الأربعاء ٢٧ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
أيلول ١, ٢٠١٨
المصدر :
جريدة الحياة
الأمم المتحدة تبلغ لبنان حذرها من الحلول المتسرّعة للنازحين
شدد المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي على أهمية «العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين إلى بلدهم»، في وقت أكد لبنان مواصلة «تنظيم العودة المتدرجة للنازحين الراغبين في ذلك استناداً إلى المبادرة الروسية في هذا الشأن».
وعبر غراندي بعد لقائه في بيروت الرئيس سعد الحريري عن «حذر شديد إزاء أي حلول متسرعة في شأن عودة اللاجئين لكي لا تكون لها نتائج عكسية». وقال: «لدينا مخاوف كبيرة، كما سمعتم من الأمين العام للأمم المتحدة وغيره ممن يعربون عن قلقهم من الوضع في إدلب. هذه هي المرحلة الكبيرة المقبلة للحرب في سورية، وقد تكون دموية جداً وهذا ما لا نأمل به. نتمنى إنقاذ أرواح المدنيين قدر المستطاع، والحكومة السورية قالت إنها ستحاول أن تتبنى نهجاً لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المدنيين، لكنكم تعلمون أن الوضع معقد جداً وهو موضع قلق لدى الجميع، بمن فيهم لبنان».
وكانت بيروت محطة غراندي الثالثة في جولة قادته بداية إلى الأردن، ثم سورية. وسمع من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون تمنيه على المنظمات الدولية «أن تقدم المساعدات للعائدين في بلداتهم وقراهم، أو الأماكن الآمنة داخل سورية»، نافياً أن تكون السلطات اللبنانية المعنية «مارست أي ضغوط لإعادة مجموعات النازحين».
وفي الذكرى الـ40 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، استضافت مدينة بعلبك مهرجاناً شعبياً حاشداً أقامته «حركة أمل»، وأطل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على قاعدته الشعبية مستذكراً «الإمام المغيّب وواعداً باستمرار العمل لتحريره».
ووجه بري رسائل إلى المعنيين بمفاوضات تأليف الحكومة اللبنانية، وخصص جزءاً من خطابه لشؤون «منطقة البقاع وشجونها». وقال: «المافيات ورجال العصابات استجمعوا ذواتهم للانقلاب علينا، حاولوا الدخول بين أمل وحزب الله، بين فكي الكماشة المتمثل بالجنوب والبقاع، بين العشائر والعائلات، بين الطوائف والمذاهب. أمل وحزب الله عينان ورئتان في قفص لبنان الصدري».
وأعلن باسم «أمل» و «حزب الله» رفع الغطاء عن «كل مرتكب أو مروّج أو مسيء»، وحض باسم الكتلتين النيابيتين على إصدار عفو عام مدروس يستثني جرائم القتل واستهداف الأجهزة الأمنية مطالباً بـ»إسقاط المذكرات المسطرة بقوة القانون وبقوة صوت الناس، نريد أن نرفع عنهم تهديد الذين يفرضون الخوات». وأضاف: «نؤكد ثقتنا بالجيش والقوى الأمنية لحفظ أمن البقاع». وطالب بـ»إصدار قانون يشرع زراعة الحشيشة لأغراض طبية وصناعية».
وإذ أشار إلى أن «البقاع أكثر تحمّلاً لقضية النازحين»، قال: «ننتظر حلاً سياسياً للقضية بعد تأليف الحكومة ونحتاج إلى كلام رسمي بين حكومتي لبنان وسورية، إذ لا أحد يستطيع فصل علاقة لبنان بسورية، فهما توأمان ومصالحهما مشتركة».
وفي الشأن الحكومي قال بري: «سعينا ونسعى للوصول إلى حكومة تنأى بنا عن الوقائع ولا نحرق الوقت وننتظر القمم والمؤتمرات والحراك الدولي. حكومة لبنان يجب أن تمثل كل قوى لبنان البرلمانية وأن تكون قراراتها كما السيادة، مستقلة ومرتكزة إلى الوحدة الوطنية ومسورة بجيشنا وحرص أجهزتنا... وتقليص الديْن العام الذي صار يشكل أعلى ثالث مديونية في العالم».
وزاد: «يمكن القول متى الحكومة؟ إنني متشائل، أي لا متفائل ولا متشائم. من الآن وحتى 3 أو 4 أيام لا بد من حصول اجتماع بين رئيسي الجمهورية والحكومة، ونأمل بأن تحصل فكفكة العقد بنتيجته».
غراندي في بيروت: مع عودة آمنة للاجئين... الوضع معقد وحرب إدلب قد تكون دموية
جدد المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة فيليبو غراندي تمسك المفوضية بموقفها القاضي بـ «أن أفضل حل للاجئين السوريين في المنطقة والذين يبلغ عددهم خمسة ملايين لاجئ هو في تأمين عودة آمنة وكريمة لهم إلى بلدهم»، بعدما سمع من المسؤولين اللبنانيين الذين جال عليهم أمس، نفياً لأن «تكون السلطات اللبنانية المعنية مارست أي ضغوط لإعادة مجموعات من النازحين»، وتأكيد «أن هذه العودة كانت بملء إراداتهم إلى المناطق الآمنة في سورية».
وكانت بيروت محطة غراندي الثالثة في جولة قادته بداية إلى الأردن، ثم إلى سورية حيث التقى في دمشق المسؤولين في مكتب الموفد الأممي ستيفان دوميستورا، واستطلع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتسهيل عودة النازحين بعد تشكيل اللجنة الخاصة بالنازحين في الشتات.
واستهل غراندي، ترافقه ممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرار ووفد، لقاءاته اللبنانية مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي طالب، وفق المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية، بـ «أن تضطلع المفوضية بدور اكبر في تسهيل العودة الآمنة للنازحين السوريين في لبنان إلى المناطق السورية التي باتت مستقرة وفق تأكيدات جميع المعنيين بالوضع في سورية، ومنهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أظهر مسح أجرته أن هناك 735.500 سوري في لبنان كانوا نزحوا من مناطق سورية باتت آمنة، بينهم 414250 في مناطق يسيطر عليها الجيش السوري النظامي، و102750 في مناطق تحت اشراف التحالف الدولي والقوى الكردية، و218500 في مناطق فيها وجود تركي».
وشدد عون على «أن لبنان سيواصل تنظيم العودة المتدرجة للنازحين الراغبين في ذلك»، متمنياً «على المنظمات الدولية أن تقدم المساعدات للعائدين في بلداتهم وقراهم، أو الأماكن الآمنة داخل سورية». ونفى عون «أن تكون السلطات اللبنانية المعنية مارست أي ضغوط لإعادة مجموعات النازحين»، موضحاً «أن هذه العودة كانت بملء اراداتهم الى المناطق الآمنة في سورية». وعبر «عن قلق لبنان من أي ربط بين عودة النازحين وبين الحل السياسي للأزمة السورية»، داعياً «إلى الفصل كلياً بين الأمرين»، ومسترجعاً قضيتين لا تزالان من دون حل سياسي، القضية الفلسطينية والقضية القبرصية». ولفت عون إلى «أن لبنان أيد المبادرة الروسية لإعادة النازحين ويتابع مع المعنيين بها درس التفاصيل العملية التي تحقق العودة الآمنة لأنه باستثناء الأوضاع الأمنية التي تمس حياة النازحين، فلا يجوز أن يكون هناك أي عائق أمام رجوعهم إلى بلادهم ليعودوا تدريجاً الى حياتهم الطبيعية ويساهموا في إعادة إعمار بلدهم».
وذكر المكتب الاعلامي أن غراندي أعرب عن تفهمه موقف رئيس الجمهورية، من موضوع العودة الامنة للنازحين، شارحاً موقف المفوضية من هذه العودة.
وزار غراندي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وحضر الاجتماع وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الاعمال معين المرعبي ومستشار الحريري لشؤون النزوح نديم المنلا.
مناقشات سورية
وقال غراندي إنه أجرى في سورية «مناقشات مماثلة كما فعلت في الماضي مع الحكومة السورية. ومع تطور الوضع في سورية من المهم التفكير في ما يحصل بمستقبل الوضع هناك». وقال: «الوضع كان سيئاً جداً خلال السنوات الماضية في سورية، لكننا نحاول معرفة مخاوف الناس في ما يتعلق بموضوع العودة أو عدمها. ناقشنا بصراحة كبيرة مع الحكومة السورية كيفية التعامل مع بعض العقبات، وبعضها مادي وبعضها الآخر مرتبط بأمور قانونية، وأبلغنا الرئيس عون والرئيس الحريري نتائج مناقشاتنا. وسيستمر تعاوننا مع لبنان وندرك أن هناك عناصر جديدة دخلت إلى المناقشات، على سبيل المثال خطط روسيا التي من المهم جداً مناقشتها لأنها تلعب دوراً مهماً في سورية في الوقت الراهن. لذلك يجب ان نناقش معها الامر ايضاً».
ولفت غراندي إلى أنه «التقى الجهات الروسية في دمشق وجنيف ولدينا حوار وثيق معها وهي تلعب دوراً مهماً. ونأمل بأن يستمر المانحون بتقديم دعمهم للبنان والأردن وتركيا أيضاً، لذلك نحتاج إلى دعم الدول المانحة للاستمرار بدعم الدول المضيفة التي تستقبل عدداً كبيراً من اللاجئين منذ سنوات عدة وبكلفة باهظة». وإذ «أمل بأن نجد حلولاً»، حرص على القول: «نحن حذرون للغاية من اي حلول متسرعة لكي لا تكون لها نتائج عكسية، ولدينا مخاوف كبيرة كما سمعتم من الأمين العام للأمم المتحدة وغيره، الذين يعربون عن قلقهم حول الوضع في إدلب. هذه هي المرحلة الكبيرة المقبلة للحرب في سورية وقد تكون دموية للغاية ونأمل بألا تكون كذلك. ونتمنى إنقاذ أرواح المدنيين قدر المستطاع، والحكومة السورية قالت إنها ستحاول أن تتبنى نهجاً لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المدنيين، لكنكم تعلمون أن الوضع صعب ومعقد جداً وهو موضع قلق للجميع بمن فيهم لبنان».
وقابل غراندي عصراً وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.
الأمن العام والعودة
والتقى غراندي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه وبحث معه في أوضاع النازحين السوريين والإجراءات التي تتخذها المديرية لتسهيل عودتهم الطوعية إلى وطنهم.
وكان ابراهيم الــــتقى سفير روسيا لدى لبنان الكسندر زاسبكين، ونـــاقش معه التـــطورات السياسية والأمنية في لبناــن والمنطــقة، والــمبادرة الروســــية لإعـــادة النـــازحــين.
وكانت المديرية العامة للأمن العام لفتت «مندوبي ومسؤولي بعض المنظمات والجـــمعيات التي تعمل في لبنان، تحت عناوين إنسانية، وتتصل في شكل مباشر بنازحين سوريين يرغبون بالعودة إلى بلادهم، وتنــــاقش معهم الظروف المحيطة بهذه العودة، إلى أنها «المـــكلفة من السلطة الرسمية اللبنانية، تنفيذ آلية العودة الطوعية والآمنة للنازحين إلى داخل الأراضي السورية، وبالتعاون مع المفوضية السامية للأمـــم المتــــحدة لــــشؤون اللاجئين، وتطلب من مسؤولي هذه الجمعيات والمنظمات مراجعة المعنيين في المديـــرية في كل ما يتصل بعودة هؤلاء النازحين، وعدم التصرف من خارج الأصول التي ترعى هذه الآلية».
ودعت السوريين في لبنان الراغبين بالعودة إلى مراجعة مراكز الأمن العام في كل المناطق لاستكمال الإجراءات اللازمة لتأمين العودة الطوعية والآمنة لهم.
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة