السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون ثاني ١٨, ٢٠١٩
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
اليمن
نجاة «جنرال الحديدة» الهولندي من نيران حوثية
الميليشيات تقصف مستشفى في الحديدة وتواصل خرق الهدنة
لندن: بدر القحطاني
«يوم عصيب»، أقرب وصف ليوم مضى على الجنرال الهولندي باتريك كومارت رئيس لجنة إعادة الانتشار، وفريقه في الحديدة، أمس، إذ بدأ بعرقلة وصوله إلى مقر اجتماع مع الحكومة اليمنية وتقييد الحوثيين حركته وفق تقارير وتصريحات من الحكومة اليمنية، وانتهى برصاصة في إحدى السيارات الأممية التي كانت تقلّه وفريقه، طبقاً لما ذكرته الأمم المتحدة.

عادت الذاكرة اليمنية، أمس، إلى ذلك اليوم الذي حاولت فيه ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران الهجوم على المبعوث الأممي إلى اليمن السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في صنعاء. كانت تلك آخر زيارة لولد الشيخ إلى صنعاء في مايو (أيار) 2017، إذ حاصر مسلحو الجماعة الحوثية موكبه بعد خروجه من المطار وأطلقوا عليه النار، ما اعتُبر حينها محاولة لاغتياله من قبل الجماعة وتعبيراً عن رفضها استمراره في مهمته الأممية.

ويقول يمنيون إنهم يخشون من التصرفات الحوثية الخارجة عن القانون والمستفزة للجنرال، والتي تطابق في بداياتها ما كانوا يتخذونه مع ولد الشيخ الذي أعلن في آخر تصريحاته بعد تسلمه المنصب أن الحوثيين هم الطرف المعرقل للحل السياسي في اليمن.

وقالت الأمم المتحدة، أمس، إن كومارت آمن «بعد أنباء عن واقعة إطلاق نار»، في الوقت الذي نقلت فيه «رويترز» عن مصدر يمني القول: «إن قافلة رئيس الفريق باتريك كومارت تعرضت لإطلاق نار في أثناء زيارة منطقة خاضعة لسيطرة التحالف»، واتهم الحوثيين المتحالفين مع إيران بإطلاق النار. وقال مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة على «تويتر»: «باتريك كمارت وفريقه في أمان بالحديدة بعد أنباء عن واقعة إطلاق نار».

وطبقاً لموقع أخبار الأمم المتحدة، ذكر المتحدث ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن كومارت «كان في اجتماع مع ممثلي الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق، وعند مغادرته مع فريقه تعرضت سيارة مصفحة عليها شارة الأمم المتحدة، لإطلاق نيران أسلحة صغيرة»، وأضاف في الإيجاز الصحافي اليومي أن «الفريق عاد إلى قاعدته من دون وقوع أي حوادث أخرى»، مشيراً إلى «عدم تلقي معلومات عن مصدر إطلاق النار». وكرر الجنرال الهولندي مناشدته الالتزام بالهدوء وتعزيز وقف إطلاق النار من كل الأطراف من أجل مصلحة جميع اليمنيين.

ومنذ بداية اليوم، أفصح مسؤول يمني عن أن جماعة الحوثي منعت الجنرال من الاجتماع بممثلي الجانب الحكومي الخاص بإعادة الانتشار. ومن جانبه غرّد العميد عسكر زعيل، عضو فريق الحكومة اليمنية الذي شارك في مشاورات السويد، في حسابه على «تويتر» قائلاً إن الحوثيين، يقومون حتى اللحظة (نحو الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي)، «بمنع الجنرال باتريك من التحرك من جانب الفندق المقيم فيه إلى الاجتماع مع الفريق الحكومي في مجمع إخوان ثابت في مدينة الحديدة». مضيفاً أن «الاجتماع كان مقرراً عقده الساعة 11 صباح اليوم، وأنه منذ ذلك الحين حتى اللحظة ممنوع من التحرك». وطالب الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، بتوضيح مَن هو المعرقل لعملية السلام واتفاق الحديدة. وفي الساعة الثالثة و53 دقيقة بالتوقيت المحلي قال مصدر حكومي يمني إن الجنرال وصل إلى مقر الفريق لعقد الاجتماع.

يأتي ذلك بعد أيام من اتهام الحوثيين لكومارت بعدم إحرازه أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق استوكهولم، وأن ذلك يعود بالأساس إلى خروجه عن مسار الاتفاق، بتنفيذ أجندة أخرى، دون أن يصدر تعليق من قبل رئيس لجنة إعادة الانتشار حتى اليوم.

وطيلة أسبوع مضى تدرج الحوثيون في الهجوم الإعلامي ضد الجنرال، حيث دعت قيادات حوثية على مستوى وزير بطرده سيما بعد رفض الأخير مسرحية الانسحاب الحوثية من ميناء الحديدة وتسليم قوات تابعة للجماعة مسؤولية أمن الميناء وهو ما يخالف اتفاقية استوكهولم.

وكان كومارت قد اجتمع لعدة مرات مع ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين في الحديدة، قبل أن يرفض الحوثيون لقاءه بعد اتهامه بالانحياز لصالح الحكومة اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

10 أيام للرد على ملاحظات الحكومة والحوثيين حول الأسرى
هيج لـ«الشرق الأوسط»: لمسنا في الأردن نية لدى المجتمع الدولي لتنفيذ بنود الاتفاق كافة


جدة: سعيد الأبيض
خرج اجتماع العاصمة الأردنية عمان بين ممثلي الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، المخصص لمتابعة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، باتفاق على تمديد الفترة الزمنية للملاحظات والرد عليها إلى 10 أيام من تاريخ تسلُّم الملاحظات.

وكان من المتوقّع أن يدخل لقاء عمّان مرحلة جديدة، بعد أن تسببت الميليشيات الانقلابية في العديد من الإشكاليات بالمرحلة السابقة، عندما تركت فراغات أمام بعض الأسماء التي أدرجتها الحكومة ضمن قائمتها ولم تفد حولها بأي إجابة سلباً أو إيجاباً، من بينهم اثنان ممن شملهم القرار الأممي، وهو ما اعترضت عليه الحكومة في حينها بحكم مخالفة «اتفاق ستوكهولم».

وسيعطي تمديد الفترة فرصة لوفد الحكومة اليمنية، الذي سيغادر العاصمة الأردنية، مساء اليوم (الجمعة)، لمناقشة كل التفاصيل وتفنيد ما ورد في مذكرات الميليشيات الانقلابية المتعلقة حول الكثير من الأسماء، خصوصاً الـ232 اسماً الذين لم تفد حولهم الميليشيات الانقلابية بأي رد.

وقال هادي هيج، عضو الفريق المفاوض للحكومة اليمنية ومسؤول ملف الأسرى، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن لقاءه مع مبعوث الأمم المتحدة تركّز حول آلية تسيير الأمور ومناقشة إعادة فلترة الوقت وتمديده، وهو ما جرى الاتفاق عليه، موضحاً أن اللقاء الآخر جمع كل الأطراف الأممية، ووفد الحكومة اليمنية، وزاد أنه لمس خلال وجوده في عمان نية من المجتمع الدولي لتنفيذ كل بنود اتفاق تسليم الأسرى، إلا أن المشكلة تكمن فيما يدور من تفاصيل وما يطرح من الجانب الانقلابي.

وأضاف هيج أنه خلال اللقاء تسلّمنا القوائم المعدلة من الطرف الحوثي، ثم اتفقنا على إعادة فترة الزمن بمقدار 3 أيام للملاحظات، ومن ثم ستكون هناك فترة زمنية لا تتجاوز 10 أيام للرد على الملاحظات، ويلي عملية الرد اجتماع آخر مع طرف الميليشيات للاتفاق على القائمة النهائية.

وأشار هيج إلى أن وفد الحكومة سيبحث في كل ما ورد له من الميليشيات وسيرد على كل هذه الملاحظات التي أوردوها خلال الأيام الثلاثة المقبلة، مفيداً بأن من أبرز الملاحظات الواردة من الطرف الآخر عدم الإفادة حول كثير من الأسماء، وزعمهم أن مجموعة من الأسماء المدرجة غير موجودة، وكثيراً من الملاحظات، مشدداً أن هذا لا يحسمه إلا السير قدماً فيما ورد في الاتفاقية بشكل طبيعي دون خلق أي أعذار أو حجج.

وأبدت الحكومة منذ اللحظات الأولى تجاوبها في التعاطي بشكل دائم، ومستمر في تنفيذ بنود الاتفاق، إلا أنها اعترضت قبل «اجتماع الأردن» إلا أنها رفضت ألا تحصل على إجابات واضحة حول 1800 شخص من إجمالي 9100 اسم أدرجته الحكومة في قائمتها.

الميليشيات تقصف مستشفى في الحديدة وتواصل خرق الهدنة
مقتل اللواء إبراهيم الشامي المطلوب الحوثي الـ19 في قائمة التحالف


تعز: «الشرق الأوسط»
تداولت وسائل إعلام، أمس، نبأً يفيد بمقتل القيادي الحوثي اللواء إبراهيم الشامي المطلوب رقم 19 في قائمة التحالف. ونقلت «العربية» عن مصادر أن القيادي الحوثي قُتِل بعملية استخباراتية لتحالف دعم الشرعية في اليمن. يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر حوثية مزاعم بأن الشامي مات بـ«نوبة قلبية».

ميدانياً، تواصل الميليشيات الحوثية خرق الهدنة وقصف المستشفيات والقرى في الحديدة، بينما تستمر قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في السيطرة على عدد من المواقع والمناطق والقرى الاستراتيجية في مختلف جبهات القتال، بعد معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، أبرزها في صعدة والجوف والبيضاء والضالع، كبّدت ميليشيات الانقلاب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.

وكثفت ميليشيات الانقلاب من قصفها على الأحياء والقرى السكنية المأهولة بالسكان، علاوة على استهدافها المستشفيات والمدارس في الريف الجنوبي للحديدة.

وقال سكان إن «ميليشيات الانقلاب استهدفت المستشفى الميداني ومدرسة خولة في مدينة حيس، جنوباً، إضافة إلى عدد من المنازل المجاورة لها بعدد من قذائف الهاون، ما تسبب بأضرار في المستشفى الذي تم استهدافه بثلاث قذائف، وكذا المدرسة والمنازل المجاورة لها، وقصف مماثل على الأحياء السكنية في التحيتا، جنوباً».

جاء ذلك بعد ساعات من تصدي قوات الجيش الوطني من ألوية العمالقة لهجوم حوثي على مواقعه في مناطق عرفان والمحجر، جنوب حيس، مصحوباً بالقصف عليهم بمختلف أنواع الأسلحة، ما جعل عناصر الانقلاب تقوم بعملية حشد عناصرها في تكرار محاولة التسلل إلى مواقع الجيش الوطني بعدما تم التصدي لهم وتكبيدهم الخسائر البشرية والمادية.

تزامن ذلك مع إصابة مدنيين، مساء أول من أمس (الأربعاء)، إثر سقوط مقذوف حوثي وسط حي الروضة، المكتظ بالسكان بمدينة مأرب. وقال شهود إن المقذوف الحوثي أطلقته ميليشيات الانقلاب من مواقع تمركزها في جبل هيلان، وتسبب بإصابة إبراهيم بندر الطوقي 9 أعوام وبشير هزاع قائد 37 عاماً.

إلى ذلك، نجا العقيد عبده حمود الصغير، رئيس عمليات اللواء 17 مشاة، من محاولة اغتيال بمدينة تعز. وقالت قيادة اللواء 17 مشاة، في بلاغ صحافي لها، إن «العقيد عبده حمود الصغير، رئيس عمليات اللواء 17مشاة، نجا من محاولة اغتيال في شارع المرور فوق مبنى الأمن السياسي عندما أطلق المدعو هاشم الطيب مع عصابته وابلاً من النيران على طقم العقيد عبده حمود نجا خلالها من الموت، وأصيب اثنان من مرافقيه».

وحمّلت قيادة اللواء «المسؤولية الجهات الأمنية والسلطة المحلية القبض على المدعو هاشم الطيب وأفراد عصابته واتخاذ الإجراءات اللازمة».

على صعيد متصل، ارتكبت ميليشيات الحوثي الانقلابية 520 خرقاً في محافظة الحديدة منذ بدء سريان الهدنة في 18 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي وحتى 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، منها 212 خرقاً على مواقع الجيش الوطني، طبقاً لما كشف عنه الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد عبده مجلي في مؤتمر صحافي عُقِد بمحافظة مأرب، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) التي ذكرت أن مجلي أشار إلى أن «وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة بموجب اتفاق السويد التزم به الجيش الوطني فقط، فيما تواصل ميليشيا الحوثي الانقلابية خروقاتها وأعمالها العدائية ضد مواقع الجيش والمدنيين بشكل مستمر».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة