الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢٣, ٢٠١٨
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
تحصين جبهات القتال في شمال سورية تحضيراً لمعركة واسعة
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
تزامناً مع انتهاز قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة والإسلامية الهدنة الروسية – التركية، لتحصين مواقعها وتحصنّها من شمال حماة إلى جنوب حلب تحضراً لمعركة واسعة، حذر القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب من التفاوض مع النظام والدخول في اتفاقات تسوية كما حصل في مناطق أخرى، فيما جرت أمس اشتباكات على محور البحوث العلمية غرب مدينة حلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال.

ودخلت الهدنة أسبوعها الثاني، بعد استكمال عند منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء، الأسبوع الأول من سريانها في محافظة حلب وإدلب وحماة واللاذقية، وشهد الأسبوع الأول خروقات يومية من قوات النظام، عبر استهدافات برية وجوية تسبّبت في سقوط خسائر بشرية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي رصد

قيام قوات النظام بتحصين مواقعها وجبهاتها الممتدة من ريف حماة الشمالي وصولاً الى ريف حلب الجنوبي، مع تحصينات في جبهات أخرى من شمال غربي حماة وجبال اللاذقية، ودخول الآليات إلى مطار حماة العسكري، محملة بالأسلحة والذخائر والبراميل المتفجرة، وبالعناصر والمعدات، إذ إن استغلال قوات النظام لهذا التحصين والتحشد، تحضراً لعملية عسكرية واسعة، مستغلة الهدنة الحالية، جاء بالتزامن مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل الأخرى التي تضم مقاتلين سوريين وغير سوريين، العاملة في أرياف إدلب وحماة وحلب، بتحصين مواقعها وتمركزاتها، وزيادة نقاط تمركزها في المنطقة الممتدة من ريف حماة إلى ريف حلب الجنوبي، وعملت على استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية، تحضراً لأي هجوم تنفذه قوات النظام، والذي تحضرت له في شكل كبير واستقدمت مجموعات موالية لها منحدرة من قرى ريف حماة، وعشرات الضباط لقيادة المعارك ميدانياً.

ووفق «المرصد السوري»، لا تزال قوات النظام تواصل مع حلفائها، تدعيم جبهاتها الواقعة في القطاع الشمالي من ريف محافظة اللاذقية، والمتصلة مع الجبهات وخطوط التماس مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة التي تضم مقاتلين سوريين وغير سوريين، في ريف جسر الشغور وسهل الغاب، وقيام قوات النظام باستقدام المزيد من الآليات والعناصر والمعدات والذخيرة، إلى هذه الخطوط.

وبالتزامن، قال الجولاني في تسجيل مصوّر نشرته «الهيئة» على أحد حساباتها على تطبيق تلغرام الثلثاء: «إن المرحلة التي يمر بها جهاد الشام اليوم تحتاج منا كفصائل مجاهدة التعاهد أمام الله ثم أمام شعبنا الصابر، أن سلاح الثورة والجهاد (...) هو خط أحمر لا يقبل المساومة أبداً ولن يوضع يوماً ما على طاولة المفاوضات».

وأضاف: «في اللحظة الأولى التي يفكر فيها أحدنا أن يفاوض على سلاحه يكون قد خسره بالفعل، وإن مجرد التفكير في الاستسلام للعدو وتسليم السلاح له لهو خيانة».

ونشرت «الهيئة» صوراً للجولاني خلال زيارة قام بها لتفقّد قواته في ريف اللاذقية الشمالي، إذ ظهر رفقة مجموعة من القياديين في قمة كباني بريف اللاذقية، وقالت «الهيئة» إنه تفقد غرفة العمليات العسكرية.

وتأتي زيارة الجولاني إلى ريف اللاذقية، بالتزامن مع حشد النظام السوري قواته لبدء معركة عسكرية تستهدف المنطقة الواقعة بين اللاذقية وحماة وحلب وصولا إلى إدلب.

إلى ذلك، أعلن الجولاني استعداده لأي معركة في محافظة إدلب، مبدياً الرغبة في التعاون مع الفصائل العسكرية الأخرى.

واعتبر القائد العام للهيئة أن المواقف السياسية تتغير بين فترة وأخرى، مؤكداً في السياق أن موضوع تسليم السلاح في الشمال لا يمكن المفاوضة عليه، وشدد على أن الاستسلام يعتبر «خيانة».

وتسيطر «الهيئة» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، بينما توجد فصائل إسلامية ينضوي معظمها في إطار «الجبهة الوطنية للتحرير» وبينها حركة أحرار الشام، في بقية المناطق. وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي.

وشدد الجولاني على أن اتفاقات التسوية، التي حصلت في مناطق عدة في سورية كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة وآخرها في درعا والقنيطرة جنوباً، لن تتكرر في إدلب.

وقال إن «ما جرى في الجنوب لن يسمح أبناء الشمال الشرفاء بأن يمرر في الشمال».

ونفذت «الهيئة» وفصائل أخرى خلال الأيام الماضية، مداهمات في إدلب اعتقلت خلالها عشرات الأشخاص بتهمة التواصل مع النظام من أجل التوصل الى اتفاقات تسوية، عادة ما تنص على دخول قوات النظام وتسليم الفصائل سلاحها.

وتابع الجولاني: «حاول النظام وحلفاؤه اتباع نفس أسلوب ما يسمى بالمصالحات الذي أسقط به مناطق الجنوب، إلا أن إخوانكم في الشمال من كافة الفصائل المجاهدة كانوا مدركين لمخططات العدو، فقمنا بمواجهتها واعتقنا رؤوسهم وأفشلنا خطة النظام».

ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية لدمشق في مرحلة أولى على مناطق في أطراف إدلب، آخذين في الاعتبار أن مصير المنطقة مرتبط بتوافق بين روسيا حليفة دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.

وتعد إدلب منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.

وأوضح الجولاني في هذا الصدد: «على أهلنا أن يدركوا أن نقاط المراقبة التركية في الشمال لا يمكن الاعتماد عليها في مواجهة العدو، ولا يغركن وعود هنا أو تصريحات إعلامية هناك، فالمواقف السياسية قد تتغير بين التو واللحظة».

وتطلب روسيا من أنقرة إيجاد حل لإنهاء وجود هيئة تحرير الشام المصنفة «إرهابية» لتفادي عملية واسعة في إدلب. ويرى محللون أن تركيا تعمل على توحيد صفوف الفصائل لأي مواجهة محتملة مع «الهيئة».

رصد المرصد قيام زعيم جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) أبو محمد الجولاني، بجولة عسكرية في جبال اللاذقية الشمالية، حيث عمد الجولاني مع عدد من قادة الصفين الأول والثاني في «الهيئة»، الى تفقد عناصر الهيئة والخطوط الأمامية.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة