الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
أيلول ٢٩, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
سهولة الحركة في مناطق النظام السوري تمنحه مكاسب اقتصادية
دمشق - رويترز
يرسل محمد أبو الخير 25 حافلة يومياً من العاصمة السورية دمشق إلى حلب، وهي رحلة تستغرق ثماني ساعات، بعدما كانت حتى وقت قريب تحتاج قرابة يومين.
وجاء تقلص زمن الرحلة نتيجة المكاسب التي حققها النظام السوري والتي سهلت حركة البضائع والأفراد في المناطق التي يسيطر عليها بعد حال من الشلل على مدى سنوات. وأتاح فتح الطرق، التي ظلت غير آمنة على مدى سنوات، بعض الفوائد الاقتصادية لرئيس النظام بشار الأسد بناء على المكاسب العسكرية.
ويشرف أبو الخير على عمليات شركة أمير للنقل، تسيّر رحلات من دمشق إلى حلب التي تبعد 310 كيلومترات إلى الشمال من العاصمة، والتي كانت مركزاً صناعياً قبل اندلاع الحرب. وقال أبو الخير: «في السابق ربما كان الأمر يستغرق يومين للوصول إلى حلب. كان الوضع شديد الخطورة على السائقين».
وتسافر الحافلات حالياً ليلاً ونهاراً، ليس فقط في شطر سورية الذي يسيطر عليه الأسد، وإنما أيضا في الجزء الخاضع لسيطرة تحالف من الفصائل الكردية والعربية تدعمه الولايات المتحدة.
وكان وزير المال السوري مأمون حمدان قال الشهر الماضي إن النشاط الاقتصادي انتعش بدرجة كبيرة، لافتاً إلى التحضير لإصدار شهادات إيداع بالعملة الأجنبية تستهدف تمويل العمليات التجارية مع سعي الحكومة إلى إعادة الإعمار. وقال وزير التجارة الداخلية عبدالله الغربي لـوكالة «رويترز» إن نشاط التجارة الداخلية قفز بنسبة 30 في المئة بعد أن استعادت الحكومة الطرق الرئيسة. وقال المدير التنفيذي لشركة كومباس للشحن والخدمات اللوجستية في دمشق مجد وهبة: «الأمر بات أسهل. وقت أقل ومخاطر أقل».
ولا تزال الظروف صعبة وأسوأ بكثير مما كان عليه الوضع قبل العام 2011. ذلك أن معظم الحدود مغلقة وتخضع لسيطرة نقاط تفتيش عدة، وتقول شركات النقل إن الجنود الذين يديرون تلك النقاط يطلبون رشى في شكل اعتيادي. وعلى رغم ذلك، فإن الوضع لا يقارن بالفترات الأولى للحرب، عندما كان المسافرون عرضة للخطف أو القتل وكان الوصول إلى كثير من المناطق بعيد المنال.
واليوم، باتت شبكة الطرق السريعة الرئيسة القديمة مفتوحة مع الحدود اللبنانية وأيضاً الأردنية التي لا تزال مغلقة حالياً، مروراً بدمشق وحمص وحماة، ووصولاً إلى ميناءي طرطوس واللاذقية وإلى دير الزور في شرق البلاد.
خلال السنوات الماضية، كان الوصول إلى دير الزور، في عمق الأراضي التي كانت خاضعة لتنظيم «داعش»، صعباً وينطوي على مخاطر. وقال عبدالله الملاح الذي كان يشتري تذكرة حافلة للذهاب إلى مسقط رأسه بلدة الميادين قرب دير الزور إنه يسافر حاليا بين البلدة ودمشق مرة كل أسبوع أو اسبوعين. وكشف إنه عندما فر من حكم «داعش» إلى دمشق في العام 2016 استغرق منه الأمر أسابيع لعبور الصحراء. لكن الرحلة حالياً تستغرق تسع ساعات وتتكلف تذكرة بقيمة 12 دولاراً.
وتدير شركة فرح للنقل خمس أو ست حافلات يومياً هناك. وقال مديرها يحيى الخطيب إنها كانت ترسل حافلات بين الحين والآخر حتى عندما كان «داعش» يسيطر على الصحراء وكانت كلفة التذكرة 100 دولار. وفي بعض الأحيان كان الأمر يستغرق شهرين لإيجاد طريق آمن لعودة الحافلة إلى مناطق الحكومة. وقال الخطيب: «لا يوجد خطر الآن. الأمور طبيعية». وتنقل شركة القدموس البضائع بين دمشق والساحل. وقال المشرف على الشركة ميشيل داغر: «خلال الحرب قلصنا نشاطنا كثيراً. والآن زاد النشاط بنسبة 40 أو 50 في المئة».
ومع تعافي الاقتصاد السوري تدريجاً، ترغب الحكومة في تحويل مزيد من الشحنات إلى خطوط سكك حديد أكثر كفاءة. وأعيد فتح المحطة الرئيسة في دمشق هذا الشهر لخدمة مسار قصير إلى معرض تجاري. وقال المدير العام لمؤسسة السكك الحديد السورية. نجيب فارس إن العمل قد بدأ لتجديد الخط الرئيس. وأضاف أن العمل يجري على صيانة وإصلاح وإعادة بناء خط السكك الحديد الذي لحقت به أضرار كبيرة.
وبينما جرى سحب قطار إلى الرصيف خلف فارس، بدا في الأفق صف من مبانٍ دمرتها القذائف بينما وقفت في مسار جانبي عربات قطارات مدمرة يعلوها الصدأ. كان المشهد تذكيراً بمدى الصعوبة التي يواجهها تعافي سورية، وأن الحرب لا تزال تطل برأسها في كثير من المناطق.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة