الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ٢٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
الحريري يعمل لتشكيلة حكومية تضم الجميع و«القوات» قدمت طروحات «ليبني عليها مشاوراته»
على رغم الأجواء التفاؤلية والمحاولات المتواصلة لحل عقد تشكيل الحكومة اللبنانية، فإن لا شيء يشي بولادة قريبة. وأكدت مصادر مطلعة على موقف الرئيس ميشال عون أنه ينتظر الرئيس المكلف سعد الحريري، وأنه قدم كل ما لديه ولم يعد لديه ما يقدمه لتأليف الحكومة. وأشارت المصادر إلى أن كل المهل الزمنية التي توضع لعملية التأليف كلها في إطار التمنيات، ولا شيء مؤكداً حول موعد التشكيل، لكن الاتصالات مستمرة وهي جدية جداً.

وأكدت مصادر الرئيس الحريري أن «المحاولات جارية لتحقيق خرق على صعيد عقدة «القوات اللبنانية». وشددت على أن «أولويته تقديم تشكيلة حكومية تضم الجميع لا تشكيلة أمر واقع. هناك أبواب قد تكون مفتوحة تسمح بحصول القوات على حقيبة وازنة ونعمل بتكتم على إنجاح هذا الموضوع». وفيما أعلنت «القوات» أن «لا جديد لديها، ولم تتلق أي عرض جديد». أشارت مصادر «التيار الوطني الحر» إلى أن ليس لديها أي عرض جديد أو أي حقيبة من الممكن أن تتنازل عنها، داعية القوات إلى القبول بالعرض المقدم، مشددة في الوقت ذاته على أن ما من فريق يريد أن يخرج القوات من التشكيلة الحكومية.

وفيما التقى الرئيس الحريري، في «بيت الوسط»، الوزير علي حسن خليل موفداً من الرئيس نبيه بري، حط الوزير السابق غازي العريضي عند رئيس المجلس، وتمنى بعد اللقاء أن «يدرك الجميع خطورة الوضع والذهاب إلى تشكيل الحكومة، والأهم بعد التشكيل هو الذهنية الجديدة في التعاطي»، وقال: «لا أستطيع الحديث عن الحلحلة في موضوع الحكومة فأصحاب الشأن هم الذين يجب أن يتخذوا الخطوات المطلوبة في هذا الاتجاه. الوزارات كلها مهمة ولكن للأسف المعايير مختلفة وقد حصلت أخطاء كثيرة والآن أصبحنا في وضع دقيق وحساس وعلينا أن نعرف كيف نتخذ الخطوات بشجاعة وهذا ما أقدم عليه وليد بك جنبلاط فالتسوية إقدام وشجاعة وليست تنازلاً أو تراجعاً».

وعن حقيبة التربية أجاب: «لا يبقى شيء للطائفة الدرزية الكريمة إذا قدّمناها ووزارة التربية ثابتة ووليد جنبلاط قدّم كل التسهيلات».

وأمل الرئيس نجيب ميقاتي بأن «يتم تأليف الحكومة بسرعة، بخاصة أننا نرى النوايا الطيبة للرئيس المكلف، وما يقدمه من وقت وجهد، وهو كان يتمنى إنجاز التشكيلة الحكومية منذ أشهر، ولكن نعرف العراقيل التي تواجهه، وهي مؤسفة جداً ولا تعطي إشارات بناءة للبلد»، وقال: «السؤال الأساس هو حتى بعد تأليف الحكومة إلى أين نحن ذاهبون؟ هل إلى مزيد من الاستشراس والمشاكسات داخل الحكومة؟ هذا ما يخيفنا ونسعى إلى تجنبه. نتمنى أن تسود الألفة والمحبة داخل مكونات الحكومة، لكننا نعرف أن كل طرف يسعى للحفاظ على مكتسباته في ظل نظام «المقاطعجية» السائد في البلاد. وإذا بقينا نعمل بهذه العقلية، فإنني أشعر بالخوف على هذا الوطن».

وفي المواقف أشارت عضو كتلة «المستقبل» النائب رلى الطبش إلى «أننا سنشهد حكومة وفاق وطني خلال 48 ساعة، والتأخير نتيجة حكمة وإدارة رئيس ​الحكومة​ المكلف للخروج بحكومة فاعلة وقادرة على حل الأزمات».

وأكد أمين سر «تكتل لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان أن «الحكومة باتت قريبة جداً وننتظر ولادتها خلال أيام، وهمّها سيكون تأمين فرص عمل للشباب وإيجاد الحلول للتنمية والنفايات والكهرباء وتلبية تطلعات اللبنانيين».

وأشار عضو التكتل ​حكمت ديب​ إلى أن «هناك حلاً للعقد الحكومية، ولكن لن أقول تواريخ لموعد التأليف، ونحن على قاب قوسين أو أدنى من تشكيل الحكومة».

ورفض عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب أنطوان حبشي «الجزم بمواعيد تشكيل الحكومة، لأن المعايير التي وضعت لم تُحترم».

وأوضح «أن «القوات» حملت إلى الرئيس المكلف مجموعة طروحات ليبني عليها في مشاوراته، لكننا نتريث كي لا نغرق اللبنانيين بأجواء مغلوطة»، معتبراً «أن الكلام عن وزارات «القوات» في الحكومة يبقى في إطار الضوضاء، والتفاوض لا يزال مستمراً، كما أن الرئيس المكلف يواصل مشاوراته وهو مستعجل لإنتاج حكومة تكون على مستوى التحديات التي يواجهها لبنان على الصعيدين الداخلي والخارجي».

عون أمام وفد فرنسي: قرار لبنان حرّ

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «لبنان ملتزم توصيات مؤتمر سيدر بالتزامن مع تطبيق خطة النهوض الإقتصادي التي أقرتها الحكومة المستقيلة لتعزيز قطاعات الإنتاج في البلاد».

والتقى عون أمس، وفدا برلمانياً فرنسياً مشتركاً من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين برئاسة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية مارييل دو سارنيز ورئيس لجنة الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ كريستيان كامبون. وجاء الوفد إلى لبنان في زيارة استطلاعية وللتعبير عن تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع لبنان ودعمهم إياه في المجالات كافة، وفق المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية. وحضر اللقاء السفير الفرنسي برونو فوشيه.

وشدد عون على «أهمية العلاقات اللبنانية- الفرنسية والحرص على تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة»، منوهاً بـ «الدور الذي تلعبه القوة الفرنسية العاملة في قوات يونيفيل في الجنوب في حفظ الأمن والاستقرار». ولفت إلى أن «لبنان الذي قدم منذ عام 2011 وحتى الآن الرعاية الكاملة للنازحين السوريين، ما ألحق تداعيات سلبية باقتصاده وأمنه، يدعم اليوم مسيرة عودتهم الآمنة إلى بلادهم، لا سيما بعد توقف القتال في عدد كبير من المناطق السورية، وتنظيم مصالحات على مختلف الصعد».

وأكد أن «الغالبية العظمى من النازحين تركوا قسراً مناطقهم بسبب القتال الذي كان دائراً فيها، وبديهي مع توقف المواجهات العسكرية، أن يعودوا إليها تباعاً، لا سيما أن الذين عادوا حتى الآن من لبنان إلى سورية لم يتم تبليغهم بأي مضايقات تعرضوا لها». وشدد على أن «المساعدات الدولية يجب أن تقدم للنازحين في سورية وهذا ما سيشجعهم على العودة». وجدد تأكيد أن «لبنان لا يمكنه أن ينتظر تحقيق الحل السياسي في سورية لتتم العودة».

وأكد عون للوفد البرلماني الفرنسي أن «القرار اللبناني مستقل وسيد، وهذا ما أدركه المجتمع الدولي، لا سيما من خلال المواقف التي صدرت عن رأس الدولة في المحافل الإقليمية والدولية، ولن يقبل لبنان أي مساس بسيادته واستقلاله وقراره الحر، وكما نحترم استقلالية كل دولة، فإننا نريدها أن تحترم استقلاليتنا».

وكان الوفد الفرنسي زار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أول من أمس. وجرى عرض المستجدات في لبنان والمنطقة.

رسالة تعزية

وأبرق عون إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني معزياً باسمه وباسم الشعب اللبناني بضحايا السيول الجارفة التي وقعت في البحر الميت. وقال في البرقية إنه تابع «بحزن وحسرة بالغين، الأنباء عن الحادث المفجع. إن لبنان يقف متضامناً معكم في محنتكم الأليمة».

ووجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رسالتين إلى كل من العاهل الأردني ورئيس الوزراء عمر الرزاز، أعرب فيهما عن «آلامه لحادث غرق حافلة الطلاب» وعزى بالضحايا.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة