السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
شباط ١٧, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الحياة
وجود مدنيين يعوق الأكراد من حسم المعركة في آخر جيوب «داعش» في شرق سورية
حقل العمر النفطي (سورية) - أ ف ب
يؤخر استمرار وجود مدنيين في البقعة الأخيرة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في شرق سورية، تقدم «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) لحسم المعركة غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بيان مهم بشأن «القضاء على داعش» خلال 24 ساعة.
وبات التنظيم المتطرف محاصراً في جزء من بلدة الباغوز ومحيطها، ويقتصر تواجده وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان» على أنفاق يتوارى داخلها. وأشار الناطق باسم حملة «قسد» في دير الزور عدنان عفرين لوكالة «فرانس برس» إلى وجود مدنيين «بأعداد كبيرة» في البقعة الأخيرة تحت سيطرة التنظيم.
وأوضح أنهم «نساء وأطفال من عوائل داعش، وموجودون في الأقبية تحت الأرض وفي الأنفاق».
وقال عفرين إن «هذه كانت المفاجئة الكبرى لنا، إذ لم نتوقع هذا العدد وإلا لما كنا استأنفنا الحملة» الأسبوع الماضي. وأوضح أن البحث «لا يزال جارياً عن الأنفاق ويتم التعامل معها بطرق متعددة منها الإغلاق أو التفجير».
وأشار الى أن «الحملة لم تتوقف لكن الضرب العشوائي توقف»، لافتاً الى أن «مقاتلي داعش يختبئون بين المدنيين، بعدما خلعوا اللباس العسكري وارتدوا اللباس المدني».
وأكد مدير المركز الاعلامي لـ «قسد» مصطفى بالي لـ «فرانس برس» أمس، أن قواتهم تعمل على «اجلاء» من تبقى من مدنيين داخل الباغوز، لافتاً الى أن مدنيين «يحاولون الخروج من دون أن يتمكنوا من ذلك».
ويقتصر وجود التنظيم حالياً وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان»، «على العناصر المتوارين ضمن الأنفاق» التي حفروها خلال سيطرتهم على هذا الجيب. ويعيق وجود المدنيين، إضافة إلى الألغام والأنفاق الكثيرة التي يختبئ فيها الارهابيون، تقدم «قسد» لحسم المعركة.
وخفف التحالف الدولي من وتيرة ضرباته الجوية على الجيب الأخير للتنظيم. وقال الناطق باسمه الكولونيل شون راين لـ»فرانس برس» أمس: «تستمر المعارك لكننا لا نزال نرى مئات المدنيين يحاولون الفرار الى بر الأمان».
وأكد «خفض الضربات للمساعدة في حماية المدنيين ونظراً لظروف ساحة المعركة». وأوضح راين أن «منطقة باغوز تحتوي على العديد من الأنفاق ما يؤدي الى ابطاء العمليات، إذ يتعين على قسد تطهير المناطق من العبوات المفخخة ولا تزال ترصد اقدام مقاتلي التنظيم على تفجير ستراتهم الناسفة ومهاجمة مواقعها بسيارت ودراجات نارية محملة بمواد متفجرة».
وغالباً ما يلجأ التنظيم عند حصاره ومع اقتراب المعارك من آخر نقاطه الى زرع الألغام وشنّ هجمات من الخنادق لإعاقة تقدم خصومه وايقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية، كما يستخدم المدنيين دروعاً بشرية.
ونقل التحالف عن مدنيين تمكنوا من الفرار أن «التنظيم يستخدم المدنيين دروعاً بشرية ويقتل المدنيين الأبرياء لترهيب الآخرين ومنعهم من المغادرة».
وتخوض «قسد» منذ أيلول (سبتمبر) الماضي عملية عسكرية ضد التنظيم في ريف دير الزور الشرقي. وتمكنت من طرده من كافة القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرته، ليقتصر وجوده حالياً على جزء من بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية.
دفعت العمليات العسكرية منذ مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي نحو 40 ألف شخص إلى الخروج من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الارهابيين، بينهم نحو 3800 مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم تم توقيفهم، بحسب المرصد.
واستبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس اعلان «قسد» حسم المعركة ضد التنظيم في شرق سورية، بإعلانه أمام وسائل الإعلام في البيت الأبيض أن «هناك الكثير من البيانات المهمة المرتبطة بسورية ونجاحنا في القضاء على داعش، وسيتم الإعلان عنها خلال 24 ساعة».
وامتنع كل من عفرين وبالي عن التعليق على تصريحات ترامب، الذي كرر في الأسبوعين الماضيين تأكيده أنه سيصار الى الاعلان عن انتهاء «داعش» واستعادة كامل الأراضي تحت سيطرة التنظيم خلال أسبوع. ويمهد إعلان الانتصار رسمياً على التنظيم، الطريق أمام ترامب لتنفيذ قراره بسحب كل القوات الأميركية من شمال سورية، الذي شكل مفاجأة لحلفائه الغربيين والمقاتلين الأكراد، الذين أبدوا خشيتهم من أن يسمح القرار لأنقرة بتنفيذ تهديداتها بشنّ هجوم ضد مناطق سيطرتهم قرب الحدود.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة