الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٢٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
ترامب قال لإردوغان في مكالمة الانسحاب: "سوريا لك"
اردوغان أكّد له أنّه "سيجتث" داعش في سوريا
يتكشف مزيد من خفايا القرار الاميركي الانسحاب من سوريا، بعد نشر مقتطفات مما جاء في المكالمة الهاتفية بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 14 كانون الاول الجاري، الأمر الذي أدى إلى هذا الانسحاب، واستقالة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، ثم المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

أوردت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية، أن أردوغان كرر على ترامب، في المكالمة الهاتفية، ما سبق له أن قاله في لقائهما خلال قمة العشرين بالارجنتين في شأن "عجزه عن فهم سبب استمرار الولايات المتحدة في تسليح المقاتلين الأكراد السوريين ودعمهم لشن حرب برية على داعش".

وبالنسبة إلى تركيا، التي تتقاسم نحو 822 كيلومتراً من الحدود مع سوريا، تشكل عناصر "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي تضمّ "وحدات حماية الشعب" الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، تهديداً لأمنها القومي، بتحالفها مع "حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً.

وفي المحادثة الهاتفية، قال أردوغان إن "داعش"، كما يقول ترامب نفسه، قد هُزم، و"إن الجيش التركي قوي بحيث يمكن أن يتولى أي جيوب مسلحة متبقية. لماذا لا يزال هناك نحو 2000 جندي أميركي هناك؟" في إشارة إلى المنطقة الواقعة شرق الفرات في سوريا. فأجاب ترامب: "تعرف ماذا؟ هي (سوريا) لك، أنا سأخرج".

ويتفق ما أوردته "الواشنطن بوست" مع ما نشرته صحيفة "حريت" التركية، ووكالة "الأسوشيتدبرس" الأميركية عن اتخاذ ترامب قرار سحب القوات الأميركية من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع أردوغان. بعدما تعهّد الأخير الاستمرار في "مكافحة الإرهابيين". ونقلت "حريت" عن محضر المكالمة، أن ترامب سأل الرئيس التركي: "هل ستتخلّصون من فلول داعش إذا ما انسحبنا من سوريا؟" فأجابه أردوغان: "سنتولّى الأمر"، مذكّراً الرئيس الأميركي بأنه سبق لتركيا أن "قضت على أربعة آلاف عنصر" من "داعش" خلال عملية "درع الفرات" التي شنتها في 2016.

وعلى رغم تعهد أردوغان "تولي الأمر" للقضاء على الجيوب المتبقية من التنظيم الجهادي، ينظر إلى الدولة التركية على أنها أحد المساهمين في صعود "داعش"، فابتداء من أواخر عام 2013 وحتى أوائل عام 2014، كانت المدن الحدودية التركية بمثابة مراكز لوجستية رئيسية للمقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا والعراق للانضمام إلى "داعش" وغيرها من الجماعات الجهادية.

وأجريت المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان في 14 كانون الاول. وقالت مصادر في الرئاسة التركية في حينه إن الرئيسين اتفقا على "تعاون أكثر فعالية" في سوريا. وبعد هذه المكالمة، طلب ترامب من مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان أيضاً على الخطّ خلال الاتصال "البدء بالعمل" على الانسحاب، كما جاء في صحيفة "حريت". وبعد ثلاثة أيام من المكالمة، اتصل بولتون بالمستشار الرئيسي لأردوغان إبرهيم كالين لإبلاغه أن "التحضيرات جارية لسحب" القوات الأميركية. وأعلن ترامب هذا القرار رسميا في 19 من الشهر الجاري.

ودارت هذه المناقشات إثر تهديد تركيا أكثر من مرّة بشنّ هجوم جديد في المنطقة الواقعة شرق الفرات في سوريا على "وحدات حماية الشعب" الكردية. وينتشر الآن نحو ألفي جندي أميركي في شمال سوريا، غالبيتهم من القوات الخاصة المكلّفة استهداف "داعش" وتدريب القوات المحلية في المناطق المستعادة من الجهاديين.

في غضون ذلك، كشفت وكالة "دمير أورين" التركية للأنباء أن أنقرة ترسل تعزيزات إلى حدودها مع سوريا، مشيرة إلى أن نحو مئة عربة بينها شاحنات بيك-أب مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة تشق طريقها إلى المنطقة. وقالت إن الرتل التركي المتجه نحو بلدة كيلس الحدودية في إقليم هاتاي في جنوب تركيا يشمل دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة وباصات تنقل أفراداً من القوات الخاصة.

وأضافت أن جزءا من العتاد والجنود سينتشر في نقاط على الحدود، فيما عبر البعض إلى داخل سوريا من منطقة البيلي.

وتقع البيلي على مسافة 45 كيلومترا من مدينة منبج في شمال سوريا والتي كانت سبباً للتوتر بين أنقرة وواشنطن. وتوصلت تركيا والولايات المتحدة في حزيران الى اتفاق على انسحاب "وحدات حماية الشعب" من المنطقة، لكن تركيا شكت من تأخر التنفيذ. والجمعة، قال أردوغان إن تركيا ستتولى المعركة ضد "داعش" في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قواتها. وأضاف أن العملية العسكرية المزمعة ستستهدف "وحدات حماية الشعب" و"داعش". ونفذت تركيا عمليتين عسكريتين في سوريا أطلقت عليهما "درع الفرات" و"غصن الزيتون" واستهدفتا "وحدات حماية الشعب" و"داعش" في شمال سوريا.

تعزيزات للنظام في دير الزور

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية أن وحدات من الجيش السوري النظامي توجهت نحو ريف دير الزور الشرقي لبدء عملية عسكرية في شرق سوريا.

وجاء في موقع "أوقات الشام الإخبارية" أن الجيش السوري سحب جزءاً من قواته من محيط محافظة إدلب في اتجاه المنطقة الشرقية. وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن تعزيزات عسكرية ووحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة وصلت فعلاً إلى ريف دير الزور الشرقي، قبالة الجيب الأخير لتنظيم "داعش" الواقع في مدينة هجين والقرى والبلدات التابعة لها عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

وأشار الى أن هذه القوات انتشرت في مدينتي البوكمال والميادين، وأن مئات من أفراد الجيش نقلوا مع آليات عسكرية وعتاد وذخيرة وأسلحة ثقيلة، وسط ترقب لعملية عسكرية قد يشنها الجيش في المنطقة الشرقية للسيطرة على أجزاء منها. 

ترامب: اردوغان أكّد أنّه "سيجتث" داعش في سوريا
المصدر: "ا ف ب" 
صرح الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن نظيره التركي رجب طيب اردوغان أكد له أنه "سيجتث" كل بقايا مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، بعدما أمر الرئيس الأميركي بسحب قوات بلاده من سوريا.

وقال ترامب في تغريدة إن "رئيس تركيا اردوغان أبلغني بقوة أنه سيجتث كل ما تبقى من الدولة الاسلامية في العراق وسوريا"، مستخدما اسما آخر للتنظيم الجهادي. وأكد في تغريدته أن "قواتنا عائدة إلى الوطن!".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة