الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
شباط ١٢, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
الملف:
انتخابات
معارض تونسي: الاتهامات الموجهة إلى «النهضة» لم تأتِ من فراغ
«التكتل الديمقراطي» التونسي يقاطع الانتخابات الرئاسية
القاهرة: «الشرق الأوسط»
أكد حمة الهمامي المعارض التونسي البارز، الناطق باسم «الجبهة الشعبية» اليسارية، «جدية» الاتهامات الموجهة إلى حركة «النهضة» وقياداتها، مشدداً في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية على أن التحالف بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والحركة أشبه «بتحالف الثعالب لكونه بين طرفين محتالين».
وقال الهمامي في المقابلة التي نشرتها الوكالة الألمانية، أمس: «الاتهامات ضد النهضة... وتحديداً في قضية الجهاز السري وعلاقته بالاغتيالات السياسية، وبخاصة اغتيال القياديين البارزين في الجبهة الشعبية شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013 ليست كيدية، وإنما مدعومة بوثائق ومستندات قانونية، أي أن الأمر ليس مجرد صراع آيديولوجي أو محاولة لتشويهها قبل الانتخابات (المقررة خلال العام الجاري)... الاتهامات الموجهة إلى (النهضة) لم تأتِ من فراغ»، علماً بأن «النهضة» دأبت على نفي هذه الاتهامات وهددت باللجوء إلى القضاء دفاعاً عن نفسها.
وتابع الهمامي: «هناك وثائق كثيرة حصلت عليها هيئة الدفاع (في قضية بلعيد والبراهمي) من الجهات القضائية تتعلق بمصطفى خضر الذي وجه إليه قضاة التحقيق أخيراً تهمة الضلوع في اغتيال البراهمي... ومن بين هذه الوثائق ليس فقط ما يؤكد علاقة خضر بقيادات (النهضة) وإنما أيضاً ما يثبت تأسيسها جهازاً سرياً لمراقبة خصومها واختراق أجهزة الدولة ومفاصل المجتمع ومتابعة الأحزاب والجمعيات والمنظمات والإعلاميين وكوادر الأمن والجيش وغير ذلك».
وقال: «كما اعتدنا من (النهضة)، نفت في البداية أي معرفة لها بخضر، ولكن مع تضييق الخناق عليها اضطرت مؤخراً إلى الاعتراف بأنه يرتبط بعلاقة إنسانية مع بعض قيادات الحركة».
واستنكر بشدة موقف «النهضة» من قضية «المدرسة القرآنية» التي كشفتها السلطات قبل أيام، وسط مزاعم أنها تخرّج متشددين. وقال: «الجميع يعلم بقضية المدرسة القرآنية التي أثارت استياء الرأي العام التونسي بعدما شهدت احتجاز عدد من الأطفال في ظروف بالغة السوء صحياً وبيئياً بهدف ملء أدمغتهم بأفكار متطرفة تهدف إلى أفغنة ودعشنة جيل كامل... ومع ذلك تطوعت قيادات في (النهضة) في البداية للدفاع عنها، ولكن بعد الانتقادات الشعبية القوية لهذه المواقف اضطرت إلى إصدار بيان لإدانة الواقعة».
وقلل من شأن الحديث عن محاولات التوظيف السياسي في اتهامات تورط «النهضة» في الاغتيالات السياسية، ولفت إلى أن الأمر الذي يتعين التركيز عليه هو مدى صحة هذه الاتهامات. وأوضح: «كل المؤسسات القضائية والتنفيذية تُجري تحقيقات حول هذه الاتهامات، بما في ذلك مجلس الأمن القومي، برئاسة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي... بالطبع (النهضة) تدّعي أن السبسي يحاول استغلال سلطاته والسعي إلى تشويهها... ونرى أنه بفرض أن لدى السبسي نيات خاصة، فالأهم هو مدى جدية هذه الاتهامات».
وحمّل الهمامي، الذي يشغل موقع الأمين العام لحزب العمال، الصراع السياسي بين أطراف الحكم، مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. وتابع: «كل أزمات بلادنا حالياً سببها الصراع السياسي المتعفن على كراسي السلطة بين أطراف الحكم، أي بين (النداء) ومعه مؤسسة الرئاسة، و(النهضة)، وأخيراً الشاهد؛ فكل طرف يسعى إلى توسيع سيطرته على أجهزة الدولة ليكون هو الفائز بانتخابات 2019».
ورأى الهمامي أنه «من المبكر الحديث عن قدرة أي طرف على حسم المعركة الانتخابية لصالحه، خصوصاً مع وجود تطورات يومية وانعكاسات دولية وإقليمية على المعركة».
واتهم الهمامي الشاهد باستخدام ما وصفه بـ«الأساليب غير الشرعية والقذرة للضغط على وسائل الإعلام وتوظيفها لصالحه بالانتخابات عبر ترهيبهم، إما بالأجهزة الأمنية وإما بالمنظومة الجبائية». وقال: «لم يُدلِ الشاهد بأي تصريح حول ملف التنظيم السري لـ(النهضة) رغم تفجره شعبياً وإعلامياً، وطبعاً هذا يأتي في إطار استمرار المصالح المتبادلة بين الجانبين... ولكن هذه العلاقة أشبه بتحالف الثعالب لكونها بين طرفين محتالين... ومع تضارب المصالح مع اقتراب الانتخابات نتوقع تفكك أواصر هذا التحالف... فالشاهد ينوي الترشح للرئاسيات، وهناك أحاديث عن احتمالية ترشح الغنوشي أيضاً».
«التكتل الديمقراطي» التونسي يقاطع الانتخابات الرئاسية
تونس: المنجي السعيداني
أعلن «حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» المعارض، عن مقاطعته الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد إلياس الفخفاخ، القيادي، خلال اجتماع عقد الأحد في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية تحت شعار «تونس في حاجة إلى أحزاب المبادئ والبرامج»، عدم تقديم مرشح إلى الانتخابات الرئاسية التونسية التي تجري خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الحالية. وأضاف الفخفاخ أن الحزب سيدعم في المقابل مرشح «العائلة الديمقراطية» (الأحزاب الوسطية) على حد تعبيره.
وشنّ الاتحاد العام التونسي للشغل هجوماً غير مسبوق على رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، واتّهمه بمحاولة استغلال النجاح في التوصل إلى إنهاء أزمة التعليم الثانوي، «لغايات سياسية». وأعلنت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، السبت عن «انزعاجها» واستغرابها، من «تصريح مفاجئ لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حول انفراج أزمة التعليم الثانوي».
ولفتت قيادة اتحاد الشغل التونسي، وهو أكبر منظمة نقابية في البلاد، إلى أنه يُفهم من التصريح وجود تدخّل من رئيس «النهضة» راشد الغنوشي في حلّ أزمة التعليم الثانوي، مكذّباً ذلك، ومشدّداً على أنّ «المفاوضات جرت رأساً مع الحكومة التونسية دون سواها». واعتبر اتحاد الشغل، في بيان نشره على صفحته الرسمية، بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «عدا ذلك ليس إلا محاولة يائسة للركوب على الأحداث وافتعال مبادرات لا أساس لها من الصحّة».
وأعلنت «الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي» بالاتحاد العام التونسي للشغل، السبت، عن قبول مقترحات حكومية جديدة، بما يتيح إنهاء أزمة التعليم الثانوي المتواصلة منذ أشهر.
وقال الكاتب العام للفرع الجامعي للتعليم الثانوي بتونس، منير خير الدين، في تصريح صحافي بعد اجتماع الهيئة الإدارية، إنه تم الاتفاق على تعديل 4 نقاط، منها المقترح المتعلق بالتقاعد في سن 57 وتوسيع قاعدة التأمين الصحي.
كما نصّ الاتفاق على إقرار منحة جديدة تسمى «منحة الاستمرار لنظّار ومديري مؤسسات التعليم الثانوي، وإدراج (المنحة الخصوصية) ضمن الراتب الأساسي، ابتداء من سنة 2021، مع إقرار زيادة 20 في المائة في ميزانية المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية»، وفق خير الدين.
وأوضح عضو الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي نبيل الحمروني، أن منحة الاستمرار للنظّار والمديرين التي تم إقرارها لا تقل قيمتها عن 50 ديناراً (نحو 20 دولاراً)، مشيراً إلى أنه سيتم تحويل 75 في المائة من منحة العودة المدرسية، بعنوان أجر الشهر 13، بداية من يناير (كانون الثاني) 2019. فيما أكد الاتحاد التونسي للشغل في تدوينة نشرها منذ قليل على صفحته الرسمية على «فيسبوك» أنه «أمام التصريح المفاجئ لرئيس حركة النهضة، بما يفهم منه تدخله في حل أزمة التعليم الثانوي، فإن المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل يعبر عن استغرابه من هذا الادعاء، ويؤكد أن المفاوضات جرت رأساً مع الحكومة دون سواها». وتابع اتحاد الشغل: «ما عدا ذلك ليس إلا محاولة يائسة للركوب على الأحداث وافتعال مبادرات لا أساس لها من الصحة». وفق نص التدوينة.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة