السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
كانون ثاني ٧, ٢٠١٩
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
تونس: الشاهد يعلن رسمياً عن حزبه الجديد قبل نهاية الشهر
بعد طرده من {النداء} وخلافاته العلنية مع رئيس الجمهورية
تونس: المنجي السعيداني
بعد ثمانية لقاءات تشاورية عقدها القائمون على المشروع السياسي الجديد، الذي يحمل اسم رئيس الحكومة التونسية (حزب الشاهد) داخل ثماني ولايات (محافظات)، من بينها سوسة والمهدية والكاف وجندوبة وبنزرت، جرى الاتفاق على أن يتم الإعلان، رسمياً، عن الحزب السياسي الجديد، الذي يتزعمه يوسف الشاهد في 27 من يناير (كانون الثاني) الحالي، على أن يكون المؤتمر التأسيسي للحزب خلال شهر مارس (آذار) المقبل.
وينتظر أن تكون مدينة المنستير، مسقط رأس الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، مكان الإعلان عن تشكيل هذا الحزب، وذلك بعد عقد 24 اجتماعاً تشاورياً مع عدد من القيادات السياسية والاجتماعية، معظمها ينتمي إلى الأحزاب السياسية الوسطية، والبعض الآخر كان ينتمي في السابق إلى حزب النداء، قبل مغادرته إثر خلافات عميقة مع قياداته السياسية.
وكان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد أعلن بدوره عن تأسيس حزب النداء من مدينة المنستير في 24 من مارس 2012، اعتباراً لأنها تحمل رمزية مهمة بالنسبة لعدد كبير من التونسيين، أهمها أنها مسقط رأس مؤسس الجمهورية الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، وهو ما فتح أبواب التنافس السياسي بين الطرفين على مصراعيها.
وبخصوص أهداف المشروع السياسي الجديد لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، قال سليم العزابي، المدير السابق للديوان الرئاسي، خلال اجتماع عقد بمدينة المهدية (وسط شرقي) إن القيادات السياسية التي تعمل على بلورة هذا المشروع السياسي «تسعى لتأسيس حزب وطني شعبي وديمقراطي، وتلافي الأخطاء التي وقع فيها حزب النداء»، على حد تعبيره.
وانتقد العزابي الوضع الحالي لحزب لنداء بقوله إن الحزب الفائز في انتخابات 2014 «وجد نفسه في صفوف المعارضة برئاسة أمين عام هارب، ومحل تفتيش من قبل المحكمة العسكرية»، في إشارة إلى سليم الرياحي. كما انتقد الاندماج السياسي بين حزبي النداء و«الاتحاد الوطني الحر»، الذي يقوده الرياحي، مبرزاً أن حزب النداء «نجح بفضل ماكينة انتخابية بالأساس، ولم ينجح في التحول إلى حزب سياسي».
وشارك في الاجتماعات التشاورية التي عقدها القائمون على المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد، عدد من وزراء الائتلاف الحكومي الحالي، مثل إياد الدهماني الوزير المتحدث باسم الحكومة، وهشام بن أحمد وزير النقل الحالي. كما شهدت كذلك مشاركة مهدي بن غربية وفوزي عبد الرحمان ورياض المؤخر.
في غضون ذلك، أعلن رضا شرف الدين، المكلف إعداد المؤتمر الانتخابي لحزب النداء، أن موعد هذا المؤتمر سيكون يومي 2 و3 مارس المقبل، وهو ما سيفتح أبواب المنافسة السياسية على مصراعيها بين حزب النداء وحزب «أمل تونس»، الذي يسعى الشاهد إلى تزعمه، إعداداً للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
في السياق ذاته، أعلن حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي ورئيس الهيئة السياسية لحزب النداء، في تصريح إعلامي خلال اجتماع إعدادي لمؤتمر حزب النداء، عدم إمكانية وجود 3 مشروعات سياسية كبرى في البلاد، وأكد أن المكان «لا يتسع إلا لحركة النهضة التي تمثل الإسلام السياسي، وحزب النداء، مشروع الحركة الوطنية العصرية»، على حد تعبيره.
وانتقد السبسي الابن من شككوا في تاريخه السياسي، ومساهماته في المشهد السياسي، قائلاً إنه شارك في أول انتخابات برلمانية جرت سنة 1989 في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وورد اسمه ضمن قائمة انتخابية ضد والده الباجي قائد السبسي.
وكانت عدة قيادات سياسية معارضة قد كشفت خلال الانتخابات البرلمانية الجزئية المخصصة لانتخاب ممثل الجالية التونسية في ألمانيا بالبرلمان التونسي، التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) 2017، عن مخطط للتوريث السياسي للسبسي الابن، من خلال ترشيحه لتولي منصب نائب في البرلمان عن ألمانيا، وتأمين دخوله البرلمان في مرحلة أولى، ثم تحدثت عن إمكانية تنحي محمد الناصر، رئيس البرلمان، لفائدة السبسي الابن في مرحلة لاحقة، ومن ثم الاقتراب من سدة الحكم في ظل تقدم والده في السن، وهو مخطط نفاه أكثر من مرة الرئيس الحالي من خلال التأكيد على ضرورة الالتزام بما تفرزه صناديق الاقتراع.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة