السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
تشرين الأول ٢, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
الملف:
انتخابات
الجزائر أمام احتمال «ولاية خامسة... من دون بوتفليقة»
طلبة الجامعات الجزائرية يرفضون انتخابات «تنظّمها العصابة»
الجزائر: بوعلام غمراسة
في وقت خرج فيه الآلاف من طلبة الجامعات الجزائرية إلى الشوارع في مظاهراتهم الأسبوعية، للتعبير عن رفضهم الانتخابات الرئاسية التي يصر الجيش على تنظيمها نهاية هذه السنة، لا تزال قضية فرار البرلماني رجل الأعمال بهاء الدين طليبة إلى خارج البلاد، تثير جدلاً حاداً، وسط حديث عن وجوده في بلد أوروبي حيث يعتزم طلب اللجوء السياسي.
وبدأت مظاهرات الطلبة في العاصمة الجزائرية صباح أمس، عندما غادر عدد كبير منهم مقر «الجامعة المركزية» باتجاه «ساحة البريد المركزي»، على بعد أمتار قليلة، حيث تجمّعوا كما جرت العادة منذ قرابة 7 أشهر، للمطالبة بـ«تغيير النظام جذرياً». ورفع المحتجون شعارات حادة ضد قائد الجيش الجنرال قايد صالح، الذي دأب على شن هجمات ضد من يسميهم «أذناب العصابة»، في إشارة إلى محسوبين على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
كما طالب المحتجون أمس، بالإفراج عن عشرات النشطاء السياسيين الذين سجنتهم السلطات في الأشهر الماضية بسبب التعبير عن مواقف تنتقد ما يعدونه تدخلاً من الجيش في السياسة، أو بسبب رفع الراية الأمازيغية خلال المظاهرات، وهي قضية مثيرة للجدل. وهتف المتظاهرون باسم كريم طابو ورجل الثورة لخضر بورقعة وسمير بلعربي وفضيل بومالة، وهم من أبرز نشطاء الحراك ويواجهون اتهامات بـ«إضعاف معنويات الجيش».
وأكد الطلبة المحتجون أمس، رفضهم الشديد لانتخابات قالوا إنها من «تنظيم العصابة»، في إشارة إلى الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، التي عدّوها «مناورة من السلطة لإطالة عمرها». كما هاجموا «السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات الرئاسية» التي تأسست بقانون لتعويض وزارة الداخلية في تنظيم شؤون الانتخابات. غير أن ضعف الإمكانيات المادية والبشرية لهذا الهيكل الجديد، الذي يرأسه وزير العدل سابقاً محمد شرفي، جعله خاضعاً للحكومة في أعماله التي بدأت منذ شهر. ويواجه أعضاؤه غضباً في ولايات الداخل، حال في بعضها دون تنصيب مكاتب له.
وتم أمس رفع شعار جديد في مظاهرة الطلبة يقول إن «عليكم تشديد المراقبة على طليبة وليس الطلبة»، في إشارة إلى البرلماني ورجل الأعمال بهاء الدين طليبة، الذي غادر الجزائر هارباً عبر الحدود التونسية (شرق)، بعد أيام قليلة من تصويت البرلمان بالأغلبية على طلب وزير العدل رفع الحصانة البرلمانية عنه، تمهيداً لمحاكمته بتهم رشى دفعها مقابل ترشيحه للبرلمان في صفوف «جبهة التحرير الوطني».
وقد أكد طليبة بنفسه بأنه تعرض للابتزاز من طرف نجل أمين عام سابق لـ«جبهة التحرير»، إذ طلب منه رشوة، حسب زعمه، لإدراج اسمه على لائحة المرشحين في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2017. يشار إلى أن «جبهة التحرير» هي حزب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وتملك الأغلبية في البرلمان وفي أغلب المجالس الولائية والبلدية.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن البرلماني الأربعيني دخل إلى تونس بفضل مساعدة مهرّبين. وأوضحت أنه لم يكن محل قرار قضائي يمنعه من السفر إلى الخارج، وكان مقرراً أن يقف بين يدي قاضي التحقيق، غداً (الخميس)، بمحكمة في العاصمة للرد على تهم فساد. وعُرف طليبة بقربه الشديد من محيط الرئيس السابق، وكان أحد أبرز ممولي حملة انتخابات الرئاسة عام 2014 لفائدة بوتفليقة.
وداهمت قوة تابعة للدرك أول من أمس، مقر إقامة البرلماني بعنابة (600 كلم شرق العاصمة)، حيث توجد أعماله وأهم استثماراته. وصادرت وثائق وأغراضاً يُعتقد أنها ذات صلة بقضايا فساد. وسجنت السلطات، منذ عزل بوتفليقة في 2 أبريل (نيسان) الماضي، عدة رجال أعمال يُزعم أنهم تربّحوا في فترة حكمه بفضل المال العام، من بينهم علي حداد مالك أكبر شركة مقاولات الذي تم اعتقاله وهو هارب من مركز حدودي مشترك مع تونس.
الجزائر أمام احتمال «ولاية خامسة... من دون بوتفليقة»
في ضوء كثرة المرشحين المحسوبين على نظام الرئيس السابق
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019
الجزائر: بوعلام غمراسة
ستنحصر المنافسة في انتخابات الرئاسة الجزائرية، المقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على مرشحين كانوا مقرّبين من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وبعضهم مارس مسؤوليات كبيرة في عهده. وسيشهد الموعد، إن نجحت السلطة في إجرائه، غياب قادة أحزاب المعارضة، للمرّة الأولى منذ أول رئاسية تعددية جرت في 1995.
وكتب وزير التعليم العالي سابقاً، عبد السلام علي راشدي، في حسابه على موقع «فيسبوك»، أمس، معلقاً على غياب المعارضة عن الاستحقاق، فقال: «كل أحزاب وشخصيات المعارضة ستغيب عن انتخابات 12 ديسمبر (كانون الأول)، التي إن تم تنظيمها ستجري في شكل منافسة تمهيدية بين مرشحي السلطة. ستكون سابقة عالمية». وكان راشدي يشير بذلك إلى شخصيات حزبية وأخرى غير حزبية، تنتمي إلى النظام، أعلنت سحب استمارات لجمع 50 ألف توقيع يسمح لها بالترشح للرئاسة، وهو استحقاق أحدث انقساماً بين الجزائريين، بين مؤيد لإجرائه في الظروف الحالية وبين رافض له. ويقول معارضون للنظام إن كثرة عدد الترشيحات المحسوبة على الرئيس السابق توحي بأن البلاد مقبلة على «ولاية خامسة من دون بوتفليقة»، في إشارة إلى الحراك الشعبي الذي بدأ في فبراير (شباط) الماضي احتجاجاً على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
ومن أبرز المحسوبين على «نظام بوتفليقة»، ممن عقدوا العزم على دخول المنافسة على الرئاسة، رئيس وزرائه سابقاً عبد المجيد تبون (72 سنة)، الذي ارتبط اسمه بـ«فضيحة الخليفة» (2003) التي تحمل اسم رجل الأعمال عبد المؤمن رفيق الخليفة المسجون بتهم فساد. وكان تبون وزيراً لما بنى الخليفة إمبراطورية مالية ضخمة. ويوجد نجله، خالد، في السجن منذ عام ونصف العام، لضلوعه في ملف فساد في مجال العقار.
والشائع في البلاد حالياً أن تبون هو مرشح قيادة الجيش للانتخابات المقبلة، رغم النفي القاطع الذي ورد على لسان رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي وصف الأمر بـ«الإشاعة» ونسبها لـ«أذناب العصابة».
ويشهد المعترك الرئاسي أيضاً مشاركة وزير الجالية الوطنية بالخارج سابقاً، بلقاسم ساحلي، الذي دافع عن «حق المشاركة في صناعة مستقبل بلدي». وكان ساحلي أحد أبرز المتحمسين لاستمرار بوتفليقة في الحكم عندما كان عاجزاً عن الحركة بسبب المرض. ويرأس ساحلي (48 سنة) حزباً صغيراً اسمه «التحالف الوطني الجمهوري». وهناك من يستبعد أن تراهن عليه السلطة لقلة تجربته في تسيير الشأن العام وفي الممارسة السياسية.
ويعدّ عز الدين ميهوبي وزير الثقافة في آخر حكومة في عهد بوتفليقة، من المحسوبين على «النظام البوتفليقي»، وقد ترشح للانتخابات أيضاً ويرأس حالياً حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» حزب رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى المسجون بتهم فساد. وميهوبي شاعر وكاتب صحافي، وهناك من يرى أن حظوظه في الوصول إلى قصر الرئاسة ضئيلة.
ويُحسب رئيس الوزراء السابق علي بن فليس، على النظام السابق أيضاً، برغم أنه كان خصماً عنيداً لبوتفليقة في رئاسيتي 2004 و2009. وكان في الرئاسية الأولى مرشح رئيس أركان الجيش السابق الجنرال محمد العماري (متوفى)، ولما خسرا المعركة ضد بوتفليقة، انسحبا من السلطة. وخسر بن فليس الرهان مجدداً قبل 5 سنوات أمام المنافس ذاته، ويعود من جديد للمشاركة في الرئاسية المقبلة.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة