الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
تشرين الثاني ٢, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
مصادر بعبدا: العقدة السنّية جمّدت التشكيل لكنها لم تجمّد البحث في تأليف الحكومة
عون: الحريري الأقوى في طائفته ولا يجوز إضعافه
فيما عملية تأليف الحكومة اللبنانية تنتظر إيجاد الحل المناسب لتذليل عقدة تمثيل سنّة 8 آذار، لم تصدر أي إشارة بعد من «حزب الله» للتخلي عن مطلبه الداعم لتوزير نائب منهم، بعد كلام رئيس الجمهورية ميشال عون الرافض حصة لنواب السنة المستقلين، ودعم الرئيس المكلف سعد الحريري. وفي هذا السياق أكدت مصادر بعبدا أن ما حصل في الأيام الأخيرة ربما جمّد تشكيل الحكومة لكنه لم يجمّد البحث في تأليفها، والدليل أن الاتصالات تتكثف لمعالجة هذه المستجدات، ورأت أن تأزم العقدة السنية حرّك الاتصالات لاستيعاب هذه الأمور من أجل التوصل إلى حلحلة.
وأشارت المصادر إلى أن «الرئيس المكلف كان واضحاً في موقفه وأن رئيس الجمهورية تفهم موقفه، والخروج من هذه الدوامة لن يحصل الا عبر الاتصالات والسعي الجدي لمعالجة هذه العقدة المتبقية».
وفيما قالت مصادر سنة 8 آذار رداً على طرح توزير شخصية من خارجهم: «تمثيلنا سيكون من ضمن النواب السنة المستقلين ولا تراجع عن هذا الأمر»، أشارت مصادر «حزب الله» إلى أن «لا جديد لدينا في هذا الأمر والاتصالات متوقفة». لكن «المركزية» نقلت عن مصادر الحزب أن «العقدة السنية ليست عصية على الحل شرط أن يخرج الرئيس الحريري من منطق «أنا أو لا أحد».
ورأى عضو «اللقاء التشاوري» النائب قاسم هاشم في تصريح «أن أي حكومة تستثني اللقاء هي حكومة بتراء وستكون حكومة الاحتكار والإلغاء، ولا يمكن تحميل اللقاء مسؤولية تعثر التأليف. فمن يحاول إبعاد اللقاء عن الحكومة العتيده تحت حجج وذرائع واهية هو المسؤول عن الواقع المزري الذي وصلت اليه أمور الحكومة».
وفي المقابل أشار عضو تكتل «لبنان القوي« النائب سليم عون إلى أنه «حين تدعو الرئيس المكلف للتحرر من الضغط الخارجي، علينا أن نترك له متنفساً في الداخل وعدم الضغط عليه». وأكد أن «أحداً ليس في وارد التخلي عن الحريري على رأس الحكومة». وشدد على أن «المصلحة الوطنية اليوم هو تشكيل الحكومة وعدم العرقلة».
وأكد أن «الرئيــس عون لن يحل أزمة تمثيل السنة المستقلين من حصته الوزارية»، ورأى أنه «لا يمـــكن إعطاء حصة النواب السنة مرتين، مرة في كتلتهم ومـــرة أخرى حين يجتمع النواب السنة المستقلون».
وأكد عضو التكتل ذاته النائب أسعد درغام أن «الأمور محصورة في إطار المطالبة من قبل الثنائي الشيعي بتمثيل سنّة 8 آذار ولم نصل بعد إلى مرحلة العرقلة وضرب العهد وعندها نسمّي الأمور بأسمائها». ولفت إلى أن «هناك اتفاقاً ضمنياً بين القوى بالحق في المطالبة بتمثيل الكتل الأخرى من دون التمسك بذلك إلى حد العرقلة»، مؤكداً «أننا نراهن على حكمة حزب الله بأن يكون عاملاً مسهلاً للعهد ولتشكيل الحكومة. المطالبة بتمثيل سنة 8 آذار غير مبررة لأنهم كأفراد ليسوا ضمن كتلة واحدة». وشدد على أنه «إذا اعتذر الرئيس المكلف عن تأليف الحكومة سنعيد تسميته ولا بديل منه».
ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار، إلى أن «الرئيس الحريري يبذل كل المحاولات ولم ييأس من الوصول إلى توافق في الحكومة. كان هدفه دائماً الوصول إلى حكومة توافق وطني تجمع مكونات البلد الأساسية وتحقق قواعد المشاركة. حكومة تستطيع بعد تأليفها إطلاق ورشة عمل وإصلاحات، تواكب رغبات المجتمع الدولي عبر تقديمات مؤتمر سيدر شرط تأمين الأرضية اللازمة ومحاربة الفساد وتخفيض عجز الدولة وزيادة إيراداتها. فكل هذه الأمور يضعها الرئيس الحريري أمامه». وأكد أنه «لو كانت تشكلت الحكومة لكان مجلس الوزراء عقد أكثر من 5 جلسات، وأصدر قرارات هيأت الأجواء الملائمة لنقل البلد من حالة الضيق الاقتصادي، إلى حال أفضل يفتح الآفاق أمام بحبوحة»، معرباً عن أسفه لأن «الحريري يقدم مصلحة الوطن، فتظهر أمامه العقدة تلو الأخرى، وما حصل أخيراً من عقد لم تكن في الحسبان»، موضحاً أن «هذا الأمر لم يطرح أثناء مفاوضات التشكيل، ودائما كان حزب الله يحكي عن عقدة مسيحية وعقدة درزية، وما نراه اليوم عقدة سنية، عبرت عنها مجموعة من النواب»، ولفت إلى أن «سليمان فرنجية من ضمن تكتل وأخذ حصة، وكذلك عدنان طرابلسي من ضمن لائحة شكلها «حزب الله»، والعميد الوليد سكرية أيضاً ضمن كتلة حزب الله، وهم كما قال الحريري مجموعة أفراد وليسوا كتلة، فهم تجمعوا وطالبوا بتمثيلهم».
«تنغيص على الحريري»
وأكد القيادي في «تيار المستقبل« النائب السابق مصطفى علوش أن «الهدف واضح من توزير أحد وجوه «اللقاء التشاوري السني»، فهذا التجمع يهدف من دخوله إلى الحكومة التنغيص على الحكومة ورئيسها»، مشيراً إلى أن «حزب الله يحاول دائماً أخذ شكل الوقار ويترك الناس تسوّد وجهها».
عون: الحريري الأقوى في طائفته ولا يجوز إضعافه
أظهر الحوار الإعلامي أول من أمس، مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لمناسبة مرور سنتين على توليه منصبه وتغريدات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري تعليقاً على كلامه مدى الانسجام الحاصل بين الطرفين السياسيين في ظل التعقيد الجديد الذي أصاب عملية تشكيل الحكومة العتيدة، في وقت نبه وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق إلى أن «الخزان الكبير الذي اسمه المسؤولية الوطنية لدى أهل السنّة بدأ ينفد، بعدما تعرض للاستنزاف حتى لا أقول للابتزاز. فلسنا وحدنا المسؤولين والمعنيين بالميثاقية، ولسنا وحدنا أم الصبي، فكيف إذا عوملت الأم بطريقة سيئة، ليس أكيداً بعدها أن يبقى الصبي على قيد الحياة لنحرص عليه».
وكان الحريري وجه عبر «تويتر» تحية «من القلب إلى الرئيس عون»، قائلاً: «كلامك إلى اللبنانيين عناوين للصدق والصراحة والمسؤولية».
وكان سبقها بتغريدة عن المناسبة بالقول: «سنتان معاً على طريق استعادة الثقة بالدولة، ومعك لن نتراجع عن مسيرة النهوض بلبنان. نسأل الله أن يُنعم عليك بالصحة لتبقى عنواناً لوحدة جميع اللبنانيين». ورد عون عبر «تويتر» على تغريدة الحريري، قائلاً: «بالتفاهم والتضامن نستطيع أن نحقق الكثير، وسنبقى معاً ما دمنا نخدم معاً مصلحة لبنان ونحفظ وحدة اللبنانيين».
المقابلة مع عون
وسئل عون في المقابلة التلفزيونية عن مسار تشكيل الحكومة والعراقيل التي تواجهه، فقال: «أوضحنا من البداية أننا نريد حكومة وفقاً لمعايير معينة، أي وفقاً للأحجام، ومن دون تهميش أحد، لا طائفة ولا مجموعة سياسية. فلو اكتفى كل طرف بمعيار حجمه لما كانت حصلت هذه المشكلة، وظهرت عراقيل غير مبررة، كانت سبباً لتأخير تشكيل الحكومة».
ووصف مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين في الحكومة، والذي سبب تأخير التأليف: بـ «نوع من التكتكة السياسية التي تضرب استراتيجيتنا الكبيرة، لأن أي تأخير الآن ينعكس على لبنان. فبعد ثلاثة أيام يكون للرئيس الأميركي دونالد ترامب كل الصلاحيات ليطلق العدائية ضد أي شخص كان، إضافة إلى التطويق المالي والاقتصادي الذي يؤثر كثيراً في اقتصادنا. فيجب علينا تأجيل كل المشاكل والعراقيل التي تعطل تشكيل الحكومة، فكل دقيقة تأخير تكلف لبنان عبئاً كبيراً».
وعن العقدة السنية التي ظهرت أخيراً، رأى أن «المجموعة التي تطالب الآن بأن تتمثل في الحكومة مكونة من أفراد وليست كتلة، ونحن نمثل الكتل ضمن معايير معينة، وهم شكلوا مجموعة، فهل يمكن أن يتمثلوا في الحكومة وكل واحد منهم في اتجاه سياسي معين؟ وماذا سيفعلون؟ وما يهمنا أيضاً ليس إضعاف رئيس الحكومة، فلديه مسؤوليات وعليه أن يكون قوياً من دون أن يتعرض لأي هزات».
وعن الخشية من أن تحصل مشكلة سنية شيعية في هذا التوقيت، رأى «أن على كل طرف أن يدرك أنه لا يجب أن نعرض الوحدة الوطنية لأي ثغرة يمكن أن يستغلها أحد».
وعن إمكان بذل الرئيس عون، من موقع الرئيس القوي وموقع حليف «حزب الله» جهداً معيناً دعماً للرئيس المكلف، قال عون إن «الموقف الذي ذكره حول تمثيل النواب السنة المستقلين هو بمثابة رسالة، فإذا أحبوا سماعها فأهلاً وسهلاً بهم، وإذا لم يرغبوا بسماعها، فأنا لا أستطيع التدخل أكثر من ذلك. خرجت عن تحفظي لأن الوضع ليس سهلاً وأنا لا أعلم ما إذا كان الجميع يقدرون الوضع مثلي، فاعتقد أنني أقدر جيداً الأوضاع حتى الآن».
ورأى عون «أن اللجوء إلى حكومة أمر واقع، لا يخدم لبنان فنحن نبني حكومة عبر التفاهم والتضامن، حيث نستطيع أن نحقق أموراً كثيرة. أما عبر التفرد بالرأي ووضع الشروط فهذا غير ممكن».
وعن «سر الكيمياء» بينه وبين الحريري والاستمرار بما سبق أن قاله عن «حكم الأقوياء»، أوضح أنه يشترك مع الحريري «بالنوايا الطيبة لبناء لبنان، وهو شخص طيب، لا يمكن أن تختلف معه». وعن سبل الخروج من أزمة التشكيل، شدد عون على أنه «يضع الناس أمام مسؤولياتهم»، منبهاً إلى أن «التكتيكات السياسية تفتح ثغرة قد تضرب الوحدة الوطنية»، وقال: «ضحينا جميعاً ودفعنا من رصيدنا من أجل إرضاء الآخرين».
وأكد أن الحريري «الأقوى في طائفته وهو ما ظهر في الانتخابات، على رغم انخفاض قوته السياسية». وقال: «على رئيس الحكومة، أكان الرئيس الحريري أم غيره أن يكون قوياً، ولا يجب إضعافه كي يستطيع أن يعطي ويأخذ». واعتبر عون أن «الكلام مع الحكومة السورية بخصوص مسألة النازحين، مصلحة لبنانية لا تؤذي أحداً». وعن العلاقة المسيحية- المسيحية ومصير اتفاق معراب، قال: «نحن مختلفون في السياسة إلا أننا لسنا مختلفين على الوطن».
المشنوق: السنّة يتعرضون للابتزاز وطَفَحَ الكيل
وكان المشنوق وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، زار الرئيس عون في القصر الجمهوري أمس، وبحث معه الأوضاع، وجال في منطقة البقاع الأوسط، وقارب الوضع الحكومي من رواية للأديب زكريا تامر «عن طفل يضربه جمع من الناس، فاقترب منهم رجل وسألهم لماذا يضربونه، فأجاب الطفل: يريدون مني أن أقول حرف الألف. فقال له الرجل: قل الألف وتخلص من هذا الضرب. فأجابه الطفل: يريدونني أن أقول حرف الألف اليوم، وغداً سيطلبون الباء والتاء والثاء، ولن ننتهي من الضرب والأحرف».
وأضاف المشنوق: «نحن أهل السنة، لم نصل إلى هنا بعد ولن نقول حرف الألف». كل يوم يخلقون لغماً جديداً، ويبتكرون معايير جديدة ويطبقونها بشكل انتقائي وحيث يحلو لهم، ويطبقون عكسها في مكان آخر»، سائلاً: «لماذا لا تكون مثلاً مبادلة الوزراء بين كل الأطراف؟ وإذا كانت المبادلة مكسباً وطنياً، فليكسب كل الأطراف منها، ونحن نقبل أن نكون آخر الكاسبين. بصراحة طفح الكيل لأن الأمور وصلت إلى مكان حيث لا يمكن السكوت ولا تكفي المراقبة».
وأكد المشنوق أن «حسابنا هو الحساب الوحيد المفتوح والكل يريد أن يغرف منه، ووصلت الأمور إلى مكان حيث يجب أن يعاد النظر في كل القواعد المفتعلة، على رغم تأكيدنا أننا أهل دولة وعيش واحد، ولا شيء ندعو إليه، لا بأفكارنا ولا في نفسيتنا ولا في تربيتنا غير الدولة، لكن في الوقت نفسه ليس اختصاصنا وحدنا أن ننقذ المعادلة الوطنية، فمن دون شراكة فاعلة وحقيقية من الآخرين لا يمكن أن ننقذ هذه المعادلة».
وإذ دان المشنوق «الكلام البذيء والتافه الذي نشر عن المملكة العربية السعودية وعن ولي العهد السعودي وعن القائم بالأعمال السعودي»، أكد أنه «يتجاوز كل ما يمكن لأي إنسان محترم أن يتحمله، وهو أسوأ من البذاءة بكثير».
وقال: «نحن لسنا دولة مهينة للدولة العربية الأولى، ولا نقبل أن يهان سفيرها الذي يجول في كل المناطق اللبنانية ويتابع أمور اللبنانيين بدماثة خلق وبلطافة».
جنبلاط لـ «سنّة 8 آذار»: مستقلون عن من ؟ كرامي يردّ: «عم تتهضمن يا بيك» ؟
غرّد رئيس «الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر «تويتر»، تعليقاً على العقدة المستجدة المتعلقة بتوزير نواب سنّة 8 آذار، فكتب: «يبدو أن أخبار لبنان وصلت إلى بغداد فأخد العراقيون يبحثون في شارع المتنبي عن كتاب حول السنّة المستقلين. والبعض الآخر وجد التقرير الأخير للبنك الدولي عن لبنان. إنه مخيف فهل قرأه السنّة المستقلون. بالمناسبة مستقلون عن من؟. في هذه المناسبة التحية لأسامة سعد (نائب صيدا) على موقفه الوطني».
وردّ النائب فيصل كرامي عبر «تويتر» بالقول: «عم تتهضمن يا بيك؟! السنّة المستقلون الذين أعجزك إيجاد تعريف لهم لدرجة الذهاب إلى بغداد والبحث في شارع المتنبي عن الكتب، هم السنّة اللبنانيون الذين لم يكونوا تابعين لتشكيلة من الدول الأجنبية والعربية خلال تاريخهم السياسي».
ولفت إلى أن «السنّة المستقلون هم الذين لم ينهبوا المال العام بشراهة غير مسبوقة أوصلتنا إلى تقرير البنك الدولي المرعب والخطير الذي تتحدّث عنه. تحية إلى روح المناضل الكبير «سلطان باشا الأطرش».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة