنهم كانوا القوة الداعمة للجيش في (تحرير) مدينتي بنغازي ودرنة من الجماعات المتطرفة».
ويصطف قطاع عريض من أنصار النظام السابق وراء سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، انتظاراً لما يرونه «اللحظة المناسبة للعودة مرة ثانية لحكم ليبيا من خلال صناديق الانتخابات». وقال عبد المنعم درنة، مؤسس ما يطلق عليه حراك «مانديلا ليبيا» الداعم لسيف الإسلام: «القوة المحسوبة على (ثورة الفاتح) اليوم تترقب خطاباً متلفزاً من سيف الإسلام»، ورأى أن مثل هذا الخطاب «سيقلب الطاولة على كل من دنّس ليبيا وأهان شعبها».
وأضاف درنة، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»: «سنرد على تصريحات إردوغان بمقولة دائماً ما قالها لنا سيف: (نحن قاتلنا الطليان، والترك يبال صيّاع كيف هدول)، بمعنى أن المقاومة مستمرة على كل من يحلم بالتدخل في شؤون ليبيا الداخلية، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها».
وتحدث درنة عما سمها «عودة أحلام الغزو العثماني»، منوهاً بـ«مساندة القبائل للجيش في تحرير بنغازي ودرنة ومناطق بالجنوب»، وقال إن ذلك تم «بواسطة ضباط وجنود من المؤسسة العسكرية وأنصار القذافي».
وبالتزامن مع دعوة الطيف للوقوف في وجه ما سماه «الغزو التركي القادم»، تنادى مشايخ وأعيان بقبائل ليبية مختلفة بضرورة الوقوف مع «الجيش الوطني»، بهدف صد أي وجود تركي محتمل على الأراضي الليبية.
وقال شيخ قبيلة من بني وليد لـ«الشرق الأوسط»: «يجب دعم الجيش الوطني دفاعاً عن أرضنا في مواجهة الجماعات الإرهابية، ومن يساندها من خارج البلاد». وتابع الشيخ الذي طلب عدم ذكر اسمه: «اليوم، وليس غداً، يجب القضاء على الميليشيات المسلحة، والتصدي لأي قوة تقتحم البلاد، كما فعل حلف (الناتو) من قبل». وفيما قال الطيف في ندائه، عبر حسابه على «فيسبوك»: «كفاكم قتال بعضكم البعض، وتكالباً على السلطة، فالوضع بات خطيراً، والموقف جلل يتطلب الشجاعة والواقعية والتضحية ونكران الذات»، رأى المحامي عدنان إرجيعة العرفي، الذي حرّك دعوى لمعرفة مكان قبر القذافي المجهول، أن «الليبيين بين ثلاثة خيارات، إمّا أن يحاربوا مع (المشير) حفتر و(الجيش الوطني)، أو أن ينتظروا قطع رؤوسهم من الإرهابيين، أو انتظار من سينتصر والانضمام إليه».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة