السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
كانون الأول ١٣, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
ليبيا: حفتر يعلن بدء اقتحام العاصمة طرابلس
القاهرة: خالد محمود - طرابلس: «الشرق الأوسط»
أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، مساء أمس، «بدء المعركة الحاسمة»، والتقدم نحو طرابلس، ودعا الوحدات المتقدمة إلى الالتزام بقواعد الاشتباك، معلناً بذلك «ساعة الصفر» لجميع الوحدات العسكرية في طرابلس.
وفي تصريحات نقلتها «وكالة الصحافة الألمانية»، أمس، قال حفتر موجهاً خطابه لجنوده وأركان قادة الجيش: «اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة... لقد دقت ساعة الصفر... ساعة الاقتحام الكاسح الواسع التي يترقبها كل ليبي حر شريف، وأهلنا في طرابلس بفارغ الصبر».
وتعهد حفتر في كلمته بـ«منح المسلحين في طرابلس الأمان مقابل إلقاء السلاح، وأوصى قوات الجيش باحترام حرمات البيوت»، مشيراً إلى أن «الجيش الليبي منتصر لا محالة في معركة طرابلس».
وأضاف حفتر، وهو يرتدي الزي العسكري، أن طرابلس «أصبحت وكراً للمجرمين، الذين يستضعفون فيها الأهالي بقوة السلاح، منذ أن صارت مؤسسات الدولة فيها أداتهم لنهب ثروات الليبيين، جهاراً نهاراً، وعلى رؤوس الأشهاد، ومنذ تنصيب العملاء من الخونة الطامعين لينفذوا أوامر أسيادهم، ليضيع الوطن وهم أذلاء صاغرون».
وتابع حفتر موضحاً: «نستعيد وطننا العزيز، ليبيا أرض الجهاد والكفاح، بعد أن كاد الإرهاب يفك وحدتها ويمزقها إرباً، لولا تضحيات شهدائنا، ودفع القبائل الشريفة أبناءها إلى معركة الكرامة، لولا أن رفضنا الذل والمهانة. وقبل كل ذلك، لولا إرادة الله التي شاءت أن ينتصر الحق ويزهق الباطل. اليوم نعلن المعركة الحاسمة، والتقدم نحو قلب العاصمة. وتعود طرابلس كما عهدها التاريخ منارة وعاصمة للحضارة». وأضاف حفتر: «سنطوي صفحات البؤس والظلم والقهر، ونعلن مع النصر والتحرير ميلاد عصر جديد، فتقدموا الآن أيها الأبطال... كل إلى هدفه المعلوم لتحطموا القيود وتنصروا المظلوم، وأوصيكم باحترام حرمات البيوت والممتلكات، وقواعد الاشتباك، ومبادئ القانون الدولي الإنساني».
وختم حفتر كلمته بالقول: «ختاماً، وفي نداء أخير، لن يتكرر... لن يتكرر في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة، ندعو كل أبنائنا من الشباب، بمختلف دوافعهم وانتماءاتهم الذين جرفتهم دعوات المضللين، وحملوا السلاح لمواجهة الجيش الوطني. ندعوهم دعوة صادقة أمام الله وأمام الليبيين بأن يلزموا بيوتهم، وأن يعودوا إلى رشدهم، حرصاً على حياتهم، ورأفة بأهلهم وذويهم ليضمنوا السلامة والأمان، وتُمنح لهم فرص التأهيل والتعليم، والعمل الشريف والعيش الكريم، وأن يوفروا جهدهم وطاقاتهم لبناء ليبيا الجديدة»، مشدداً على أن الجيش «منتصر لا محالة بإذن الله. بسم الله الرحمن الرحيم: (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)».
ميدانيا، بثت شعبة الإعلام الحربي، التابعة لـ«الجيش الوطني» مساء أول من أمس، لقطات مصورة لتقدم قواته بعد اشتباكها مع العدو، الذي قالت إنه تراجع في عدة نقاط بمحور عين زارة جنوب طرابلس، موضحاً أن «الجنود واثقون كعادتهم من تحقيق النصر، وتحرير المدينة من الميليشيات والإرهابيين».
في المقابل، نقلت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها الميليشيات الموالية لحكومة السراج، عن آمر غرفة عملياتها الميدانية اللواء أحمد أبو شحمة، أن مدفعيتها الثقيلة قصفت تجمعات للجيش الوطني في محيط محور اليرموك جنوب طرابلس، مشيرا إلى مقتل تسعة من عناصر ما وصفها بالعصابات الإرهابية، بالإضافة إلى تدمير آليتين مسلحتين، ومدرعة كان على متنها 6 عناصر أخرى. ونشرت الداخلية بحكومة السراج مجموعة صور فوتوغرافية، أول من أمس، تظهر فرحة قوة التدخل السريع بالإدارة العامة للدعم المركزي في حفظ الأمن داخل العاصمة طرابلس، مشيرة إلى تفعيل البوابات الأمنية والدوريات المتحركة والثابتة لضبط المطلوبين، وإحالتهم لجهات الاختصاص، وتفتيش المركبات، والتأكد من هوية سائقيها، وحماية المرافق العامة والخاصة.
أميركا تؤكد مجدداً رغبتها في «نهاية سلمية» للأزمة الليبية
بومبيو: لا وجود لحل عسكري... ونريد العمل مع روسيا لإنهاء الصراع
القاهرة: خالد محمود - واشنطن: معاذ العمري
فيما جددت واشنطن رغبتها في «نهاية سلمية» للأزمة الليبية، أكد مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، أن الولايات المتحدة ترى «ضرورة الحل السياسي» في ليبيا، وأنه لا مجال للحل العسكري هناك، معتبراً أن الحل السياسي «هو الحل الوحيد لتجنيب البلاد العنف والدمار».
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية صباح أمس، إنه تحدث في الشأن الليبي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أول من أمس، في أثناء زيارته لواشنطن، ولقائه الرئيس ترمب في البيت الأبيض، مشيراً إلى أنه تطرق إلى الوضع الليبي مع لافروف، وأكد له أن الحل السياسي «هو الوحيد لتجنب العنف في ليبيا... ولا توجد قدرة لأي من القوات المتنافسة هناك على حل الخلاف بطريقة يحققون فيها نصراً عسكرياً». مشدداً على أن «الحل السياسي هو الذي يجلب الاستقرار... ونحن نود العمل مع الروس للوصول إلى طاولة المفاوضات، وإلى موقف يسمح لتحقيق ما تسعى الأمم المتحدة لتحقيقه»، مشيراً إلى أن لافروف قال إنه مستعد للعمل على ذلك، وأنه ذكر خلال حديثه مع لافروف أن «هناك قراراً أممياً بحظر السلاح على ليبيا، وأنه لا يجب لأي دولة أن تنتهك ذلك، وهذا ينطبق أيضاً على الدول الأخرى، التي تقدم الأسلحة للأطراف المختلفة».
من جانبها، أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا أن القائم بأعمالها التقى، في تونس، فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق المدعومة من البعثة الأممية، بينما أدرجت وزارة الخزانة الأميركية أحد ضباط «الجيش الوطني» الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، على لائحة عقوباتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقال بيان مقتضب للسفارة الأميركية إن القائم بالأعمال جوشوا هاريس، اجتمع مع السراج، في تونس العاصمة، مساء أول من أمس، «كجزء من الحوار الجاري بين الولايات المتحدة وليبيا للتوصل إلى نهاية سلمية لصراع طرابلس، ودعم حوار الأمم المتحدة بشأن الحل السياسي».
كان السراج قد أعلن عن اجتماعه أيضاً، مساء أول من أمس، في تونس، مع رئيسها قيس سعيد، الذي أكد بدوره مساندة بلاده للمسار الديمقراطي في ليبيا، ووقوفها بكل إمكانياتها إلى جانب الشعب الليبي. وأشار حسب بيان لمكتب السراج إلى أن تونس تتأثر مباشرةً بكل ما يحدث في ليبيا.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها أدرج الرائد محمود الورفلي، الضابط بـ«الجيش الوطني»، على قائمة عقوباتها التي تشمل منع السفر، وتجميد الأرصدة المالية المتعلقة به. وقالت في بيان لها إنه «مسؤول عن، أو متواطئ، أو شارك بشكل مباشر أو غير مباشر في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان». مبرزةً أن الورفلى نفّذ منذ عام 2016 أو أمر بقتل 43 محتجزاً غير مسلح في ثمانية حوادث منفصلة، وأنه تم تصوير العديد من عمليات القتل هذه، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ورحبت حكومة السراج بالقرار، ورأت وزارة الداخلية بالحكومة أن الورفلي مطلوب للقضاء الوطني والدولي لارتكابه جرائم قتل جماعي، دون إخضاع الضحايا لأي تحقيقات رسمية، مشيرةً إلى أنه تمت ترقيته، ويشارك في العمليات العسكرية جنوب طرابلس، بدلاً من معاقبته وتسليمه للقضاء لمحاكمته.
ميدانياً، بثت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني، لقطات مصورة لما قالت إنه جزء من عمليات قوات الجيش وتعاملها مع مدرعات العدو، مشيرة إلى أن «هذه المشاهد جزء بسيط من المهام الروتينية، التي يقوم بها أبطال وحدات (الكورنيت) التابعة للقوات المسلحة، والتي أثبتت فاعليتها بشكلٍ كبير بعد أن استطاعت تدمير عشرات العربات المسلحة والمدرعات التركية».
كان تقرير للأمم المتحدة قد كشف، أول من أمس، عن مشاركة مجموعات مسلحة من السودان وتشاد في القتال في ليبيا خلال العام الجاري، لكنه لم يذكر في المقابل وجود مرتزقة روس كشفتهم وسائل الإعلام مؤخراً.
من جهة أخرى، قال مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس في بيان، أمس، إن ميلاد معتوق، وزير المواصلات بحكومة السراج، أصدر تعليماته باستئناف جزئي للرحلات بالمطار، اعتباراً من اليوم بشركتي الخطوط الجوية الليبية والأفريقية، على أن تتبعهما شركتا «طيران البراق» و«الأجنحة الليبية»، الأحد المقبل.
وبخصوص الأزمة التي اندلعت بين تركيا وعدد من دول الجوار بعد توقيع أنقرة اتفاقية أمنية مع حكومة السراج، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن الاتفاق الأمني بين بلاده وليبيا «لا يشمل بنداً بخصوص نشر تركيا قوات هناك».
وأوضح جاويش أوغلو أن الاتفاق الجديد يركز أساساً على التدريب. وقال في مؤتمر صحافي بأنقرة إن «الاتفاق الأمني لا يتضمن أي بنود بخصوص إرسال قوات. وقد سبق أن وقّعنا اتفاقات مماثلة من قبل، وهذا مجرد اتفاق محدّث. ليس هناك انتشار للقوات».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة