الجمعه ٢٩ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
"حزب الله" يتحدث عن حلول لا تكسر الحريري: نؤيد ما يتوافق عليه مع النواب السنة المستقلين
بيروت - "الحياة"
فرضت الأحداث الأخيرة في لبنان نفسها على المشهد الحكومي، واعتبر وزير المال علي حسن خليل أن "هذه الحوادث التي حصلت، تقتضي وتفرض منا أن نسارع إلى إكمال عقدنا الدستوري، من خلال تشكيل الحكومة، ووضع كل الملفات المرتبطة بالاستقرار الأمني والسياسي، ‏ومعالجة الشأن الاقتصادي ‏والمالي على الطاولة، حتى نتجاوز القطوع الكبير الذي يهدد البلد واستقراره وحياة الناس فيه ومصالحها، لانها الأساس".

وأشار عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب ​جورج عقيص​ إلى أن "من المفترض ان تكون ​الحكومة​ قد تشكلت ونتكلم الآن عن مشاريعها، ولكن من المؤسف ما يحصل في لبنان من حوادث ونشهد حالة إفلاس غير معلنة وحال طوارئ غير معلنة"، معتبرا أن "الوضع الحالي لا يبشر بالخير الا اذا علمت القوى السياسية الحاجة الملحة لحكومة".

ورأى عقيص أن "هذا العهد لم يعطِ الثمار المرجوة منه، وأعتقد ان مقومات الانهيار الكبير باتت جاهزة وهذا امر خطير". ولفت إلى أن "من الواضح ان حزب الله يحاول فرض خريطة سياسية جديدة في لبنان ويظهر نفسه انه ضابط الإيقاع السياسي الوحيد في لبنان، ان من خلال موقفه من ​تشكيل الحكومة​ ويحاول القول انه هو من يقرر التمثيل السني او تشكيل الحكومة وقربه من ​رئاسة الجمهورية​ او اي مكون سياسي آخر"، مشددا على انه "يجب الا نعطي حادثة ​الجاهلية​ أكبر من حجمها، والطرق بدأت تضيق علينا جميعًا والعبور الى مرحلة الأمل الاقتصادي باتت ضيقة، حزب الله يدير اللعبة السياسية بشكل نقل البلد الى مرحلة أشد خطورة من المراحل السابقة".

ورأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن سبب إطالة الأزمة هو أن هناك من يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية وبالنواب السنة المستقلين". ولفت إلى أن "هناك بعض الحلول موجودة للأزمة الحكومية على قاعدة رابح رابح، أي أن الجميع يربح، ولا ينكسر أحد أو ينهزم أو يخسر حقه، فهناك بعض الصيغ لحل الأزمة الحكومية تضمن حق النواب السنة المستقلين، ولا تكسر الرئيس المكلف (سعد الحريري)، وبالتالي فإن رفض مجرد استقبال والاستماع والحوار مع نواب انتخبهم الشعب ويمثلون شريحة وازنة من المواطنين، بحجة أن في ذلك إضعافا للرئيس المكلف، هو وهم، وهذه ذرائع واهية، لأن استقبال النواب السنة المستقلين فيه حرص وحكمة، وبوادر حسن نية لإنقاذ البلد، وليس إضعافا للرئيس المكلف".

وأكد "أن "حزب الله" في موقف الوفاء للحلفاء، وإذا كان هناك من يراهن على أن الحزب يضغط على حلفائه بعد طول وقت من أجل التراجع أو التنازل، فهو واهم، لأن موقف "حزب الله" واضح، ونحن نؤيد ونقبل بما يتوافق عليه الرئيس المكلف مع النواب السنة المستقلين، واليوم أفضل من الغد".

تحويل 120 مليون دولار الى الخزينة

من جهة ثانية أصدر وزير الاتصالات ​جمال الجراح​ قراراً حوّل بموجبه مبلغاً من خارج موازنة ​الوزارة للعام 2018 من الحساب المفتوح بالدولار الأميركي لدى ​مصرف لبنان​ باسم المديرية العامة لإستثمار وصيانة المواصلات السلكية ولاسلكية الى حساب الخزينة العامة وقدرهُ 120 مليون دولار، وهذا المبلغ من واردات وزارة الاتصالات المخصصة في موازنة العام 2018 لتغذية حساب الخزينة العامة.

الراعي: لماذا لا تشكل حكومة حيادية مصغرة؟

رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن "الجماعة السياسية في لبنان تعود بالبلاد إلى الوراء، وبمكوناتها إلى التفكك، من دون أي وخز ضمير إنساني ووطني وأخلاقي"، لافتاً إلى أنه "يكفي أن نفكر بفشل الأفرقاء السياسيين وعجزهم عن الاتفاق على تأليف الحكومة الجديدة منذ ما يزيد على الستة أشهر، وليس في الأفق بصيص أمل، طالما أن كل فريق ما زال أسير مطلبه وموقفه على حساب هذه المؤسسة الدستورية، وعلى حساب الاقتصاد الذي يتراجع، والشعب الحائر والقلق والفقير، والوحدة الداخلية التي تتفكك".

وقال الراعي خلال ترؤسه قداساً في بكركي: "لسنا نفهم لماذا لا يصار إلى تشكيل حكومة حيادية مصغرة قوامها شخصيات معروفة ومحترمة وقادرة، تعمل على توطيد الإستقرار السياسي الذي هو أساس كل استقرار اقتصادي واجتماعي وأمني. هذا الاستقرار يقتضي قيام دولة القانون والعدالة والمساواة". وأضاف: " نشعر نحن في لبنان بغصة خانقة، فيما ينطلق العراق بعملية إعادة إعمار ما تهدم من مؤسسات دستورية واقتصاد وأمن، وإعادة بناء ثقة المواطنين بوطنهم، ولاسيما الشبيبة والمهجرين والنازحين، بعد الخراب الشامل الذي بدأ منذ الحرب المفروضة على العراق في سنة 2003".

وأسف لـ"ظاهرة الفلتان الأخلاقي الخطير، وفقدان الإنضباطية والمناقبية والسرية لدى معظم المواطنين، ولدى الكثير من الموظفين الرسميين، المدنيين والأمنيين المؤتمنين على حقوق الناس وحرياتهم، وخصوصياتهم وكراماتهم، وأمنهم وحرماتهم، وخصوصاً على حرمة الموت وقدسيته، كما حصل إثر الجريمة الوحشية التي ارتكبت خلال هذا الأسبوع في بلدة برمانا (مقتل المذيع البريطاني)". ونبّه من "استعمال وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام للتجني، والتشهير، والتحقير، وقلب الحقائق، وانتهاك الكرامات". وطالب "الأجهزة الأمنية، والسلطة القضائية، وأجهزة الرقابة والمحاسبة بالاضطلاع بدورها، وبالتالي معاقبة المخالفين والمرتكبين والمحرضين ومحاكمتهم". وقال: "ليس من المقبول أن نشاهد عودة فلتان السلاح الذي يحصد هنا وهناك ضحايا وجرحى، ويؤجج نار الفتن الطائفية والمذهبية والعائلية". ودعا إلى "التعقل وضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف والثأر. وحدها دولة القانون والعدالة والمؤسسات تحمي الجميع في حقوقهم وكراماتهم وصون حياتهم".

وكان الراعي توجه خلال مشاركته في العشاء السنوي الثاني عشر لمؤسسة البطريرك نصرالله صفير إلى المسؤولين في لبنان وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء قائلاً إن "شبابنا وأجيالنا الطالعة أول ما يفكرون، يفكرون بأن يطلبوا منكم فيزا. إن البلد لم يعد يحمل، شبابنا وأطفالنا وطلابنا لم يعودوا يتحملون هذا الواقع الذي نعيشه".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة