Deprecated: GetLink(): Optional parameter $Href declared before required parameter $Img is implicitly treated as a required parameter in /home/ademocr/public_html/Arabic/include/utility.inc.php on line 254
الشبكة العربية : حكومة العراق.. وسوريا
الأثنين ٧ - ٧ - ٢٠٢٥
 
التاريخ: نيسان ٣, ٢٠١٢
الكاتب: زياد ماجد
المصدر: nowlebanon.com
حكومة العراق.. وسوريا

تملك القوى العراقية المشاركة في الحكم في بغداد منذ بدء المسار الانتخابي عام 2005 مشروعية شعبية واسعة، بمعزل عن الرأي في أدائها أو في تقييم ثقافتها وتحالفاتها.

وللمشروعية هذه أسباب طائفية ومناطقية عديدة، تبدأ بالثقلَين الديموغرافيين الشيعي العربي والكردي المتمثّلة معظم قواهما في السلطتين التشريعية والتنفيذية. لكنها تشمل أيضاً حضور بعض القوى السنية العربية، إضافة الى العديد من التشكيلات المدنية التي قرّرت الانضمام الى مسار الدولة الجديد.

 

على أن الانتخابات التي حملت هذه القوى جميعها الى السُلطة والتي ترجمت مشروعيّاتها الشعبية سياسياً داخل "المؤسسات الدستورية"، ما كانت لتتمّ لولا الاجتياح العسكري الأميركي- البريطاني للعراق وإسقاط نظام صدّام حسين. أكثر من ذلك، ما كان أداء بعض القوى الانتخابي والسياسي ليكون على مستوى فعّال من التنظيم والتعبئة لولا الدعم المادي واللوجستي الإيراني من جهة، ولولا التعاون مع "الغرب" وتوقيع الاتفاقات الاقتصادية والأمنية مع الأميركيين خلال احتلالهم من جهة ثانية. هذا من دون أن نُغفل ارتباط مجموعات حزبية عدّة مُمثّلة في الحكم راهناً، تقاتلت في ما بينها عشية انخراطها في مؤسسات الدولة وخلال هذا الانخراط، بمعظم دول الجوار التي مدّتها بالسلاح والذخائر أو سهّلت مرور مقاتلين عبر الحدود لدعمها...

 

مع ذلك، لا تجد القوى العراقية المذكورة حرجاً في استنكار التدخّل "الخارجي" في الشؤون السورية ورفضه، وفي إعطاء المحاضرات حول مخاطره وأضراره على السيادة الوطنية السورية وعلى النسيج الوطني! الأنكى أن الأكثر تشدّداً في هذا الرفض والأكثر حدّة في الاستنكار اليوم (وفي الدفاع عن "بعث سوريا") هم الأكثر استفادة من التدخّل الخارجي ومن انهيار "بعث العراق" بالأمس! حتى أنهم كانوا منفيّين خارج بلادهم، مهجّرين بين أطراف المعمورة، ولم يعودوا إلاّ بعد انتشار القوات الأميركية والبريطانية على كامل التراب العراقي، ليحتفلوا "بسقوط الطاغية"، ويتلقّوا التهاني بهذا السقوط...


قد تفسّر المذهبية لدى البعض هذا الموقف، كما التحالف مع إيران. ويمكن ان تُضاف المصلحة لدى البعض الآخر، كما علاقات السنوات الماضية التي جمعته بمخابرات النظام السوري. لكن هذا التفسير لا يكفي. والمسألة أساساً ليست في الموقف من مبدأ التدخّل الخارجي أو من أشكاله المختلفة. فتلك يمكن مناقشتها والاتفاق أو الاختلاف حولها وحول شروطها وآلياتها، إن طُرحت. المسألة تبدو في الحال الحكومية العراقية (وطبعاً في حالات غيرها) أبعد من ذلك. هي، في استسهال النِفاق وفي تسفيه المنطق السياسي وقِيَمه في أعلى مستويات المسؤولية السياسية. وهي في احتكار الحقّ في اللجوء الى جميع السبل وتخوين "المختلِف" إن اشتُبِه بسعيه للبعض منها. وهي فوق ذلك، في التباهي بالوقاحة باعتبارها رداءً يستر عورة الكذب...

 


 



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
إقرأ أيضا للكاتب
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
فلسطين العصيّة على الممانعة والتطبيع
جبهات إيران الأربع والتفاوض مع الأمريكيين
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
عن بكركي والمعارضات اللبنانية
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٥ . جميع الحقوق محفوظة