الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
تشرين الثاني ٢٦, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الشرق الأوسط
مواجهة بين نقابة الأئمة ووزير الشؤون الدينية في الجزائر
الجزائر: بوعلام غمراسة
يثير ضعف أجور أئمة المساجد الجزائرية وظروف معيشتهم جدلاً في البلاد ازداد حدة بعد مناشدة نقابتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التدخل «لرفع الغبن» عنهم؛ إذ أغضبت المناشدة وزير الشؤون الدينية محمد عيسى الذي طلب منهم «التحلي بالصبر»، مراعاة للظروف المالية الصعبة التي تمر بها الدولة بسبب تراجع إيرادات النفط.
وهاجم عيسى نقابة الأئمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال: «ها أنا أتوجه إلى سادتي الأئمة مباشرة، حتى يكونوا على بينة من أمرهم، وأكرّر لهم ما قلته مراراً للتنظيمات التي تدعي تمثيلهم: أولاً، رفع رواتب الأئمة هو قرار تملكه الحكومة ولا تملكه وزارتكم. وثانياً، رفع رواتب الأئمة يقتضي مراجعة القانون الأساسي الذي صدر في سنة 2008، ولم تأذن الحكومة بمراجعة أي قانون أساسي منذ مصادقتها عليه لا في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف ولا في غيره، ويعرف النقابيون أن الاستثناء الذي وقع غير قابل للتعميم».
وتقول نقابة الأئمة إن مداخيل قطاعات من الموظفين تحسنت والجزائر في عز أزمتها المالية المستمرة منذ 2014، وأعطت مثالاً بالعسكريين الذين رفعت وزارة الدفاع أجورهم ومنحتهم امتيازات مادية كثيرة.
وأشار الوزير إلى أنه طلب من الأئمة «أن يتحلوا بالصبر، بالنظر إلى أن الظروف الاقتصادية والمالية التي تعيشها الجزائر لا تسمح في الوقت الحالي لا بمراجعة القانون الأساسي للوظيفة العمومية، ولا بمراجعة النظام التعويضي». وأبدى تذمراً ضمنياً من لجوء نقابة الأئمة بقيادة رئيسها جلول حجيمي إلى الرئيس. وقال: «أبتهج عندما يرفع السادة الأئمة خطابهم المطلبي الاجتماعي إلى مؤسسة الرئاسة، لكنني أشعر بالحرج عندما تكون لغة الخطاب غريبة عن أدب الإمام وسمت المشايخ، ويكون فيها منطق الابتزاز والمساومة»، في إشارة إلى ما تضمنته الرسالة من اتهام له بـ«تجاهل أوضاع الأئمة» وعدم الدفاع عنهم عندما يتعرضون للاعتداء من متطرفين.
واتهم عيسى نقابة الأئمة بـ«الكذب» فيما يخص موقفها من تعاطي الوزارة مع مطالبها. وقال: «قالت العرب قديماً: الرائد لا يكذب أهله. ومعنى الرائد هو الكشّاف الذي يتقدم قافلة قومه ويرتاد الصحراء بحثاً عن الماء والكلأ، لا يمكن أن يكذب أهله فيما يجد، لأن مصيره مرتبط بمصيرهم، وهذا ما يجعله صادقاً». وبدا كلامه موجهاً إلى حجيمي الذي لا يخفي رغبته في رحيله عن الحكومة. وأضاف: «لاحظت أن من يفترض فيهم أن يتصلوا بالإدارة، ليبلغوا (إليها) انشغالات السادة الأئمة وينقلوا إليهم إجاباتها، ويفترض فيهم أن يصدقوا من وكّلهم، استعاضوا عن هذه المهمة النبيلة باستراق السمع من أروقة الوزارة ونسج الأساطير ليكونوا هم الزعماء المتصدرين، حتى أصبح السادة الأئمة تسلخهم ألسنة السوء، وتنهشهم أنياب السياسويين، وتتجاذبهم بعض التنظيمات حتى ينضموا إلى هذا التشكيل أو ذاك، بل وصل الحد إلى إثارة النعرات الجهوية بينهم، ودفعهم إلى مجابهة بعضهم بعضاً والتسبب في تسريح بعضهم بسبب دفعهم إلى أخطاء مهنية جسيمة، وبلغ التحرش بهم إلى أن وسمهم البعض بالمتسولين والمحتقرين والجياع».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
انطلاق «تشريعيات» الجزائر اليوم وسط أجواء من التوتر والاعتقالات
بعد عامين من اندلاعه... ماذا تبقى من الحراك الجزائري؟
لوموند: في الجزائر.. انتخاباتٌ على خلفية القمع المكثف
انتخابات الجزائر... الإسلاميون في مواجهة {المستقلين}
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الجزائري وسط فتور شعبي
مقالات ذات صلة
فَراغ مُجتمعي خَانق في الجزائر... هل تبادر النُخَب؟
الجزائر... السير على الرمال المتحركة
"الاستفتاء على الدستور"... هل ينقذ الجزائر من التفكّك؟
الجزائر وفرنسا وتركيا: آلام الماضي وأطماع المستقبل - حازم صاغية
الجزائر بين المطرقة والسندان - روبرت فورد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة