السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: شباط ٣, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
الحريري يشدّد على ضرورة اتخاذ قرارات صعبة في لبنان
باسيل: كرسّنا المناصفة وسننزل إلى الشارع إذا عرقلنا وكرامي يرد: المناصفة كرّسها "الطائف" والعدّ ليس لمصلحتك
بيروت - غالب أشمر
بالتقاطها الصورة الرسمية التذكارية الأولى في حديقة الرؤساء في قصر بعبدا بمشاركة رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، أكملت الحكومة اللبنانية الجديدة أمس مواصفاتها القانونية، والتأم بعدها مجلس الوزراء في جلسته الأولى، وشكل لجنة صوغ البيان الوزاري الذي طمأن بري لدى مغادرته القصر «ان البيان الوزاري سينجز في خلال اسبوع».

وفيما حرص رئيس الجمهورية خلال الجلسة على بث الاطمئنان بان «المرحلة المقبلة ستكون افضل بكثير من المرحلة السابقة، لا سيما في ما خص الوضع المالي الذي يجب ان نكون متنبهين عن الحديث عنه، وان يتولى ذلك اهل الاختصاص»، شدد رئيس الحكومة في المقابل على «ان التضامن الحكومي أساس... وضرورة ترك خلافاتنا خارج مجلس الوزراء لمواجهة التحديات الصعبة».

وبعد إنتهاء الجلسة، أدلى وزير الاعلام جمال الجراح ببيان اشار فيه الى ان في مستهل الجلسة، رحب رئيس الجمهورية بالوزراء، ولا سيما السيدات منهم، متمنيا ان تضم الحكومة المقبلة وزيرات اكثر حتى تحقيق المناصفة، لافتا الى ان «ان الشعب اللبناني ينتظر منا الكثير، لأن المطلوب هو كثير، خصوصا بعد الازمة التي مررنا بها أخيرا».

واضاف: «نحن اليوم في حكومة وحدة وطنية يجب ان تبقى متضامنة لتحقيق مشاريع عدة لها الاولوية والاهمية مثل الكهرباء المهمة جدا للمواطنين، والموازنة ايضا. وكي نباشر العمل سريعا لا بد من اقرار البيان الوزاري بسرعة، لأن الوقت يفرض علينا ان نعمل بسرعة لنعوض ما فات». وقال: «امامنا تحديات كثيرة، ويجب العمل بجدية واحترام الوقت»، مؤكدا «ان اللبنانيين ينتظرون منا الكثير».

ثم تحدث الرئيس الحريري فرحب بالوزراء، وقال: «إن الوقت الآن هو وقت العمل. امامنا تحديات كثيرة علينا مواجهتها. نحن حكومة وحدة وطنية من عدة افرقاء سياسيين، والتضامن الحكومي هو الاساس. الخلافات السياسية تكلف الدولة، والتضامن هو الطريقة الوحيدة لمواجهة التحديات».

واضاف: «هناك قرارات صعبة في كل المجالات يجب ان نتخذها، لا سيما تطوير القوانين والحد من الهدر والفساد. كذلك امامنا تحديات اقليمية صعبة ويجب ان نواجهها متحدين. ان هدفنا هو مصلحة المواطن اللبناني وخلافاتنا يجب ان تبقى خارج مجلس الوزراء، لا سيما واننا امام ملفات مهمة مثل الكهرباء والموازنة والمياه والطرق والصناعة والزراعة والعمل، والقوى الامنية، وقوى الامن...». وتمنى «التعاون الكبير لأنه بتعاوننا ننهض بالبلاد، وامامنا فرصة كبيرة لتحقيق ذلك».

وعلى الاثر، شكل مجلس الوزراء لجنة لصياغة البيان الوزاري برئاسة الرئيس الحريري، وعضوية الوزراء: اكرم شهيب، علي حسن خليل، محمد فنيش، سليم جريصاتي، جمال الجراح، يوسف فنيانوس، منصور بطيش، مي شدياق، وصالح الغريب. وستعقد اول اجتماع لها يوم الاثنين المقبل في السراي الكبيرة».

حوار

ثم دار حوار بين وزير الاعلام والصحافيين، فسئل عن مسودة البيان الوزاري وعما اذا كان هناك اتفاق على الفقرة المتعلقة بموضوع العلاقة مع سورية، فاجاب: «هذه مسودة البيان السابق سيتم النقاش فيها، والاستعانة بهال اصدار البيان الوزاري. ويجب ان يصدر خلال اسبوع، ونذهب الى المجلس النيابي لنيل الثقة بالحكومة وبدء العمل فورا».

وعن معادلة «الشعب والجيش والمقاومة»، وعما اذا كانت ستدرج في البيان وكيفية ذلك، اجاب: «هذا الامر متروك للجنة لبحثه واتخاذ القرار في شأنه. لا اعتقد ان هناك خلافات جوهرية حول البيان الوزاري، لأن روحيته اهدافها معروفة».

وعما اذا كان البيان سيعتمد عبارة «النأي بالنفس» ام لا، اجاب: «عندما اتخذت الحكومة مبدأ النأي بالنفس، كان الامر مصلحة لبنانية عليا تقتضي النأي بأنفسنا عن مشاكل المنطقة وعن النيران المشتعلة فيها. الآن هناك حكومة جديدة، واعتقد، من دون ان استبق قرارات اللجنة الوزارية، ان مصلحة لبنان الدائمة هي ان يكون بمنأى عن الحرائق الموجودة في المنطقة، ونمنع امتدادها الى الداخل اللبناني لأن وضعنا لا يحتمل جلب مشاكل الآخرين الى لبنان».

وعن الرد على مخاوف الولايات المتحدة الاميركية بخصوص بعض الوزارات، اجاب: «هذه مسألة لبنانية بحتة يقررها المجلس النيابي، ويقررها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. نحن نرى اين هي المصلحة اللبنانية ونعمل وفق مصلحة لبنان واللبنانيين».

اجتماع ثلاثي

وكان الوزراء وصلوا تباعا الى قصر بعبدا، ابتداء من العاشرة قبل الظهر، ثم وصل بري، حيث اجتمع مع عون في مكتبه قبل أن ينضم إليهما الحريري، حيث تحول الاجتماع الى ثلاثي. وعند الحادية عشرة والنصف، إنتقل الرؤساء الثلاثة يرافقهم الوزراء الى حديقة الرؤساء في القصر، حيث تم إلتقاط الصورة الرسمية التذكارية للحكومة الجديدة.

الحريري ينتقل الى السراي:"لا بنود خلافية في البيان الوزاري... سنعتمد النص السابق" والموقف الأميركي من "الصحة" لا يُحرجنا

أمل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري "في ان يشهد مجلس الوزراء تعاونا كبيراً وان يكون متضامنا في اتخاذ القرارات المهمة المطلوبة"

وتوقع في دردشة مع الصحافيين بعد انتقاله الى السراي الكبيرة "اقرار البيان الوزاري بسرعة"، نافيا "ان تكون هناك بنود خلافية فيه، لكنه سيكون مشابها للبيان الوزاري للحكومة السابقة وسيتضمن كل الاصلاحات الضرورية المطلوبة، في مؤتمر "سيدر" وغيرها". واعتبر "ان اكبر مشكلة تواجهها الدولة هي مبلغ البليوني دولار الذي يُصرف على الكهرباء حاليا وعلينا ان نبذل ما في وسعنا لتقليص عجز الموازنة بنسبة واحد في المئة من نسبة العجز الى الناتج المحلي خلال السنوات الخمس المقبلة لارساء الاستقرار المالي".

والى اي مدى ستنتقل الاشكالات التي سبقت تشكيل الحكومة الى داخلها؟ اجاب: "الوضع في البلد لا يسمح ان نتوقف عند المشاكل الموجودة بين الاحزاب. بالطبع هناك منافسة حزبية وهي مشروعة، لكن من غير المشروع ضرب مصالح الناس بسبب خلافات سياسية. لقد تألّفت الحكومة الان واستغرق تشكيلها وقتا هذا صحيح، لكن هذا الامر قد يكون طبيعيا بعد مرحلة شهدت غيابا للانتخابات النيابية على مدى تسعة اعوام وبرأيي اننا سنشهد تعاونا كبيراً ومجلس الوزراء سيكون متضامنا في ما بينه وان شاء الله يدرك الوزراء ان التحديات كبيرة وان ليس بامكاننا اضاعة الوقت ولا حتى يوم واحد".

ولفت الحريري الى ان مسودة البيان الوزاري جهّزت، وهم يطلعون عليها الان واظن ان يوم الاثنين او الثلثاء يجب ان ننتهي من هذا الموضوع بسرعة".

وبما في ذلك البنود الخلافية ومسألة السلاح؟ قال: "لا توجد بنود خلافية، هناك النص الذي كان موجوداً في السابق سنعتمده وسنضع في البيان ايضا كل الاصلاحات".

وعن ابرز التحديات التي ستواجهونها في الحكومة، اجاب: "موضوع اقرار الموازنة. اكبر مشكلة نواجهها اليوم هي مبلغ البليوني دولار الذي يصرف على الكهرباء وهو ليس هدراً كما يعتقد البعض لان الهدر الحقيقي ان لا نقوم بمعالجة هذا الموضوع وحله بإنشاء معامل في سلعاتا والزهراني والجية كما فعلنا في دير عمار".

وعن موقفه ازاء قرار الخارجية الاميركية الاخير المتعلق بوزارة الصحة، اجاب: "هذا القرار تبلغناه منذ زمن وصدر في مناسبات عدة".

وعندما قيل له كيف سيطبق الموقف الاميركي على الارض، وهل يشكّل احراجا؟ اجاب: "كلا، لا يُسبّب احراجا وهذا الكلام يندرج في اطار الكلام الذي يقولونه دائما عن "حزب الله". لديهم قوانين صدرت في هذا الاطار ولا اظن ان "حزب الله" او نحن او اي احد سيسخّر وزارته لحساب حزبه السياسي. هناك الكثير من الوزارات التي تسلمتها احزاب، فهل هذا يعني انها ستصبح حكراً عليها؟ فالوزير هو وزير لكل لبنان ولكل اللبنانيين ووزير الصحة قال هذا الكلام في اول كلام له بعد تسلمه الوزارة".

وعما اذا كان يتخوف على المساعدات الدولية لوزارة الصحة، اجاب: "لا اظن، فاذا كانت الامور واضحة وشفافة وسارت على الطرق التي نعمل بها في وزارة الصحة وفي كل الوزارات فلن يواجه احد اية مشكلة. وما دام المواطن هو الذي يستفيد من هذه الوزارة فلماذا يعترض احد على ذلك؟ المواطن اللبناني الذي يعاني مرضا مستعص هو مواطن لبناني الى اي حزب انتمى".

وعن صحة الودائع الجديدة للبنان قال: "لننتهي اولا من صياغة البيان الوزاري الذي يُشكّل اولوية عندي. كل الاصلاحات التي نص عليها مؤتمر "سيدر" اضافة الى اصلاحات اخرى واقرار موازنات جديدة بدءاً من العام 2019 وما بعده خلال السنوات الخمس المقبلة وتقليص نسبة العجز من الناتج المحلي واحد في المئة، يُشكّل اساسا لارساء الاستقرار المالي في البلد، لان لا يمكننا ان نكمل بالطريقة الحالية".

وعما اذا ستكون هناك قرارات قاسية، اجاب: "القرارات القاسية ليست قاسية، نحن نواجه ازمة لان الواردات اقل من المداخيل، وهذا ما يسبب عجزاً، علينا اتخاذ قرارات وبالطبع لن تكون ابدية، بل استثنائية وموقتة بسبب الازمة التي تعترضنا".

واعتبر الحريري "ان الفساد ليس له طائفة"، موضحاً "ان سبب الغاء وزارة مكافحة الفساد لان اصبح لدينا قانون لمكافحة الفساد ولحماية الذي يوشي عن الفاسد، وفي مجلس النواب سيتم اقرار قانون انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وفي كل دول العالم لديها مثل هيئات كهذه، انما المشكلة عندنا اننا نقوم بإنشاء الهيئات دون تفعيلها".

وكان الرئيس الحريري وصل الى السراي الكبيرة ظهراً، حيث اقيم له استقبال رسمي في الباحة الخارجية. وبعدما عزفت له موسيقى قوى الامن الداخلي ترحيبا، استعرض ثلة من حرس رئاسة الحكومة يتقدمهم قائد السرية الرائد محمد برجاوي، ثم صافح كبار موظفي رئاسة الحكومة والمستشارين يتقدمهم الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل. وانتقل بعد ذلك الى مكتبه واستقبل المهنئين والصحافيين المعتمدين في رئاسة الحكومة والتقط معهم الصور التذكارية، ثم استقبل وزير الاعلام جمال الجراح.

جنبلاط يغّرد ساخرا: الفساد انتهى بسحر ساحر

علّق رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب والوزير السابق وليد جنبلاط عبر تويتر ساخرًا، فقال: "وكي لا نعكر صفو المسؤولين نهار الاحد بعد عناء التأليف يبدو ان الفساد انتهى بسحر ساحر فأزيلت الوزارة بشخطة قلم وساد القانون، ونفس الشي حدث لوزارة حقوق الانسان فإن الامور يبدو على ما يرام في السجون والنظارات وان أخبار التعذيب اثناء التحقيق محض اشاعات وإفتراء .have a nice Sunday"

السنيورة دعا "حزب الله" إلى التبصر والهدوء وحض على التزام 7 مبادئ لاستعادة الثقة

قال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن ما ينبغي على الحكومة الجديدة أن تقوم به هو أن تحرص على تضامنها ووحدتها في مواجهة المشكلات التي عليها أن تجد حلولاً سريعة لها.

واعتبر السنيورة في حديث إلى قناة "دي ام سي نيوز" من القاهرة أن من أهم تلك المشكلات ليس فقط المشكلة الاقتصادية والمالية، والتي هي بنظري مشكلة كبيرة، ولكن أيضاً في استعادة ثقة المواطن بالدولة اللبنانية الوطنية التي جرى إفشالها. ورأى أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار في معالجة الأمور عن طريق استعمال المراهم. انتهت تلك الفترة وهذا ما أشار إليه أيضاً دولة رئيس الحكومة سعد الحريري عندما قدم حكومته الجديدة.

أضاف: "الذي نحتاجه هو أن يقوم كل وزير بمسؤوليته على أكمل وجه، ويجب أن يعطي كل وزير بأدائه الحسن النموذج لجميع اللبنانيين بأنه يحترم مصلحة الدولة اللبنانية والدستور والقوانين، وعلى كل وزير أن يتعاون مع زملائه الوزراء ومع رئيس الحكومة حسب الدستور... وأشار إلى "الانحسار في الثقة بين المواطنين اللبنانيين وبين الدولة اللبنانية والسياسيين، الذي تراكم وتفاقم على مدى فترة طويلة من عدم القيام بالإصلاحات الصحيحة لأجل معالجة المشكلات التي تجمعت وتعقدت وإلى الترهل والانحلال الذي أصاب الدولة".

وشدد السنيورة على على أهمية العودة إلى 7 مبادئ أولها إعادة الاعتبار الى اتفاق الطائف، والدستور، بعد أن سمعنا عدداً من المسؤولين يقولون إنهم يقومون بتعديل الدستور عن طريق الممارسة، وياللعجب". كما دعا إلى العودة الى احترام القوانين الصادرة عن المجلس النيابي، والدولة بوجودها وسلطتها المنفردة على كامل الأراضي اللبنانية، واحترام استقلالية القضاء، واحترام الشرعية العربية بكون الدول العربية تمثل بعد لبنان العربي، وحيث تكمن أسواقنا وتتركز مصالح لبنان.

وطالب السنيورة بالعودة إلى احترام الشرعية الدولية المتمثلة بالقرارات الدولية ومن ضمنها القرار 1701. وختم بالدعوة إلى التزام قواعد الجدارة والكفاءة في تسلم المسؤوليات في المناصب العامة.

وذكر السنيورة أن "ردود الفعل حول تأليف الحكومة من المجتمع العربي والمجتمع الدولي ليس إلاّ تعبيراً عن الأمل بالحكومة، وهذا أمر جيد"، مطالبا الحكومة بأن تعمل على استعادة الثقة الداخلية والخارجية.

وعن الموقف الأميركي من مشاركة "حزب الله" في الحكومة قال إن "هذا هو موقفها، لكن هذا الأمر يتطلب من حزب الله الذي يمثل شريحة من اللبنانيين وموجود في الحكومة أن يتبصر ويحافظ على هدوئه وتصرفه بشكل سليم وأن يلتزم بمصلحة لبنان واللبنانيين وليس أي طرف خارجي".

ودعا رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أثناء استقباله وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني، إلى أن يكون الشعار الذي اطلقه الرئيس سعد الحريري غداة تشكيل الحكومة "إلى العمل" شعارا لكل التيارات السياسية الأخرى لأن الوقت ليس في صالح احد، وهناك 9 اشهر أهدرت ما يتطلب مضاعفة الجهود من أجل تحقيق آمال اللبنانيين وتطلعاتهم .

وتمنى" أن يعمل الوزراء من كل الكتل النيابية كفريق واحد على طاولة مجلس الوزراء للقيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم". وإذ تمنى للحكومة التوفيق قال: "نحن لن نكون معارضة أو موالاة بالمطلق بل سنعمل وفق المصلحة الوطنية التي نضعها فوق كل اعتبار".

جعجع: سننتشل الدولة من براثن الفساد والصفقات وسنقف ضد زيارة باسيل الى سورية بالمطلق

فنّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اسباب قبول الحزب بحصة وزارية وحقائب لا تتناسب وحجم تمثيله الشعبي فقال لـ"المركزية": "لاننا لا نشبه الطبقة السياسية الموجودة، ندفع الثمن دائما، فإما نتصرف كما فعلنا انسجاماً مع نظرتنا للمصلحة الوطنية العليا ومقتضيات المرحلة الحساسة التي توجب على الجميع تقديم تنازلات او ننتقل الى موقع المتفرج، وننأى بأنفسنا عن مهمة انقاذ الوطن".

"ولاننا لا نشبه هذه الطبقة السياسية"، يضيف جعجع: "ندفع ثمن مواقفنا مشاريع عداوة مع بعض القوى السياسية التي تمضي في المقاربات الخاطئة ازاء الملفات الحساسة، من السياسة الى الاقتصاد وسائر القضايا التي نتطلع الى انتشالها من براثن الفساد والمشاريع المشبوهة والصفقات بإصرارنا على عبورها من معبر المؤسسات الدستورية الالزامي، وليس ما يثنينا عن هذا الخيار مهما اشتدت المواجهة". بيد ان تجربة الاشهر التسعة المريرة التي دفعت البلاد الى الهاوية السحيقة، لا بد ان تكون فعلت فعلها لدى جميع القوى السياسية لناحية تهيّب الموقف ودقة المرحلة ووجوب التعاطي معها بعقلية مختلفة عن تلك التي سادت في حكومة "استعادة الثقة" التي تحولت الى حلبة مصارعة حول بعض الملفات وابرزها الكهرباء".

ولفت جعجع الى أن "الى جانب الخطر الاستراتيجي الموجود على الدولة ثمة خطر قد يكون أشدّ وقعا يمثله الفساد المتجذر في داخلها، ومواجهته واجب وطني سنقود حملة شرسة للقضاء عليه، فحيث نشتم رائحة فساد سنقف بالمرصاد". وقال: "في الحكومة السابقة كلفنا موقفنا من ملف الكهرباء عداوة مع الكثير من الاطراف السياسيين تظهرت مفاعيلها في الانتخابات النيابية وتحالفاتها ومحاولات اقصائنا الا ان الارادة الشعبية قدّرت وعوضت ومنحتنا ثقة نفتخر بها. في هذا الاتجاه سنمضي من دون هوادة من دون مسايرة او تغطية. لا نعارض افرقاء سياسيين في اي موقع كانوا، بل مواضيع تختزن فسادا في مضمونها. نحن حاجة لهم لكن لا يقتربون منا كثيرا لاننا نعطل مشاريعهم الخارجة على القانون ومنطق الدولة. سنتفشى كبقعة الزيت لنكون تجربة صالحة تحدث التغيير المطلوب".

وعن كيفية تحييد لبنان الدولة عن المواجهة بين واشنطن و"حزب الله" والتحذيرات التي وُجهت للحكومة ازاء التعاطي مع حقائب الحزب، يؤكد جعجع "اننا نأخذ كل التحذيرات الدولية في الاعتبار، فلبنان ليس جزيرة معزولة، لكن الاهم ان لبنان بلدنا ولا يقوم بلد في ظل الاعوجاج وفي موازاة دويلة تملك قوة السلاح والقرار وهامش التحرك بعيدا من الدولة. والاهم ايضا صِدقنا مع انفسنا لجهة ان لم يعد من مجال لاستمرار حزب الله كما هي الحال راهنا، لا دولة فعلية تبلغ مداها الاقصى بوجود دولة رديفة. هذا ايماننا وهذه قناعاتنا وقضيتنا التي نحملها في كل المؤسسات الدستورية".

واعتبر جعجع أن "الطريقة الوحيدة لتحصين لبنان في مواجهة التحديات، ان تتمثل في اتاحة المجال لقيام دولة فعلية تملك وحدها القرار الاستراتيجي العسكري والامني وتسهر بكل ما للكلمة من معنى على تطبيق سياسة النأي بالنفس، هذا ما سيجتهد وزراء القوات في تأكيده في جلسات مجلس الوزراء كافة، وهذا ايضا باعتقادي موقف رئيس الحكومة سعد الحريري وفرقاء كثيرين غيره، على امل ان يؤكد البيان الوزاري على هذا المنحى، ولا استبعد ان يكون حزب الله في موقع تقدير دقة الوضع ومدى خطورته".

واذ اكد جعجع، أن "علاقتنا مع الرئيس ميشال عون ترتكز الى الموقع مع رئاسة الجمهورية، اما العلاقة مع الوزير جبران باسيل فعلاقة مع رئيس حزب يتحكم بها التلاقي او عدمه في المواقف الداخلية والخارجية، كموقفه مثلا من محاولة اعادة سورية الى الجامعة العربية والحماسة الزائدة في هذا الاتجاه. وهنا اسأل اي سورية يعيدون الى الجامعة سورية ايران ام سورية روسيا، ان نصف سورية خارجها والنصف الاخر في المعارضة فما الذي يبقى من سورية؟ اما زيارة الوزير باسيل الى سورية اذا ما تقررت فنقف ضدها بالمطلق".

باسيل: كرسّنا المناصفة وسننزل إلى الشارع إذا عرقلنا وكرامي يرد: المناصفة كرّسها "الطائف" والعدّ ليس لمصلحتك

أجرى رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في مؤتمر صحافي عقده في مقر التيار في حضور وزراء تكتل "لبنان القوي" بمن فيهم وزير "اللقاء التشاوري" حسن عبد الرحيم مراد، جردة حساب لمرحلة الاشهر التسعة ما قبل ولادة الحكومة بنجاحاتها واخفاقاتها، والمكاسب والخسائر التي انتهى إليها مسار التأليف.

وفي خطوة كشف باسيل عن نهج جديد في تحمل المسؤوليات لعل ابرز ما فيه اعلانه عن وضع استقالات وزراء الحزب في عهدة رئيس الجمهورية تمهيدا للمحاسبة على اي تقصير محتمل. وكاشفا عن اتفاق مع الرئيسين مشال عون وسعد الحريري على أن أي فريق يريد أن يغير وزيرا يستطيع ذلك".، وعن اتفاق آخر ينص على إقفال وزاة المهجرين في عهد هذه الحكومة".

وأكد "باسيل "أننا معنيون بالكلام عن حقيقة الأمور التي حصلت مع شكر الرئيس عون والرئيس الحريري للجهود التي بذلاها لولادة الحكومة، وكل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا السبيل".

وإذ أعلن أن التأليف صار وراءنا، أعلن "أن من حق اللبنانيين علينا أن يعرفوا ما حققناه ولم نحققه وما منعناه لأخذ الدروس اللازمة لوقف هدر الوقت". وقال: "في ما يتعلق بما لم نحققه: على مستوى التيار لم نستطع أن نأخذ لا المال والداخلية، علما أننا لم نتخل عنهما لكننا تساهلنا في هذا الشأن وندعو إلى المداورة في الوزارات والمذاهب والطوائف في الوزارات، لا سيما السيادية منها".

أما في ما يتعلق بما يعتبر التيار أنه منع حصوله في خلال المفاوضات، فأعلن باسيل أنه يكمن أولا في "أننا منعنا إنهيار البلد اقتصاديا في وقت كان البعض يقول إن لا مشكلة في انهيار البلد في عهد ميشال عون، وهذا كان هدفاً، لا سيما في خلال أسبوع صعب شهد تصريحات مالية، ولامست خلاله الأسواق الانهيار قبل أن تتم عملية الانقاذ في اجتماع بعبدا بمبادرة من رئيس الجمهورية، وصولا إلى إعلان قطر عن استعدادها للاكتتاب بالسندات اللبنانية".

وأضاف: "منعنا عدم تأليف الحكومة، وهو ما كان هدفا أيضا، لأن البعض اعتبر أن لا مشكلة إذا مر عهد عون بلا حكومة"، مذكرا في السياق نفسه بأننا "منعنا محاولة لمنع الرئيس من لعب دوره في التشكيل، وحتى إعطاء رأيه، بدليل الضجيج الذي عن أن دور الرئيس يقتصر على توقيع المراسيم. لكن الدور الذي لعبه الرئيس مباشرة أو غير مباشرة أدى إلى تشكيل الحكومة التي تألفت بمزج 2 من الحلول الـ5 التي قدمناها لأنها تؤمن المطلوب". وشدد على أن" الرئيس ليس باش كاتب بل شريك أساسي وصانع الحكومات بالتعاون مع رئيس الحكومة، وهذه صلاحية فعلية، ليس الرئيس ميشال عون من يتخلى عنها".

وأعلن أن "كانت هناك محاولة لمنع الرئيس من الحصول على حصته وهذه سابقة صارت عرفا وهذا الكلام لم يكن طائفي بل قاله مسلمون ومسيحيون. ونحن اليوم ثبتنا حصة الرئيس في حكومة من 30".

وتحدث باسيل أيضا عن منع الرئيس وفريقه من الحصول على الثلث المعطل، "مذكرا بأننا قلنا إنه ليس هدفنا وهو لن يغير شيئا في هذه الحكومة، بل هو نتيجة ما نستحقه من تمثيل كتكتل نيابي مع رئيس الجمهورية. لكن فكرة أن تتاح لهم قدرة التعطيل، أسقطناها لأن ممنوع وضع موانع على رئيس الجمهورية وفريقه من هذا النوع".

"المناصفة في الحكومة تحققت... و"طابشة"

أما عما حققه التيار في مفاوضات التشكيل، فأعلن باسيل أن "للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق الطائف، تحققت المناصفة الفعلية في الحكومة و"طابشة"، مشددا على أن المطلوب أن تكون المناصفة الفعلية محترمة".

"لن نقبل بتكريس "المالية" والداخلية" لطائفتين معينتين"

وزاد: "حققنا التنوع السياسي في تمثيل الطوائف، لا سيما عند السنة والدروز وذلك بفعل التمثيل الحقيقي نتيجة القانون النسبي لأن الأحاديات في الطوائف مضرة في بلد كلبنان، وهذا أمر أتى في محاولة رفض نتائج الانتخابات في الجبل".

وتابع: "حققنا التوازن في الوزارات، لأنه ليس أمرا بسيطا أن لا يتمكن فريق رئيس الجمهورية من أخذ المالية والداخلية على مدى سنوات ولا يمكن أن نقبل بأن تكرس هاتان الوزارتان لطائفتين معينتين ونسكت. وتم التعويض عن ذلك في توزيع الحقائب إلى حين اعتماد المداورة في الوزارات".

وقال: "عززنا علاقتنا مع حزب الله، واليوم نعزز عملنا الحكومي من خلال الوزير مراد، الذي وإن كنا نحن من اختاره، فإن الغطاء السياسي له معروف وهذا يسمح بمزيد من التعاون مع حزب الله واللقاء التشاوري في عمل حكومي مشترك عبر وزير مشترك، وهذا يعزز التفاهم لنعتاد أن نصوت معا وننجح سويا للبلد".

واضاف: "أما مع المستقبل، فاننا مررنا بالكثير في التأليف. لكن من خلال وزير مشترك نستطيع أن نعزز العمل، وإذا كان هو من اختاره، فإن الرعاية ستكون كاملة من جانب الرئيسين عون والحريري وفي التكتل، وسنجد آليات عمل وتنسيق يتيح لنا وللمستقبل تقديم نتيجة أفضل في العمل الحكومي".

"سنغير طريقة التعاطي مع ملف النازحين"

وإذ اعترف أن "العلاقة مع القوات خدشت، أعلن أن "المصالحة بقيت ونريد تعزيز العلاقة والعمل الحكومي من خلال وزير مشترك لهدف مزيد من التعاون، علما أن لنا نية للعودة إلى روحية تفاهم معراب لنطبقه في العمل الحكومي لنجد آلية التنسيق المشترك التي وضعناها في اتفاق معراب".

وفي معرض الكلام عن الانتظارات من الحكومة، ذكّر باسيل أن" في الحكومة السابقة، أنجز الكثير في مجال الميثاقية والاستقلال وقانون الانتخاب والمناصفة والشراكة وتحرير الأرض"، لافتا إلى أن "ما ينتظر من هذه الحكومة هو الانتاجية لاسيما في مجالات الاقتصاد والفساد والنزوح، لا سيما أن في مجال الاقتصاد لدينا ماكينزي وسيدر. وفي محاربة الفساد لن يصدقنا الناس إن لم نقتح ملفات كبيرة ويسجن أناس وهنا مسؤوليتنا بوجود وزيري العدل وشؤون رئاسة الجمهورية. وفي مجال عودة النازحين بسياسة حكومية واضحة". واعتبر أن "حصول التكتل على وزارة شؤون النازحين مؤشر إلى تغيير في طريقة التعاطي مع الملف". وشدد على "أن وزير النازحين يتكلم مع المجتمع الدولي ومع الحكومة السورية، ويعرف لغة الاثنين ونحن نريد عودة النازحين، وإلا سننزل نحن وإياهم إلى الشارع".

"100 يوم لقياس النجاح... وإلا الشارع

واشار إلى أن "يجب أن نضع لأنفسنا وللحكومة والبلد فترة 100 يوم لقياس النجاح لأن البلد لم يعد يحتمل والناس خائفون وهذا حقهم. غير أن الخلاقات في الحكومة أمر طبيعي. ولكن إذا وجدنا عرقلة متعمدة لن نسكت وسننزل إلى الشارع، لن نكون السلطة وسنكون الممانعة للفساد، والمقاومة لكل ما هو باطل، أيا كان موقعنا. ما حصلناه ليس لرئيس الجمهورية أو لجبران باسيل هو للموقع وهذا يجب أن يكون قد تكرس ونتطلع إلى النجاح". وقال: "سنرقص "تانغو" مع الجميع لكن اذا رقصنا مع احدهم لا يعني اننا نخون او نطعن الاخرين".

...وكرامي يرد: نأمل عدم تحويله مسرحا للرقص على أشلاء الوطن

وسرعان ما رد عضو كتلة "اللقاء التشاوري" النائب فيصل كرامي قائلا: "لنذهب إلى العمل من دون كيديات وأحقاد ومن دون أداء مفرط في الشخصانية"، مُتوجّهاً إلى باسيل "تعال نعدّ معاً" أي نعدّ الإنجازات والمشاريع والإصلاحات فهذا هو العدّ الذي ينتظره اللبنانيون من هذه الحكومة، ونأمل عدم تحويل لبنان إلى مسرح Tango للرقص على أشلاء الوطن". واعتبر"ان الحكومة تألّفت ونزاعات ما قبل التأليف انطوت، فلماذا يصرّ الوزير باسيل على إعادة إحياء هذه النزاعات ومقاربتها للإيحاء بأنّه المنتصر"؟ قائلاً: "إذا كان المنتصر لبنان، فلبنان ليس جبران باسيل وعليه أن ينتبه جيّداً إلى هذه النقطة من الآن فصاعداً".

ولفت، إلى "ان اذا كان باسيل يريد إرضاء جمهوره وتقديم انتصار وهمي، عندها لنضع "نقطة عالسطر"، مضيفاً: "اما بالنسبة إلى الوزير حسن مراد فهو حضر اليوم المؤتمر الصحافي لـ"لبنان القويّ" بصفته ممثّلاً لـ"اللقاء التشاوري" ونرجو ألاّ يعمل باسيل على احراج مراد عبر تسميته عضواًً في التكتل فهو ليس عضواًً وهذا الأمر سبق وأعلنه لمرّتين وأكثر".

وتابع "نكرّر أننا منفتحون على التعاون، لكن حتى اللحظة لا يبشّر أداء باسيل بأنّ هذا التعاون سيكون مثمراً على المستوى الحكومي والوطني لأننا نعترض بشدّة على إطلاقه برنامج عمل حكومي يخصّ "التيار الوطني الحر"، مانحاً لنفسه الحقّ في ممارسة دور مجلس الوزراء مجتمعاً والحق بأن يكون الناطق بإسم الحكومة، هذا الحق الذي لا يمتلكه إلاّ رئيس الحكومة".

وسأل كرامي "اين مفتي الجمهورية وأين رؤساء الحكومات السابقين وأين الغيارى على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء أمام هذا الأداء غير المسبوق والذي يُسيئ إلى الحكومة ككلّ؟". ورأى أنّه "إذا كان جبران باسيل مُصرّاً على العدّ فنصيحتي له أن العدّ ليس لمصلحته، كما أذكّره بأنه إذا مُصرّاً على أنّه الوحيد الحامل لواء المناصفة بين المسيحيين والمسلمين فهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق لأن مَن كرّس المناصفة هو "اتفاق الطائف" ولا يحقّ له أن يستهين أو يستخفّ بدور البطريرك نصرالله صفير والرئيس رينيه معوّض وجورج سعادة وإدمون رزق وبطرس حرب... فهؤلاء هم مَن حقّقوا المناصفة وأخرجوا لبنان من الحرب، كما لا يحقّ له الإستخفاف بالمسيحيين الذين مارسوا السلطة بعد "الطائف".

باسيل الى بلجيكا ثم باريس ويعود الجمعة

علم ان الوزير باسيل يغادر بيروت غداً الأحد متوجهاً الى بلجيكا للمشاركة في مؤتمر يُعقد هناك لعدد من وزراء الخارجية الاوروبيين والعرب، حيث يُلقي كلمة لبنان. ثم ينتقل الى باريس لالقاء محاضرة في معهد العلوم السياسية الذي يُعد اكبر معهد لتخريج كبار العاملين في الحقل السياسي والذي تخرّج منه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وستكون له لقاءات مع بعض المسؤولين الفرنسيين، قبل ان يعود الى بيروت الجمعة المقبل.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة