الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
أيلول ١, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
الولايات المتحدة توقف تمويل «أونروا» وألمانيا تزيد مساعداتها
واشنطن، رام الله (الضفة الغربية) - رويترز
أوقفت الولايات المتحدة أمس (الجمعة) كل التمويل الذي كانت تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في قرار يؤجج التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وندد ناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار ووصفه بأنه «اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأمم المتحدة».
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان إن نموذج عمل «أونروا» وممارساتها المالية «عملية معيبة في شكل لا يمكن إصلاحه».
وأضافت أن «الإدارة راجعت المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا».
وأوضحت الناطقة أن «توسع مجتمع المستفيدين أضعافاً مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمراً قابلاً للاستمرار...».
ويأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان الإدارة أنها ستخفض 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهته عبر الناطق باسم «أونروا» كريس غانيس عن أسف الوكالة العميق وخيبة أملها بعد القرار الذي قال إنه مثير للدهشة نظراً لأن اتفاق التمويل الأميركي في كانون الأول (ديسمبر) أقر بالإدارة الناجحة للوكالة.
وقال غانيس في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها «معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه»..
وتقول الأونروا، التي تأسست قبل 68 عاما، إنها تقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة، غالبيتهم أحفاد من هربوا من فلسطين خلال حرب العام 1948 التي أدت لقيام دولة إسرائيل».
ويقول ترامب ومساعدوه إنهم يريدون تحسين وضع الفلسطينيين وكذلك بدء المفاوضات في شأن اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن في ظل إدارة ترامب، اتخذت واشنطن عدداً من الإجراءات التي أبعدت الفلسطينيين بما في ذلك الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، في تغيير لسياسة أميركية استمرت عقوداً، ما دفع القيادة الفلسطينية إلى مقاطعة جهود واشنطن للسلام بقيادة مستشار ترامب وزوج ابنته جاريد كوشن.
ودفعت الإدارة الأميركية 60 مليون دولار لـ«أونروا» في كانون الثاني (يناير) لكنها حجبت 65 مليوناً أخرى بانتظار مراجعة للتمويل من أصل تعهد قيمته 365 مليونا للعام.
بدوره اعتبر قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم عباس، أن «هذه الإجراءات الأميركية المتلاحقة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأمم المتحدة. هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيء. لم يعد للإدارة الأميركية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءاً من الحل».
وأضاف أن «أونروا باقية ما بقيت قضية اللاجئين، لن تستطيع أميركا ولا غيرها حلها».
وفي غزة دانت أيضاً حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخطوة الأميركية وقالت إنها تمثل «تصعيدا خطيرا ضد الشعب الفلسطيني».
وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري أن «القرار الأميركي يهدف إلى شطب حق العودة ويمثل تصعيداً خطيراً ضد الشعب الفلسطيني».
وأضاف أن القرار «يعكس الخلفية الصهيونية للقيادة الأميركية التي أصبحت عدوا لشعبنا وأمتنا، ونؤكد أننا لن نستسلم لمثل هذه القرارات الظالمة».
وتواجه الوكالة أزمة سيولة منذ أن قلصت الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مانحيها، تمويلها في وقت سابق هذا العام قائلة إن الوكالة تحتاج إلى إصلاحات لم تحددها. ودعت واشنطن الفلسطينيين إلى إحياء محادثات السلام مع إسرائيل.
وانهارت آخر محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العام 2014 ويرجع ذلك جزئياً إلى معارضة إسرائيل لمحاولة اتفاق للمصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» علاوة على البناء الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم.
وقالت نويرت إن الولايات المتحدة ستكثف المحادثات مع الأمم المتحدة وحكومات المنطقة والشركاء الدوليين في شأن ما قد يشمل مساعدة أميركية ثنائية للأطفال الفلسطينيين.
وأضافت: «نشعر بقلق عميق إزاء الأثر على الفلسطينيين الأبرياء لا سيما أطفال المدارس نتيجة فشل الأونروا والأعضاء الرئيسيين الآخرين من المانحين الإقليميين والدوليين في إصلاح وإعادة تنظيم طريقة عمل الوكالة».
ألمانيا تزيد مساعداتها لـ «أونروا»
برلين – رويتر
تعهدت الحكومة الألمانية بزيادة كبيرة في تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما خفضت الولايات المتحدة مساعداتها.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن «أزمة تمويل الأونروا تزيد من حالة الشك وعدم اليقين». وأضاف: «ضياع هذه المنظمة يمكن أن يطلق سلسلة ردود فعل لا ضابط لها».
ولفت ماس إلى أن «بلاده قدمت 81 مليون يورو (94 مليون دولار) للوكالة هذا العام حتى الآن، وأنها مستعدة لزيادة إسهاماتها، من دون أن يعلن رقماً».
وقال في خطاب إلى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي: «نحن نستعد الآن لتقديم مبالغ إضافية كبيرة». وزاد: «من الواضح أن التمويلات الألمانية لن تسد العجز البالغ 217 مليون دولار والناجم عن انسحاب الولايات المتحدة». وحض الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى على العمل لوضع «أساس مالي مستدام للوكالة».
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت إلغاء كل الدعم الأميركي لمنظمة (أونروا) التي تعنى بشؤون دعم اللاجئين الفلسطينيين.
ويتوقع أن يتضمن الإعلان الأميركي مطالبة بتقليل أعداد الفلسطينيين الذين يعتبرون لاجئين، والتركيز على حوالى 700 ألف فقط ممن هربوا أو هجّروا من منازلهم خلال الحرب عامي 1948 و1949.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة