الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٥, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
فلسطين
السنوار يتّهم السلطة الفلسطينية بالتعاون مع «شاباك» لإفشال المصالحة
غزة - فتحي صبّاح
اتهم رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار، «جهات فلسطينية رسمية»، لم يحددها بالاسم، بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي «شاباك» لإفشال المصالحة الفلسطينية. وقال: «إننا نستطيع، في دقيقة واحدة، أن نقلب الطاولة على رؤوس الاحتلال، لكن للأسف البعض لم يترك إلا واحداً في المئة للاتفاق مع شعبنا والباقي مع شاباك»، في إشارة إلى تصريحات الرئيس محمود عباس، قبل أيام قليلة، بأنه متفق مع رئيس «شاباك» بنسبة 99 في المئة.

وأضاف السنوار أن هناك من «أفشل» جهوده في تحقيق المصالحة وإنجازها، متهماً «دولاً كبيرة»، لم يسمها أيضاً بالاسم، بأنها «أرادت إحباطها»، معتبراً أن «الأمور الآن لا تسير بالوتيرة المطلوبة للمصالحة، لكننا لم ولن نفقد الأمل حتى تحقيق هذا المسار الوطني».

ولفت السنوار، خلال لقاء مع نخب شبابية حول المستجدات السياسية والتطورات على الساحة الفلسطينية في مدينة غزة أمس، إلى أن «هناك رؤيتين مختلفتين للمصالحة، الأولى مبنية على الوحدة والشراكة الحقيقية من دون استثناء أحد (يقصد بها رؤية حماس)، والثانية رؤية مفادها هازم ومهزوم وفوق الأرض وتحت الأرض»، في إشارة الى رؤية عباس وحركة «فتح». وأعلن أنه «بعدما وصل مسار المصالحة إلى طريق مسدود، تم التخطيط لإحداث انفجار داخلي في قطاع غزة من أطراف عدة، لكن مسيرات العودة أفشلت هذا المخطط».

وشدد على أن «غزة هي عنوان للتحدي ورفض مؤامرة تصفية القضية». وأردف: «على رغم البيئة الاستراتيجية الصعبة التي تحيط بالقضية الفلسطينية، إلا أن شعبنا أثبت قدرته على مواجهة الصعاب لأنه متمسك بحقوقه وثوابته». وشدد على أن «مسيرات العودة هي خيار شعبنا وفصائلنا الفلسطينية، وتمثّل اليوم حالة تحدياً للاحتلال ولمؤامرات تصفية القضية». وأكد أن «قطاع غزة لم يرد أن يُكتب له أنه وقف صامتاً أمام نقل (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب السفارة (الأميركية) إلى القدس المحتلة في أيار (مايو) الماضي، فيما كانت هناك تعبيرات خجولة عن هذا الرفض»، في إشارة إلى عباس.

وتطرق إلى مساعي منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، الذي أجرى محادثات وجولات مكوكية خلال الأشهر الأخيرة من أجل التوصل الى اتفاق للتهدئة. وتابع: «قلنا لملادينوف إن وظيفتك تغيّرت من موفد أممي لعملية السلام، وبتّ موفد الأمم المتحدة للحيلولة دون الحرب».

وأوضح أن «الوسطاء كانوا يأتون (إلى حماس) مرات عدة في اليوم عندما كان الضغط الشعبي على الاحتلال قوياً، والآن الضغط تراجع بإرادتنا لإتاحة الفرصة للأطراف لكسر الحصار، ونحن ندرك أن الاحتلال لا يتحرك نحو كسر الحصار إلا تحت الضغط».

وزاد أنه «لم يتم الحديث عن أي اتفاقات سياسية مع الاحتلال، ولو وافقنا على شروط الرباعية وتسليم الأنفاق والصواريخ، لحُلّت أمورنا، لكننا لا نزال متمسكين بالعودة وحقوق شعبنا».

وقال: «حوصرنا على مدار 12 سنة، وحُرم أطفالنا من دواء السرطان شهوراً وسنوات، والعالم الظالم لم يعرنا أي اهتمام، إنما تحرك لإيجاد حلول لأزمة الاحتلال».

وتابع: «اتخذنا قراراً بأن الحصار يجب أن يُكسر بعزّ عزيز أو ذلّ ذليل، ومَن لا يعجبه ليشرب من بحر غزة، أو سنجعله يأكل من رمله... وتثبيت وقف إطلاق النار يعني أننا لن نعود إلى مربع الحصار مطلقاً. وعندما عُرض علينا حل مشكلة موظفي غزة فقط، رفضنا وقلنا إن المطلوب كسر الحصار عن غزة بالكامل».

وفي ما يتعلّق بالتهدئة، قال السنوار: «نحن لا نريد الحرب ومعنيون بتثبيت وقف إطلاق النار منذ العام 2014، لكن هذا لا يعني أننا غير جاهزين لصدّ أي عدوان، فنحن على أتم الاستعداد والجاهزية مع فصائل المقاومة... ولن نذهب وحدنا في مسار تثبيت وقف إطلاق النار، بل بوجود غالبية فصائل وقوى شعبنا».

وحدد شروطه لتثبيت وقف إطلاق النار وفق اتفاق 2014، بـ»توفير رواتب الموظفين، سواء في حكومة غزة أو موظفي السلطة، وحل مشكلة الموازنات التشغيلية للوزارات، وتوفير 50 ألف فرصة عمل جديدة، ومشاريع بنية تحتية، و(حلّ أزمة) الكهرباء، و(توفير) ممر مائي بين غزة وقبرص».

ووصف «من يظن أن هناك حديثاً عن مطار في إيلات وغيرها» بأنه «جاهل ولا يعلم شيئاً». ولفت الى أن «الحديث الآن يدور حول ممر مائي بين قطاع غزة وقبرص وحل مشكلة (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) أونروا حلاً جذرياً... ولن نسمح بأن يفقد الشباب الفلسطيني في غزة الأمل، وألا يملكوا فرصة حياة كريمة».

ودعا السنوار إلى «عقد مجلس وطني يشمل الفصائل كافة، من دون استثناء، فنحن نريد منظمة تحرير تمثل الجميع».


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة