السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
حزيران ١٧, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة النهار اللبنانية
أبها في مرمى الحوثيّين مجدّداً ما هي قدرات "سلاح الجو المسيّر"؟
موناليزا فريحة
للمرة الرابعة في أقل من أسبوع، استهدف الحوثيون مطار أبها في السعودية، وقالوا إنهم عطلوا الملاحة فيه، بينما أكدت المملكة أنها صدت الهجوم وأسقطت الجمعة خمس طائرات مسيرة أطلقت من اليمن، الامر الذي يثير تساؤلات عن قدرة الحوثيين على نقل معركتهم مع التحالف العربي الى خارج حدود اليمن.
وكان هجوم بصاروخ "كروز" على المطار المدني الأربعاء أسفر عن جرح 26 شخصاً، استناداً إلى السلطات السعودية . ورد التحالف السعودي - الإماراتي بشدّة على قصف المطار، وقال إن طائراته شنت غارات على مواقع، بينها معسكرات للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء. وبين الهجومين على أبها، استهدفت ناقلتا نفط في بحر عمان في هجوم اتهمت به واشنطن طهران وحبس العالم أنفاسه خوفاً من الانزلاق الى مواجهة مباشرة بين الجانبين. ومطار أبها هو مطار محلي - إقليمي يقع جنوب غرب مدينة أبها في منطقة عسير جنوب غرب المملكة وهو يبعد نحو مئة كيلومتر شمال الحدود السعودية مع اليمن. والهجمات الحوثية على السعودية ليست جديدة، فقد دأبت جماعة الحوثي على قصف مرافق حيوية سعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، قائلة إن هذا القصف هو رد على الغارات السعودية والإماراتية في اليمن والتي خلفت خسائر بشرية هائلة. لكن الغارات بالطائرات المسيرة تكثفت هذه السنة. ونشرت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الاميركية في أيار الماضي أن الحوثيين نفّذوا نحو 140 هجوماً بطائرات من دون طيار، وأن التكنولوجيا تطورت من طائرات استطلاع بدائية مصنوعة من مروحيات تعمل على الطاقة إلى طائرات كبيرة ومجسمة، أطلق عليها محققو الأمم المتحدة تسمية "يو إي في- إكس"، وهي تستطيع التحليق مدى 900 ميل، وبسرعة 150 ميلاً في الساعة، مما يعني أن معظم دول الخليج، بما فيها السعودية والإمارات، تقع في مداها. وأفاد أحمد الباز، الباحث في الدراسات الأمنية وشؤون الشرق الأوسط، أن الحوثيين وضعوا خطة عمل عسكرية منذ مطلع 2019، ومن الواضح أنهم ملتزمون تنفيذها، من حيث الإمكانات العسكرية أو العمليات خارج حدود اليمن. ففي كانون الثاني الماضي، صرح الناطق باسم القوات الحوثية بأن 2019 ستكون سنة "سلاح الجو المسيّر".
وقال الباز إن الحوثيين سعوا الى التزام تعهدهم بالفعل طوال الأشهر الستة المنصرمة "حيث تمكن ملاحظة كثافة الهجمات بالطائرات المسيرة، التي باتت تتربع على عرش الأسلحة الحوثية مما دفع الحوثيين إلى تعريف سلاح الجو الخاص بهم رسمياً بسلاح الجو المسير". وحدد الحوثيون في خطة عملهم لائحة من "300 هدف عسكري وحيوي". وبدأوا تنفيذ خطة العمل بالهجوم على شركة "أرامكو" الشهر الماضي.
وليست المثابرة على الهجمات إلا تأكيداً أن الحوثيين مصممون على تنفيذ بنود خطة العمل هذه، "لما يوفره هذا الالتزام من عرض للقوة وتمرير رسالة بأنهم طرف لا يستهان به، وأن نحو أربع سنوات من عملية عاصفة الحزم قد صقلت إمكاناتهم".
ليس تهديداً كبيراً
والواقع أن التهديد الذي تمثله الطائرات المسيرة تحديداً، ليس كبيراً. وكان الخبير رياض قهوجي صرح لـ"النهار" بأن "حمولة هذه الطائرة صغيرة جداً، ولكنها إذا أصابت خزان نفط يمكن أن تشعل حريقاً كبيراً. ليست تهديداً استراتيجياً، إذ إنها تحمل قنابل صغيرة"، مضيفاً أن "تهديد مثل هذه الطائرات أمني لا استراتيجي، وفي حال نشوب حرب لا يمكنها تغيير مسارها. قدرتها تجسسية ومهاجمة هدف صغير محدد أو هدف كبير مثل خزان نفط. هي تُستخدم لعمليات التخريب". ومع ذلك، رأى الباز أن هذه الهجمات تشكل نوعاً من الضغط على التحالف العربي لاعادة ضبط الخطط على الصعيدين العسكري والسياسي.
بصمات إيران
وتبدو بصمات إيران حاضرة بقوة في "سلاح الجو المسير" للحوثيين، وهو يؤكد حضورها في الحرب اليمنية.
واعتبر الباز أن كثافة استخدام الحوثيين الطائرات المسيرة لا يدع مجالاً للشك في الحضور الإيراني فى الحرب في اليمن. وشرح أن "لا الجيش اليمني ولا الحوثيين كانوا يملكون تكنولوجيا الطائرات المسيرة قبل الحرب، بينما كانت إيران تمتلك خبرة كافية فيها، مما يعني أن المخزون الحوثي من الطائرات المسيرة جاء فى الواقع إما عبر عمليات تهريب للطائرات من خلال آلية التهريب المعروفة بــ"النملة" والتي تعتمد تهريب مكونات المعدات العسكرية أجزاء، وإما بنقل فنيين حوثيين إلى خارج اليمن لتدريبهم وتأهيلهم على عمليات التصنيع".
وكان مسؤولون أميركيون ومن الامم المتحدة أفادوا أن الحوثيين يصنّعون عادة الطائرات في اليمن، وهم في حاجة إلى تهريب القطع التي تشغّلها، مثل المحركات القوية وأنظمة السلاح.
ويتبنى الحوثيون هجماتهم علناً، وهو ما يمثل "رغبة في تمرير رسالة أنهم خصم قوي وحقيقي في الميدان، وأن تهديداتهم حقيقية ويجب أخذها على محمل الجد، بدليل أنهم وجهوا تحذيراً إلى المدنيين والشركات للابتعاد عن المطارات التى باتت أهدافاً حيوية لهم". وبموجب القوانين الدولية، يعتبر استهداف مطار مدني جريمة حرب، لكن الباز شدد على أن الحوثيين ليسوا دولة وتالياً فهم متحررون من كل الاتفاقات الدولية. وتخدم هجمات كهذه ايران من حيث الضغط على السعودية من غير أن تواجه استدعاء من مجلس الامن "لذا هي تحاول استغلالاً أقصى للحوثيين مما يزيد الضغط على الجانب السعودي، وتالياً على حليف أميركي مهمّ، والتشكيك في القدرات العسكرية السعودية، التي هي معدات عسكرية أميركية في غالبها".
إلى ذلك، تسعى إيران من خلال تكثيف وكيل لها الهجمات في الداخل السعودي على مطارات دولية يرتادها مواطنون من أنحاء العالم، وعلى مصاف للنفط بما يؤثر سلباً على حركة شحنات النفط العالمية، الى تدويل الأزمة في منطقة الخليج.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة