الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ١, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الشرق الأوسط
اليمن
الحكومة اليمنية: نقاشاتنا مع غريفيث تمحورت حول «بناء الثقة»
أكدت رفضها أي قرارات تحاول الانتقاص من قانونية «2216»
جدة: سعيد الأبيض
أكد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما جرى طرحه خلال اجتماعات الحكومة اليمنية الشرعية مع المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، يتمحور حول «إجراءات بناء الثقة»، مؤكداً أن الحكومة الشرعية أبدت استعدادها التام للذهاب إلى مشاورات جديدة في منتجع خارج استوكهولم، وتنتظر حتى الآن الدعوة الرسمية التي سيوجهها مكتب المبعوث الخاص، ويحدد فيها الإجراءات اللوجيستية، والأهداف والموضوعات التي ستناقَش في الاجتماع، متوقعاً تلقي الدعوة خلال الساعات المقبلة.

وأضاف اليماني: إن المشاورات المقبلة تتحدث عن القضايا ذاتها التي كان يفترض طرحها في اجتماع جنيف، المتمثلة في إطلاق سراح المعتقلين والأسرى، والحكومة اليمنية أنهت كل الإجراءات اللازمة لإطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسراً، وينبغي الانتهاء من هذا الموضوع، كونه إنسانياً صرفاً يمسّ مشاعر عشرات آلاف اليمنيين، مستبعداً أن «تتضمن الدعوة المزمع إرسالها في الساعات المقبلة أي بنود جديدة أو مفاجآت، خصوصاً أننا ناقشنا الموضوعات كافة بشكل مكثف».

وتابع اليماني: «إن أراد المبعوث الخاص طرح موضوع الحديدة، فالحكومة اليمنية وضعت في وقت سابق في ضوء عرض السيد مارتن مبادرة من أربع نقاط، التي سُميت حينها (مبادرة الحديدة) التي قدمها، وطالبنا بخروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية، وحينها قالت الحكومة إنها لن تُدخل قوات مسلحة إلى مدينة الحديدة، وإن قوات من الشرطة تحت إدارة وزارة الداخلية هي مَن ستشرف على الأمن، مع إدارة ميناء الحديدة، ولن تقبل الحكومة إلا أن يكون الميناء تحت إشراف وزارة النقل، مع تحويل موارد الميناء إلى البنك المركزي في عدن، وهذه الرؤية لا تزال قائمة، ولا يمكن الحديث خارج هذا الإطار».

وأشار إلى أن الميليشيات الانقلابية إذا ضربت بكل فرص السلام التي يقوم بها البعوث الأممي وتسعى إليها الحكومة الشرعية، عرض الحائط، سيدخل الجيش الوطني الحديدة، وستدفع الميليشيات ثمناً باهظاً جراء أعمالها التدميرية التي تتعارض مع الأنظمة الدولية والقانون الدولي الإنساني من استخدام المدنيين دروعاً بشرية، وسرقة مخازن برامج الأمم المتحدة الإغاثية، وتهريب السلاح من إيران، وخرق الهدنة باستهداف الجيش اليمني.

وحول المشروع البريطاني المزمع طرحه في مجلس الأمن، قال اليماني: «الأمر لا يخلو من أجندة خفية»، مشدداً على أن بريطانيا تستخدم ورقة القرار للتلميح بالتصعيد في حال لم تتم المشاورات، ولم تتحقق أي خطوات في طريق السلام. في هذا الصدد، قالت الحكومة اليمنية، إنها ليست في حاجة إلى قرار جديد؛ فهناك حزمة من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، وأبرزها قرار 2216. وكل ما نحتاج إليه اليوم العزيمة من المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات السابقة، وليس تعقيد الأمور».

واعتبر أن «اعتقاد البريطانيين أنهم سيأتون بحل لليمن من خلال هذه القرارات التي يحاولون تمريريها في مجلس الأمن هو اعتقاد خاطئ، وأوضحنا ذلك للجانب البريطاني، وقلنا إننا لن نقبل بالحديث عن قرارات جديدة تحاول الانتقاص من قوة التفويض القانوني الدولي للقرار 2216، وما تحتاج إليه الحكومة في هذه المرحلة ضغط قوي يمارَس على الطرف الانقلابي حتى نصل إلى سلام مستدام، وهذا لن يتحقق إلا بخروج الميليشيات وتسليم الأسلحة، وتحديداً الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة».

مقتل 63 انقلابياً في الضالع والبيضاء... وإحباط تسلل صوب جنوب الحديدة

تعز: «الشرق الأوسط»
قتل 63 انقلابياً فيما جرح آخرون من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في معارك الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في جبهتي قانية والملاجم بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، ومدينة دمت، شمال الضالع الواقعة جنوباً، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني عمليتها العسكرية وتقدمها في عدد من المحافظات.

تزامن ذلك مع إعلان قوات الجيش الوطني إحباط محاولة تسلل مجاميع من ميليشيات الحوثي الانقلابية لمديرية حيس، جنوب الحديدة، وسقوط قتلى وجرحى مدنيين بقصف حوثي وسط مدينة الحديدة.

وأعلنت قوات الجيش الوطني «إسقاط طائرة مسيرة لميليشيات الحوثي في منطقة قانية بمحافظة البيضاء»، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي نقلت عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش الوطني أفشل هجوماً للميليشيات الحوثية في جبهة فضحة بمديرية الملاجم الذي أسفر عن مقتل 30 حوثياً وإصابة العشرات بجروح»، مضيفاً أن «10 عناصر من الميليشيات الحوثية لقيت مصرعها في جبهة قانية بضربة جوية لطيران التحالف أثناء محاولتهم التقدم لاستعادة المواقع التي خسروها يوم الخميس في جبهة قانية».

وفي الضالع، قتل وأصيب نحو 53 انقلابياً في معارك مع الجيش الوطني بجبهة دمت، شمال الضالع. وقال مصدر ميداني، نقل عنه موقع الجيش الوطني (سبتمبرنت)، إن «المواجهات اندلعت عقب محاولات الميليشيات التسلل باتجاه مواقع في مناطق الحريوه وحصمي وجعشة حيد كنة، جنوب غربي مدينة دمت»، وأن «قوات الجيش الوطني أحبطت كل تلك المحاولات، وأجبرت مجاميع الميليشيات على التراجع والفرار باتجاه مدينة دمت».

وأكد المصدر ذاته أن «المعارك أسفرت عن مصرع 23 من عناصر الميليشيات وإصابة 30 آخرين، وأن جثث قتلى الميليشيات متناثرة في مواقع المواجهات».

وبالعودة إلى جبهة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، غرب اليمن، قال المركز الإعلامي لألوية العمالقة، إن «قوات ألوية العمالقة تسللت لمجاميع من مسلحي ميليشيات الحوثي في عدد من المزارع المجاورة لمديرية حيس بالحديدة»، وإن القوات «خاضت اشتباكات عنيفة مع عناصر من مسلحي ميليشيات الحوثي وكبّدت الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».

وذكرت «العمالقة» أنها «تعمل على تأمين المناطق التي تم تحريرها من قبضة ميليشيات الحوثي التي تحاول التسلل إلى المناطق المحررة عبر المزارع والألوية في مديرية حيس، إلا أن الميليشيات تخسر في كل مرة تحاول فيها التسلل وتتكبد خسائر في صفوف مقاتليها دون التمكن من السيطرة على المناطق».

سكان محليون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن «مدينة الحديدة تشهد اشتباكات متقطعة بين القوات المشتركة من الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية أبرزها شارعي التسعين والخمسين، وكذا المواقع القريبة من مدينة الصالح وسوق الحلقة وشرق منطقة 7 يوليو، شرق المدينة، وكذا المواقع الجنوبية بالقرب من مدرسة النجاح في حي الربصا، امتداداً إلى أسوار جامعة الحديدة وكلية الطب».

وأشاروا إلى أن «ميليشيات الانقلاب تشن هجماتها وقصفها على مواقع الجيش الذي يتصدى لهم ويفشل هجماتهم فيما تفر الميليشيات الانقلابية إلى وسط الأحياء السكنية المكتظة بالسكان لإدراكها أن الجيش الوطني لن يقصف الأحياء السكنية أو حتى مقاتلات التحالف».

وقال السكان إن «قذائف الميليشيات تتساقط على المدنيين بشكل يومي، مسببة بذلك إصابات بين المواطنين وأضراراً مادية، وآخرها مقتل طفل في حي الربصا، وامرأة مسنة وشاب في حي زايد، وسط المدينة، جراء سقوط قذائف الحوثيين عليهم، علاوة على إصابة فتاة وطفل في حي زايد وامرأة في حي الربصا».

وعلى صعيد متصل، استعرض محافظ الحديدة الدكتور الحسن علي طاهر ومعه محافظ لحج اللواء الركن أحمد عبد الله تركي مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك والوفد المرافق له، أوضاع نازحي المحافظة في مخيم النازحين بمديرية الرباط. وقالت وكالة «سبأ» إن «محافظ الحديدة استعرض الوضع الإنساني الذي يمر به النازحون من أوضاع إنسانية تتحتم على جميع المنظمات الدولية العمل على تحسينها». وأشار إلى «الجوانب المتصلة بسير العمل الإنساني والإغاثي والجهود والمساعي الأممية والدولية والعربية لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الأوضاع الراهنة التي تسببت بها ميليشيا الحوثي الانقلابية»، منوهاً «بدور المنظمات والبرامج الإنسانية العاملة في اليمن للتخفيف من تفاقم الأوضاع الإنسانية».

وأكد «الحرص على التعاون وتقديم كل التسهيلات للمنظمات والمكاتب الإنسانية بما يمكنها من تنفيذ مشاريعها وأنشطتها الإنسانية».

وطالب المحافظ «الأمم المتحدة بضرورة المساهمة في إعادة تأهيل المناطق التي تم تحريرها بمحافظة الحديدة في مجالات البنية التحتية والمشاريع التي تضررت جراء الحرب التي قامت بها الميليشيا الحوثية».

من جانبه، عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن شكره لتعاون الجهات المختصة وما تقدمه من تسهيلات للعاملين في المجال الإنساني، لافتاً إلى «جهود المنظمات الأممية بهذا الخصوص لتفادي كارثة إنسانية وشيكة في اليمن».

واطلع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومعه منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، على أوضاع نازحي محافظة الحديدة الموجودين في مخيم الرباط بمحافظة لحج والجهود التي تقدم لهم للتخفيف من أعباء نزوحهم.

إلى ذلك، تمكن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» من «نزع 21.784 لغم متنوع بين ألغام مضادة للأفراد وأخرى للآليات وعبوات ناسفة وذخائر غير متفجرة زرعتها الميليشيا الحوثية الانقلابية في مأرب والساحل الغربي بمحافظة الحديدة»، طبقاً لما ذكرته وكالة «سبأ» التي قالت إن «أفراد المشروع تمكنوا خلال الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من نزع 2.223 لغم متنوع زرعتها الميليشيا الحوثية المارقة في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الحوثيون يطردون آخر الأسر اليهودية من اليمن
الحكومة اليمنية تقر برنامجها بانتظار ثقة البرلمان
التحالف يقصف معسكرات للحوثيين بعد أيام من الهجوم على أرامكو
الأمم المتحدة: سوء تغذية الأطفال يرتفع لمستويات جديدة في أجزاء من اليمن
الاختبار الأول لمحادثات الأسرى... شقيق هادي مقابل لائحة بالقيادات الحوثية
مقالات ذات صلة
هل تنتهي وحدة اليمن؟
عن المبعوث الذابل والمراقب النَّضِر - فارس بن حزام
كيف لميليشيات الحوثي أن تتفاوض في السويد وتصعّد في الحديدة؟
الفساد في اقتصاد الحرب اليمنية
إلى كل المعنيين باليمن - لطفي نعمان
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة