الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تشرين الأول ١٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
مكاسب سياسية لدمشق بفتح معبري نصيب والقنيطرة
معبر جابر (الأردن)، الجولان، بيروت، دمشق، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
مثل الإعلان عن افتتاح معبري نصيب الحدودي مع الأردن، والقنيطرة على الجولان المحتل، بعد إغلاق دام لسنوات، بالإضافة إلى مناقشة فتح معبر البوكمال مع العراق، مكسباً سياسياً واقتصادياً لدمشق.

وفتحت البوابة الحدودية السوداء لمعبر جابر- نصيب الحدودي الرئيس بين الأردن وسورية صباح أمس، وشوهد أكثر من عشرة من رجال الأمن والشرطة والجمارك الأردنيين يقفون قرب البوابة، بينما اصطفت سيارات أردنية في طابور استعداداً للدخول إلى الجانب السوري.

وبمجرد فتح المعبر، تقدمت سيارة دفع رباعي سوداء اللون في اتجاه سورية، وكان يقودها المستثمر السوري هشام فليون الذي قال لوكالة «فرانس برس»: «أنا سعيد جداً وشعوري لا يوصف». وأضاف: «كان يجب فتح المعبر منذ وقت طويل فهو عصب وشريان مهم للدول العربية كلها ليس فقط لسورية والأردن». وعبر عن سعادته بأن يكون «أول شخص يعبر بعد إعادة فتح المعبر»، «أقول للجميع سورية آمنة وبخير ولا يوجد أجمل منها». وأشار فليون المقيم في الأردن مع زوجته وأولاده، إلى أنه سيقوم بزيارة مفاجئة لأهله في دمشق. وكانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات أعلنت في بيان مساء الأحد أن اللجان الفنية للبلدين اتفقت على الإجراءات النهائية لإعادة فتح المعبر. ووفق الاتفاق «تستأنف حركة النقل البري للركاب والبضائع بين البلدين يومياً من الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي حتى الساعة الرابعة عصراً». وأشار الاتفاق إلى «إمكان مغادرة مواطني كلا البلدين إلى سورية»، لكنه أوضح «بخصوص القدوم للأردن» أن «الشخص القادم (من سورية) يحتاج إلى موافقة أمنية مسبقة. وفي حال العبور، يحتاج إلى إبراز إقامة أو تأشيرة سارية المفعول للبلاد التي ينوي السفر إليها».

وقال مدير مركز جابر الحدودي العقيد عماد الريالات لصحافيين لدى افتتاح المعبر: «نحن جاهزون كأجهزة حكومية داخل المعبر والشركات الخاصة المساندة مثل شركات التأمين والتخليص لاستقبال الأفراد والشاحنات»، مشيراً إلى أن «حركة المدنيين من الأردن طبيعية، ولا توجد أي قيود على السفر».

ويضم مركز حدود جابر نحو 172 مكتب تخليص بضاعة يعمل بها قرابة 600 موظف. وكانت نحو خمسة آلاف شاحنة تعبر بشكل يومي الحدود الأردنية- السورية قبل الحرب.

وقال نقيب أصحاب الشاحنات الأردنية محمد داوود إن «فتح المعبر يجعلنا نستبشر خيراً، فهناك خمسة آلاف شاحنة جاهزة للعبور في حال الطلب منها التحميل والدخول». وأوضح أن «البداية ستكون مجرد عملية تبادل بضائع بين الشاحنات الأردنية والسورية في المنطقة الحرة المشتركة خوفاً من تعرض الشاحنات للأذى من فلول المجموعات الإرهابية».

وبالتزامن أعيد أمس فتح المعبر الوحيد بين سورية والقسم المحتل من هضبة الجولان الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية والمغلق منذ أربع سنوات بسبب الحرب في سورية.

وجاء الإجراء إثر اتفاق تم التوصل إليه الجمعة بين الأمم المتحدة وإسرائيل وسورية. وشوهدت سيارتان تابعتان للأمم المتحدة تجتازان السياج الذي فتح أمامهما من الجانب الإسرائيلي من معبر القنيطرة. وسيقتصر استخدام المعبر في مرحلة أولى، وفق الجيش الإسرائيلي، على القوات الدولية الموجودة في هضبة الجولان. واعتبر في بيانه إن «افتتاح المعبر سيساعد على تطبيق اتفاق فك القوات من العام 1974 بين إسرائيل والنظام السوري، وهو الاتفاق الذي يركز على تحديد منطقة عازلة وخالية من قوات عسكرية بين الدولتين». وتشكل إعادة فتح المعابر مؤشراً جديداً على استعادة النظام السوري إلى حد كبير زمام الأمور في البلاد لا سيما المنطقة الجنوبية، بعد سبع سنوات من الحرب.

من جانبة، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في دمشق، أن عملية افتتاح معبر البوكمال، المعروف من الجهة العراقية بالقائم باتت «وشيكة». وقال المعلم: «ننظر الآن في مصلحة الشعبين السوري والعراقي لفتح معبر البوكمال في أقرب وقت». وتربط ثلاثة معابر بين البلدين، أبرزها البوكمال وهو الوحيد الذي تسيطر عليه القوات الحكومية من الجهة السورية في الوقت الراهن. وقال الجعفري: «إن عملية افتتاح المعابر بين البلدين ستكون وشيكة وإن أخذت بعض الوقت». وشدد على أنه «لا يوجد ثمة ما يبرر التلكؤ والتأخير».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة