الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ٨, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
العراق
نائب رئيس البرلمان العراقي يهدد بمقاضاة ناشط صدري عشائرياً
بغداد: فاضل النشمي
استغرب ناشطون مدنيون ومقربون من التيار الصدري، أمس، تهديد نائب رئيس البرلمان العراقي عن تحالف «سائرون» حسن الكعبي، باللجوء إلى الأعراف العشائرية لمحاسبة ناشط صدري، اسمه حسن الكعبي، هو الآخر، انتقد نائب الرئيس الكعبي في منشور على منصة «فيسبوك»، فقام الأخير بإرسال أشخاص لتهديد الناشط الكعبي عشائرياً، استناداً إلى مصدر مطلع من التيار الصدري.

ويضيف المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الاثنين ينتميان إلى عشيرة واحدة وإلى تيار سياسي واحد، ومن الغريب أن يحدث هذا الأمر بينهما، وأن يصدر عن نائب رئيس البرلمان تصرف من هذا النوع وهو على رأس قيادة أكبر سلطة تشريع في البلد».

وتوقع المصدر أن يكون «ردّ زعيم التيار مقتدى الصدر شديداً ضد نائب رئيس البرلمان في حال ثبت عليه التورط بمسألة تهديد الناشط المدني بالقضايا العشائرية».

وتُعدّ مسألة المقاضاة العشائرية وما يعرف بـ«الدكات العشائرية» أحد أكبر التحديات الاجتماعية التي عانى منها العراقيون، لا سيما في السنوات التي تلت عام 2003، الأمر الذي دفع مجلس القضاء الأعلى إلى إصدار قرار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 يقضي بالتعامل معها وفق قانون مكافحة الإرهاب.

وكان مقتدى الصدر صنّف، الشهر الماضي، الصدامات العشائرية ضمن آفات الفساد التي أصابت المجتمع.

وسعت «الشرق الأوسط» إلى التحقق من موضوع الخلاف بين «الكعبيين» عبر أحد منافذ التيار الصدري الإعلامية، لكنها لم تحصل على أي توضيح.

وفيما لم يصدر عن كتلة «سائرون»، أو عن نائب رئيس البرلمان أي بيان، حتى لحظة كتابة هذا التقرير ينفي أو يؤكد ما حدث، وجّه شقيق الناشط حسن الكعبي، أمس، رسالة إلى زعيم التيار مقتدى الصدر شرح فيها ما تعرض له وشقيقه من مقربين من نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي.

وذكر صلاح غالي الشقيق الأكبر للناشط في منشور على صفحته الشخصية في «فيسبوك» أنه تلقى اتصالاً من نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي، وأبلغه بمقاضاته عشائرياً. وأضاف: «يُفترض أن يكون النائب الأول لرئيس مجلس النواب أكثر حرصاً على اللجوء إلى القانون بدلاً من العشائرية، إن كان يفكر في بناء دولة». وخاطب الصدر في رسالته قائلاً: «عن نفسي كتبت الكثير من المنشورات ضد السياسيين العراقيين بمختلف أحزابهم، وحتى الآن لم يرفع أحد منهم شكوى ضدي أمام القانون، ولم يبلغني أحد منهم بـ(كوامة) عشائرية، للأسف وصلتني أول (كوامة) عشائرية من تحالف (سائرون) الذي لم أدخر جهداً في التثقيف له في الانتخابات الماضية».

بدوره، شنّ الشاعر والناشط المدني أحمد عبد الحسين المعروف بصلاته القوية مع زعيم التيار الصدري هجوماً شديداً على نائب رئيس البرلمان، وأعلن تضامنه مع الناشط حسن الكعبي. وكتب عبد الحسين هو الآخر عبر صفحته في «فيسبوك» قائلاً: «عجيب أمر السلطة، توهم صاحبها أنّ به مسّاً من المقدّس، وأنه غير قابل لأن يُنتقَد أو يُذكر بسوء. ربما كثرة المتملقين والمطبلين والمطيبين والمبخرين حوله توهمه بأنّ مكانه الذي فيه إنما أخذه لمكانته عند الله والناس».

واعتبر عبد الحسين أن نائب رئيس البرلمان «وصل إلى مكانه، لا مكانته، بفضل أصوات حسن ورفاقه في ساحات الاحتجاج، وهو يريد اليوم أن يقاضي الصوت الذي أوصله لكرسيّه». وتابع: «أهلُ السلطة عندنا - لا يستطيعون تحويل مكانهم إلى مكانة، لأنهم عاجزون عن أن يكونوا أصحاب نفوس كبيرة ونبيلة، وشتان بين حسن الكعبي (النائب) وحسن الكعبي (الناشط)».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة