الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٥, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
ليبيا
ليبيا: «الجيش الوطني» يعلن تدمير غرفة التحكم في الطائرات المسيرة بطرابلس
الأمم المتحدة تتحدث عن تواطؤ في مجزرة تاجوراء وحكومة السراج تدرس إغلاق مراكز الإيواء
القاهرة: خالد محمود
أعلن الجيش الوطني، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أنه «دمر مساء أول من أمس غرفة التحكم الرئيسية بالطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الجوية»، لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية بشأن حجم الأضرار البشرية، أو المادية جراء الضربة الجوية. وعقب ساعات من هذا الإعلان، وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المشير حفتر بـ«القرصان»، وقال في تصريحات لصحف محلية إن «حفتر ليس أكثر من قرصان... ونأمل أن تأتي فرصة لليبيا لإجراء انتخابات، وأن يحصل الناس على فرصة تمثيل ديمقراطي لحقوقهم».

وتمسك الجيش الوطني الليبي أمس بنفيه القاطع لتورطه في قصف مركز إيواء لمهاجرين غير شرعيين في ضاحية تاجوراء شرق طرابلس، بينما كشفت معلومات تلقتها الأمم المتحدة النقاب عن قيام حراس ليبيين بإطلاق النار أمس على لاجئين ومهاجرين، كانوا يحاولون الهرب من الهجوم الجوي، الذي أظهرت إحصائيات جديدة قدمتها حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، تراجعا كبيرا في عدد القتلى، مقارنة بما أعلنته أول من أمس.

واستؤنفت فجر أمس حركة الملاحة في مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، بعدما توقفت لبضع ساعات. وأكدت إدارة المطار أن إيقاف الملاحة الجوية بالمطار كان «نتيجة القصف الجوي».

وفيما نفى اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني، في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في بنغازي، مسؤولية الجيش عن القصف الذي استهدف مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، أورد تقرير للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية للمهاجرين أمس أن المركز تلقى ضربتين جويتين، إحداهما أصابت ساحة سيارات خالية، فيما أصابت الأخرى عنبرا كان يضم نحو 120 لاجئا ومهاجرا، مبرزا أن حراسا «أطلقوا النار على بعض اللاجئين والمهاجرين أثناء محاولتهم الفرار بعد الهجوم الأول».

وتزامن هذا التقرير مع قيام وفد من بعثة الأمم المتحدة بزيارة موقع الحادث للوقوف على مكان الواقعة وحجم الأضرار. وقال جهاز مكافحة‎ الهجرة غير الشرعية بتاجوراء‎ إن زيارة الوفد الأممي تستهدف الاطلاع على الأوضاع الإنسانية للمهاجرين غير الشرعيين، والوقوف عن مكان واقعة القصف الجوي.

في سياق ذلك، أعلن فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، خلال اجتماعه أمس بطرابلس مع ماريا ريبيرو، المنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ليبيا، أن حكومته تدرس حالياً إغلاق مراكز الإيواء وإخلاء سبيل المهاجرين غير الشرعيين، حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم، وقال إن حكومته «ملزمة بحماية كافة المدنيين».

وأظهرت إحصائيات رسمية جديدة قدمتها أمس وزارتا الصحة والداخلية بحكومة السراج انخفاضا ملحوظا في عدد قتلى مركز احتجاز المهاجرين في تاجوراء، حيث قالت وزارة الصحة إن حصيلة الوفيات بلغ 33 حالة فقط، عوض 44 حالة المصرح بها مساء أول من أمس، وقالت إن الجرحى ينتمون لدول الجزائر والمغرب والسودان وموريتانيا وبنغلاديش والصومال، وتتراوح إصاباتهم بين البسيطة والحرجة.

واتهم العقيد مبروك عبد الحفيظ رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، والناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، الجيش الوطني بارتكاب ما وصفه بـ«جريمة كاملة الأركان أدت إلى مأساة إنسانية، وذلك باستهداف مبيت ومتكرر».

ورفض مصدر مسؤول باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق لـ«الشرق الأوسط» على معلومات غير رسمية، أشارت إلى أن العرقلة الأميركية لإصدار مجلس الأمن الدولي أول من أمس بيانا بإدانة القصف، يأتي على خلفية اتصالات غير معلنة جرت مع المشير حفتر، وعلى خلفية وجود معلومات أميركية حول عدم مسؤولية الجيش الوطني عن قصف مركز إيواء لمهاجرين. وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، «لن نعلق على المشاورات المغلقة لمجلس الأمن»، مكتفيا بالإشارة إلى البيان الصادر بشأن ليبيا من قبل المتحدث الرسمي باسم الوزارة، والذي أعلن فيه إدانة الولايات المتحدة بشدة لما وصفه بالهجوم البغيض على مركز تاجوراء.

ولم يتضمن بيان الخارجية الأميركية أي دعوة لوقف القتال في طرابلس، ما يعني أن مواقف القوى الكبرى منقسمة حيال الحملة العسكرية، التي يشنّها حفتر، وسط رفض أميركي وروسي لنداءات وقف إطلاق النار.

وكانت مصادر دبلوماسية أوضحت أنّه خلال جلسة طارئة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس حول هذا القصف، قدّمت بريطانيا مشروع بيان يدين الضربة الجوية، التي اتُهم المشير حفتر بشنّها، ويدعو إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار. وتضمن مشروع البيان، الذي رفضته الولايات المتحدة، دعوة المتحاربين إلى «خفض التصعيد فوراً والالتزام بوقف إطلاق النار».

من جانبه، اتهم المبعوث الأممي الخاص للهجرة في منطقة المتوسط فنسنت كوشتيل، الاتحاد الأوروبي بـ«التعامي» عن محنة اللاجئين والمهاجرين في ليبيا، ودعا إلى إعادة النظر في سياسة إعادة اللاجئين الذين يتم اعتراضهم قبالة الشواطئ الليبية، وذلك بعد مقتل أكثر من 30 منهم في تاجوراء.


عشرات الضحايا في قصف مركز لاحتجاز المهاجرين بطرابلس
دعوات أوروبية وأفريقية للتحقيق... واتهامات متبادلة بين «الجيش الوطني» وحكومة السراج

الخميس 04 يوليو 2019 
القاهرة: خالد محمود

سقط 46 قتيلاً وأكثر من 88 جريحاً، معظمهم أفارقة، في غارة جوية استهدفت في وقت مبكر من صباح أمس، مركزاً للمهاجرين غير الشرعيين في ضاحية تاجوراء، الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً شرقي وسط العاصمة الليبية طرابلس، وعلى أثر ذلك تبادل «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج المدعومة دولياً، الاتهامات حول المسؤولية، وسط مطالب أوروبية وأفريقية بالتحقيق في الحادث.

وقال محمود الطوير، مدير مكتب الإعلام والتوثيق بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بضاحية تاجوراء، لـ«الشرق الأوسط»، إن عدد القتلى يفوق 46 وأكثر من 88 جريحاً، لافتاً إلى أن من بين الضحايا المنتمين إلى جنسيات أفريقية مختلفة، عدداً من المصريين والمغاربة والتونسيين.

وحسب إحصائية أولية نقلها بيان لوزارة الداخلية بحكومة السراج، أمس، عن العقيد المبروك عبد الحفيظ، الناطق الرسمي باسمها ورئيس جهاز الهجرة غير الشرعية، فقد بلغ عدد القتلى 40 قتيلاً و35 جريحاً من المهاجرين غير الشرعيين داخل مركز الإيواء، الذي يضم 120 مهاجراً من أصل 610 مهاجرين، ينتمون إلى بلدان أفريقية مختلفة.

ووفقاً لما ذكره مسؤولو الصحة بحكومة السراج فقد قُتل نحو 40 مهاجراً، وأُصيب أكثر من 70 آخرين بجروح.

وفي بيان لمجلسها الرئاسي سارعت حكومة السراج للتنديد بأشد العبارات بـ«الجريمة البشعة»، التي قالت إن «الطيران التابع لحفتر» استهدف فيها مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات. وأضاف البيان أنّ هذا «الهجوم الجبان يعتبر بمثابة جريمة قتل جماعي، وجريمة حرب تضاف لقائمة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية التي يرتكبها حفتر»، معتبرا أنّ «هذا القصف الذي طال مركز الإيواء كان متعمّداً، ولم يكن بشكل عشوائي، بل كان باستهداف مباشر ودقيق».

كما طالبت حكومةُ السراج البعثةَ الأممية لدى ليبيا بـ«إدانة هذا العمل البربري الهمجي، وإرسال على الفور لجنة تقصّي حقائق لمعاينة الموقع، وتوثيق هذه العملية الإجرامية»، داعيةً «المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة، والعمل على إيقاف هذا العدوان فوراً».

من جانبه، أدان موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، «بشدة» هذا الحادث، ودعا في بيان له، أمس، إلى «تحقيق مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الرهيبة بحق مدنيين أبرياء».

بدوره، رأى الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك لفيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد، ومسؤولين آخرين أن هذا الهجوم «يشكّل دلالة إضافية على الكلفة البشرية الباهظة للصراع الدائر في ليبيا، ويسلط الضوء على هشاشة وضع المهاجرين العالقين في هذا البلد، والذين وجدوا أنفسهم أسرى دوامة العنف».

وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه ينضم إلى دعوة الأمم المتحدة إلى «وجوب إجراء تحقيق فوري في الهجوم وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة».

من جهتها، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن «هذا القصف يرقى بوضوح إلى مستوى جريمة حرب». داعيةً المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجريمة و«تطبيق العقوبات الملائمة» على من قام بهذا الهجوم الدموي.

وفي إيطاليا اتهم ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي، أمس، «قوات الجيش الوطني بالمسؤولية عن هذا القصف»، ونقلت عنه وكالة «أكي» الإيطالية للأنباء قوله في مؤتمر صحافي، أمس، إن «المسؤولية تقع على عاتق المشير حفتر».

من جهته، عبّر مارتن ريونلدز، سفير بريطانيا لدى ليبيا، عن صدمته من خبر الهجوم على المركز، واعتبر في تغريدة له، أمس، أن التصعيد «سوف يزيد ببساطة في تدمير ليبيا».

وانضم مارتن إلى وزارة الخارجية الإيطالية في مطالبة كل الأطراف بـ«وقف الاقتتال والبدء في الحوار»، حيث دعا الطرفين إلى «الإغلاق الفوري لمراكز التوقيف القريبة من الجبهة، وإخراج جميع المدنيين، بمن فيهم المهاجرون، إلى أماكن آمنة».

في سياق ذلك، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن «قلقها العميق» إزاء المعلومات الواردة عن استهداف مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين بغارات جوية، و«مقتل لاجئين ومهاجرين».

كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفرنسا، أمس، الغارة الجوية التي تعرض لها مركز إيواء المهاجرين في بلدة تاجوراء. ولم تتبنّ أي جهة هذه الغارة التي وقعت بعد يوم واحد فقط من إعلان «الجيش الوطني» أنه سيبدأ توجيه ضربات جوية مكثفة إلى أهداف في طرابلس بعد «استنفاد كل الوسائل التقليدية» للحرب.

في المقابل، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة»، التابع للجيش الوطني، إنه عقب ما وصفها بالضربة الجوية الدقيقة لمخازن الذخيرة بمعسكر الضمان، قامت الميليشيات المسلحة بقصف مقر الهجرة غير الشرعية بالهاون.

واعتبر في بيان له أن القصف يستهدف كالعادة البحث عن ذريعة لصنع رأي عام، وقال مخاطباً الميليشيات: «الصور بالأقمار (الصناعية) ونوع التفجير وزاويته في انتظار إثبات جرائمكم».

ونفت الغرفة نفياً قاطعاً محاولة ترويج حكومة السراج لاستهداف سلاح الجو بالجيش الوطني لمركز إيواء المهاجرين، واتهمت في المقابل «ميليشيات وعصابات الإخوان باستغلالهم بكل الأساليب والوسائل في أعمال حربية، وإجبارهم على تعبئة مخازن السلاح، ووصلت حتى تجنيدهم مقابل أموال، وإجبارهم على القتال أو بامتيازات أخرى، واستغلالهم في الحرب كدروع بشرية».

ونفى مسؤول في «الجيش الوطني» أن تكون قواته استهدفت مركز الاحتجاز، وقال إن ميليشيات متحالفة مع حكومة السراج قصفت المركز، بعد أن نفّذ «الجيش الوطني» ضربة جوية دقيقة أصابت معسكراً.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة