الخميس ٢١ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آذار ١١, ٢٠١٢
المصدر: ملحق النهار الثقافي

الملف: عام على انطلاقة الثورة السورية
تحيا سوريا... بشعبها الثائر - عقل العويط

في الخامس عشر من شهر آذار الجاري، يكون مضى على الثورة السورية عام بكامله، انكسرت خلاله ثقافة الخوف، الى غير رجوع، وهي الثقافة التي نشرها نظام الاستبداد والرعب الذي حكم سوريا (ويجب أن نقول: حكم لبنان أيضاً) طوال أربعين عاماً، بالحديد والنار والتجويع والتيئيس.


وقد استطاع الشعب السوري البطل خلال هذا العام الأخير، لا أن يكسر ثقافة الخوف فحسب، بل أن يكسر "ثقافة الأبد" و"ثقافة ما بعد الأبد"، وأن يعيد الاعتبار الى كرامته الوطنية والفردية التي امتهنها نظام البعث بشبّيحته وعسسه ورجال مخابراته، صانعاً ثقافةً للكرامة، ولعالم القيم، ومسطّراً أبهى آيات الثورة على نظام فاق في جبروته أنظمة الاستبداد في العالم برمته، وفاتحاً نافذة هائلة على الأمل، من أجل قيام دولة الحرية والديموقراطية والقانون والعدل والمساواة والتنوع والتعدد والحداثة.


لقد استطاع الشعب السوري أن يكسر باب القمقم الذي أسره فيه النظام الاستبدادي، وها هو يخرج منه، مضرّجاً بالدم، لكن بالكبرياء والكرامة والأمل، مستعيداً حياته المسروقة، وواهباً بلده معنىً، لم يكن متيسراً خلال العقود الطويلة التي حكمه فيها النظام الشمولي. الأكيد أنه لم يعد ممكناً الرجوع عاماً الى الوراء، كأن شيئاً لم يكن.


انطلاقاً من هذا المنجز، فإن التفكير في مستقبل المسألة السورية، أو في المسألة السورية – اللبنانية، بل في مسألة المشرق العربي برمته، ابتداءً من القضية الفلسطينية، لم يعد ممكناً بمعزل عن هذا الإرث الثوري الثمين الذي أنجزته الثورة السورية، وصار جزءاً جوهرياً من تراكمات التوق الى الحرية، في هذه المنطقة من العالم.


لقد فضحت الثورات العربية المتلاحقة، عقمَ النظام الاستبدادي الذي حكم بلاد العرب منذ مراحل التحرر من سلطة الأجنبي ونيل الاستقلال. وفضحت نظريةَ الممانعة والتصدي للعدو الصهيوني، كما فضحت، أكثر ما فضحت، هول ما ارتكبه هذا النظام في حق شعوبه وبلدانه، ابتداءً بسورياً وليس انتهاءً بمصر، أو بتونس، أو بليبيا، أو باليمن.


عشية 15 آذار 2012، ذكرى مرور سنة كاملة على ولادة الانتفاضة السورية في وجه النظام الشمولي الجائر، يغتنم "الملحق" هذه المناسبة التاريخية، ليؤكد مواصلة دوره الثقافي والنهضوي كمجال للتفكير والتحليل والنقد والسؤال، تحت سقف الحرية، الذي لطالما استظله، وعمل على إعلائه، وتوسيع آفاقه، وجعله أرحب وأوسع وأشمل، أياً تكن الصعوبات والمشقات الناجمة عن ذلك.
وعليه، فقد توجه "الملحق" الى عدد من المثقفين اللبنانيين والسوريين، بأسئلة محورية تتعلق بهذه المسألة، ومنها:  كيف ترى كمثقف، الوضع الراهن للثورة السورية، والى أين يحتمل أن تسير الأوضاع السورية، وأي أفق يمكن أن تنتهي اليه؟ فكانت هذه الأجوبة، التي شارك فيها كلٌّ من سمير فرنجية، عباس بيضون، محمد حسين شمس الدين، يوسف بزّي، رامي الأمين (لبنان)، ياسين الحاج صالح، إياد العبدالله، منير الخطيب، محمد دحنون، ماهر الجنيدي (سوريا)، وزيّنتها ريشة الفنان السوري الكبير يوسف عبدلكي.


15 آذار 2011 – 15 آذار 2012: تحيا سوريا... بشعبها الثائر.



الآراء والمقالات المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الشبكة العربية لدراسة الديمقراطية
 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
الملف: عام على انطلاقة الثورة السورية
فلنسحق الخسيس! - ياسين الحاج صالح
لا يزال الطريق طويلاً - إياد العبدالله
"استقرار" الثورة: سقوط النظام! - محمد دحنون
جدلية الحداثة والتصوف في الثورة السورية - منير الخطيب
النظام "يحتل" بابا عمرو ليخسر سوريا كلها - يوسف بزي
أغاني الثورة السورية: السلفيون يرقصون! - رامي الامين
الوقت لا يخدم الأخطاء - عباس بيضون
من بو عزيزي إلى بابا عمرو: هي القداسةُ في الساحات - محمد حسين شمس الدين
اللبنانيون يكتشفون سوريا والسوريين - سمير فرنجية
بانوراما الضمور الثقافي والأحلام المؤجّلة - ماهر الجنيدي
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة