الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
تموز ٣٠, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
النظام يستعيد بغطاء روسي بلدتين شمال حماة
قلق في جنوب سوريا من إفراج دمشق عن «دواعش»
موسكو: رائد جبر لندن: «الشرق الأوسط»
سيطرت قوات النظام السوري بدعم جوي روسي على بلدتين، إحداهما استراتيجية، شمال حماة وجنوب إدلب، في وقت نفت فيه موسكو أمس، صحة أنباء عن استهداف منشآت مدنية، بينها مستشفيات في إدلب ومحيطها خلال الأسابيع الأخيرة، واتهمت منظمة «الخوذ البيضاء» للدفاع المدني بـ«محاولة تشويه صورة روسيا بمعلومات تضليلية». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تقليص حجم طلعات الطيران في الأجواء السورية «إلى أدنى حد».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الاثنين، بأن قوات الحكومة السورية استعادت السيطرة على قريتين في شمال غربي البلاد من مقاتلي المعارضة الذين انسحبوا، في أعقاب قصف جوي ومدفعي كثيف.
كان مقاتلو المعارضة قد سيطروا على قريتي الجبين وتل ملح بشمال محافظة حماة في مطلع يونيو (حزيران)، خلال هجوم مضاد على القوات الحكومية التي تشن هجوماً في المنطقة منذ أواخر أبريل (نيسان) بدعم من روسيا.
وأكد قائد لمقاتلي المعارضة بالمنطقة انسحاب المسلحين من الجبين بعد قصف عنيف.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي، إنه تأكد مقتل ما يربو على 400 مدني خلال تصاعد العنف في شمال غربي سوريا على مدى الشهور الثلاثة الماضية، ونزوح أكثر من 440 ألفاً. وأضاف أن القصف والضربات الجوية اشتملت على استخدام «أسلحة غير دقيقة التوجيه، كالبراميل المتفجرة».
وخلال الصراع المستمر منذ ثماني سنوات، جرى توثيق استخدام الجيش السوري على نطاق واسع لمثل هذه الأسلحة التي ترميها طائرات هليكوبتر.
والمنطقة المستهدفة جزء من آخر موطئ قدم كبير لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعهد باستعادة «كل شبر» من أراضي سوريا. لكن القوات الحكومية أخفقت في تحقيق مكاسب كبيرة خلال هجومها الأخير.
وقدم رئيس إدارة العمليات في الأركان الروسية سيرغي رودسكوي أمس، عرضاً شاملاً للأوضاع الميدانية في سوريا، ركز خلاله على الرد على اتهامات منظمات حقوقية وأممية للطيران الروسي باستهداف منشآت مدنية ومراكز صحية.
وتجنب رودسكوي الإشارة إلى العمليات العسكرية النشطة خلال الشهور الثلاثة الماضية، في منطقة إدلب ومحيطها، واكتفى بالتركيز على أن «هجمات المسلحين من منطقة إدلب أدت إلى مقتل 110 جنود سوريين، و65 مدنياً خلال 4 شهور».
وزاد أن «الإرهابيين مستمرون في محاولة تنشيط الهجمات على قاعدة حميميم الجوية في سوريا، ويستخدمون أنظمة راجمات الصواريخ وطائرات من دون طيار، في عمليات القصف».
وأضاف أن روسيا وتركيا تتخذان تدابير لتحديد دقيق لمواقع إطلاق النار، والعمل بشكل مشترك لتدميرها، بما في ذلك المعدات ومستودعات الذخيرة، مؤكداً أنه «بالتعاون مع زملائنا الأتراك، نتخذ تدابير لتحديد وتدمير نقاط النار للإرهابيين ومعداتهم وأسلحتهم ومستودعات الذخيرة». وقال إن «المقاتلات الروسية تحدد أهدافها فقط بعد استطلاع مسبق. وتتم دراسة الموقع مراراً من خلال ثلاث قنوات مستقلة على الأقل. وجميع الضربات التي نوجهها دقيقة».
وحذر من تصعيد جديد محتمل؛ مشيراً إلى أنه «في الوقت الحالي، تسجل وسائل الاستطلاع حركة سرية، وتركز المسلحين في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة خفض التصعيد في إدلب. وتتم إعادة نشر ما لا يقل عن 500 إرهابي من (أحرار الشام) من المناطق الشمالية من محافظة إدلب. ويجري الاستعداد لعمليات هجومية».
ورأى رودسكوي أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا باستهداف مواقع مدنية مصدرها منظمة «الخوذ البيضاء» التي قال إنها «تحاول من خلال عمليات التضليل الإعلامية اتهام روسيا باستهداف المدنيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب»، مشيراً إلى أن روسيا تتعرض لـ«حملة تضليل وتشويه إعلامية، و(الخوذ البيضاء) تقوم بتصوير لقطات فيديو مفبركة، لنشر الأضاليل وتشويه سمعة روسيا أمام الرأي العام الدولي».
وقال رودسكوي إن صور وسائل الرصد الفضائية الروسية والطائرات المسيرة، أكدت عدم صحة معطيات حول استهداف سوق معرة النعمان، التي أعلنت منظمة «الخوذ البيضاء» تعرضها للتدمير خلال قصف جوي روسي.
وأوضح رودسكوي أن «الطائرات المسيرة الروسية قامت يومي 24 و26 يوليو (تموز) بالتحقق مرتين من التقارير التي أفادت بتدمير سوق في معرة النعمان، وصورت السوق والأماكن المحيطة بها، بعد مزاعم توجيه ضربة جوية».
من جانب آخر، أعلن رودسكوي أن تحليق سلاح الجو الروسي في سوريا تم تقليصه إلى الحد الأدنى، وأن الطلعات التي يتم تنفيذها حالياً تدخل في إطار التدريب القتالي والاستكشاف الإضافي للوضع. وقال إن «مجموعة القوات الجوية الروسية في سوريا تقوم بأنشطة تدريبية وقتالية، وهي على استعداد لمواصلة مهام مكافحة الإرهاب».
وتطرق رودسكوي إلى الوضع في شرق الفرات، وقال إن الأراضي التي تسيطر عليها واشنطن والتحالف الدولي في منطقة الفرات بسوريا «شهدت 300 عملية إرهابية، قتل فيها 225 شخصاً، خلال شهري يونيو ويوليو».
وجدد اتهام واشنطن بأنها «تواصل تدريب مسلحين لاستخدامهم في تنفيذ أجنداتها الخاصة» وزاد: «بالإضافة إلى تدريب المسلحين، تنشغل الوحدات الأميركية في سوريا بنهب المنشآت النفطية والحقول في منطقة الفرات». وأوضح أنه «يتم استخراج وبيع النفط السوري من حقول (كوناكو) و(العمر) و(تاناك) الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وهناك مخطط إجرامي لنقل النفط السوري عبر الحدود. ما يحدث ببساطة هو عملية نهب للثروة الوطنية السورية». وأشار إلى أن الشركات العسكرية الأميركية الخاصة وسَّعت حضورها في المنطقة بشكل قوي، وبلغ عدد موظفيها في المواقع النفطية السورية في منطقة الفرات أكثر من 3.5 ألف شخص.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قد أعلن في وقت سابق، أن بلاده قلقة من تحركات الولايات المتحدة شرق الفرات، ورأى فيها محاولة لعرقلة استعادة وحدة الأراضي السورية.
في الوقت ذاته، أشار رودسكوي إلى أن المدربين الأميركيين يقومون بإعداد تشكيل مسلح يحمل اسم «مغاوير الثورة» في منطقة الـ55 كيلومتراً في التنف السورية.
وقال: «يقوم المدربون الأميركيون بإعداد التشكيل المسلح (مغاوير الثورة) وعدد من المجموعات المسلحة الصغيرة، التابعة لما يسمى (جيش الكتائب العربية) في منطقة الـ55 كيلومتراً في التنف».
وأكد أنه «يتم نقل جزء من المسلحين الذين تم تدريبهم في منطقة التنف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، بواسطة طائرات هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الأميركية إلى منطقة شرق الفرات، ويجري إرسال أفضل المخربين المدربين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة لزعزعة استقرار الوضع».
وأضاف: «مهامهم هي القيام بعمليات تخريب وتدمير البنية التحتية للنفط والغاز، وارتكاب أعمال إرهابية ضد القوات الحكومية. ولوحظ وجود مثل هذه المجموعات في بلدات السويداء وتدمر وأبو كمال».
كما اتهم واشنطن بالتسبب في «كارثة إنسانية» في مخيم الركبان جنوب البلاد. وقال إن «المئات - إن لم يكن الآلاف - من الناس الذين ماتوا بسبب الأمراض ونقص الغذاء والرعاية تم حفر قبور لهم على عجل خلف سور المخيم. والصور التي التقطت من أقمارنا تؤكد ذلك». وشدد على أن «المسؤولية الرئيسية عن وفاة المدنيين تقع على الولايات المتحدة، التي رفضت منذ فترة طويلة فعل أي شيء لحل أخطر أزمة إنسانية في الركبان».
قلق في جنوب سوريا من إفراج دمشق عن «دواعش»
درعا (جنوب سوريا): رياض الزين
قالت مصادر محلية في جنوب سوريا إن حالة من القلق الشعبي تسود منطقة حوض اليرموك جنوب غربي درعا بعد أن كثر عدد عناصر تنظيم «داعش» من أبناء المنطقة الذين أفرج عنهم النظام السوري على شكل دفعات منذ بداية الشهر الماضي.
والعناصر المفرج عنهم يتبعون «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» في منطقة حوض اليرموك التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم جنوب سوريا قبل سيطرة النظام السوري عليها في أغسطس (آب) 2018، بعد سيطرة الأخير على كامل مناطق جنوب سوريا باتفاق مع المعارضة برعاية روسية.
وأوضح ناشطون من منطقة حوض اليرموك لـ«الشرق الأوسط» أن أعداد العناصر التي كان يحتويها «جيش خالد» المبايع لتنظيم «داعش» تقارب ألف عنصر، وخاصة عندما لجأ إلى مناطق سيطرة التنظيم في درعا أعداد من عناصر «داعش» الذين كانوا يوجدون في مناطق جنوب دمشق، وخلال المعارك الأخيرة قبل عام التي شنتها قوات النظام السوري بمشاركة فصائل التسويات في درعا للسيطرة على المنطقة قتل من عناصر التنظيم العشرات بينما اعتقل النظام حينها 400 عنصر للتنظيم. أيضاً انتشرت حينها أنباء عن نقل مجموعة من عناصر التنظيم إلى بادية دير الروز، ومنهم من لاذ بالفرار من مناطق التنظيم قبيل بدء المعارك هناك وانخرط بين المدنيين في مناطق التسويات أو سلم نفسه بشكل فردي.
أكدت المصادر أكدت أن عدد العناصر الذين كانوا ضمن «جيش خالد» (تنظيم «داعش» في الجنوب) سابقاً، الذين أفرج عنهم مؤخراً من أفرع النظام السوري، وصل إلى 80 شخصا، ومنهم قيادي كان يشغل منصب أمير في تنظيم جيش خالد ابن الوليد وشرعيون أثناء وجود تنظيم «داعش» في منطقة الحوض بريف درعا الغربي.
وسادت موجة من القلق بين السكان المحليين في حوض اليرموك بعد إطلاق سراح عناصر «داعش» السابقين من أبناء المنطقة، والخوف من استغلال وجودهم الجديد في المنطقة ليكون شماعة لقيام قوات النظام السوري بفرض قبضة أمنية مشددة على مناطق حوض اليرموك، أو للقيام بحملات مداهمة واعتقال واسعة في المنطقة تشمل كافة المطلوبين للأفرع الأمنية أو للخدمة الإلزامية في الجيش بحجة وجود خلايا تتبع لتنظيم «داعش»، أو قيام عناصر التنظيم بعمليات انتقامية ضد عائلات كثيرة غادرت مناطق حوض اليرموك أثناء سيطرة تنظيم «داعش» عليها باعتبار أن لديها مقاتلين من عناصر المعارضة (الجيش الحر) سابقاً، وعادوا إلى مناطقهم في الحوض بعد انتهاء وجود التنظيم وإبرام اتفاق التسوية بين النظام والمعارضة، أو بحق عائلات موالية للنظام السورية عادت إلى المنطقة بعد سيطرة النظام عليها، إضافة إلى الخوف من تصاعد ظاهرة الانفلات الأمني في المنطقة وتزايد عمليات الاغتيال والخطف.
وفي الأيام القليلة الماضية، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف قوات النظام السوري وقوات الفيلق الخامس في بلدة «مليحة العطش» في ريف درعا الشرقي؛ حيث نقلت وكالة «أعماق» ذراع تنظيم «داعش» الإعلامية أن مقاتلاً من عناصر التنظيم اشتبك مساء يوم السبت الماضي مع قوات النظام السوري وعناصر الفيلق الخامس في بلدة مليحة العطش في ريف درعا الشرقي، أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين، بعد أن فجر عنصر «داعش» نفسه بالقوات المقتحمة.
وكانت قوات من النظام السوري بمشاركة من قوات الفيلق الخامس من (فصائل التسويات) قد شنت يوم السبت الماضي مداهمة على إحدى المزارع على الطريق الواصل بين مدينة الحراك - مليحة العطش، بحثاً عن خلية تابعة لتنظيم «داعش»، وقال مصدر خاص إن «المداهمة كانت بحق خلية من عدة عناصر تابعة لتنظيم داعش وليس عنصر واحد، وبعد محاصرة الخلية من قبل القوات المقتحمة قام عنصر من الخلية بتفجير نفسه بعناصر الخلية من تنظيم داعش وبعدد من عناصر قوات النظام والفيلق الخامس، ما أسفر عن مقتل عناصر الخلية، وجرح ثمانية عناصر من الفيلق الخامس وقوات النظام تم نقلهم إلى المشفيين الوطنيين في مدينة ازرع ومدينة الصنمين».
وشهدت المنطقة الجنوبية منذ بداية الشهر الحالي تصاعدا في عمليات الاغتيال التي كان معظم الضحايا فيها قادة وعناصر من المعارضة سابقاً، أو عناصر للنظام السوري، وضابطاً من قوات النظام.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة