الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٧, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
الراعي: مَن أراد أن يكون الأول يجب أن يكون خادماً وباسيل: مش فارقة معنا أحد
ناشد البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، من بلدة بعاصير في الشوف «رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الإسراع في تشكيل الحكومة». وتوجه إليهما بالقول: «من غير المسموح أن نتمادى في عدم تشكيل الحكومة، فلا يوجد أي مبرر لعدم تشكيلها. فلا الحصص ولا الأحجام ولا الحسابات هي الأولوية، بل الأولوية هي لبنان والشعب، لا يحق لكم ألا تبنوا حكومة وألا تبنوا وطناً».

وأنهى الراعي أمس، جولته الراعوية في منطقة الشوف التي استمرت يومين. وقال خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة مار الياس في حارة بعاصير: «قلبنا على أطفالنا وشبابنا الذين يجدون أمامهم أبواباً مسدودة، وأجدادنا وجدوا أمامهم أبواباً مسدودة، لكنهم قاوموا وصمدوا، لكن حقكم على الدولة والسياسيين. حق للشباب علينا وعلى الدولة والسياسيين أن يبنوا دولة تفكر بشبابها، لأن الخريجين الشباب إن لم يجدوا دولة تفكر بهم وتؤمن لهم فرص عمل نكون جنينا عليهم». وأضاف: «لا يستطيع أي مسؤول لا في الكنيسة ولا في المجتمع ولا في الدولة أن يتولى مسؤوليته إذا كان يبحث عن ذاته ومصالحه ومكاسبه، هذا يمكن أن يعيش سعيداً نوعاً ما كم يوم معدودة... وماذا بعد». ولفت إلى أن «من أراد أن يكون الأول وصاحب مسؤولية ويبلغ إلى السلطة فليستعد أن يكون الخادم والأخير، أي فليستعد لأن يتفانى في سبيل خدمة الجماعة والخير العام الذي منه خير كل إنسان».

وتمنى على النواب «رفع الصوت، فـمن غير المسموح أن تستمر الأوضاع في لبنان على هذا الشكل، ومن غير المسموح ألا يكون هناك دولة أو أي سعي لحل الدين العام، فليس مسموحاً أن يكون عندنا دولة ومؤسسات ولا نسعى لخدمة الخير العام، ليس مسموحاً أن يستمر الفساد وهدر المال العام، وعلينا أن نعيش ثقافة العيش المشترك الإسلامي- المسيحي».

ومن ساحة برجا أكد أن «الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك، ليتها تعدي المسؤولين السياسيين والحزبيين والتكتلات النيابية، لأن شعبنا يعيش هذه الوحدة الوطنية، ولكن للأسف المسؤولين لا يعيشونها، فمن هنا نطلق دعاء من أجل أن تصبح الوحدة الوطنية معدية». وجدد دعوته في حضور النواب بلال عبدالله، ماريو عون وفريد البستاني إلى «تشكيل حكومة طوارئ حيادية تبدأ ببناء الوحدة الوطنية».

واعتبر أن «كلمة الفساد في لبنان كلمة أكاديمية»، داعياً إلى «الخروج من هذا الفساد لأن من يسرق ويرتشي فعلى حساب الدولة، لذا نحن بحاجة للقيم الأخلاقية».

وفي بلدة المعنية، حيا من قاعة كنيسة مار الياس «الموجودين في بلاد الانتشار، فالدمعة التي رأيناها في عيونهم نحملها إلى نوابنا لينقلوها إلى الدولة»، داعياً «اللبنانيين إلى العودة إلى الوطن»، ومشدداً على «قوة وصبر الشعب اللبناني الذي عانى الحروب والتشرد واعتبرها غيمة صيف». واعتبر أن «غيمة الصيف لا تمر على السياسيين»، داعياً جميع المسؤولين إلى أن «يعيشوا مثل الشعب اللبناني ويتجاوزوا غيوم الصيف».

وكان الراعي زار أول من أمس بلدة شحيم، معتبراً «أننا نتأثر بكل ما يجري في هذا الشرق، لكن علينا أن نضبط شؤوننا بيننا». وقال: «نحن هنا يتمثل بيننا رئيس الجمهورية (النائب البستاني) ورئيس الحكومة (داود الصابغ)، وخيط الكثير في شأن تأليف الحكومة، فالبعض يقول لا تمسوا بالصلاحيات، وهذا يقول لا يحق للرئيس، فهذا كلام في غير محله. فأنا كنت أتمنى ألا يقال في الإعلام أن هناك توتراً بين رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة، وكنت أتمنى أن يسكنا معاً في حال طوارئ، وأن يفكرا وأن لا يغادر أحدهما القصر الجمهوري حتى الخروج بحكومة». وأسف لأنه «بعد أربعة أشهر لم نتفاهم بعد، وما زلنا في نقطة الصفر، وكأننا في اليوم الأول».

وزار بلدة البرجين، حيث ترأس الصلاة في كنيسة سيدة الوردية في حضور النواب عبدالله ممثلاً رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، البستاني، عون، وجورج عدوان. وقال: «لمست التعايش الإسلامي- المسيحي. نحن بحاجة إلى عقول تبحث عن الحقيقة وتعبر عنها باللسان، بخاصة أن هناك في الأرض عقولاً تفكر فقط بالشر والكذب والتضليل. مشكلتنا في لبنان هي أن كل واحد يجعل من رأيه وفكره وشخصه حقيقة، وهذا ما يسمى بالنسبية، لذا فعندما نعود إلى الحقيقة الجامعة سنلتقي».

وفي الدبية، دعا إلى «عدم بيع الأرض والتمسك بها، مسلمين ومسيحيين». وأمل «من النواب حمل هذه القضية، والتمسك بثقافة العيش المشترك والتعددية». ورأى من بلدة ضهر المغارة أنه «لا يحق لنا أن نعبث بدولتنا ومؤسساتها». وقال: «نطلب من المسؤولين السياسيين، ونحملهم الهموم لأن بناء الدولة بين أيديهم، الدولة لا تقوم فقط على السلطة، بل على الشعب. للأسف يتنافسون بالمخالفات وتجاوز القوانين».

واعتبر من الباروك أن «الأزمة في عدم تأليف الحكومة أزمة ثقة، كلنا سيهدم كلنا، كلنا لا نريد أن نعطي، نخاف، كلنا نعرب أننا على شفير الهاوية، بالاقتصاد والمال والهجرة والتراجع، ولكن الحل في أيدينا ولا يحق لنا القول إن السبب هو الخارج، كل الحق على الداخل. نقول حكومة وحدة وطنية بالاسم. هذه الحكومة تبدأ بالمصالحة وطالما لا يوجد مصالحة في القلوب ومحبة وثقة، بل خوف كل واحد من الآخر، فليس من حكومة وحدة وطنية. ربما تولد الحكومة وستولد، إنما يجب الذهاب إلى الأساس ووضع يدنا على الجرح».

باسيل: «مش فارقة معنا أحد برا وجوا»

رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن «أقبح ما في السياسة في لبنان أن من يجد تعباً وتضحية يتهم بالفساد ومن يلهث فساداً يعتبر شاطراً». وقال في افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثالث لشمال أميركا، في مونتريال- كندا: «أنا آت إليكم، حاملاً أثقال السياسة اللبنانية مع طائفيتها ومذهبيتها، مع زبائنيتها وفسادها. في تأليف الحكومة طمع واعتداء وابتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح، لمصلحة الاستقواء الخارجي، وفي الجنسية قوانين ومراسيم وقرارات لإقرارها من جهتنا، وعراقيل وحجج وأكاذيب لتطييرها من جهتهم، فكأن في لبنان من يسعى لجعله أكثر لبنانية، ومن فيه لجعله أقل لبنانية».

وأضاف: «لبناننا عظيم ولكنه مثقل. ما ألبث أن أنشد إليه خائفاً على المقيمين فيه من توطين النازحين واللاجئين، ومتحفزاً لإعادة المنتشرين إليه من خلال الجنسية واستعادتها. كونوا معنا جنوداً للجنسية، فاستعادتها تسقط مشروع التوطين من جانبكم، أما من جانبنا فقد نجحنا سياسياً بإسقاط مشروع توطين السوريين، وها نحن ألفنا البارحة اللجنة اللبنانية- الروسية لتنفيذ المبادرة الروسية بخصوص عودتهم، ونحن نعمل مع الخارجية السورية على إزالة العراقيل من أمام عودتهم».

واستطرد: «يبقى أن مقاومة التوطين ورفض إحلال النازحين واللاجئين مكانكم، ليست فقط سياسية ونحن نقوم بها بكل الأحوال، واختلفنا مع معظم الناس لذلك، ومش فارقة معنا أحد برا وجوا، وما بدنا نعمل رؤساء جمهورية كرمال قضية التوطين، نحن نقوم بالمواجهة السياسية، ولكن هناك المواجهة الاقتصادية وهي في حاجة إليكم».

جنبلاط: كم بليغ كلام الراعي الداعي الى حكومة حيادية لمعالجة الوضع بعيدا عن السجالات
المصدر: "تويتر"
غرّد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط في حسابه عبر "تويتر" بالقول: "أفضل شيء هو التأمل في أحوال هذه الدنيا. ان الدخول في سجالات عقيمة لن يقدم ولن يؤخر. آمل من رئيس الحكومة والوزير حماده معالجة قضية نزار هاني ورجا العلي. كنت دائما مع مبدأ الحوار وهو افضل السبل. دع الامور تجري في اعنتها ولا تنامن الا خالي البال". وكفى مقالات تحريض من اقلام رخيصة".

وأضاف: "والى الموتورين على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن مواضيع الكهرباء وتلوث المياه والنفايات وعجز الخزينة والبطالة وغيرها من شؤون المواطن، اهم مما يفعله صهر من هنا او منظر او موتور من هناك. كم بليغ وحكيم كلام البطريرك الراعي الذي دعا الى حكومة حيادية لمعالجة الوضع بعيدا عن السجالات". 

ويرفض «الشماتة باغتيال أيّ كان»

وغرّد قائلاً: «في السياسة خصومات حادة وقاسية أحياناً وصداقات، منها مرحلية ومنها ثابتة، لكن أياً كانت الظروف ونتيجة الوضع اللبناني الطائفي والسياسي المعقد وغياب الشعور الوطني الجامع، فإنه من غير المقبول الشماتة باغتيال أي كان والى أية جهة سياسية انتمى».

وتزامنت تغريدة جنبلاط مع سجالين حادين على مواقع التواصل الاجتماعي، الأول حول ذكرى اغتيال الرئيس السابق للجمهورية بشير الجميل، إذ انتقد ناشطون على هذه الوسائل الرئيس الجميل واتهموه بأنه «إسرائيلي»، في وقت كان مناصرو الجميل «يأسفون لخسارته». أما السجال الثاني المحتدم، فهو على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واتهام الادعاء في الجلسات التي انعقدت الأسبوع الماضي، القيادي في «حزب الله» مصطفى بدر الدين الذي قتل، بأنه العقل المدبر لعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ دافع مناصروه عنه وعما فعله.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة