الخميس ٢١ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٧, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
 
أكتب إليكم من ميدان التحرير – بقلم فاطمة ناعوت

ما يحدث اليوم في مصر، هو أجمل قصيدة كتبها تاريخ مصر العريق، منذ قرن من الزمان. أساتذة جامعيون، أطباء، مهندسون، تقنيون، عمّال، عاطلون عن العمل، ربّات بيوت، طلاب في جميع مراحل التعليم، بنات، أولاد، مسلمون، مسيحيون، أطفال، شيوخ، معوقون على مقاعدهم، مثقفون، أميّون، تلك هي بعض أطياف الكتلة البشرية الضخمة التي تسكن ميدان التحرير بالعاصمة المصرية، الآن، ومنذ الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي، ولأجلٍ يعلمه الله، من أجل رحيل النظام الحالي، بعد تسليمه السلطة لحكومة ائتلافية انتقالية يختارها الشعب، ولا أحد سواه. أذهل أولئك الشبابُ اقتناعَ الإنتلجنسيا المصرية، والعالمية، التي كان استقر في وعيها أن المصري الراهن، وبفعل توالي عهود سلطوية قمعية استبدت بمقدّراته طويلا، بات خانعاً، قانعاً بالقدر المقدور الذي لا حيلة لأحد في تغييره سوى السماء، إن شاءت، وأن علينا، كمصريين، أن نقبل بأقلّ القليل من كل شيء: الحرية، المادة، الشعور بالآدمية. الأخطر، هو الرضا بأقل القليل من "الحلم". الحلم، الذي عرّفته الإنسانية كأحد الحقوق التلقائية الفطرية التي تولد مع الإنسان، ولا يموت إلا بموته، ولا سلطان لإنسان في تحجيمه لدى إنسان آخر، بات هذا الحلم لدى المواطن المصري الراهن مضغوطاً تحت سقف واطئ من الاستحالات التي تحاصر نهاره ومساءه.


أذكر أنني استُضفتُ على قناة "الحياة" قبل شهور للحديث عن "أحلام المصريين". وأنا في سيارة التلفزيون، فكرتُ أن أجعل مشاركتي عمليةً وماسّة، فوضعتُ على صفحتي في "فايسبوك"، خلال تلفوني، status، تقول: "اكتبوا لي أحلامكم لأنقلها الى الحكومة". وتجاوب الناس بعشرات الإجابات: بعضها أحلام سياسية، وبعضها أحلام اجتماعية، وبعضها فانتازية تشي بخيال خصب ثري. لكن المحزن، أن ردوداً كثيرة قالت: "إحنا بطّلنا نحلم من زمان، ما جدوى الحلم من دون أفق تحقّق؟ عدم الحلم أفضل من وأده، وأكثر إنسانية". هكذا أجهزت حكوماتُ مصر، ليس على أحلام المصريين وحسب، بل على قدرتهم ورغبتهم في أن يحلموا. وتلك هي الواقعة، التي ليس لها كاشفة.


في كثير من المحاضرات والندوات التي التقيتُ فيها بشباب الجامعات المصرية، كانوا يسألونني عن حلول لما يمر به البلد من انهيار وتردٍّ. ألمح الغضب في عيونهم مما يعانون من قمع وفقر وفساد وترهل مجتمعي واقتصادي وسياسي. وكنت أسألهم: "لماذا لا تثورون بدل الاكتفاء بالتذمر السلبي؟"، وكانوا دائماً يقتبسون إجاباتهم من مقولة سعد زغلول الشهيرة: "مفيش فايدة!". مرةً، راح سائق تاكسي يشكو لي غلاء البنزين وشظف العيش وقمع المرور وانعدام العلاج في مشافي الحكومة ووو، فسألته السؤال نفسه: "لماذا لا تثور؟"، فكانت إجابته عجيبة. قال: "الشيخ الشعراوي، الله يرحمه، حلّها لنا". سألتُه: "كيف؟"، "قال لنا إن كل إنسان في الدنيا له 24 قيراطاً كاملة. يختلفون في ما بينهم في طبيعة هذه القراريط، لكنهم جميعاً متساوون في النهاية، لأن الله عادل. فالغني، مثلا، لديه 22 قيراط مال، وقيراط صحة، وقيراط عيال، بينما الفقير لديه قيراطان عيال، وقيراط صحة، و21 قيراط راحة بال". من العسير أن تسأله من أين تأتي راحة البال لمن لا يملك قوت يومه، لأنه سيكلمك فوراً عن قصور الجنة والحور العين اللواتي في انتظاره بالفردوس. هذا هو "أفيون الشعوب"، كما قال كارل ماركس. هكذا في وسع رجل الدين، الحكوميّ، أن "يفصّل" من نصوص الدين نسيجاً زائفاً يخدع به الناس ويجعلهم يتواطأون على أنفسهم مع الحاكم الظالم، لأن النص القرآني يقول: "وأطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم". فطاعة الحاكم واجبة، وإن كان فاشياً. هكذا انقسم الشعب التعس، حتى الأمس القريب قبل أسبوع، بين نظرية "القراريط"، ونظرية "مفيش فايدة".


لكن شباب مصر الواعي انتبه اليوم أن ثمة "فايدة"؛ فثاروا في الأخير. ثورة بيضاء ناصعة. غضبَ غضبةً ساطعة سلميّة راقية، تليق باسم مصر العريق. مصر هي أول دولة في التاريخ يخرج فيها مصريّ، قبل خمسة آلاف عام، بسؤال، سرعان ما تحول إلى قانون كونيّ، هو: "من أين لكَ هذا؟". أول دولة في التاريخ يخرج فيها العمال بإضراب على الحاكم لرفع الأجور. أول دولة بالمعنى السياسي والاجتماعي في تاريخ الإنسانية. دولة كتلك لا يليق أن يحدث فيها ما حدث على مدار خمسين عاماً من التردي والتخلّف والانهيار، مذ تم غزوها بوهابيي السعودية، الذين بذر السادات بذرتهم الأولى في مصر مع السبعينات الماضية، وكان أول من تجرّع سمّهم، وأول من استقبل نحرُه سيفَهم، كأنما ارتدّ السحر على الساحر، ولا تزال سمومهم تسري في شرايين مصر حتى أنهك قلبَها النبيل.
أكتبُ إليكم عصر يوم "جمعة الرحيل"، 4 شباط (فبراير) 2010، الموافق اليوم الحادي عشر من تلك الانتفاضة النبيلة. أولئك المعتصمون في ميدان التحرير الآن، ليسوا من الجياع ولا الرعاع ولا العاطلين ولا المشردين، مثلما كانت انتفاضة الجياع في كانون الثاني (يناير) 1977، التي سمّاها السادات زوراً "انتفاضة الحرامية"، إنما هم من انتلجنسيا صفوة أبناء مصر من حيث الثقافة والتعليم، أو المستوى الطبقي الاقتصادي. شبابٌ مصريون من الأطباء والمهندسين والمهنيين وطلاب الجامعات الراقية، قرأوا مستقبل مصر المظلم، فقرروا نجدتها، وإن أُهرِقت دماؤهم. لا ينتمون إلى أحزاب، ولا تحركهم قيادات مركزية ولا ريادات زعامية. تحركهم، وفقط، أحلامُهم بغدٍ أفضل لمصر وللمصريين. تواصلوا مع إخوانهم من بسطاء مصر وفقرائها وعاطليها عبر شبكات الانترنت والـ"فايسبوك"، فالتفّ الشعب في كتلته العريضة من حولهم، فنتجت من ذلك أطيافٌ شعبية تجمع في سلّتها الضخمة، ما لا يجتمع. تلك السلّة التي هي الآن قلب مصر النابض بالحياة: ميدان التحرير. اتفقوا أن يكون يوم الغضب الأبيض الثلثاء 25 كانون الثاني (يناير)، وهو عيد الشرطة المصرية، رمزاً لرفض ممارسات رجال البوليس الفاشية مع الأبرياء والمتهمين، على السواء، حدّ القتل والترويع والتعذيب وإراقة كرامة الإنسان. اختيار اليوم، كان له دلالته، واختيار آلية التظاهرة كان له دلالته. تظاهرة سلمية بيضاء، في يوم يوافق عيد جهازٍ تفنّن في الأداء الدموي مع الشعب على مر عقود طوال. كأنما الشعب يقول لرجالات حكومته: "نحن أرقى منكم. تروّعوننا، ونعتصم في سلام، تقتلوننا، ونرفض في هدوء، تهدرون آدميتنا، ونأبى في رقيّ".


بالرغم من الإعلان المسبق عن الانتفاضة، إلا أن الحكومة لم تتخيل أن ثورةً حقيقية تلوح في الأفق. توجستْ، ولم تخف. ترقّبتْ، ولم تراجع نفسها. وكأن لسان حال الحكومة يقول: دعهم يُفرغون طاقاتهم، مثلما كان يفعل المسرح الإغريقي في ما يعرف بالتطّهر الأرسطي، فيخرج الجمهور من المسرح وقد تخلص من أوجاعه بعدما شاهد الأبطال التراجيديين يواجهون المحن والكوارث. سرت نكاتٌ في الشارع المصري عن الأمر، فالشعب المصريّ أجمل مَن يحوّل المحن إلى دعابة ليسخر من كوارثه. تقول إحداها: "أعلنت الحكومة المصرية أن اليوم الموافق 24 كانون الثاني (يناير)، هو المتمم للشهر الحالي، وأن غداً الثلاثاء هو أول أيام شهر شباط (فبراير)". كأنما الحكومة تريد أن تمحو يوم 25 كانون الثاني (يناير) من التاريخ والروزنامة، خوفاً من الانتفاضة.


في البدء، يوم الثلثاء 25 كانون الثاني (يناير)، كانت الشعارات المرفوعة على أكفّ بضعة آلاف من الشباب تنادي بالإصلاح السياسي. إقامة دولة مدنية حرّة، إقالة الحكومة الحالية، حلّ البرلمان المزوّر، تحجيم البطالة، رفع الحد الأدنى للأجور، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إلغاء قانون الطوارئ، إعادة النظر في بنود عدة بالدستور المصري، خصوصاً المواد: 76، 77، 88، التي تناقش صلاحيات الرئيس ومدد تمديده، والإشراف القضائي على الانتخابات. جميعها مطالب بسيطة ومشروعة وغير مغالية، في وسع أي حاكم حصيف أن ينظر فيها. لم يكن من بينها إقالة النظام أو تنحّي الحاكم. لكن الحاكم صمَتَ أربعة أيام صمْتَ المتعالي المستخفّ. الثلثاء، الأربعاء، الخميس، ثم نهار "جمعة الغضب" 28 كانون الثاني (يناير). صمد المتظاهرون في الميدان بكل رقيّ وسلام وهدوء، حتى أنهم كانوا يمنعون أي متظاهر تأخذه الحماسة فيحاول رفع يد الغضب، قائلين له: نريدها سلمية. خلال تلك الأيام كان رجال الشرطة يعوّقون التظاهرة البيضاء بالعصيّ والقنابل المطاطية والمسيّلة للدموع، فسقط عشرات الصرعى ومئات الجرحى (تخطوا، حتى اللحظة، ثلاثمئة شهيد، وآلاف الجرحى)، لكنها، على رغم هذا، ظلّت سلمية، من جانب الثوار. وعند عصر الجمعة، انسحب رجال الشرطة، وفوراً اندلعت أعمال التخريب التي بدأت بمحاولة السطو على المتحف المصري. ثم تبيّن، للعجب، أن المخرّبين من أفراد الأمن الذين استبدلوا زيّهم الرسمي بملابس مدنية، كي يظن الرأي العام أن المخرّبين من شباب المتظاهرين. لكن نبلاء مصر ألقوا القبض على سارقي المتحف المصري وسلّموهم الى الجيش، الذي كان نزل الساحة خلال تلك الساعات لحفظ النظام وتحجيم حال الانفلات الأمني. هنا عرف الجميع أن الناهبين ليسوا إلا ضباط شرطة وأفراد الأمن المركزي. ثم فُتحت السجون وفُرّغت من المسجّلين الخطرين واللصوص والقتلة لينتشروا في أنحاء مصر يسطون على المنازل والمحال والبنوك، ويروّعون الآمنين. كان هذا تمهيداً مخططًا له، ليبرر خروج الرئيس ببيان الى الشعب بعد صمت دام أكثر من تسعين ساعة كانت مصر خلالها تشتعل غضباً راقياً من جهة الشعب، وتخريباً وترويعاً منظّماً من جهة النظام. كان الهدف من هذا الانفلات الأمني هو وضع الشعب في مواجهة معادلة ازدواجية شهيرة: النظام الحالي، أم الانفلات الأمني. وعلى الشعب أن يختار أحدهما، كذلك كان الهدف استقطاب المتظاهرين لبيوتهم لكي يحموا أهاليهم وممتلكاتهم من أصابع اللصوص والبلطجية الذين انتشروا في شوارع مصر. لكن الشباب الذكي قسّموا أنفسهم ورديات عمل. ورديات ليلية تقوم فيها اللجان الشعبية من شباب كل حي بحماية المنازل والممتلكات، وتسليم مَن يتم إلقاء القبض عليه من المخرّبين إلى رجال الجيش الذين انتشرت مدرّعاتهم في الأحياء والميادين. وفي النهار يعودون إلى بيتهم الكبير: ميدان التحرير. وفي تخبطها واختلال موازينها، ارتكبت الحكومة خطأ آخر يثقل كفّة أخطائها. قطعت خدمات الانترنت والمحمول عن مصر بأسرها، ظنّاً منها أن هذا سيعطّل تواصل المتظاهرين في ما بينهم فتُجهَض حركتُهم، إلا أن الشباب لم يعبأ، وما زاده هذا إلا فقدان الرجاء التام في حاكم لم يتعلم بعد فنّ الإنصات إلى لغة شعبه وشبابه الجدد.


في بيانه الأول فجر السبت 29 كانون الثاني (يناير)، الذي تلا "جمعة الغضب"، أقال مبارك حكومة "نظيف" التي كرهها الشعبُ مجتمعاً منذ تعيينها عام 2004، وأمر بتنفيذ الأحكام القضائية في الطعون الموجهة ضد أعضاء البرلمان. وفي اليوم التالي أصدر قرارات عدة، بعضها جفّ حلقُ الشعب المصري جراء المطالبة به طوال ثلاثين عاماً. مثل تعيين نائب للرئيس، للمرة الأولى في تاريخ مبارك المديد (كان، كلما سألناه لماذا لا تعيّن نائباً، قال: لم أجد في مصر من يصلح لهذا المنصب!)، وإقالة أحمد عز، أحد ناهبي ثروات مصر، من أمانة التنظيم في الحزب الوطني، وتكليف نائب الرئيس إجراء حوار مع أحزاب المعارضة، على رغم أن المعارضة لا ناقة لها ولا جمل في هذه التظاهرة الشعبية الرفيعة، ذاك أنها في واقع الحال ليست إلا أحزاباً ورقية لا بصمة لها في الشارع المصري. وعلى رغم أن تلك أحلامٌ بعيدة المنال لم نكن نتوقع تحققها، إلا أن صمت التسعين ساعة كان قد أشعل غضب الثوار، فلم يفرحوا بها، ولم يقبلوها، ولم يعودوا إلى منازلهم. لم يعترفوا بشرعية النائب ولا بشرعية الحكومة، بما أن الحاكم ذاته فقد شرعيته لديهم. ثم دعوا الى تظاهرة مليونية ضاربين بعرض الحائط قرار حظر التجوال الذي ظلت ساعاته تتزايد يوماً بعد يوم. تزايد عددهم في كل ميادين محافظات مصر، وكسروا حاجز المليون، ثم تخطّوه نحو الملايين. وعلينا أن نحتسب أن وراء كل معتصم من أولئك، أسرةً في متوسط أربعة أفراد، بما يعني أن علينا ضرب هذا الرقم في أربعة. على أن غضبهم ظل راقياً أبيض، لم تلوّثه شعارات بذيئة، أو لافتات فقيرة الأدب، تلك التي كان يتم وأدها فوراً إذا ما حدث، نادراً، ورفعها محتجٌّ أخذته الحماسة. بل كانوا ينظفون الميدان بأنفسهم كي تكتمل الصورة النقية الرفيعة التي قرروا رسمها لمصر وللعالم بأسره. أن في مصر شعباً يعرف كيف يحتجّ بتحضّر وجمال. ثم ارتفع سقف المطالب إلى إقالة النظام. وصمت الرئيس مبارك من جديد، وهو يطمئن نفسه بأن ما قدمه كثير، وسخيّ، ولن يلبث الناس أن يقنعوا، وينسحبوا. وربما طمأن نفسه كذلك بمساندة أميركا وإسرائيل لحكمه، هو الحليف الأمين لمصالحهما في الشرق الأوسط. صمت من جديد وهو يراهن على، لا أدري علامَ يراهن!، وتعاظمت مطالب الشباب، لتتكثّف، في الأخير، في مطلب واحد وحيد: "رحيل مبارك الفوري". وتوحدت الشعارات واللافتات لتقول قولاً واحداً: "الشعب، يريد، إسقاط النظام". صمتَ مبارك من جديد أياماً طوالا، ليخرج على شعبه ليل الثلثاء 1 شباط (فبراير) ببيان ثانٍ، والأخير حتى لحظة كتابة المقال، لم يُزد فيه إلا إعلانه عدم نيته الترشّح لفترة رئاسية سادسة، إذ تنتهي ولايته الحالية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، والنظر في مادتي الدستور 76، 77. فانفجر غضب الناس وأقرّوا بعدم مشروعية الحكومة، وأن لا حوار مع أحد قبل رحيل مبارك فوراً عن مصر. ثم توالت مِنح مبارك، وحكومته، وتزامن معها تزايد غضب الناس إلى أفق الأفق بالمطالبة بمحاكمة مبارك وحاشيته، بل ونظّموا محاكمة رمزية في الميدان ومشانق تتدلى منها دمىً تحمل وجه مبارك ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي، ومحتكر حديد مصر أحمد عزّ. بعد ذلك، وتزامناً مع صمت الرئيس المستطيل، بدأ ذهن الحكومة يتفتق عن إطلاق حشود مضادة لحشود الشرفاء المحتجين. حشود تهلل لمبارك وتؤيد "تأبيده" في الحكم إلى أجل غير منظور، وتعدد مآثره على مصر والمصريين. المدهش أن أولئك المهللين الذين راحوا يرقصون أمام كاميرات الفضائيات المصرية يتوسلون للرجل ألاّ يرحل، كانت سيماء الفقر والمرض بادية على وجوههم، فكان السؤال هو على أيّ أساس يحبّون رئيسهم، وكم من القروش الزهيدة قبضوا لكي يهتفوا بحياته. وطبعاً لم تخلُ جوقة المطبّلين للحاكم من فنّانين، اختاروا أن يشطبوا شعبيتهم، إن كان ثمة، ليناصروا فرداً يبيعون من أجله ثمانين مليون مواطن. منهم إلهام شاهين وشريف منير وهالة صدقي وزينة، وسواهم، ومنهم أيضاَ لاعبو كرة قدم مثل حسام حسن وتوأمه إبرهيم، وهاني رمزي، وخالد الغندور ومرتضى منصور، مثلما لم تخلُ الجوقة من صحافيي "الأهرام" و"روزا اليوسف"، المؤيدتين للنظام، وطبعاً رجال الحزب الوطني الذين ظلوا يذكرون أيادي مبارك البيضاء على مصر على مدى عشرة أيام على قنوات مصر الفضائية، التي كانت تؤكد باستماتة أن الشعب "كله" يؤيد مبارك، وأن تلك "الفئة القليلة المندسة" من المتظاهرين، لا تمثل شعب مصر. فالمأزق الذي وقع فيه رجال النظام هو أنهم لا يزالون يواجهون الأخطار بعقلية عتيقة، لم يعد من جدوى لها. تقطع بث القنوات الفضائية العربية والعالمية، كي تجبر المواطنين على مشاهدة قنواتها الرسمية الكذوب، وتقطع الانترنت والتلفونات كي تمزّق الحبال السريّة بين الشعب، وتدفع للمرتزقة لكي يؤيدوا النظام وتمنع عن الموظفين رواتبهم إن لم يخرجوا في تظاهرات تندد بالمتظاهرين، الخ. عقلية تظن أن حلول الليل يجعل الظلام ساتراً لما يحدث، وتغفل أن الكاميرات في كل ملليمتر من الكوكب تصوّر وتسجّل، وأن مع كل مواطن هاتفاً محمولاً يصوّر ويسجّل. فضائيات مصر كانت ترفع لافتات التأييد، وتسخر من فئة منشقة قليلة تريد التغيير، بينما في فضائيات العالم العالمية والعربية، "سي ان ان"، "بي بي سي"، "الجزيرة"، "العربية"، "الحرة"، كانت الكاميرات تجوب ميادين مصر وتنقل صور ملايين المصريين الرافضين مبارك، جملةً وتفصيلاً، وتنقل أصوات المعتصمين الغاضبين الذين أكدوا أن لديهم من الوعي السياسي والفكري ما يفوق حكومات مصر المتعاقبة.


إحدى المتظاهرات أجرت معها قناة "الجزيرة" مداخلة تلفونية قالت فيها كلاماً يشي بحجم الوعي الرفيع الذي يمتلكه أولئك الثوار. أستاذة جامعية اسمها الدكتورة منى بشير قالت إنهم عُزّل يقطنون الميدان في سلام، يختصمون آلة جبارة عاتية تمتلك العتاد والأسلحة والسلطان والأموال والسيادة والمقدرة على قمع الناس وتحريكهم. لكنهم، أولئك العُزّل، يمتلكون ما هو أخطر من كل ما سبق، يمتلكون الإيمان بحتمية إنقاذ الوطن والمواطنين. وهذا الدكتور شريف زحط، الطبيب البشري، وأستاذ الجامعة، قال إنه ترك زوجته وأطفاله في البيت واعتصم بميدان التحرير منذ اليوم الأول لأنه يريد أن يعود أطفاله الى المدرسة فيجدون تعليماً حقيقياً، ويريد أن يعود إلى عمله في المستشفى فيجد الدواء الذي يعالج به مرضاه، ويجد الراتب الذي يليق بطبيب، فلا يضطر الى فتح عيادة يمتص فيها دماء الفقراء. فليس المهم هو عودة الحياة الطبيعية الى مصر، بل المهم نوعية تلك الحياة. سألته المذيعة لماذا لا يوافق المتظاهرون على منح الحكومة الجديدة فرصة، لا سيما أنها أعلنت أن الإصلاح التام سيحصل خلال ستة شهور فقط، فلماذا لا يصبرون؟ فردّ عليها بوعي مستنير قائلا: إن الحاكم الذي في وسعه أن يحقق إصلاحاً في ستة شهور، وتقاعس عن فعل ذلك خلال ثلاثين عاماً، لا يصلح أن يكون حاكماً، بل لا بد من أن يُقدَّم الى المحاكمة".
هذه ثورة سيسجلها التاريخ بحروف من نور لكي تُستلهَم على مدى المستقبل من كل شعب قُدِّر له أن يقع تحت وطأة نظام فاشي.



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
الملف:
نهاية السلطوية التي بدأت عام 1952؟ - بقلم السيد يسين
لئلا تذهب الثورة هباءً: تغيير طبيعة النظام أهم من تنحية الرئيس - بقلم سامر القرنشاوي
بعد تونس ومصر: هل انحسر دور الأحزاب السياسية؟ - بقلم أكرم البني
أيّ ضغط؟ - بقلم حازم صاغية
حراك الشارع العربي يفتح عصر التغيير - بقلم علي حمادة
تظاهرات لا تكره الغرب - بقلم جان دانيال
عمر أميرالاي - بقلم زياد ماجد
كرامة الشباب - بقلم حازم صاغية
غسان سلامة: إيران ليست استثناء ودور الغرب هامشي في بقاء السلطات أو زعزعتها وفي بناء التركيبة الجديدة
أسئلة التحوّلات المقبلة - بقلم زياد ماجد
النواطير مستيقظون - بقلم عقل العويط
عندما يتحرر "الرجل الصغير" فينا - بقلم منى فياض
من أجل الخبز والحرية - بقلم خالد غزال
رفـــض الفـــجــــــــور – بقلم غسان سلامة
انهيار جدار برلين العربي؟ - بقلم محمد أبي سمرا
من كراهية الأميركان إلى إسقاط الطغيان؟ - بقلم وضاح شرارة
مبارك والأسد:هل يعني تشابه المخاوف اختلاف المآلات؟ - بقلم خالد الدخيل
محنة التحول الديموقراطي العربي – بقلم السيد يسين
الثورتان التونسية والمصرية وولادة فاعل تاريخي اسمه الشعب – حسن الشامي
حركات التحرر المواطني – بقلم ياسين الحاج صالح
لا بد من رحيل العسكر – بقلم داود الشريان
غياب القيادة قد يتحوّل عائقاً أمام حركة الشارع في مصر
جون كيري: فلنتحالف مع مصر المقبلة
طغاة أم ملائكة ؟
انتفاضة النيل ضد دكتاتورية الحزب الواحد
مصر في همهمة السجال
بعد تونس ومصر وعود الإصلاح الاستلحاقي تملأ فضاء المنطقة !
شرعية شبابية تولد في مصر؟
الاحتجاجات الشعبية في مصر تطغى على «الانقلاب السياسي» في لبنان
شباب مصر مسؤولون عن حماية ثورتهم من المتسلّقين
«صنع في الشرق الأوسط»
مصر: مقدمات الزلزال العربي
قراءة في ظاهرة الغضب الاجتماعي العربي
الخبـــث الرئاســـي
سقطت «الدولة الأمنية» ويبقى الإجهاز عليها!
أول الطريق إلى الحرية..أول الطريق إلى التغيير
اليوم مصر، وغداً... لناظره قريب
حرية..ومعايير مزدوجة
حرية المعتقد والحقوق الأساسية في لبنان والعالم العربي
تونس ومصر: هل من تمايزات؟
الانتفاضات الشعبية والمصالحة بين الديموقراطية والوطنية
مصر وأزمة التغيير العربي
إعادة فرز التحالفات والقوى السياسية في مصر
سمير قصير كان على حق
"الناس دي يمكن يكون عندها حق"
درس لسائر الشعوب في المنطقة
أكلاف الحنين
نهاية "الى الأبد"؟
اكتشاف الشعوب
اللبناني "شاهداً" و"مشاهداً" !
الإنتفاضات.. ومعانيها
لبنان تحت حكم الحزب الواحد؟
سقوط مقولة «الاستثناء العربي»: العرب يثورون للحرية
«محنة» الجمهوريات العربية!
مصر وانتفاضة تونس... الاستلهام في اتجاهات أربعة
على هامش الانتفاضات
نعم ستتغير مصر
التغيير في تونس وأسئلة الخبز والحرية حين تطرح في غير بلد عربي
معضلة الاندماج في المجتمعات العربية
الانتفاضة التونسية والحالة المصرية: نقاط لقاء وافتراق
«يوم الغضب» نقلة نوعية في المشهد الاحتجاجي المصري
رهاب الأجانب مرضٌ تعاني منه القارة الأوروبية
تونس - لبنان: في تضاد المتشابه
لبنان على الطريقة العراقية
نصف مليون سعودي يبحثون عن «أمل»
شباب الجزائر يموتون «حرقة» واحتراقاً!
لبنان أعقد...
مهمتان عاجلتان : جبهة شعبية تونسية متحدة وجبهة عربية شعبية مساندة لها
لبنان في العالم العربي: الخصوصيات ثقافية
دخول المجتمعات المشرقية عصر الدولة الوطنية والكيانات السياسية من باب "الثورة السلبية"
تونس ولبنان: فائض السياسة مقابل فائض القوة والخوف
إقصاء الحريري: تبديد مبكر لفرصة دمشق اللبنانية
بناء الأمة والانقسامات الإثنية الدينية
تونس: الأكثر أقلّ
إحياء "البورقيبية" في تونس لإخماد "ثورة الياسمين"؟
الحركات الاحتجاجية في العالم العربي ما بين السياسي والاجتماعي
لبنان بين الشراكة والأحادية
بين انتفاضة تونس ومحكمة لبنان
تسرعت الليبرالية العربية في الدفاع عن الفرد في وجه الدولة
لا تناقض بين روح الحرية ومنع التكفيريين
الحديث عن الحرية عبث ما لم يقم على أساس الفردية والتفرد
«كوتا» لا بدّ أن يلحظها الدستور كما قرّر للمرأة والفلاحين
هل اخطأ بن علي اختيار الشركاء؟
تونس تَقلِبُ المشهد السياسي العربي
"ثورة الياسمين" ليس لها تأثير الدومينو!
حزب «الوفد» يوحّد المجتمع المصري وثورة تموز تقسّمه بتوسّلها تأييد الاتجاه الديني
الانتفاضات الشبابية: سيناريو 1988 يتكرر وشباب الجزائر من «مغرر بهم» إلى «منحرفين ولصوص»
ثماني عِبر من تونس
رياء
العرب والحاجة إلى الواقعية السياسية
مفترق تونس
عن ثقافة الاحتجاج في الأردن... وحكومة وبرلمان اضطرا للاستجابة
نظرية المؤامرة والهرب من المسؤولية
الانتفاضات الشبابية: سيناريو 1988 يتكرر وشباب الجزائر من «مغرر بهم» إلى «منحرفين ولصوص»
حركة شعبية بلا أحزاب أسقطت الحكم التونسي
مثقفون جزائريون يقرأون الانتفاضة التي شهدتها مدنهم
المسؤولية عن اضطهاد أقباط مصر... هل إنها فعلاً شديدة الغموض؟
نحن نقبلهم فهل يقبلوننا؟
درس تونس: الانسداد السياسي يولّد الانفجارات
السعودية ليست دولة دينية
من نزاعات الهوية إلى الاحتجاج الاجتماعي
تقرير لمرصد الإصلاح العربي يركز على حال التعليم
على هامش جدل الرمز الديني
معضلة الحرية في مصر: الانتخابات مخرجاً من نسق الإكراه
قبط مصر: من الوداعة الى التوتر اللبناني ؟
المشهد العربي بعد انفصال جنوب السودان
المعارضة اللبنانية تطوّق نفسها دولياً
الاحتجاجات التونسية: انتفاضة عابرة أم نقطة منعطف؟
حدود مسؤولية المجتمع المصري ؟
مسؤوليتنا عن تحوّل الأقباط الى مواطنين من الدرجة الثانية
تونس ما بعد سيدي بوزيد: بداية مرحلة جديدة
التسوية في لبنان هل تطيح الحقيقة والعدالة؟
كأنّها مرحلة جديدة؟
موت يلخّص واقعاً
تونس: من أجل خروج سلمي من الأزمة
انتفاضة على الليبرالية في الجزائر!
السعودية: المرأة في ظل الخطاب «الصحوي»
الاستخدام الفصائلي لمصطلح "الجمعيات الأهلية" و"هيئات المجتمع المدني"
مركز دراسات الوحدة العربية على مشارف مرحلة جديدة
في عصر حروب دينية مرة أخرى؟
مسالك النقاش وعنف التأويل ...صورة المرأة من الخطاب إلى الحجاب
ماذا يحدث في الكويت؟
العنف الطائفي والركود السياسي في مصر!
قوانين المواطنة المصرية وتداعيات العمل الإرهابي
قوميات أحادية وحروب عدة
مسلمون ومسيحيّون و... خرافات
حقوق الإنسان أمام مرحلة جديدة
تشويه الليبرالية... بالتحريض على مثقفين أحرار
بكاء على أطلال الأقليّات
لطيفة والأخريات
فتاوى قتل المعارضين والعلاقة الملتبسة بين الدولة والإسلاميين
«ذئب وحيد»... أم صهر العشيرة وابنها؟
حالة ارتباك بين الحداثة والليبرالية
سمير قصير ونصر حامد أبو زيد طيفهما إذ يجوب المُدن والأمكنة
أحداث العالم العربي - الانتخابات العربية 2010: تأكيد الاستعصاء الديموقراطي ؟
عودة المسألة الاجتماعية إلى تونس
الأحزاب المصرية: الكل في الأخطاء سواء
مصر والبعث الجديد لظاهرة البرادعي
حال الطوارئ الحقيقية في مصر هي ديموقراطيتها المقموعة
المشايخ إذ يسيطرون على الرأي العام
مصر: مسؤوليات الرئيس والمعارضة
أشباح ساحة الشهداء
تقدم العالم العربي نحو... الأسوأ
أبعد من المحكمة الخاصة بلبنان
الإخوان المسلمون بين ملء الفراغ وإنتاجه
الليبرالية في السعودية - ردّ على الغذامي
الناقد «الموشوم» ومعركة الليبرالية – - ردّ على الغذامي
في إمكان التفاؤل بمستقبلنا
خــــــاووس
قراءة في التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية
الانفتاح: أهميته وضروراته للعالم العربي
بؤس السياسة وأزمة الحرية في مصر!
المشهد الانتخابي العربي خلال عام 2010: سقوط الموالين وخسارة المعارضين
بداية مضطربة للعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين
تهجير المسيحيين العرب
سباق في لبنان بين التسوية والفتنة
الانتخابات المصرية ومأزق النظام [1]
مجتمعات عربية تحاول التهام دولها
«النظام الأساسي» هو دستور المملكة؟
الأمة والقومية والدولة في تجربتنا التاريخية
في لبنان التسوية أو البربريّة
«الإخوان المسلمون» المصريون ومسارات التحول نحو السلفية
الديموقراطيّة ... معركتها لم تبدأ عندنا بعد
60% من اللبنانيين و40% من الشيعة مع خيار العدالة
العنف ضد المرأة .. حان الوقت لكسر جدار الصمت
في تشريح أزمة الدولة الوطنية:ملاحظات على النقاش العالمي
كيف ابتلعت الانتخابات المصرية مقاعد "الاخوان"؟
الديموقراطية العربية: سلعة لا تزال قليلة العرض
هل أُسقطت "أضربوهنّ" على كل المجتمع العربي؟
عن حقوق الإنسان في المشهد العربي الراهن
الدستور بين الدولة والمؤسسة الدينية في السعودية
مصر والأردن: انتخابات تعددية نعم، لكن دون جوهر ديموقراطي أو إصلاحية !
الشيخ عبدالله المطلق والمرأة السعودية
حقوق الإنسان: ثلاث أولويات للبنان
مأزق نموذج الديموقراطية المصرية المحدودة
تراجع "الإخوان" من تراجع التيارات الإسلامية العربية
مصر: انتخابات نزع الشرعيات الثلاث
النتائج الفعلية للانتخابات البرلمانية المصرية... خسارة للجميع
مطلوب عشرون فكرة لإنقاذ العالم العربي
أميركا أميركا ... أيضاً وأيضاً
الهويات «المركبة» في الانتخابات الأردنية تبدّد أوهام صانعي قانونها
ملاحظات من وحي الانتخابات المصرية
ابن رشد ومارتن لوثر و«حوار التمدن»
العالم المفتوح... مصر المغلقة
الإخوان المسلمون خسروا غطاءً سياسياً مهماً في صراعهم مع النظام
برلمان 2010 يرسم خريطة لانتخابات الرئاسة ... لا فرص للمستقلين
فاز الحزب الوطني في مصر ... لكن البرلمان الجديد يفقد صدقية محلية ودولية
هل حقّق الحزب الوطني أهدافه في الانتخابات المصرية؟
الأدوار «الافتراضية» في الانتخابات المصرية
انتخابات» الأنظمة العربية إلى أين؟
فرسان الديموقراطية في العالم العربي ... تنقصهم الخيول
أردن ما بعد الانتخابات
ثقافة الانشقاق وأزمة الحياة الحزبية في مصر
في عجز الدولة العربية عن إنجاز تسويتها الداخلية
عن التجلّيات المتعدّدة للإسلام التاريخيّ
الإخوان المسلمون والإرهاب والإسلام السياسي
عصر ما بعد الديموقراطية: تضاؤل دور الاحزاب السياسية
العصبيات القبلية فى مصر القديمة
لمحة عن التاريخ السياسي لدائرة مصر القديمة
الملامح النهائية للمشهد الانتخابي في مصر
ما الذي تغـير هذه المرة في الانتخابات المصرية ؟
عـن مـصـر الـتـي سـتـنـتـخـب ... ومـصـر التـي لا تـكـتـرث
الدول العربية والمثقفون: أسئلة الحريات!
أزمة التعددية الإعلامية في العالم العربي
«الحزب المهيمن» في مصر والانتخابات النيابية
نعم ... الصحافة الاستقصائية ممكنة في العالم العربي
«الإخوان المسلمون» والانتخابات النيابية: أسئلة المشاركة أمام امتحان تداول افتراضي للسلطة
التطرف والإرهاب على أنقاض الدولة الوطنية
العلمانيـة وحقـوق النسـاء
في سبيـل علمانيــة لبـنانيـــة هنيّــة !
الديموقراطية معضلة عربية؟
انتخابات مجلس الشعب المصري... رصيد بلا نفاد وقعر بلا قاع
مصر: تشوهات الحياة السياسية كما تظهرها البرامج الانتخابية
في تفسير الانتخابات العربية
مصر: كيف نقاطع بإيجابية أو نشارك بحذر ؟
كيف نفهم حقوق المرأة وكرامتها؟
مشاهدات سريعة على أبواب المحاكم الشرعية اللبنانية
عن كتيّبات القضايا العامة
دور المحرّك/ الميسّر ومهامه
استراتيجيات عمل حركة
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة