الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ٢٩, ٢٠١٢
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"الانتفاضة العربية" - هشام ملحم

نشرت مئات الآلاف من المقالات عن الحركات الشعبية التي عصفت بالعالم العربي منذ ان حرق محمد البوعزيزي التونسي نفسه، وبدأ بحرق العالم القاسي الذي كان يقطنه مع غيره من الملايين في ظل انظمة تعسفية تنتهك ابسط حقوقهم المدنية والانسانية. في الاسابيع الاخيرة صدر بعض الكتب وغيرها سيصدرقريبا عن مصر وليبيا ودول اخرى. لكن كتاب "الانتفاضة العربية" لمارك لينش، الاكاديمي والمدون، ربما هو الاول الذي يقوم هذه الحركات الاحتجاجية، ويتعامل معها على انها ظاهرة واحدة، تنطلق من "الهوية المشتركة" للعرب ومن "المساحة السياسية الموحدة" للناشطين الذين ينظرون الى الثورات في المنطقة على انها جزء من "سردية مشتركة، ورؤية مشتركة للابطال والاوغاد".


يضع لينش، استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، هذه "الانتفاضة العربية" في سياق تاريخ الانتفاضات السابقة من مصر الى فلسطين، ومن تونس الى البحرين ولبنان. ومع ان الانتفاضات السابقة فشلت في التحول ثورات ناجحة، فان لينش يرى ان الانتفاضة الراهنة لها حظ افضل بتغيير الواقع العربي جذريا لانها دمجت القضايا الاقليمية في سردية مشتركة تتمحور على "مصير ونضال مشتركين".


في تحليله للانتفاضة في مصر، يتطرق لينش الى الدور القيادي للشباب في المدن وقدرتهم على تعبئة وتنظيم التظاهرات، التي انضمت اليها لاحقا التنظيمات الاسلامية. لكنه يرى ايضا انه على رغم النجاح السريع نسبيا للانتفاضة في تونس ومصر في التخلص من الرئيسين بن علي ومبارك، الا انه يضيف انه بحلول اذار 2011 برزت معالم محدودية الانتفاضة، وبداية ما يمكن تسميته الثورة المضادة، التي كانت على مستويين داخلي تمثل في مصر في دور المجلس العسكري الحاكم، واقليمي تمثل في التدخل العسكري لمجلس التعاون الخليجي في تقويض الانتفاضة في البحرين.


ويعتقد لينش ان صعود التيارات الاسلامية يجب الا يدعو الى الاستغراب بسبب تاريخها الطويل "في تحويل الثقافة العامة منذ اجيال"، وان انخراط هذه التيارات بما فيها السلفية في السياسة سوف يفرض عليها تلطيف بعض مواقفها، او كشف ضعفها وتناقضاتها. ويتحدث لينش عن حرب باردة اقليمية تحاول فيها دول مثل تركيا وايران والسعودية وقطر التأثير على الدول التي عصفت بها الانتفاضة من سوريا الى اليمن ومن البحرين الى ليبيا.


ويخلص الى ان "الانتفاضة العربية" تمثل تحديا "للوضع الراهن الذي تقوده اميركا" في العالم العربي. ويدافع عن دور الرئيس اوباما في التعجيل في التخلص من مبارك، ودوره في دعم الانتفاضة في ليبيا، لكنه ينتقد موقفه من البحرين، ويدعو الى اعادة نظرفي مسلمات أميركا واولوياتها في المنطقة، و"اعادة تفكير جدي" في العلاقة مع اسرائيل.



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة