الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
نيسان ٢٩, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
«أساتذة التعاقد» في المغرب يعودون للعمل اليوم والعثماني يشدد على «مواجهة جيوب مقاومة الإصلاح»
الرباط: «الشرق الأوسط»
أنهى أساتذة التعاقد المغاربة إضرابهم الطويل وأعلنوا التحاقهم اليوم الاثنين بمقرات العمل لاستئناف عملية التدريس المتوقفة في عدد من المؤسسات التعليمية لأزيد من سبعة أسابيع، وذلك استجابة للدعوات التي تلقتها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين من طرف عدد من الهيئات المدنية والسياسية والحقوقية من أجل حفظ مصلحة التلاميذ.
وقال ربيع الكرعي منسق جهة الدار البيضاء للأساتذة المتعاقدين، في لقاء صحافي عقدته التنسيقية أمس، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرباط، «سنستأنف التدريس غدا (الاثنين) ويأتي قرارنا نتيجة لمجموعة من المناشدات التي تلقيناها من فيدرالية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وحزب الاستقلال والمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والنقابات التعليمية الخمس». وأضاف الكرعي «من جهتنا سنلتزم بالعودة إلى العمل، ونقول يجب على الوزارة الوصية أن تلتزم بمخرجات اجتماع 13 أبريل (نيسان)، وإلغاء العقوبات الزجرية في حق الأساتذة». وزاد قائلا «نناشد الوزارة ألا تقع في الخطأ الذي وقعت فيه»، في إشارة إلى ما قالت التنسيقية إنها «خروقات وقعت فيها الوزارة في الاتفاق الأولي بين الطرفين».
ودعا المتحدث ذاته الأساتذة المتعاقدين إلى الامتناع عن «تسلم أو توقيع أي وثيقة ذات طابع زجري أو تأديبي»، كما طالب الأساتذة المتعاقدون الوزارة بـ«ضرورة الوفاء بالتزاماتها واستئناف الحوار»، كما سبق وأعلنت في بيانها الذي رفضت فيه عقد الجولة الثانية من الحوار التي كان مقررا التئامها الثلاثاء الماضي.
وهدد ممثلو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين في اللقاء الصحافي الحكومة ووزارة التربية الوطنية بالعودة إلى الشارع في حال عدم وفائها بتعهداتها، حيث توعدوها بإشعال الشارع من جديد، وخوض أشكال نضالية وصفوها بـ«غير مسبوقة»، وذلك في محاولة لإرضاء الأصوات الغاضبة من داخل التنسيقية والتي اعتبرت قرار إنهاء الإضراب «استسلاما وهزيمة».
ودعت التنسيقة الوطنية للأساتذة المتعاقدين أعضاءها إلى وضع «شارات سوداء طيلة أيام العمل حدادا على كرامة الأستاذ»، وانتقد بشدة التدخل الأمني الذي فضت من خلاله السلطات المغربية محاولة الأساتذة تنفيذ اعتصام ومبيت ليلي أمام مبنى البرلمان، الأربعاء، حيث استخدمت فيه خراطيم المياه والهراوات لتفريقهم، الأمر الذي أدى إلى تسجيل إصابات عدة في صفوفهم، من ضمنها والد أحد الأستاذات الذي كان يرافق ابنته، وأصيب بكسر على مستوى الكتف وما زال تحت العناية المركزة في مستشفى ابن سينا، وهي الحالة التي نفى مصدر أمني مسؤول، أن تكون سجلت في التدخل الأمني. وأكدت التنسيقية أن إنهاء الإضراب جاء من أجل «ضمان وتحصين حق التلاميذ والتلميذات في زمن التعلم، الذي نحمل الوزارة الوصية على القطاع مسؤولية هدره نتيجة نهجها لسياسة الهروب إلى الأمام والقفز على مطالب التنسيقية».
وبعد استئناف أساتذة التعاقد عملية التدريس، تتجه الأنظار إلى رد الحكومة ووزارة التربية الوطنية على هذه الخطوة، وكيف تتجاوب معها، حيث يتوقع متابعون للملف أن تتم الدعوة إلى جلسة ثانية من الحوار بين الوزارة والأساتذة المتعاقدين من أجل بحث ملفهم بهدف إيجاد تسوية ترضي الجميع، خصوصا بعد الشد والجذب الذي عرفه الملف طيلة الأسابيع الماضية.
العثماني يشدد على «مواجهة جيوب مقاومة الإصلاح»
عاد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، للحديث عن الصعوبات التي تواجه حكومته والإصلاحات التي تباشرها، حيث قال إن «جيوب المقاومة دائماً موجودة في كل زمان ومكان، وليس هناك أي مكان في العالم يخلو منها». وأضاف العثماني في كلمة ألقاها أمس، في الجلسة الافتتاحية للقاء الوطني لرؤساء الجماعات الترابية (البلديات)، الذي نظمته مؤسسة منتخبي العدالة والتنمية، تحت شعار «إصلاح النظام الضريبي مدخل للتنمية المحلية»، أن كل إصلاح «يضر مصالح جهات معينة أو لوبي أو أشخاص معينين، وطبيعي أن تكون هذه المقاومة».
ودعا رئيس الحكومة منتخبي حزبه إلى «التحلي بدرجة عالية من اليقظة والعمل على مواجهة تلك المقاومات وحل الإشكالات بالطرق التي تمكننا من أن ننجح ونصل إلى نتيجة وهذا هو الأهم»، كما طالبهم بـ«عدم الاكتفاء بالتشكي، وينبغي أن نقاوم ورؤوسنا مرفوعة».
وزاد العثماني محفزاً رؤساء الجماعات والجهات من أعضاء حزبه: «لسنا في موقف ضعيف وعندما نشير إلى وجود مقاومة للإصلاح ليس لأننا ضعفاء أمامها، ولكن ليعرف المواطنون كيفية اشتغالنا، وأن هناك صعوبات نواجهها»، لافتاً إلى أن تأخر بعض الأوراش والإصلاحات يكون بسبب «وجود هذه المقاومة والصعوبات».
واستدرك العثماني موضحاً: «في بعض الأحيان تكون الصعوبات موضوعية وأحياناً مفتعلة، وينبغي أن نكون واضحين، وكل واحد ينبغي أن يقبلنا كما نحن»، وذلك في رسالة واضحة إلى الجهات التي تعاكس حزبه بأنه لن يتراجع عن منطقه الإصلاحي في التدبير.
وبدا العثماني مزهواً وهو يتحدث عن نجاح الحكومة في توقيع اتفاق الحوار الاجتماعي مع النقابات والاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث أكد أن الحوار واجه صعوبات وعراقيل بعدما وجهت له اتهامات من طرف النقابات باستغلال الحوار الاجتماعي وتوظيفه سياسياً. وأضاف: «بعض النقابات قالت إننا نريد استغلال الحوار الاجتماعي سياسيا وتأجيله إلى حين اقتراب موعد الانتخابات، وتضررت العلاقة بيننا بسبب هذا الأمر، ودفعنا إلى التفكير في كيفية تجاوز هذه العقبة».
وأضاف العثماني: «كلفت وزير الداخلية بمباشرة الحوار مع النقابات لتجاوز هذه العقبة، وقام بالمهمة مشكوراً ووصلنا إلى الاتفاق باسم الحكومة بجميع مكوناتها، أحزاباً وقطاعات غير حزبية ووزراء»، معتبراً أن حدث التوقيع «نجاح بالنسبة للوطن وللمواطنين». وشدد رئيس الحكومة على أن حزبه يتعامل بمنطق الوفاء للشركاء، موضحاً أن الخلافات التي تحصل مع حلفائه «لا يمكن أن تحجب عنا أن هناك مساحات الاتفاق والالتقاء التي يمكن أن نشتغل من خلالها».
وبشأن الوضع الحكومي، أوضح العثماني: «اتفقنا داخل الحكومة على أن نشتغل كفريق واحد وغير مسموح أن نربك العمل الحكومي أو الأوراش الحكومية»، مبرزا أن أحزاب الغالبية سطرت هذا المنهج و«اتفقنا عليه وحذرنا الوزراء من جميع الحساسيات السياسية... وألا يهتموا بالإشارات السلبية التي يقوم بها البعض».
وزاد مبيناً أن أحزاب التحالف اتفقت أيضاً، على أنه خارج الحكومة «من أراد في نهاية الأسبوع أن ينظم تجمعا خطابيا، ويعبر فيه عن مواقف معينة فذاك شأنه، وبطبيعة الحال نحن أحزاب وليس حزبا واحدا فقط».
ومضى العثماني محاولاً التقليل من أهمية الخلافات التي تعيشها الغالبية، وقال: «داخل حزبنا الواحد نعاني مع بعض الأشخاص، الذين يتجاوزون الحدود في التعليقات ويتهموننا بالخيانة وما شابه ذلك. هذا تجاوز وإساءة، ولن نسمح لأحد باتهام الأشخاص والتجريح فيهم سواء داخل الحزب أو خارجه»؛ وذلك في إشارة إلى الانتقادات التي توجه له ولباقي وزراء حزبه من طرف مناضليه.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن بلاده تعيش في محيط وصفه بـ«المضطرب»، يواجه تحديات كبيرة سواء على المستوى السياسي والأمني والاقتصادية والاجتماعي، مؤكداً أن المغرب في هذا المحيط المضطرب «يحظى بقدر كبير من الاستقرار والأمن ومن احترام المواطن والدفاع عنه». وأفاد العثماني بأن الاستقرار الذي ينعم فيه المغرب في محيطه المضطرب جاء بفضل «قيادة الملك محمد السادس أولاً، ولكن أيضاً بفضل ذكاء الشباب والشعب المغربي»، لافتاً إلى أن كل المغاربة يساهمون في هذا الوضع بشكل من الأشكال. وأضاف رئيس الحكومة: «من مسؤوليتنا أن نحافظ على هذه المكتسبات الوطنية رغم الاضطراب الكبير في المحيط»، الأمر الذي يمثل دعوة صريحة منه للمغاربة بمختلف مكوناتهم من أجل التكاتف والحفاظ على الاستقرار.
من جهته، قال عزيز رباح، رئيس مؤسسة منتخبي حزب العدالة والتنمية، إن أبرز الإنجازات التي يتعين الاعتزاز بها في تجربة حزب العدالة والتنمية في التسيير الجماعي «هي استرداد ثقة المواطن في المؤسسات المنتخبة»، معتبراً أن منتخبي الحزب في الجماعات (البلديات) التي يشرفون على تدبيرها نجحوا في جعل العلاقة بين الجماعة والمواطن «سلسة وأكثر قربا». وكشف رباح أن المؤسسة تعمل على تشكيل فريق من الخبراء والكفاءات المختصة في مختلف مجالات التدبير المحلي والجهوي، وذلك بهدف تقديم ما سماها «الفتوى التدبيرية» لرؤساء الجماعات والمجالس بمختلف المناطق من أجل تحقيق نتائج أفضل على مستوى تنفيذ المشاريع وضمان نتائجها، الأمر الذي يمثل محاولة من الحزب الذي يقود غالبية المدن الكبرى والمتوسطة، من أجل استدراك ما يمكن استدراكه قبل الانتخابات المحلية المقبلة. وأشاد رباح بنزاهة منتخبي حزب العدالة والتنمية، مؤكداً أن الجماعات التي يقودونها استطاعت أن تحقق نموا في ماليتها بفضل الحكامة التي يعتمدونها في التدبير، حيث قال إن «أغلب الجماعات التي يسيرها الحزب، تمكنت من رفع المداخل السنوية من 10 إلى 15 في المائة، في الوقت الذي سجلت بعض الجماعات 35 في المائة»، ودعا رباح إلى المزيد من العمل والاجتهاد من أجل خدمة الوطن والمواطنين.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
المغرب: زعيم حزبي يعد بعدم رفع الضرائب إذا تولى الحكومة المقبلة
المغرب: لجنة نيابية تصوّت اليوم على «تقنين» القنب الهندي
المغرب يعلن عن «استقبال استثنائي» لجاليته في الصيف
سياسي مغربي: الحزب المتصدر للانتخابات لن يتجاوز 80 مقعداً برلمانياً
«النواب» المغربي يناقش «تقنين زراعة القنب الهندي»
مقالات ذات صلة
الانتخابات المقبلة وضعف النقاش السياسي في المغرب - لحسن حداد
استياء مغربي من «تهجم على الملك» في قناة جزائرية
الجميع مستاء وسؤال المستقبل مطروح على المغرب - انتصار فقير
عن أزمة النخب السياسية في خطاب العاهل المغربي - بشير عبد الفتاح
الحركات الاحتجاجية المُطالبة بالتنمية تُوحَّد بين البلدان المغاربية - رشيد خشانة
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة