الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الثاني ٤, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
«سنّة ٨ آذار» :فوجئنا بموقف عون من توزيرنا «المستقبل»: حان دور «حزب الله» ليعطيَ الرئيس
بيروت - «الحياة»
دخلت حركة الاتصالات والتفاوض دائرة الجمود، مع تأزم العقدة السنية التي حالت في الساعات الأخيرة من دون تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. على ما قالت لـ «الحياة» مصادر مواكبة للتأليف، وأشارت إلى أن التعثر الذي فرمل اندفاعة عملية التشكيل في موضوع سنة 8 آذار لا يبدو مرشحاً لأي حلحلة في المدى المنظور، أقله في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من زيارته الخاصة إلى باريس، والذي يتمسك بعدم توزيرهم، ملوّحاً بالاعتذار عن التشكيل في حال حصل ذلك، وأيضاً موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الداعم له ورفضه إعطاءهم مقعداً وزارياً من حصته.

وفي هذا الإطار شدد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمام وفد من منسقية «تيار المستقبل» في صيدا على أن ما يسمى «العقدة السنية هي مشكلة مفتعلة لإعاقة التشكيل». وكان تأكيد مشترك «لأهمية الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات الداخلية في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والنقدي، ومعالجة القضايا المعيشية الملحة وتثبيت حضور الدولة ومؤسساتها».

وأشار النائب ​نقولا نحاس​ إلى أن «العقدة السنية طرحت سابقاً وليست عقدة مستجدة»، لافتة إلى أنه «عندما طرح هذا الموضوع، الجهات المسؤولة عن التأليف لم تأخذه على محمل الجد، واعتقدوا أن هذه العقدة ليس لديها الوزن الكافي لتعقيد لتشكيل».

ورأى نحاس أن «أحد الأسباب التي تدفع ​حزب الله​ للمطالبة بإعطاء حقيبة وزارية للنواب ​السنة​ المستقلين، هي أنه لديه حلفاء يحاول إعطاءهم حيثية سياسية مستقلة، ونحن داخلون بمخاض صعب في المنطقة مع العقوبات المفروضة على ​إيران​، وهناك أيضاً احتمال إن الحزب لا يريد أن يكون الثلث المعطل بيد الرئيس والتيار الوطني الحر».

ولفت إلى أن «القصة الأساسية اليوم هي أن هذا الموضوع لم يؤخذ بحقيقته والكل استسهلوه»، معتبراً أن «حزب الله حتماً يريد ​حكومة​ له فيها الوزن الأكبر، والكرة اليوم لدى الجميع لأن الحزب يجب أن يسهل ورئيس الحكومة المكلف، يجب أن يستنبط الحلول التي لا يمكن أن لا تكون موجودة والرئيس ميشال عون يجب أن يتفهم». وشدد على أن «لا بديل عن الرئيس الحريري في هذه المرحلة والكل مدعو إلى إيجاد الحل للعقدة السنية».

وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب ​نزيه نجم​ أن «كلام ​رئيس الجمهورية في ظهوره الإعلامي الأخير كان واضحاً وضوح الشمس حول «العقدة السنية». ولفت إلى أن «البلد في حاجة إلى اقتصاد جيد وتأمين الكهرباء والمياه والاستقرار وكل مستلزمات الحياة الكريمة و​محاربة الفساد،​ بدل محاربة بعضنا بعضاً». وأوضح أن «ما طلبته الأحزاب الأخرى من رئيس الحكومة المكلف تم تنفيذه، وما استطاع تقديمه على حساب طائفته وحساب ​تيار «المستقبل»​ قام به، وكل شيء اليوم موضوع على طاولة الرئيس عون الذي لن يتأخر في توقيع مراسيم الحكومة، وهذا الموضوع سنتخطاه في الأيام المقبلة».

واعتبر أن «هذه المرة، حان دور ​«حزب الله»​ أن يعطي الرئيس»، مشيراً إلى أن «العقدة السنية» ليست كبيرة لأن السنّة ممثلون في الحكومة». وقال «الرئيس عون لديه وزير سني لن يعدّل باسمه و​الحريري​ لديه 5 وزراء سنّة يمثلون كل المناطق السنية في لبنان». وأكد أن «​بيت الوسط​ مفتوح لكل الناس، والنواب السنّة المستقلون لم يطلبوا موعداً للقاء الرئيس الحريري»، مشيراً إلى أن «حوار هؤلاء النواب يجب أن يكون مع الرئيس عون».

وغرد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب فريد البستاني، قائلاً: «إن تشكيل الحكومة أولوية وتأخير الولادة لا يخدم المصلحة الوطنية لا سيما وأن هنالك استحقاقات خطيرة لا تطمئن لبنان والمنطقة». وقال: «المطلوب من الجميع وعي خطورة المرحلة وضرورة المساهمة في تذليل آخر عقبة لتسهيل التشكيل وإعلان حكومة الوحدة الوطنية».

وتحفظ عضو «التكتل الوطني» النائب فريد الخازن عن المعيار الواحد، معتبراً أن «فلسفة النسبية في أي نظام ديموقراطي هي لحماية الأقليات السياسية أو المذهبية أو الطائفية أو العرقية». وقال: «لرئيس عون هو المسؤول الأول والرئيس المكلف بالدرجة الثانية والقوى السياسية بالدرجة الثالثة، ولا يمكن رمي التهم على فريق معين».

وقال النائب وليد سكرية (من النواب السنة الـ6): « تم توزيع الوزراء في الحكومة العتيدة على أساس مذهبي، فلماذا تيار المستقبل يريد أن يلغي السنة؟ نحن على موقفنا ومن لديه الحل فليحل العقدة».

وأضاف: «نحن الآن موجودون ونطالب بتمثيلنا بالحكومة، فهذا حقنا، وان تشكلت الحكومة من دوننا فسنحجب عنها الثقة وسنعارض، فالناس انتخبونا بإرادتهم، وهؤلاء الناخبون هم لبنانيون من الطائفة السنية، وبالتالي فمن حقهم ان نمثلهم». وأشار إلى أن «موقف رئيس الجمهورية فاجأ سنة 8 آذار، ولكن لم يطلبوا من فخامته أي موعد، باعتبار أن حقهم شرعي والانتخابات أنتجت هذا الواقع».

وفي المقابل قال الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد حول نأيه عن إبداء رأيه تجاه العقدة السنية: «لم أبد أي رأي تجاه العقدة المسيحية، والدرزية، والآن لن أبدي أي موقف في شأن ما يسمى العقدة السنية، ذلك لأنني لا أوافق على المسار الذي مضت فيه عملية تأليف الحكومة، والسبب يعود لكون هذا المسار خاضعاً لتجاذبات طائفية ومذهبية، بعيدة كل البعد من أي مضمون سياسي أو وطني أو اجتماعي»، ولفت إلى أن «كل العقد التي برزت خلال مسيرة تأليف الحكومة عبرت عن صراعات حول المكاسب والمغانم لكل طرف من الأطراف. هذا المسار لا يمكن أن يوصل البلد إلا لمنزلقات خطيرة لأنه بعيد عن المجال الوطني العام»، مؤكداً أن «تركيبة الحكومات المتعاقبة وسلوكها السياسي لم يساهما في معالجة قضايا البلد».

عودة: يتقاتلون والبلد سيزول

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداساً في كنيسة القديس جاورجيوس الرميل، في ذكرى تدشين الكنيسة المشيدة للقديس في مدينة اللد في فلسطين، في حضور النائب نقولا صحناوي ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب. وألقى عظة تحدث فيها عن «سلوك المسيحيين الأوائل ومقاومتهم الاضطهاد والطغيان»، وقال: «كان المسيحيون يستشهدون من أجل المسيح ولم يخافوا أحداً، كانوا يقولون الحق ويحييون بالحق، كانوا يكرهون الكذب والشر».

ورأى عودة أن «من يتكلم بالمسيحية اليوم سيجوع المسيحيين، ومن يتكلم بالمسيحية مطلوب منه أن يكون مسيحياً. هم يتقاتلون في ما بينهم، يتفقون يوماً ويوماً لا يتفقون والبلد سيزول. المسيحي لا يفكر إلا بالله وينكر نفسه من أجل كل إنسان».

قاسم: الحكومة لا تكتمل إلا بتمثيل السنّة المستقلين

لا يزال «حزب الله» مصراً على مطلبه بتوزير «سنة 8 آذار» في الحكومة اللبنانية العتيدة. وقال نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في احتفال أمس: «عند تكليف رئيس الحكومة الأستاذ سعد الحريري، استمع الرئيس المكلف لمطالب الأفرقاء المختلفين، ومنهم السنة المستقلون، الذين عبروا عن رأيهم وعن موقفهم، راجعوا كل ما ورد في وسائل الإعلام وفي التحليلات، كان الكلام دائماً أنه توجد ثلاث عقد: العقدة مع القوات اللبنانية، والعقدة الدرزية، وعقدة تمثيل السنة المستقلين، هذا كان من أول يوم بالتكليف. إذا فمسألة السنة المستقلين ليست جديدة، هي مسألة قديمة من وقت التكليف، نحن كحزب الله قررنا أن لا ندلي برأينا إعلامياً في العقد الثلاث، وأبدينا رأينا للمعنيين وفق المناسب واللازم، وخصوصاً مع رئيس الحكومة، يعني رئيس الحكومة يعرف رأينا في كل هذه المسألة، ولكن فضلنا ألا نعلن ذلك ولا نقول رأينا في هذه المسألة كذا وفي تلك المسألة كذا، لنسهل على الرئيس عملية التأليف، وذكرنا الرئيس مرات ومرات بأن مسألة تمثيل السنة المستقلين أمر ضروري، وكما تعملون على حل عقدة القوات اللبنانية والتمثيل الدرزي اعملوا على حل عقدة السنة المستقلين».

وأسف «لو لم تكن هناك خطوات جدية في هذا المجال، ولم يقارب الموضوع نهائياً على المستوى العملي، بينما الأشهر الخمسة ضجت بالحديث عن العقدة الأولى عقدة القوات، والبلد كان في حال من الغليان ونقاشات وعروض وعروض مضادة، واتهامات واتهامات مضادة، لأن المسألة كانت في محل اهتمام وبحث وأثيرت في الإعلام، بالطريق حلت المسألة الدرزية، ولكن لم يكن هناك أي مسعى لحل مشكلة السنة المستقلين.

هنا عندما وصل الأمر إلى حل العقدتين الأولى والثانية، أراد رئيس الحكومة أن يعلن الحكومة من دون أي معالجة لمسألة السنة المستقلين، فبرزت أنها مشكلة مستجدة ولكنها ليست كذلك، وإنما هي موجودة من خمسة أشهر، لكن لم يكن هناك تحرك أساسي في هذا الموضوع».

وأكد قاسم «أن حزب الله مع تشكيل الحكومة في أسرع وقت، قالها ويقولها، ولكن الحل بيد رئيس الحكومة، هذا أمر يمكن معالجته مع قليل من التفهم والتواضع والمعالجة الصحيحة، هؤلاء يمثلون شريحة واسعة من الناس وعلى القواعد التي تم اعتمادها في تمثيل من نجح في الانتخابات النيابية يحق لهم أن يمثلوا بواحد، نحن مع تأكيد إنجاز حكومة وحدة وطنية، هذه الحكومة لا تكتمل إلا إذا تم تمثيل السنة المستقلين على قاعدة أن الجميع تم تمثيلهم والاتفاق معهم والبحث عن حلول مختلفة».

من جهته أكد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين «أن تشكيل الحكومة يحتاج إلى توافق وتفاهم، وطريق التوافق والتفاهم يحتاج إلى حوار، والحوار يحتاج إلى أن يسمع الناس بعضهم بعضاً، أما أن يسد البعض آذانهم، فهذا ليس حواراً، ولا طريقاً للتفاهم والتوافق، وبالتالي إذا كان البعض ما زال يعتقد أن طريق تشكيل الحكومة مبني على التوافق والتفاهم، عليه أن يبذل المزيد من الحوار والنقاش والاستماع إلى الآخرين للوصول إلى نتيجة طيبة». وزاد: «ما يطالب به النواب المستقلون، هو حقهم الطبيعي من خلال تمثيلهم لشريحة شعبية جيدة ومهمة، وهذا هو منطقنا الذي نقدمه بكل هدوء وواقعية وموضوعية، ولذا فإن هؤلاء النواب المستقلين يتمسكون بحقهم، ونحن نقف معهم وندعمهم».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة